أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - الأصوليّة مرّة ثانيّة - وَلَن يّجْعَلَ ٱ-;-للَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱ-;-لمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً - !















المزيد.....

الأصوليّة مرّة ثانيّة - وَلَن يّجْعَلَ ٱ-;-للَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱ-;-لمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً - !


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل الفرق بيننا وبين اليهود والمسيحيين " في العالم الحرّ " ، أن هذين الفريقين استجابوا للتقدم العلميّ والتطوّير والتغيير، وقاموا بالنقد التاريخيّ للأديان ؛ أي إخضاع النصوص الدّينيّة لسياقاتها التاريخيّة وظروف مجتمعاتها الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة التي جاءت لها وفيها ومن أجلها ، بينما نحن رفضنا كل هذا ، وبقينا على حالنا ، كما نحن الآن . شاكر النابلسيّ ..
بمعنى أخر الأديان مرحلة تاريخيّة ولقد ذكرنا ذلك أكثر من مرّة ومن لا يقرأها بهذه الطريقة كمن يذهب للحج والناس في طريق العودة .. قد يقول قائل ولكن هذه دكتاتوريّة وجوابي هذا رأي شخصيّ .
لمعرفة المزيد على سبيل المثال حول الظروف التاريخيّة للراغبين قراءة الحوار الذي دار بين هاشم صالح ومحمد أركون في صحيفة الأوان – وهو موضوع يخص المفكر والباحث والمؤرخ .
ثقافة المسيحيّ في بلادنا ثقافة إسلاميّة فهو ابن البلد وابن الحيّ والمدرسة والكليّة والجامعة والمؤسسة ,, الشرطي نفس الشرطي والحاكم نفس الحاكم .. نفس العادات ونفس التقاليد وهذا أمر طبيعيّ .. ولكن مع ذلك عندي ملاحظة :
المسيحيّ الأردني يختلف اختلافا جذريًا عن القبطيّ والمسيحيّ العراقيّ حتى في الأسماء لا يوجد فرق بين المسيحيّ الأردنيّ والمسلم وتحديداً المسلم السني .. هذه النقطة لا تزال غائبة عني ولا أدري ما هو الفرق ولماذا ؟ على كل حال :
خياران لا ثالث لهما وعليكم أن تختاروا :
إما أن الإسلام سوف لن يتجاوز هذه المرحلة – الأصوليّة – وبذلك سيتحقق كل ما جاء في النصوص الدّينيّة من قرآن وسنة وسوف يفتحون العالم وسيركع العالم الغربيّ تحت أقدامهم وسيدمرون روما معقل المسيحيّة وسيقتلون اليهود الذين يزرعون شجر الغرقد للاحتماء به وسينزل المسيح ويكسر الصليب إلى اخر ما جاء في النصوص ( حديث خرافة يا أم عمرو ) أو أنّ الإسلام سوف يتجاوز هذه المرحلة ولكن ليس قريباً ( أنا مع هذا الرأي ) ولكننا نحتاج للكثير الكثير فلا زلنا في بدايات الطريق وهو طريق غير واضح المعالم وتنقصه أشياء كثيرة فلا تزال بلادنا بلاد التخلف والجهل والأميّة وأن نتخلص من التبعيّة ومن العبوديّة للدول الأجنبيّة وأن يكون تعاملنا معها تعامل مصالح لا تعامل استعباد من أجل تحقيق مصالحهم ومصالحنا وهذا يعتمد على حكومة مستقلة قويّة وهذا أيضاً لن يكون قريباً وخصوصًا وأن العالم العربيّ يتشظى حاليًا فسوريًا لن تقوم لها قائمة والعراق سيكون أكثر من ولاية واليمن الله عالم بها ناهيكم عن ليبيا .. طبعًا باقِ الدول على الطريق ..
لا العَلمانيّة هي الحلّ ولا الإسلام كذلك ,, الحاكم هو الحلّ .
إما أتاتورك ومهاتير وبورقيبة أو ناصر وصدام والأسد ,, عليكم أن تختاروا ..
