أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل فقد دكتاتور تركيا عقله؟














المزيد.....

هل فقد دكتاتور تركيا عقله؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من يتابع نهج وسياسات وإجراءات سلطان تركيا الجديد، أردوغان، خلال السنوات الأخيرة، يقتنع بأن الرجل فقد الحس بالتغيرات الجارية في الواقع الإقليمي والدولي، أو أنه يسعى للهروب إلى أمام بدلاً من الإسهام السلمي في معالجة مشكلات المنطقة وتركيا، وانهيار أحلامه بإعادة الحياة للسلطنة العثمانية التي ماتت منذ إعلان الجمهورية التركية في العام 1923. ولا يمكن للدكتاتور، الذي يسعى إلى تغيير الدستور واستفراده بالسلطة، أن يدرك العواقب الوخيمة المرتبطة بسياساته العدوانية إزاء الشعب الكردي بإقليم كردستان الشمالية وإزاء العراق وشعوب المنطقة، والتي ستكون وخيمة على الشعب التركي واقتصاده وعلاقاته الدولية أيضاً. والسؤال هنا: ما هدف هذا التخبط السياسي للرئيس التركي؟ يبدو للمتتبع أن أردوغان قد فقد البصر والبصيرة، وهي نتيجة كل المصابين بجنون العظمة والنرجسية المرضية والرغبة في التوسع الشوفيني على حساب حقوق وأراضي الآخرين. فهو من جانب قد ساهم بدعم ومساندة التنظيمات الإرهابية، داعش والنصرة وغيرهما، وسمح لإعداد غفيرة منهم بالعبور إلى سوريا والعراق بفتح الحدود أمامهم واعتبار تركيا الظهير والمؤخرة لهذه العصابات الإرهابية في توفير الأمور اللوجستية، وعزز من دورها في التوسع بأراضي الدولتين السورية والعراقية، ثم احتضن بعض قوى المعارضة السورية المدنية بالتعاون مع قطر وشوه أهدافها ومهماتها وأساء إلى البعض الذي ما يزال متورطا بالعمل معه. ومن جانب آخر قام بإسقاط الطائرة الروسية التي كانت توجه نيرانها ضد عصابات داعش وجبهة النُصرة بسوريا، مما ساهم في تعقيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع روسيا وإمكانية تشكيل تحالف دولي واسع النطاق لمواجهة هذه العصابات المجرمة. وبسبب المشكلات التي تواجهه مع الاتحاد الأوروبي، شارك مع السعودية في إقامة التحالف الإسلامي الجديد، ومعهما باكستان باعتباره "التحالف!" المناهض للإرهاب الإسلامي السياسي الذي ساهموا هم في تشكيله ولعبوا دوراً أساسياً في توسيع دوره العدواني والإجرامي الراهن ضد أتباع الديانات الأخرى بالمنطقة كما جرى ويجري بالعراق وسوريا مثلاً.
وطلع علينا دكتاتور تركيا الصغير معلناً عن نيته بتغيير نظام الحكم بتركيا إلى نظام رئاسي تنفيذي مؤكداً سلامة هذا النظام حين قال: "هناك العديد من الأمثلة في العالم للنظم الرئاسية الفعالة، ومنها النظام النازي". (موقع اليوم الجديد، 2/1/2016). ولم يكن هذا الاختيار عبثياً، بل أراد به الإشارة إلى تلك الصلاحيات الاستثنائية التي منحه النظام النازي للدكتاتور أدولف هتلر والتي سهلت له توفير مستلزمات خوض حروب توسعية وممارسة سياسات عنصرية دموية ضد اليهود وضد الشعوب الأخرى وأشعال الحرب العالمية الثانية. وعلى العالم توقع الكوارث والمآسي التي ستلحق بتركيا والمنطقة من جراء سياسات وإجراءات أردوغان وصلاحياته الجديدة المحتملة.
