أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - علي سنجاري والقضية الكردية















المزيد.....

علي سنجاري والقضية الكردية


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 17:19
المحور: سيرة ذاتية
    


علي سنجاري والقضية الكردية
ابراهيم العلاف
يهديني بعض الاخوة والاخوات على مدار السنة ، كتبهم التي يصدرونها ممهورة بتواقيعهم الجميلة ، وكلماتهم الرقيقة بإعتباري استاذا للتاريخ الحديث وصديقا لهم ، وللاسف فإن الوقت لايسعفني في الكتابة عن هذه الكتب وإبداء الرأي فيها الا بعد فترة زمنية ، وانا آسف لذلك ويبدو انني اليوم تحفزت لقراءة كتاب الاستاذ علي سنجاري وهو قيادي قديم في الحزب الديموقراطي الكردستاني ، وحسنا فعل عندما وثق بكتابه المؤلف من ثلاثة أجزاء: تاريخ القضية الكردية وحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق " كما عايشها ، وخبرها ، وعرفها وإمتحن فصولها يوما بيوم وساعة بساعة .
ومع أنني أتحفظ على أفكار ، ومعلومات ، ومواقف ومصطلحات ، وتسميات ، وردت في الكتاب لكني أقول أن الكتاب –بحق – وثيقة تاريخية ؛ ففضلا عن انه يدون معلومات غاية في الاهمية عن القضية الكردية ، وارتباطاتها ، ومواقفها ، ومواقف الاخرين منها ، فالكتاب يضم نسخا من وثائق مهمة وحساسة وجديدة وغير منشورة من قبل وقد عثر عليها في اماكن متعددة نتيجة الاحداث التي مرت بها العراق سواء في التسعينات من القرن الماضي، أو بعد الاحتلال الاميركي البغيض .
ومما أعجبني في الكتاب ان الاستاذ علي السنجاري يسمي الاشياء بمسمايتها الحقيقية فهو يلوم المحتلين الاميركان على حلهم الجيش العراقي ، وعلى اصدارهم قانون اجتثاث البعث ، وعلى جلبهم عملائهم من الخارج ، وتسليمهم دفة الحكم في بغداد ، وعبثهم بمقدرات العراق وسعيهم لافلاسه وتدميره .(ص 16 من الجزء الثالث ) .وقد قال ان مافعله السفير بريمر رئيس سلطة الائتلاف في العراق انعكس سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية في العراق .
ومع ان الاستاذ علي سنجاري كان قريبا جدا من الملا مصطفى البارزاني ومطلعا على معلومات مهمة، واسرارا خطيرة ، إلا انه ينتقد الاوضاع في اقليم كردستان العراق ، ويتحدث عن سلبيات واخطاء قاتلة ترتكب من مسؤولين ، وان ثمة فساد مالي واداري مستشرٍ ، وأن هناك طبقة برزت من تجار السياسة ، واصحاب المصالح والشركات ودون حسيب ولارقيب مما يهدد مستقبل الاقليم .
في الكتاب مباحث كثيرة عن اوضاع العراق في الستينات ، والسبعينات ، والثمانينات ، والتسعينات من القرن الماضي ، وعلاقة هذه الاوضاع بالقضية الكردية، وهناك متابعة لما يسمى (مؤتمرات المعارضة ) لنظام الحكم السابق ومفاوضات الجبهة الكردستانية مع الرئيس السابق صدام حسين ، وانتخابات اقليم كردستان ونشاطات حزب العمال الكردستاني التركي في كردستان العراق، وظروف الاقتتال الكردي –الكردي ، والتدخل التركي في كردستان ، ودخول القوات العراقية الى اربيل استجابة لطلب من مسعود بارزاني في رسالته الى بغداد في 23 اب 1996 ، والحيلولة دون التغلغل الايراني في الاقليم ، ووقفه ، والحفاظ على السيادة العراقية .
ويقف الكتاب عند مؤتمر صلاح الدين للمعارضة 27-31-10-1992 ، ومؤتمر فيينا16-19-6-1992 ، ومؤتمر نيويورك 29-31-1999 ، ومؤتمر لندن 14-15-12-2002 ، وتورط قوى قومية وبعثية عربية اشتراكية في هذه المؤتمرات الممولة من قبل الاميركان الغزاة .