هناك رأي يقول بأن أميركا من الممكن أن توافق على إمارة إسلاميّة بقيادة داعش من الرقة إلى الموصل وباقِ المناطق السُنيّة – هذا ما ذهب إليه الزميل عبد الحسين سلمان – جاسم الزيرجاوي - في إحدى نقاشاته بناء على تقارير استخباراتيّة أميركيّة .. على كل حال .. في السياسة كل شئ ممكن وجائز فالمصالح هي الغاية ولا شئ غير المصالح ..
بما أنني مع الرأي الثاني " رأي شخصيّ " وهو تجاوز مرحلة الأصوليّة فسيكون حديثنا عنها ..
حين تصمت الدماء عن حقّها في الصراخ عاليًا في وجوه المتعطّشين إلى الدماء .. يُكتب التاريخ من جهة مغايرة لما حدث و لما لم يحدث .. و لما سيحدث على نحو أفظع .. للآلهة أيضًا حقّها في التحرّر من تجّار اللاهوت الأسود .. نيتشه قال ذات نصّ :" أنّنا لن نتخلّص من الآلهة ..لأنّها تسكن النحو" . لكنّ العالم العربيّ ليس له مشكلة مع الله انّما مشكلته هي تجّار الله ..الذين يقتلون تحت راية الله و يقطفون الرؤوس باسمه ... أم الزين بن الشيخة ..
إذن تجّار الله هم المشكلة ,, في أوربا قبل مرحلة التنوير وفي عهد الأصوليّة كان البابا هو المسؤول عن تعيين الحاكم الطاغيّة على العكس من بلادنا فالطاغيّة هو المسؤول عن تعيين رجال الدين ..
في دراسة بعنوان " نشأة الأصوليّة وأسبابها " قدمها الأستاذ الدكتور خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدوليّة في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانيّة إلى مركز دراسات الوحدة العربيّة تناول فيها تعريف الأصوليّة :
لم تظهر كلمة أصولية في اللغة والمعاجم إلا حديثاً ، فهي لم تشرح سنة 1966 في معجم روبير الكبير، ولم تظهر سنة 1968 في الموسوعة العالميّة Encyclopaedia Universal . أما قاموس لاروس سنة 1966 فيعرفها بكيفية عامة جداً: " موقف أولئك الذين يرفضون تكييف عقيدة ، مع الظروف الجديدة" ، أما لاروس سنة 1979: " استعداد فكريّ لدى بعض الكاثوليكيين الذين يكرهون التكيّف مع ظروف الحياة الحديثة ". سنة 1984 ظهر لاروس الكبير ووضعها داخل حركة دينيّة فـ "الأصوليّة موقف جمود وتصلب معارض لكل نمو أو لكل تطور". ثم يضيف جاعلاً الكلمة تتعدى نطاق المجال الدينيّ : " مذهب محافظ متصلب في موضوع المعتقد السياسيّ". ولا يذهب أبعد من ذلك لاروس 1987: "موقف بعض الكاثوليكيين الذين يرفضون كل تطور، عندما يعلنون انتسابهم إلى التراث"، كما يرى جان ديبوا ومن هذه التعريفات يمكن استخلاص المكوِّنات الأساسيّة للأصوليّة:
1. الجموديّة "رفض التكيّف" و "جمود معارض لكل نمو، لكل تطور .
2. العودة إلى الماضيّ و"الانتساب إلى التراث" و "المحافظة".
3. عدم التسامح ، الانغلاق ، التحجّر المذهبيّ : " تصلب" ، "كفاح"، "عناد". انتهى التعريف .
بدون العودة للجذور التاريخيّة فترة القرون الوسطى وتسلط الكنيسة على كل شئ وقبل ذلك الأصوليّة اليهوديّة ثم ما بعدها الأصوليّة الإسلاميّة ولكن سوف نبدأ مع الأصوليّة الحديثة .
