أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - قراءة آرامية وسريانية للقرآن-3














المزيد.....

قراءة آرامية وسريانية للقرآن-3


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 12:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذه المقالة نستمر في عرض بقية أمثلة المنهج:
ب) مثالا عن المنهج رقم 2 هناك كلمة بسيطة عجز المفسرون شرقا وغربا عن شرحها حتى الآن وردت في سورة المدّثر الآية 51 وهي (قسورة) ، ومفهومها من نص الآيات 49 – 51:
( ما لهم عن التذكرة معرضين / كأنهم حمر مستنفرة / فرت من قسورة ).
أجمع المفسرون العرب على أن هذه الكلمة حبشية الأصل لبعدها عن العربية وقدّروا بأنه لابد أن المقصود منها ألأسد لفرار الحمر (اي الحمير) منه ، بعد أن تبين لأحد المفسرين بأن ألأسد يقال له بألسريانية (أريا) ، مما يدل على أن بعضهم كان له إلمام بألسريانية. ثم جاء المفسرون الغربيون فبحثوا في أصل هذا التعبير ولم يجدوا له إشتقاقا من ألحبشية ، فاستنتجوا بأن معنى ألأسد أقرب ما يمكن إشتقاقه من اصل قسر العربي الذي يعني أرغم وأجبر ، وأن المعنى الحقيقي لهذا التعبير ما زال غامضا.
إلّا أن الرسم القرآني يشير إلى إسم فاعل سرياني على وزن (فعولا) (بقراءة فاعولا) المشتق من الوزن العربي فعول وفاعول. والكلمة هي في الواقع سريانية ألأصل ويمكن إشتقاقها من أصل قسر وقصر كما تثبته لنا القواميس السريانية ، فنجد هذا التعبير بقلب السين والواو بكتابة ( قوسرا).
و (قوصرا) وهي كتابة سريانية لا تختلف لفظا عن كتابة (قوسره) و (قوصرة) في غيرها من اللهجات الآرامية. ويذكر لسان العرب بأن أهل البصرة يقولون للمرذول إبن قوصرة.
(والأصح قوصرة او قوصرا لفظا والقاصر او الفاشل معنى) ناسبا إلى إبن دريد قوله: لا أحسبه عربيا ولو نطقوا به قديما ، مما يثبت مجددا إختلاط اللغتين العربية والسريانية سابقا.
والرسم القرآني قسورة أصح سريانيا ويلفظ قاسورا ( بلفظ الواو بالإمالة نحو الواو) وليس قسورة بتشكيل مصحف القاهرة. أما المعنى بشهادة المراجع السريانية فهو ( ألحمار الهرم الذي لا يستطيع الحمل) والمراد بالتعبير القرآني أن هناك احتمالين لفرار الحمر المستنفرة:
1) إما الهرب من شيء مرعب كألأسد ، وهذا امر بديهي يبرر الهرب منه.
2) وإما الهرب من شيء غير مفزع. كقولك عن أحد يهرب من خياله ! وهذا هو المقصود في النص القرآني الذي يشبّه إستنفار الهاربين من تذكرة القرآن بألحمير الهاربين ليس من نظيرهم فحسب ، بل ومن دابة هرمة هالكة ليس فيها ما يدفع إلى الهرب. ويقابل هذا التعبير بألعربية ألقاصر ألمثبت للاصل السرياني لفظا ومعنى ( أنظر كتاب لوكسنبرغ ص 45 – 47).