وفي الكتاب وقفات عند مؤتمرات الحزب الديموقراطي الكردستاني وخاصة السادس، والسابع ، والثامن ، وحتى الثالث عشر المنعقد في اربيل بتاريخ 10-18-2010 .
يقول المؤلف ان هذا الكتاب وما ورد فيه لايغني عن مذكراته التي يزمع نشرها في كتاب لاسيما وانه كان قياديا فاعلا ، ومسؤولا كبيرا في الحزب الديموقراطي الكردستاني لسنوات طويلة وقبل ان يخرج من الحزب لاسباب سوف يذكرها في مذكراته ، وهو يأسف لان الثورة الكردية –كأي ثورة –أكلت ابنائها . كما ان مكاسبها صارت لغير من قام بها .يقول في خاتمة كتابه الصفحة 508 ما نصه :" انني ادرك بأن ماورد في الكتاب من معلومات ، وحقائق مهمة وموثقة انا شاهد عليها وعشتها عن قرب، قد لاتعجب وترضي البعض وربما تزعجهم .وهذا لايهمني لانني الان على أعتاب الثمانين من العمر وما بقي من سنوات العمر لاتستحق الحسبان للمستقبل ولايهمني من يرضى او لايرضى وكل ما يهمني رضى الله وضميري وكشف الحقائق للاجيال الحالية واللاحقة الذين حرموا من كشف الكثير من تلك الحقائق ..." .
والاهم من ذلك أنه يخاطب الكوادر القيادية الحالية في الحزب الديموقراطي الكردستاني ويقول لهم بأن يتذكروا ان كراسي المسؤولية زائلة ولو دامت لغيرهم ما وصلت اليهم وعليهم الابتعاد عن الغرور والكبرياء والنظر الى ( التحت ) حيث الجماهير المناضلة والكادحين والفقراء وكسب رضاهم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ..وليس النظر الى ( الفوق ) والى الاعلى وكسب رضى القيادة فحسب؛ لان هذا الرضى مؤقتا وعندما تنتهي مهمتهم ينتهون ويغدون غير صالحين للاستخدام (اكسباير ) وعليهم الاتعاظ بمصير من سبقوهم من الذين كانوا في قمة الحزب سابقا ، وناضلوا وضحوا وتعذبوا هم واسرهم وكانت نهاية الاكثرية الساحقة منهم مؤلمة ومحزنة ."
علي سنجاري تدرج في الحزب الديموقراطي الكردستاني من عضو الى عضو المكتب السياسي للحزب في سنة 1964 .. له كتاب بعنوان :" الحركة التحررية الكردية " صدر سنة 1997 ، وفي سنة 2006 صدر الجزء الاول من كتابه :"القضية الكردية وحزب البعث العربي الاشتراكي " وتضمن 45 وثيقة وفي السنة 2007 صدر له كتاب بعنوان :" اوراق من ارشيف كردستان " تضمن مجموعة من مقالاته المنشورة في جريدة "التآخي " لسان حال الحزب الديموقراطي الكردستاني وتصدر في بغداد باللغة العربية .وفي سنة 2008 أصدر كراسا بعنوان :" اضواء على حقيقة علاقات حزب العمال الكردستاني PKK مع سوريا " .وفي سنة 2009 صدر الجزء الثاني من كتابه :"القضية الكردية وحزب البعث العربي الاشتراكي " وتضمن 58 وثيقة وتحدث فيه عن اوضاع الحركة الكردية في العراق بعد انكاسة ثورة ايلول 1961 في اعقاب اتفاقية الجزائر في اذار 1975 وانبثاق الاحزاب الكردية والصراع والمنافسات والاقتتال فيما بينهم واندلاع الحرب العراقية –الايرانية .
أعجبني المؤلف في تقرير حقيقة مهمة وهي ان الاكثرية العظمى من اجيال شعب كردستان العراق بعد سنة 1991 لايجيدون اللغة العربية وهذا تتحمله الاحزاب الكردية وحكومة اقليم كردستان والمثقفين الكورد المتعصبين وقال ان من الضروري اتقان العربية لانها لغة القرآن الكريم ولغة القومية الاولى في العراق ج3 ص 515 .
