أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار جبر - العبادي والجبوري والاختبار الصعب!!














المزيد.....

العبادي والجبوري والاختبار الصعب!!


عمار جبر

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يمر العراق على طول تاريخه الحديث المعاصر بفترة صعبة كالتي يمر بها الان، فعلى الرغم من ان البلد قد مرّ باحداث وحروب متكررة ومتتابعة، الا انه لم يمر بمحنة اقتصادية وامنية معا وبدرجة خطرة تهدد كيانه ووجوده ومستقبل شعبه، فالعراق ومنذ تأسيس دولته الحديثة عام 1921 وحتى فترة ما قبل الازمة الاقتصادية كان قوة اقتصادية جبارة ومحورا تجاريا وماليا مرموقا، بل وكان ذو تأثير كبير على اقتصاد المنطقة الاقليمية وحتى العالم، وبذات الوقت كان قوة عسكرية ضاربة منذ تاسيس جيشه قبل قرابة المائة عام والى حد الان.
اليوم؛ يعيش العراق معتركا صعبا وامتحانا مصيريا يناضل فيه من اجل الحفاظ على كيانه واستقراره ووحدة شعبه واراضيه، فهو يمر اليوم بازمتين متداخلتين ومعقدتين الى حد كبير، فبعد ظهور تنظيم داعش الارهابي في مناطقه الشمالية وسيطرة هذا التنظيم على ثلث مساحته مخلفا ملايين النازحين والمشردين والالف من القتلى، مع تدمير شبه كامل للبنى التحتية لهذا المناطق بل وان معظم المدن قد دمرت بشكل كامل، يناضل العراقيون اليوم من اجل استرداد هذه المناطق وتحريرها من نير احتلال هذا التنظيم الارهابي الذي ازهق الارواح واهلك الحرث والنسل، لكن مع كل هذه التحديات وغيرها مما يعيشه العراق اليوم، تأتي الازمة الاقتصادية العالمية والمتمثلة بهبوط اسعار النفط لتضيف عبئا آخر على البلد ليكون في مأزق حقيقي وغير مسبوق.
لكن، ومع كل هذه الاخطار التي يمر بها البلد يرى العراقيون ان الامور ستكون على ما يرام، لان التغييرات وخصوصا على المستوى السياسي جاءت مناسبة وانقذت البلد من كارثة حقيقية كادت ان تودي بمستقبله ووحدته ونسيجه الاجتماعي.
فلو نظرنا الى اوضاع العراق السياسية في الفترة من 2010 الى 2014، فالبتاكيد كانت مرحلة صعبة اذ ان النزاع السياسي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية قد وصل الى حد القطيعة واسهم في هدر الكثير من الوقت فضلا عن الاموال الطائلة دون مبرر، وخلق بيئة مناسبة لاستشراء الفساد والاصطفاف الطائفي وتدمير كامل للمنظومة العسكرية والامنية، بل وادى ذلك الصراع الى استفحال المجاميع الارهابية والمليشاوية وسيطرتها على معظم مناطق العراق وهيمنة العصابات على مؤسسات الدولة المهمة مع سكوت تام ازاء الفساد المالي والاداري، على الرغم من ان ميزانيات البلد في هذه الفترة كانت الاعلى في تاريخ العراق.
فما الذي كان سيحصل لو ان تلك القيادات استمرت في دفة الحكم الى الان وفي هذه المرحلة الصعبة؟ بالتاكيد لاصبح العراق في خبر كان واختفى من المنطقة كليا وتحول الى دويلات متناحرة مع بعضها البعض.
والحقيقة ان قيادات اليوم والمتمثلة بالعبادي والجبوري ربما اكثر هدوئا وسكينة وحكمة من سابقيهما، وافضل تعاونا مع بعضهما، لاسيما وانهما تمكنا من انهاء الحرب الاعلامية الشرسة التي ظلت مشتعلة لسنوات بين الكتل السياسية الكبرى ونجم عنها كل هذا الخراب.
وبرغم الظروف القاهرة إلّا ان الرجلين يؤديان بشكل جيد، خصوصا وان العراق لازال صامدا امام الازمة الاقتصادية، وبدأ يحرز تقدما واضحا ضد مجاميع الارهاب وتمكن من تحرير الرمادي مركز محافظة الانبار اهم المعاقل التي كان يسيطر عليها داعش وقبلها تحرير محافظة صلاح الدين، ولم يتبق الا مدينة الموصل ويكون العراق قد حرر كامل اراضيه من التنظيم المتطرف.
لذا؛ فان اجتياز العراق لهذه المرحلة يعتمد على قدرة الرجلين في التعامل مع الاحداث، وفيما لو نجحا في ذلك يكونان بالتاكيد ارقاما صعبة في العلمية السياسية خصوصا اذا تمكنا ايضا من تحييد الفساد وضربه بقوة وتخليص العراق من آفته الخطرة، وهذه مهمة يجب ان لا يغفلها العبادي والجبوري في المرحلة القادمة.



#عمار_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرمادي تتحرر لكنها مدمرة.. وتحتاج لوقفة وطنية حقيقية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار جبر - العبادي والجبوري والاختبار الصعب!!