ج‌) يشير لوكسنبرغ إلى أن المفسرين العرب فهموا كلمة قسورة بمعنى الأسد بينما المقصود منه الحمار الهرم بالسريانية ، وقرأوا الرسم القرآني (وأنظر إلى حمارك) (سورة البقرة ، ألآية 259) بمعنى ألحمار عربيا ، بينما المقصود منه سريانيا صفة لبني آدم. وتوضيحا لهذا التعبير نأخذ عن لوكسنبرغ (ص 176 – 183) الآية المذكورة كمثال عن المنهج رقم 2 و 4 (وموضوع الآية أن الله أمات إنسانا لا يؤمن بالقيامة ثم بعثه بعد مائة عام فقال له):
( وأنظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وأنظر إلى حمارك ولنجعاك آية للناس وأنظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما).
قبل الوصول إلى كلمة (حمارك) يتساءل لوكسنبرغ عما عساه تعالى يقصده بالإشارة إلى هذا الإنسان الذي بعثه بعد ممات مائة عام إلى طعامه وشرابه ، مع أنه ليس هناك أي صلة بألطعام أو الشراب.
ولما لم يمكن فهم هذين التعبيرين عربيا بغير مفهوم الأكل وألشرب ، يرى الباحث شرحهما بمفهوم سرياني يوافق النص القرآني. ولما كانت الألف الوسطى مضافة غالبا في المصاحف اللاحقة ، يقرأ لوكسنبرغ سريانيا (طعما) بشرح المراجع السريانية التي تعطي :
1) معنى العقل والفهم ومشيرا إلى التعبير (السرياني الأصل) الشائع في الدارجة القائل (حكي بلا طعمه) بمعنى بلا فهم.
2) معنى الحال والشأن وألامر. ولما كان هذا المعنى مطابقا للتعبير السرياني التابع (شربا) (بغير معنى الشراب العربي) ، يرى لوكسنبرغ بأن هذين اللفظين مرادفان بدليل الفعل التابع لهما بصيغة المفرد المذكر (لم يتسنه) ، وناسبا هذا الفعل ايضا إلى أصله السرياني (إشتني) الذي يعني تغيّر طبقا لشرح ألطبري ، فيكون ألمفهوم:
3) (أنظر إلى حالك وأمرك ، لم يتغيّر).
ويشرح لوكسنبرغ بأنه علينا أن نفهم ألرسم (حمارك) بقراءة سريانية (جمارك) أي كمالك ( ومنها بألعربية كلمة ألجمر أي إكتمال ألنار) ، فيقرأ لوكسنبرغ ألآية كألآتي:
(وأنظر إلى كمالك) ، مما يعطي معنى منطقيا إلى ما سبق بخلاف القراءة التي درجت منذ تنقيط القرآن بمعنى (الحمار) الذي ليس له اي مكان في هذا النص. ودليل ذلك أنّ تعالى يردف قائلا:
(ولنجعلك آية للناس) وليس ( لنجعل حمارك آية للناس). ويشير لوكسنبرغ أخيرا إلى أن قراءة (ننشزها) خاطئة والمفروض قراءتها (ننشرها) داعما هذه القراءة العربية بدليل مرادفها السرياني (فشط) الذي يعني عدا ، نشر وبسط: أصلح وعدل ، فيكون معنى ألآية بقراءتها ألعربية وألسريانية :
(أنظر إلى حالك وأمرك لم يتغيّر وأنظر إلى كمالك ولنجعلك آية للناس أنظر إلى ألعظام كيف نصلحها ثم نكسوها لحما).

في المقالة القادمة سنتطرق إلى بقية أمثلة المنهج.



#كامل_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-2
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-1
- ألسريانية والحروف المقطعة في ألقرآن
- الموت والحياة والخلود
- الإله الذي غاب
- لعنة الذهب ألأسود-12
- لعنة الذهب ألأسود-11
- لعنة الذهب ألأسود-10
- لعنة الذهب ألأسود-9
- ألنبوة وألولاية
- شطحات صوفية
- ألماسونية -3 - بين ألمحافظة والتجديد
- ألماسونية -2- ألماسونية وألدين
- ألماسونية -1- كيف بدأت الماسونية
- ألأسينيون في قمران
- يهودي غامض- يسوع ألناصري- ألخاتمة
- يهودي غامض- يسوع ألناصري- 3
- يهودي غامض- يسوع ألناصري- 2
- يهودي غامض- يسوع ألناصري
- نهاية ألعالم في ألرؤى أليهودية


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - قراءة آرامية وسريانية للقرآن-3