بقي ان نذكر بأن المؤلف الاستاذ علي سنجاري من مواليد سنجار في الموصل سنة 1933 واسرته فلاحية كان قد دخل غمار السياسة منذ شبابه (منصف سنة 1956 ) حيث كان موظفا في محطة قطار الموصل –قسم الكهرباء وكان ذلك على يد استاذه ومعلمه الاستاذ صالح اليوسفي وقد تعرض للاعتقال لمشاركته جماهير الموصل في التنديد بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 اثر تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لقناة السويس . وقد احيل الى المجلس العرفي العسكري في كركوك واطلق سراحه وكانت مشاركته في التظاهرة بتوجيه من مسؤول اللجنة المحلية للحزب الديموقراطي الكردستاني في الموصل صبغة الله المزوري .وسرعان ما فصل من وظيفته ونقل الى بغداد وقد ظل على صلة بالاستاذ صالح اليوسفي الذي كان يشغل وظيفة كاتب عدل في محكمة الموصل . وقد شارك في استقبال الملا مصطفى البارزاني اثر عودته الى العراق في مطلع تشرين الاول 1958 من الاتحاد السوفيتي السابق بعد ثورة 14 تموز 1958 .وقد توطدت علاقته بالملا مصطفى البارزاني وبعد اجازة الحزب رسميا في 20-101960 اصبح مسؤولا عن هيئة المراقبة والتفتيش لمنطقة الموصل وعضوية لجنة الفرع فيما بعد وكان قد تعرض للمراقبة الامنية وتعرض للاعتقال وهو موظف في مركز التلفونات الالي في الموصل بعد تموز 1961 وقد غادر الموصل الى بغداد واصبح مسؤولا لفرع بغداد للحزب ثم اصبح عضوا في اللجنة المركزية بعد المؤتمر السادس تموز 1964 .
لم يحظ علي سنجاري بتعليم اكاديمي .. دخل الوظيفة الحكومية لكنه سرعان ما كان يفصل منها لنشاطه السياسي في الحزب الديموقراطي الكردستاني كما سبق ان قدمنا ..وقد قاتل مع الحركة الكردية انظمة الحكم في بغداد وقد صارت له خبرة عملية ووصل الى قمة الهرم في الحزب لكنه يقول – بألم- انه تعرض للتهميش والغبن من رفاق دربه لكنه يرفض العزاء طالما في الحياة ظلم واجحاف لكنه مع هذا يظل وفيا لما آمن به وهذا عزاءه .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة فصل الاساتذة في تاريخ العراق المعاصر
- مصاهرات وزواجات ونسابات في تاريخ العراق المعاصر
- 50 عاما من تاريخ مجلة الاقلام ( العراقية )
- العراق :دراسة في تطوره السياسي تأليف الدكتور فيليب ويلارد آي ...
- بشير مصطفى 1920-1976 شاعر موصلي
- ماجد السامرائي وصفحة- آفاق - في جريدة الجمهورية
- عبد الهادي صالح متصرف السليمانية
- الاستاذ الدكتور عبد الامير محمد امين والتأريخ للخليج العربي ...
- الشيخ عبد الكريم الماشطة 1881-1959 من دعاة فكرتي الحرية والس ...
- المؤرخ عبد الحليم أحمد الحصيني
- موسى كاظم عثمان آل شاكر 1895-1980 .. من بناة الدولة العراقية ...
- حسين محمد القهواتي مؤرخ عراقي كبير
- رحيل الشاعر الاستاذ مؤيد الراوي 1939-2015
- ناجي معروف 1910-1977 والتوثيق للحضارة العربية الاسلامية
- صلاح حميد الجنابي عالم جغرافية المدن العراقي الكبير وداعا
- يونان عبو اليونان 1893-1965 صحفي عراقي رائد
- المؤرخ الدكتور أحمد محمود محمد البجاري
- وفاة الدكتور ابراهيم علاوي
- الدكتور كامل جاسم المراياتي في الملتقى الدولي -الهوية والدين ...
- الملك فيصل الاول 1921-1933 ودوره في تأسيس الدولة العراقية ال ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم خليل العلاف - علي سنجاري والقضية الكردية