أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمكاسو يعقوب - تصور عن الانسان بين الطبيعة البشرية و نظرية اللوح الفارغ-















المزيد.....

تصور عن الانسان بين الطبيعة البشرية و نظرية اللوح الفارغ-


أمكاسو يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 00:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تصور الإنسان بين الطبيعة البشرية واللوح الفارغ.
سيتساءل العديد منا عن معنى العنوان الذي يحمله هذا المقال الذي يوحي في البداية إلى انه لم يصغ بشكل صحيح أو لنقل بشكل بسيط حتى يبدي لم يريد أن يتابع القراءة أي رغبة ملحة في الاستمرار لكنه بالمقابل هو عنوان يدفع بشغف القارئ إلى التساؤل عما يتضمنه مقال تحت عنوان "الانسان بين الطبيعة البشرية واللوح الفارغ" وهذا التساؤل المبدئي في حد ذاته تساؤل فلسفي مشروطـ، وأرجوا أن يكون هو كذلك لأنني عندما شرعت في كتابة هذا المقال كنت اقرأ في دفة كتاب فلسفي حيث أوحى لي بهذه الإشكالية التي نحن ألان بصدد الكتابة عنها وأرجو أن يكون هو كذلك أيضا لان الفلسفة هي وحدهما من تستطيع الإجابة عن ما يعجز الإنسان عن فهمه. وبالتالي سنبدأ بشرح المقصود ب"الإنسان بين الطبيعة البشرية واللوح الفارغ" وهذا يقتضي منا مند البداية أن نحدد ما نعنيه بالطبيعة البشرية هنا وما نعنيه باللوح الفارغ .
إن بالمقصود بالطبيعة البشرية هو كل ما يحدد خصائص الإنسان التي نرى نحن انه لابد ان تتوفر فيه لكي نقول على انه يحمل خصال "إنسان" ويختلف عن باقي الكائنات الأخرى وهنا طبعا باستثناء الهيئة الفيزيقية الجسدية التي بطبيعة الحال يختلف عنها، بينما سنقتصر على ما نسميها الطبيعة البشرية ، طبيعة المحبة، الخير، الكرامة، العطف، الحنان... الخ هذا من جانب و من جانب أخر ما يمنكن أن نسميه منظومة الأخلاق أي كلما نراه نحن على انه يحدد لنا صفات الانسان الجدير بهذا الاسم ، وهذا يدفعنا بالمقابل إلى شرح ما المقصود " باللوح الفارغ" أيضا ، ونعقد المقارنة بين الاثنين فادا أسلفنا الذكر في شرح بسيط للطبيعة البشرية فان اللوح الفارغ هنا يعني أن هذا الإنسان الذي نصفه بان له طبيعة وذو خصائص قارة لا يعدو إلا أن يكون كصفحة بيضاء TABULA RAZA عند ولادته وهو خال من كل طبيعة و مجرد من أي صفة اخلاقية ومن تم يتشكل كليا عن طريق التجارب التي يمر بها وان المسمى المنظومة الأخلاقية و الطبيعة البشرية التي نعتقد أننا نولد بها لا تعدوا هي الأخرى إلا أن تكون تهافت نستكين إليه لكي لا نمزق نرجسيتنا ونكون صورة هشة عن دواتنا باعتبارنا مجرد لوح فارغ من كل خاصية تم نبدأ بتعلم كل شيء من جديد ... ان هذا السؤال إشكالي حقا لأنه يضعنا أمام حقيقة تفترض ألا يكون هناك بثاثا ما نسميه الطبيعة البشرية ! وما نظن انه طبيعي في البشر هو محض كذب و هراء علمي والسؤال هنا هو هل فعلا نولد بالطبيعة البشرية ؟ أم أننا نكتسب كل شيئ عن كريق التنشئة والمجتمع ,.؟
لقد تطور العلم وأحدث ثلاث صدمات كبرى في حق البشرية حيت انها هزت نرجيسية الانسان ولطخت وشوهت صورته عندما كان يعتقد نفسه من قبل انه هو ذاك الإنسان السوبر المختار ومركز الكون وهذه الصدمات الثلاث هي أولا صدمة كوسمولوجية وثانية بيولوجية وثالثة سيكولوجية.
