أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المامون حساين - لماذا يكرهوننا؟














المزيد.....

لماذا يكرهوننا؟


المامون حساين

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم أشعر بالعار، ليس لأنني أستاذ فقط، ولا لأنني مغربي ، ولا لأنني انتمي لوزارة التربية الوطنية ، التي وزيرها لا يدري ما يفعل بجيل اساتذة المستقبل ، بل لأنّني تناولت طعام الغداء في بيتي قبل أن أكتب هذه المقالة ،في الوقت الذي كان التنكيل والاهانة بإخواني وأخواتي من الاساتذة المتدربين، أشعر بالعار لأنّني متخم، سامحوني يا أيها الابطال من الاساتذة المتدربين ، سامحونا ولا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا.
يعرف المغاربة في هذا اليوم أن من شوّه صورة بلده هم أبناء بلده، صور الاساتذة الذين لم يعد في أجسادهم مكان لتلقي المزيد من هروات قوى القمع وكأننا في سنوات الرصاص، الصور التي تذكرنا بأزمنة اعتقدنا أنها ولت ، هذه الصور لم تفبرك لتشويه صورة الأمن ومن القى الاوامر.
رغم أن هناك فصول في الدستور المغربي ل2011 تحمي المظاهرات السلمية، الا أن الأمن لم يسمع أي منها، دعوا الفصول جانبا، دعوا احترام المربي جانبا وقيّم الوطنية ودعوا الأخلاق جانباً ، ألم يخطر في بالهم لحظة أنّ ابنه، أو بنته، قد يقعون في نفس الوضعية مستقبلا ؟
الصور والفديوهات التي توتق للعدوانية التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي ، وثِّقت فيها مشاهد بعض من اشكال العنف الغير المفهوم والغير المبرر الذي تعرض لها اساتذة الغد يؤكد أن "الهراوة" أو "الزلاط" الأمني مازال شغالا وبقوة ضد المحتجين والتظاهرات الاحتجاجية السلمية، وهذه نغمة "نشاز" حادة في سمفونية صيرورة تقعيد الديمقراطية المغربية التي تخطو خطواتها الأولى عندنا.
فقليلة هي الوقفات الاحتجاجية التي قام بها الاساتذة المتدربين التي حرمت من "حظها الوفير" من "زلاط" مصالحنا الأمنية، وهذا أمر أضحى يدعو إلى القلق الكبير في وقت سقط فيه جدار الخوف – الذي كان عمود سياسة تدبير الأمور في عهد سنوات الجمر والرصاص- ولم يعد رجال الأمن و"زوار الليل" الدين كانوا يرهبون عباد الله بتصرفاتهم الدنيئة عندما يقع المرء بين مخالبهم وأنيابهم ويستفردون به وراء شمس القانون والأعراف الإنسانية. لذا كل تدخل أمني عنيف وتفعيل الهروات الأمنية، بات يشوه سمعة البلاد أكثر مما يردع المحتجين الغاضبين، بل يساهم في تأجيج الغضب العارم لأوسع فئات الشعب المغربي اعتبارا لظروف الأزمة المركبة الخانقة التي يعيشها المغرب حاليا. إذ كل القطاعات "تغلي" وكل شبر من المملكة أضحى بؤرة للغضب وعدم الرضا على الأوضاع، فليس هناك قطاع على امتداد التراب الوطني لا يشهد إضرابا أو احتجاجا.
إن التدخل القوي والمبالغ فيها لرجال الأمن والقوات المساعدة وهجومها السافر والهمجي في حق الاساتذة المتدربين، يؤشر لأزمة دولة تستدعي تدخل الملك للإقرار بضرورة تفعيل القانون بحذافيره.
ومما يزيد الطين بلة، إذا علمنا أن هناك تساؤلات بدأت تطفو على السطح بقوة بخصوص طبيعة العلاقة بين وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة وتموقعها الوزيرين ضمن الهيكلة الحكومية. فهل هي فعلا وزارة كباقي الوزارات أو أنها فوقها بشكل أو بآخر وأنها تغترف تعليماتها من خارج دائرة الحكومة،. فهذا أمر انكشفت تجلياته في أكثر من مناسبة...
ان مهندسي سياستنا الأمنية – التي أكل عنها الزمن وشرب- مازالوا لم يعوا بعد أن تدخلات القوات الأمنية وتفعيل هراواتهم لا يحل المشكل بأي شكل من الأشكال، وإنما على العكس من ذالك بالتمام والكمال، يضاعف من مداه وحجمه، كما من يُوسّع من دوائر الغضب المستطير ويؤججه. وإن استمرّ الوضع على هذا المنوال، سيأتي وقت يصبح فيه المحتجين أكثر عددا، وهذا ما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
إن التدخلات الأمنية العنيفة وتفعيل الهراوات بسهولة فائقة وتجاوزات بعض الأمنيين ذوي عقلية سنوات الجمر والرصاص، باتت تساهم في تأجيج الاحتقان الاجتماعي وأحيانا تكون سببا مباشرا في أحداث أليمة تحرج الجميع، فمتى يعي المسؤولون بخطورة هذا المنحى؟



#المامون_حساين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكم ستبيع صوتك؟
- الدرس الفلسفي في حاجة لعدة بيداغوجية متجددة
- القراءة كخبز يومي
- المرأة من يبنغي أن يقرر في الاجهاض
- تدريس الفلسفة بالمغرب: آفاق وتحديات المهنة (حوار صحافي مع ال ...
- من يشتري البكالوريا ؟
- جميعة قدماء بئر انزران تنظم الايام التواصلية
- في رحيل السوسيولوجي محمد جسوس
- رابطة جنيف لحقوق الانسان تنظم مناظرة وطنية لنوادي المناظرات
- ندوة تحسيسية حول المخدرات والتدخين
- الانتفاضات الورقية للنقابات
- تخليد الذكرى بالثانوية التأهيلية بئر أنزران
- لا وصاية لكم على عقولنا
- هل أصبحنا عنصريين؟
- نحو تعريف لعلم الاجتماع
- المدرسة كفضاء للتربية الديمقراطية
- الدارجة مجددا؟؟
- هل المبدع مجنون؟
- عشوراء بين-الشعالة-و-الكديدة-
- خبث السياسة


المزيد.....




- الجزائر: دخول القانون الجديد لمكافحة المخدرات والمؤثرات العق ...
- رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يختتم زيارة رسمية إلى مو ...
- الاتحاد الأوروبي يناقش الهجرة والنفوذ الروسي والتركي في ليبي ...
- قصف إسرائيلي يستهدف لواءين بريف اللاذقية
- واشنطن تدين الهجمات على حقول النفط بكردستان العراق
- نظامك الغذائي غني بالبروتين؟.. احذر هذه الآثار الجانبية
- بالفيديو.. بدء انسحاب الجيش السوري من السويداء
- ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة -تسير على نحو جيد-
- -أحداث السويداء- بين تعقيدات الداخل وتدخلات الخارج
- روبيو: الاتفاق على خطوات لإنهاء الاشتباكات في سوريا -الليلة- ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المامون حساين - لماذا يكرهوننا؟