البداية حسب بعض الدراسات والموسوعة المعرفيّة :
نشأت الأصوليّة النصرانيّة أو لنقل المسيحيّة في القرن التاسع عشر الميلاديّ ، حيث عقدت حلقات ومؤتمرات للبروتستانت المحافظين ، وفي أحد المؤتمرات - وهو مؤتمر (نياجرا)- في سنة (1895م) ميلاديّة أعلنت أسس الحركة الأصوليّة ، ولكن الكنائس البروتستانتيّة انشقت في أوائل القرن العشرين فصار أتباعها فريقين : الأصوليين ، والعصرانيين ، ثم في الفترة ما بين (1901م) إلى (1915م) نشر الأصوليون في أمريكا عدة كتابات بعنوان : (الأصوليات) واستعملت فيها عبارة (الأصوليين) للدلالة على العناصر المتمسكة بالتعاليم التقليديّة ، والأفكار المستوحاة من النصوص الإنجيليّة ، والاعتقاد بألوهيّة عيسى وعذرية ميلاده ، وغير ذلك من الأفكار، واستطاعت هذه الجماعة استمالة أكثر من خمسين ألف شخص في بدايتها . انتهى .
ولكن متى ظهرت في عالمنا المعاصر – الإسلاميّ , العربيّ - ؟
هناك أكثر من رأي ,, هناك من قال أنها مع عبد الناصر ومنهم على سبيل المثال الأستاذ شاكر النابلسي :
لا شك أن الثورة المصريّة عام 1952 تتحمل المسؤوليّة الكبرى في ظهور الأصوليّة الدينيّة العربيّة في العالم العربيّ . فقد كانت مصر في العهد الملكيّ رائدة الحرّية السياسيّة والتعدديّة في العالم العربيّ . وكان جيل لطفي السيد وطه حسين من المفكرين الذين أرسوا في الثقافة العربيّة وفي السياسة العربيّة معانيّ الديمقراطيّة. وكانت مصر هي السبّاقة إلى آليات الديمقراطيّة من حيث تشكيل مجلس النواب ، ووضع الدستور، واحترامه ، وتأليف الأحزاب السياسيّة ، وتولية الحكم لحزب الأغلبيّة في البرلمان ، كما كان يتم دائماً مع حزب "الوفد"، على سبيل المثال .
ولكن هناك من يقول بأن الأصوليّة بدأت في العالم العربيّ في منتصف السبعينات ووصول الخمينيّ للحكم عام 1979 .
دخلت هذه الفترة بأحداث كثيرة منسوبة إلى من يعلنون الإسلام ويدعون إليه ، واندلعت بعد هذه الفترة بسنوات الثورة المسماة بـ(الإيرانيّة) . ووقعت في المنظمات الشيعية في لبنان- أحداث كثيرة، وحصل من كثير من بعض المنظمات بعض الأفعال التي فيها تهديد لمصالح الغربيين ، وبدأت هذه المذاهب أو هذه الجماعات تلتفت للمجتمع الغربيّ ، وذلك لما بدأ الصدام مباشرة وبعض العمليات التي نفذت ضد الغربيين . ومع نهاية عام (1980م) كانت الصحف الأمريكيّة تنشر الكثير عما نسميه بالمد الأصوليّ ، كما أن هذه الفترة شهدت تنامي الصحوة الإسلاميّة وظهور المظاهر الإسلاميّة ( كالحجاب واللحية والدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلاميّة ) ، وهذا كله جعل الغرب يعيش في حالة من القلق ، إلى درجة دفعت ببعض الباحثين إلى وصفها بأنها حالة مرضيّة .
في عام 1979 ظهر نبي الإسلام فجأة ونزل الوحيّ في كل من إيران مع الخميني وفي أفغانستان مع ابن لادن .. ثمّ من عبد الله المؤمن الأول – السادات – وصولاً إلى عبد الله المؤمن الثاني صدام حسين – هؤلاء هم أنبياء القرن العشرين من العرب !!! مثلما ظهر نبي الغرب جورج بوش الأبن عندما جاءه الوحي وأخبره عن أسلحة الدمار الفارغ في العراق .. !!
في هذه الفترة تم كل شئ بإرادتنا او بدونها رغم أنوفنا أو برضانا .
في إحدى جبال تورا بورا نزل الوحي على محمد وهو يتعبد هناك .. ولكن الوحي هذه المرة جاء من بلاد العم سام وليس من السماء . فبعد أن كانت المرأة العربيّة تسير في شوارع المدن الرئيسيّة شبه عارية مكشوفة الساقين والصدر أصبح لباسها السواد .. يا سبحان الله !
عام 1979 الخميني في إيران – شيعي - وأبن لادن في أفغانستان سني - وصدام حسين في العراق - طاغية - .. اللعنة على نظرية المؤامرة - !