وبصدد الحرب غير المشرفة التي يقودها ضد الشعب الكردي في إقليم كردستان تركيا "قال أردوغان، في كلمة تلفزيونية بمناسبة السنة الجديدة 2016 "قواتنا الأمنية تواصل تطهير كل مكان من الإرهابيين: في الجبال وفي المدن، وسنواصل ذلك". وأضاف أن نحو 3100 مقاتل كردي لقوا مصرعهم بالعمليات داخل تركيا وخارجها, وقال إن لدى بلاده عزما وموارد للتغلب على حزب العمال الذي وصفه بالمنظمة الإرهابية الانفصالية." (موقع الجزيرة، أردوغان يتعهد بـ "تطهير" تركيا من المسلحين الأكراد، في 31/12/2015). إن السياسة التي ينتهجها اردوغان تذكرنا بالسياسات العنصرية والإجرامية التي قادها القوميون والبعثيون بالعراق ضد الشعب الكردي بإقليم كردستان العراق منذ العام 1963 والتي اعتقدوا بأنها ستكون نزهة ربيعية وينتهي أمر الشعب الكردي وقضيته العادلة، ولكنها انتهت إلى قيام الفيدرالية الكردستانية، وهي النتيجة التي سينتهي إليها الوضع بتركيا وسيحقق الشعب الكردي بإقليم كردستان تركيا الفيدرالية أيضاً.
وهنا نشير إلى واحدة من أبرز الظواهر العالمية السلبية هي أن المستبدين كافةً لا يتعلمون من بعضهم بل يمارسون ذات السياسات العدوانية ضد شعوبهم والشعوب الأخرى وينتهون إلى ذات المزبلة. فتاريخ تركيا يؤكد بأن الحرب التي خاضتها الحكومات التركية المتعاقبة قد أودت بحياة أكثر من 40 ألف قتيل وإلى خسارة عشرات المليارات من $ وإلى عشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين والمعتقلين وسجناء الرأي والعقيدة، ولكن هذه السياسة العنصرية لم ولن تستطيع القضاء على حركة التحرر الوطني الكردية بكردستان تركيا.
إن من واجب الكُرد في كل مكان رفض هذه السياسة التركية وإعلان تضامنهم ومساندتهم لنضال أشقائهم الكرد في أقاليمهم الأخرى وليس التصدي لهم والتضييق عليهم مما يؤدي إلى عواقب وخيمة في العلاقات بين الأشقاء في الأقاليم الأربعة، كما إن من واجب الشعوب الأخرى، ومنها العربية والأوروبية، تأييد هذا النضال ودعمه وشجب سياسة تركيا العنصرية ضد الشعب الكردي.
ويواجه العراق حالياً عدواناً تركياً ينبغي التصدي له بكل السبل السياسية والدبلوماسية لمنع بقاء قواتها العسكرية بالأراضي العراقية، وأن يبتعد عن أي تحالف سياسي وعسكري مع إيران، التي لا تقل مطامعها بالعراق عن المطامع التركية، ولكي يمكن منع اشتداد الصراع والنزاع بين إيران من جهة، وتركيا والسعودية وقطر وغيرها من جهة أخرى، على الأرض العراقية والتي ستكون لها عواقب مدمرة ومبرمجة منذ الآن.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2015 سنة مريرة وعجفاء، فماذا يحمل العام 2016 لشعب العراق؟
- كيف يمكن قراءة الوضع السياسي الراهن بالعراق؟
- الاستبداد والقسوة بالعراق
- هل توفر الدولة والحكومة العراقية الأمن والحماية والسلام لمسي ...
- العراق تتقاذفه الإرادات والأجندات الأجنبية!
- رأي في مقال الأستاذ أحمد الصراف -المسلمون وترامب وزوكربيرغ
- السعودية، ينبوع الفكر الإرهابي، تؤسس -تحالفاً إسلامياً- ضد ا ...
- هل كان حيدر العبادي أو ما يزال سيد قراره؟
- جلادو النظم المستبدة كحكامها لا يتعظون بدروس التاريخ!!
- الأهداف التوسعية لتركيا وإيران بالعراق؟
- الدولة العراقية الهشة تتقاذفها سياسات ونفوذ ومصالح الجيران؟
- العالم الحر والموقف من السعودية دولة التطرف والإرهاب والظلم ...
- مواقف تركيا إزاء الحملة المناهضة لقوى الإرهاب بسوريا والعراق ...
- الاقتصاد السياسي للفئات الرثة الحاكمة في العراق
- كتاب -الرثاثة في العراق -أطلال دولة ... رماد مجتمع-
- هل في مقدور التعبئة العسكرية الدولية وحدها تصفية داعش؟
- هل يعي المجتمع الدولي طبيعة الإرهاب الإسلامي السياسي؟
- لمن ولاء أجهزة الأمن العراقية للشعب أم لغيره؟
- هل يمكن تحقيق التغيير بولاءين؟
- شعوب العالم والإسلام السياسي


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل فقد دكتاتور تركيا عقله؟