بالنسبة للصدمة الكسمولوجية هي عندما جعل غاليلي مدار الأرض هي ليست مركز الكون كما كان يتوهم للإنسان من قبل فقد كان الإنسان يعتبر نفسه هو مركز الكون، حتى جاءت هذه الحقيقة فقالت انه لا يشكل في الكون إلا حيزا ضيقا، ثم الصدمة البيلوجية وهي التي قال بها داروين التي تفترض الإنسان متحدرا من الحيوان وهنا أيضا جرح لنرجسيىة الإنسان الذي يظن نفسه مخلوق على هيئة الله ،واكتشف أن أصوله قد تكون من القرد والصدمة الثالثة والأخيرة هي التي قال بها فرويد الذي رأى أن ما يتحكم بالإنسان ليس وعيه إنما اللاوعي أو اللاشعور ، إن هذه الثورات العلمية وخاصة البيولوجية والسيكولوجية منها قد جعلت من بعض خصائص الانسان التي ننظر اليها من قبل على أنه مختار فيها باتت ألان مشكوكا فيها فعندما يكون اللاوعي هو الذي يتحدث وهو من يحدد شروط التفكير وطريقة التصرف يعني أننا لم نكن سوى حزمة من المشاعر الغامضة لكن هذه الحقيقة النسبية في الطبيعة البشرية تعطينا فقد الشرعية للحديث عن موضوعنا الأساسي هنا وهو الإنسان بين الطبيعة البشرية واللوح الفارغ.
يقول اريك فروم عند حديثه عن النظام والمجتمع الرأسمالي " أن ظهور الأنانية والجشع في المجتمعات الحديثة هو تناج المجتمع الرأسمالي الاقتصادي الذي ظهر في القرن الثامن عشر والذي احدث تغيرات عميقة في البنيات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الشيء الذي أدى إلى إحداث تغيرات موازية في النظام الأخلاقي وأصبحت المقولات الاقتصادية مستقلة عن الأخلاق فبعد أن كان النظام الاقتصادي في العصور الوسطى محكوم بمبادئ أخلاقية فان عصر الثورة الصناعية جعلت الآلة تحل محل الإنسان وضد الإنسان وانفصلت الأخلاق عن المعاملات الاقتصادية وانمحى مفهوم الثمن العادل بمفهوم طوماس الاكويني " ان هذه الخلاصة التي وصل إليها اريك فروم في كتابه "الإنسان بين الجوهر والمظهر" تجعل كل المساوئ تلتصق بالنظام الرأسمالي المعاصر والذي يصفه هو بالذات على انه سبب شقاء البشرية لأنه جاء ضد الطبيعة الإنسان HUMAIN NATURE وقد جعل المجتمعات العصور الوسطى إي التي لم تشهد الرأسمالية مجتمعات أسمى وهي اكتر المجتمعات تسامحا لان الناس ألهمتهم رؤيا مدينة الرب بينما المجتمعات المعاصرة ألهمتهم مدينة الدنيا لكن ما يهنا هنا فقط هو فكرته عن النظام الرأسمالي، وكيف جعل منه نظام قد اقتلع الطبيعة البشرية اي ما يمكن أن يكون حب و عطف وتسامح ... وزرعت فيه عوض ذلك الجشع والحقد والصراع والانانية... إن هذه التحولات العميقة التي تشهدها المجتمعات المعاصرة فعلا توحي لنا بان الإنسان أصبح في ظلها اكتر غربة وعدائيا من إي وقت مضى في تاريخه، لان النظام الاقتصادي الحالي و الذي بات ينمو بشكل مطرد كل يوم يبتعد بشكل تدريجي عن خدمة القيم الإنسانية على حساب الآلة ومتطلباتها دون يجعل علاقة الانسان بالعالم تتسم بالرفاهية والسعادة ، فالمجتمع الذي نعيش فيه لا يوفر السكينة للبشر بالقدر الذي يجعل منهم غرباء عن ذاتهم وقد دخلوا في دوامة وصراع ضد الزمن بعد أن كانوا يعيشون حياة السكينة وما كانوا ليحتاجوا الى أشياء لم يفتقدوها في ماضيهم ، إن هذه النظرية قد ألهمت أيضا فلاسفة العقد الاجتماعي إذ اعتبروا ظهور المجتمع والانتقال من حالة الطبيعية البدائية البسيطة إلى المجتمع قد جعل من الإنسان أكتر غرورا وأن الإنسان الذي يعيش حياة البدائية في الغابة والطبيعة يكون سعيدا للان طبيعته الإنسان هي أقرب إلى الطبيعة بمفهومها المادي الخارجي لطالما هو في علاقة وطيدة ومباشرة معها منه إلى حياة المجتمع الذي خلقه الإنسان بيده ويعيش خارجه، والفرق بينهما ان الأولى وجدها الإنسان ونما فيها وطور فيها نفسه ككائن يعيش حياته الإنسانية والطبيعية والثانية أوجدها الإنسان ونماها وافتقد فيها لطبيعته الإنسانية ! لأن تحول الإنسان من حالة الطبيعة إلى المجتمع يعني انه سيدخل في علاقة اجتماعية تدوب فيها الذات الفردية على حساب الجماعة وتنمحي فيها العلاقة بين الأنا والطبيعة لتحل محلها العلاقة بين الأنا و الآلة في المجتمع المعاصر وهي فرضية إن أردنا تحليلها يمكن القول على أن الإنسان في بعد جوهره كائن لا يحمل أية صفات تكون قارية فيه لماذا .؟ لأنها لو كانت كذلك لما تعرضت للفساد مهما تتغير الازمنة والامكنة .، وقد بدى مفترضا أن ما يشكل لديه هذه الخصال هو طبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها وبمعنى أخر لو كان في جوهره ينحاز إلى الحب التعاطف والحنان ما كان ليفقد هذه الخصال الطبيعية فجأة و بمجرد انه استبدل الواقع الذي ينتمي إليه ، إن الإنسان الذي خلقه النظام الرأسمالي يجعلنا نعيد النظر في مفهوم الطبيعة البشرية . لأنه لو كان للإنسان طبيعة واحدة لما بقي الإنسان هو هو لا يتغير سلوكه تجاه نفسه وتجاه الأخريين مهما توالت الأنظمة والمجتمعات.
إن الإنسان بين باعتباره دو طبيعة خاصة وباعتباره لوحة بيضاء جعل النقاش يدور حول الإنسان نفسه دون الوصول إلى جواب قار عنه . هل هو فعلا كائن يحب ويتعاطف كما تصوره لنا ملحمة زيوس ام انه صورة أخرى لشخصية سيزيف؟ وهل هو عدائي وأناني.؟ فالجواب الذي قدم ، في ستينيات القرن الماضي هو ان الإنسان الذي نتحدث عنه بطبعة يميل إلى الحب والحنان والعطف والتواصل مع الأخريين ومع العالم في حدود تتجاوز النطاق الذي نعيش فيه ولكن المشكل يكمن في مجتمعات تروج للتنافسية والعدوانية والصراع ويزرع شعور عدم الرضى بما هو موجود وتسعى نحو تحديد هوية الإنسان فقط بما يملكه أي تسعى نحو المادة فقط المادة وحدها ويذلك فان طبيعة الإنسان تنمحي كليا لتبرز لدينا نوع جديد من الإنسان الذي يصعب تحديد هويته مع تصاعد وثيرة السعي نحو المادة .


المصادر:
اريك فروم ،الإنسان بين الجوهر والمظهر: ترجمة سعد زهران إصدارات عالم المعرفة سلسلة يناير1972
المناظرة التاريخية بين نعوم تشومسكي وميشيل فوكو حول الطبيعة البشرية عرضت هذه المناظرة في التلفزة الهلندية سنة 1971 وترجمتها مجلة ( التراث العربي ) يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق



#أمكاسو_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال عن: الانسان المغربي بين الطقس والاداة


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمكاسو يعقوب - تصور عن الانسان بين الطبيعة البشرية و نظرية اللوح الفارغ-