نسأل كما سأل النابلسيّ :
لماذا ظهرت الأصوليّة في العالم العربيّ في النصف الثاني من القرن العشرين ؟
هناك عدة أسباب دينيّة ، وسياسيّة ، واجتماعيّة ، واقتصاديّة ، وثقافيّة.
هزيمة حزيران " لقد وجدت الأصوليّة بعد هزيمة 1967 وفقدان الأجيال لحلم النصر العسكريّ على إسرائيل ، الفرصة الذهبيّة لكي تقدم خطابها البديل (الإسلام هو الحل) بدل الشعار المهزوم عسكرياً هزيمة منكرة وهو " الاشتراكيّة العربيّة هي الحل" الذي أسس له ورفعه عبد الناصر ونظَّر له مجموعة من المفكرين المصريين وغير المصريين الذين أُطلق عليهم فيما بعد "الناصريون" وكان على رأس هؤلاء عصمت سيف الدولة "– فشل التجربة الاشتراكيّة . لقيت الأصوليّة السياسيّة بعد هزيمة الناصريين واشتراكيتهم في الخامس من يونيو/حزيران 1967 الآذان الصاغيّة من الشارع العربيّ المتلهف لحل سريع وناجع، يلملم به أحزانه ويلثم جراحه، فوجده في شعار (الإسلام هو الحل) الذي التف حوله مئات الآلاف من الشباب المقهور والمعزول والجائع والعاطل عن العمل . " – لا بل فشل كافة القوى التقدميّة – فما هو البديل ؟ البديل حتماً الحركات الأصوليّة وهذا هو الذي حصل ..
بعض الآراء لبعض الأسباب :
نقلاً عن الأستاذ النابلسي : قال مكسيم رودنسون في كتابه (بين الإسلام والغرب) فإن أزمة العرب في النصف الثاني من القرن العشرين كانت أزمة فكريّة – روحيّة بقدر ما هي أزمة اقتصاديّة أيضاً. فلا يكفي تفسير سبب ظهور الأصوليّة تفسيراً مادياً من خلال بيوت الصفيح والأحياء العشوائيّة المنتشرة في مصر، والمغرب ، وفلسطين وغيرها، ولا من خلال الفقر المدقع الذي يجتاح معظم أجزاء الوطن العربي ، ويصل فيه الدخل الفردي اليوميّ إلى أدنى مستوياته . ويؤيد هذا الرأي الباحث الفرنسي برونو إيتيين في كتابه (هواة نهاية العالم : لكي نفهم أحداث 11 سبتمبر) . وعلينا أيضاً أن نلتفت إلى الناحيّة الفكريّة في أسباب عنف الأصوليين . فشيوخٌ ذوو تأثير كبير كمرشدي حركة الإخوان المسلمين المتعاقبين، وشيوخٌ كزعماء الحركات الدينيّة المسلحة، أخذوا ينفثون أفكارهم القروسطيّة ، طوال أكثر من نصف قرن ، دون وجود مفكرين طليعيين آخرين يقفون في وجوههم ، ويقدمون للمتلقيّ العربيّ قراءة علميّة نقديّة للتراث ، باستثناء قلة قليلة كمحمد أركون ، وفؤاد زكريا ، وحسن حنفي ، وعبد الحميد الأنصاري، وأحمد البغدادي ، ومحمد الطالبي ، والعفيف الأخضر، وعبد المجيد الشرفي ، ونصر حامد أبو زيد وغيرهم قلة.
هذا هو بيت القصيد ومربط الفرس " ، دون وجود مفكرين طليعيين آخرين يقفون في وجوههم ،" . أي في وجه الشيوخ .
" من المحمل هناك مفكرين طليعيين من أصحاب العبارات البائسة والتي يرددونها ليل نهار _ بول البعير ورضاعة الكبير وكل مسلم إرهابيّ وحور العين وحرق القرآن وهدم المساجد " يا لسخرية الأقدار ّ !! لا بل يا لعفونة هذه الأفكار !!
