أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمكاسو يعقوب - فلسفة الفقر أم فقر الفلسفة














المزيد.....

فلسفة الفقر أم فقر الفلسفة


أمكاسو يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 23:05
المحور: كتابات ساخرة
    


فلسفة الفقر أم فقر الفلسفة ......... ؟
كل يوم افتح فيه باب الغرفة.... تشتد وصاله فلا يفتح يتمسك بعضه ببعض :انه لم يأذن لي بالدخول وكأنه هو الأخر لا يريد إلا أن أخرج ... لكن إلى أين إلى شارع الفقراء حيث هناك فقراء مثلي قذفت بهم بيوتهم يبحثون عن رغيف خبز أو نعل يضعونه في أقدامهم لقد اعتادوا كل يوم ان تصفعهم الظروف وتركلهم القيم القديمة و البالية ويدوسهم اصحاب السيارات الفارهة والصاخبون اللمعون ..
فقير انا ؟ نعم وابن فقير أيضا واشعر بالعجز... عاجز أن اشتري وأبيع وعاجز ان أبيع واشتري مما ابيع .. لست كهؤلاء الذين رايتهم في سياراتهم وجوههم لامعة ومغسولة وكيف أن ابتساماتهم عريضة مع أن تركيبة الإنسان تحت الجلد واحد... ولكن كيف يتحول الماء في وجوههم نورا وفي وجهي أنا اصفر باهتا ما هذه الكيمياء؟ هل هناك كيمياء للأغنياء وأخرى للفقراء ربما.
كنا نناقش الصراع الطبقي في الجامعة ولكن ماذا جنينا وربحنا من النقاش ، فأنا لا أعرف سوى فلسفة الفقر ، فكل الفلسفة الموجودة في رأسي لم تعد قادرة على أن تقدم لي كوبا من الشاي ولا رغيفا ولا نعلا لقدمي الحافية
فمثلا أنا اعرف أن الحديد يتمدد بالحرارة ولكن ما الفائدة ؟ اعرف في الليل أنني انكمش بالبرودة في تلك الغرفة اليائسة لكن أين هي الحرارة؟ أعرف أن الخط المستقيم هو أقرب وأسرع طريق إلى نقطتين وانه أقصر من الخط الملتوي هذا صحيح في الهندسة ولكن في الحياة فإن الخط الأعوج هو الذي يصل أسرع ويملأ جيبك أكثر
لقد سمعت المؤذن ينادي للصلاة .... ولكنني لست متوضئا ولا أعرف ما الذي اطلبه من الله فأنا بشر وأفكاري تصدر من جسمي وجسمي له مطالب وهذه المطالب تصرخ كل يوم وانشغل بها، فجسمي يطلب الطعام والطعام لابد ان تعمل من أجله ... ولكن ليس هناك عمل عمل اشتغل فيه و هناك من يأكل دون أي حاجة للعمل وهو أيضا ليس بحاجة للصلاة كي يأكل .... لكن دعنا من هذا فكلنا متساوون فأنا ايضا مثلهم أستطيع مثلا ان اسند ظهري لأية سيارة واقفة في الشارع واختار تلك التي أفضلها دون ان يتهمني صاحبها بانني سأسرق ودون ان يقول لي نتا ,,,ه ه ه حييد ....كما انني استطيع ان أهرش ظهري في اية سيارة واقفة .... ويشعر صاحبها بالسعادة لأنني امسحها بملابسي ...
فقير أنا ؟ نعم وابن فقير كذلك ولذلك فقد أشعر بالعجز.. عاجز أن اشتري عاجز أن أبيع واشتري مما أبيع عاجز ان اركب السيارة واتجه إلى مطعم الى هذه الدرجة ؟؟؟ نعم فنحن الفقراء أغلبية ولكن نصيبنا من الحياة أقل بقليل فالأفواه كثيرة والأرزاق ضيقة
وهل انا حاقد على أولائك الناس لا شك في ذلك هل أمد يدي الى الأرض والتقط اي حجر واضرب اية سيارة ... سيارة أية أحد هذا ما أريده ...فكراهيتي لهم هي نفسها كراهيتي للسلطة فانا اكره البوليس والقضاء والمدرس ورجال الدين لأنهم جميعا قد شربوا من ماء واحد وهدفهم جميعا هو قطع يدي مع أنني لم اضرب السيارة ....
هذه هي فلسفة الفقر ونعيش بها و لقد أردت من الفلسفة منذ البداية أن تأخذ بيدي لكنها بدون أطراف وأريدها أن تطعمني لكنها جافة وأريدها أن تحييني ولكنها ميتة...
وبمنتهى الصراحة فانا أعلنت لنفسي أن فلسفتي قد أفلست فالذي احشر به دماغي هنا هو فقر الفلسفة وليس فلسفة الفقر ...



#أمكاسو_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصور عن الانسان بين الطبيعة البشرية و نظرية اللوح الفارغ-
- مقال عن: الانسان المغربي بين الطقس والاداة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمكاسو يعقوب - فلسفة الفقر أم فقر الفلسفة