هذا هو الفشل الذريع للنخب المثقفة في عدم استطاعتها مواجهة الأصوليّة وشيوخها فكيف اليوم ؟ كيف اليوم مع أشرس الحركات الأصوليّة ومن سيتصدى لها ومن يستطيع إزالة هذه التراكمات ؟
هذا هو السؤال ؟ من لديه القدرة والمقدرة في ظل هكذا اوضاع ؟
هل سيتبدل كل ذلك بجرة قلم ؟ وأي قلم ؟
الأصوليّة هي العائق الرئيسيّ دون شك لكل قيم الحداثة والتطور والتغيير.. فمن يستطيع الصمود أمامها ؟
من يستطيع مجابهة داعش فكريًا ومن يستطيع مجابهة أوضاعنا الاقتصاديّة وماذا يملك وهل بيده أيّ شئ يستطيع أن يقدمه ؟
إذا استثنينا الشيعة والعلويين والدروز والبهائيين والأكراد بالرغم من ان الأكراد سنة فسوف يكون لدينا على أقل تقدير أكثر من مليار مسلم سني وسوف اتفق مع العبارة البائسة – كل مسلم إرهابيّ أو بالأحرى كل مسلم سني إرهابيّ – فمن سيتصدى لتغيير الوعي الجمعيّ لهؤلاء المليار ؟
ماذا يملك أو ماذا لديه وكيف ؟
المسلمون السُنَّة " مليار " هم المعنيون بالتغيير والإصلاح وعلى عاتقهم يقع ذلك . من يفكر بغير ذلك لا يعي ما يقول وأنا مسؤول عن كلامي .. السُنة فقط هم المعنيون بالتغيير والإصلاح .. لماذا ؟ سنشرح ذلك :
بالعموم عدا بعض العقلانيين من أهل السُنة لا يصدق المسلم السًني بأن إصلاح دينه يكون عن طريق المسيحيّة . المسيحيّة في نظره كفر وظلال وشرك وتثليث وعبادة صلبان فكيف سيصدق بكتاباتهم وأراءهم بل هو يؤمن إيماناً جازماً بأن كتاباتهم حقد وكراهيّة وحسد وتشويه وطعن بالنبيّ محمد وبالتاريخ الإسلاميّ .
الجنرال الأميركيّ – كيميت – مساعد وزير الخارجيّة الأميركيّ الأسبق للشؤون العسكريّة قال في لقاء صحفيّ :
لا يكفي أن يأتي رجل – مسيحيّ من الغرب لكي يقول بأن داعش إرهابيّة – دمويّة ,, بل على عاتق المسلمين – السُنّة – يقع ذلك ,, نحن فشلنا في محاربة داعش .. ثم يقول ما معنى أن تقوم طائراتنا من على ارتفاع 18000 قدم بضرب داعش .. الجيش العراقيّ ليس لديه القدرة على صد داعش ولا الحشد الشعبيّ الشيعيّ – الحرب ستكون طويلة وتمتد لجيل كامل والجيل عند ابن خلدون 25 سنة ولكن بعض علماء الاجتماع في العصر الحديث حددوه ب 33 سنة .. كلامه كان بعد إعلان 35 دولة إسلاميّة ومعها 10 دول مهمة بتشكيل تحالف جديد لمحاربة داعش وأخواتها ثم قل / إذا أخرجنا داعش من العراق وسورِيّة فستكون في سيناء مصر وتونس والصومال وليبيا واليمن وباقِ الدول العربيّة .. انتهى كلام الجنرال .
يعني أصبح العدد أكثر من 100 دولة مع التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة والذي مضى عليه أكثر من سنة !
اللهم زد وبارك !!! يمكن الدواعش أقل من مائة واحد !! شرّ البليّة أغربها .. المهم ...
المسلم السُني لا يصدق بأن إصلاح طائفته يكون على يد الطائفة الشيعيّة فهم روافض وفرقة مارقة من الإسلام وضالة وهم عُباد القبور والأئمة .
فكيف بباق الطوائف مثل العلوية والبهائيّة والدرزيّة وغيرها ..
هذه الطوائف في نظر المسلم السني طوائف خارجة عن الإسلام بل هو لا يعتبرها من الإسلام فكيف يكون إصلاح السنة على يد فرق ضالة وكافرة ؟
يجب أن لا نخدع أنفسنا فالسُنة هم الذين يجب عليهم إصلاح أمرهم فهم الأعلى – في نظرهم – والأغلبية .
وَلَن يّجْعَلَ ٱ-;---;--للَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱ-;---;--لْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً , وعشرات الآيات ؟
كوبر نيكس لم يكن مسلماً ولا غاليلو كذلك ولا باقِ الفلاسفة .
كل ما عدا ذلك سفسطة لا تقدم ولا تؤخر وحشو كلام وإدعاء فارغ .
إذا كان الموضوع عن الكلام والنقاش والجدال والشتائم والمناكفات فمرحبا به أما إذا كان الموضوع عن التغيير فنصيحتي للجميع أن لا تستخدموا هذه الكلمة فهي غير موجودة في قاموسنا ..
نحن لم نستطع تغيير أنفسنا لحد الان فكيف سنغير أوضاعنا الدينيّة والثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة ؟
المشهد السياسيّ الحاليّ والثقافة المنحطة لغالبيّة الشعوب العربيّة يؤكدان أننا لا زلنا لم نتلمس الطريق بعد ناهيكم عن الآفات الأخرى والتي لا حصر لها ..
من يتابع باهتمام مجريات الأحداث والصراع الدوليّ والإقليميّ لمنطقة الشرق الأوسط سيتأكد بأننا امام طريق طويل وصعب محفوف بالمخاطر والألغام ولن نستطيع نحن تقرير مصيرنا بأيدينا بل على العكس نحن مجرد ريشة في مهب الريح وما علينا سوى الانتظار لما سيقرره أسياد العالم من فلسطين إلى المغرب العربيّ مروراً بأهم جزء في المنطقة – العراق – سورية – مصر خصوصًا والخليج العربي عموماً ..
لا شئ غير السياسة ولا شئ غير المصالح ولا شئ يتحقق من هذه المصالح إلاّ عبر السياسة ..
أخيراً :
أن المثقف الذي أفنى حياته النضاليّة يدافع عن حرّية الناس ومصالح الجماهير أو يطالب بتغيير الواقع والمجتمع ، لا يرى الآن ما يحدث من تغيرات يتحرر معها الناس من وصاية النخب أو بيروقراطيّة الإدارات والدول . مما يدل على تعلقه الكاذب بالحرّية أو على جهله بمعنى الحرّية ، بقدر ما يؤكد على أن المثقف لا يحسن سوى انتهاك ما يدعو إليه ، أو على أنه الوجه الآخر للسياسيّ الذي يعارضه ، إذ الصراع بينهما ليس من أجل الجماهير بل عليها . وتلك هي الفضيحة :
لا يريد المثقفون للجماهير أن تتحرر من السيطرة والوصاية.
علي حرب .







#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصوليّة هي الأصوليّة في كل مكان وزمان !
- العبارة الحمقاء - كل مسلم إرهابيّ - !
- شئ من الفلسفة مع كارل بوبر !
- بين الاستبداد والمواطنة !
- البرجوازيّة العربيّة ,, حقًا ما يقولون ؟
- مجتمعات الكراهيّة !
- داعشيات 1 / 2 !
- يا حبيبتي يا داعش ,, كل ده يطلع منك ؟
- سبتمبر باريس !
- شبعنا حكي ! فأين الفعل ؟
- عَلمانيّة وعَلمانيّة ! شتان بين الثرى والثريا !
- حرق القرآن هو الحلّ .. حقًا ما يقولون ؟
- هل ..... ؟
- مجتمعاتنا بين التبعية الغربية والشرقية – ما هو الفرق - ؟ الج ...
- مجتمعاتنا بين التبعية الغربية والشرقية – ما هو الفرق - ؟ الج ...
- لماذا ؟ أكبر سؤال مطروح على الساحة الثقافيّة دون إجابة !
- آراء فيسبوكيّة حول داعش ..
- مقتطفات من كتابيّ – الخرافة في زمن العلم واليهودي اللا يهودي ...
- ولادة الأنبياء – محمّد , عيسى – بين الروايات التاريخيّة وعلم ...
- استغلال الدين من قبل الطغاة !


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - الأصوليّة مرّة ثانيّة - وَلَن يّجْعَلَ ٱ-;-للَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱ-;-لمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً - !