أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بصلو - بين سُلَم مزركش وأرجوحة














المزيد.....

بين سُلَم مزركش وأرجوحة


فرج بصلو

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


أحياناً-
عند المساء تزداد فيّ الأشواق
لشيء شكله غاب
عن عقلي

ها قد لفتتني عطور الحياة
برودة الخريف القارصة تصفع محياي
صخب الصغار يسير في أفكاري
ويفتح لي فوهة في جدار الذاكرة

بينما خيط القدر
نسج قماشاً كالحاً
وحيوات الحزن تجلت بألف لون
توأم
لظلمة الألماس
والفحم

*
وعند الغروب ليوم عادي جداً
بمسيري في الشارع
بديت لنفسي طويلاً
ومرتفعاً جداً من على كهرباء الشارع
تعجبت فتعجت لي
إذ بدا لي أن السماء ملء دررها ونورها
تحوم عند جبيني
وبيني لبيني على الأرض الدافئة
مجملها ساحرة, سارت أمامي مواكب الصبايا
تبعث ضجة حداثة
لا شيء يمتثل حلاوتها

"أواه يا نهر الزمان كيفها
أصواتك تعج بدمي!"

*
الشهوات الصغيرة, الشهوات الكبيرة
والمطالبة بالكمال التام
شبيهة اشتهاء شيء
ربما مستحيل

ضناء العقل –
خراب الجسد يومياً
بهجة التجلي وفاجعة الضياع
شيء مغزول شيء منسوج كالعجب
زهاء شهقات أنثى تلد
زهاء تشعب النبات في الأرض

ورحيل الطيور الدقيق. المحدد
خلف الحرارة
خلف القوت
وخلف المناظر المشبعة بالخلبة والحنين

*
من عين البعد بالبصر يوَّثق أفقاً
آخراً
فيتجلى على هيئة أخرى
لن تكتمل هيئتها أبداً
كملامح الحياة نفسها
وبالتيار يستمرون دورة وإختلاف
تكاثر وزمان
وبياض الأعماق المتجلي بفاجعة المعرفة
كبياض شرشف ينفرش إزاء النظر
ليتفجر ببخار الفصل
الحار
بكل تلميحة تشع طية مخفية
كالدقة المشعة
التي تفترشها الروح

*
كي يستوعب مشاهد عمره
على الإنسان المشي في الشارع
وبمروره أمام منشآت الملاهي
المهجورة يدرك
أن طفولته منسية هناك
وهي متروكة بين سلم مزركش
وأرجوحة
وإذ من تلة التراب
تسطع له معلقة
يسطع معها كل ما دمفنه الزمان
(سطوح سكن وغرسات الثمار الحلوة)

وثم بدائلاً حضارية
ومعمارية
جزر القضاء وانعدام العزاء

*
أيفسر هذا الرخاء بالسعادة!
يعج الشارع ويفرغ كعادته
دون عين اخرى لتكبح
شلالات النور
وكل هذه الفتنة الآتية من الهباء
إلى الهباء تزول كرفة العين

أيفسر هذا الرخاء بالسعادة!
إلى الحيطان الزرقاء يوصد الفؤاد
وبشرى النهار قد تصَل بالرنين
وبشرى النهار قريبة بالتأكيد
لا تتذمر
ففي الشكوة تضمحل عدة أشياء
ومسافات الزمان تُحتضن
أبداً في الزرقاء ومن الأبد في العلاء

*
سافر ايها السائق سافر ففي نهاية الطريق
تنتظرني الحسرة وينتظرني الخبز
فانا هجّيت إلى الدنيا
كما ضباب تشرين الممسوس
الذي فقط رياح السماء تضبط
إتجاهه
سافر واعبر الإزدحام
فهذه السهول الممتدة من الأنحاء
إلى الأفق المثقل بالغيوم
مخصصة لإنماء توتٍ
وورود في ميعادها

سافر بالتأكيد:
ترابها الأحمر الخصب
مازال ينفي إحتضاني

*
ذات مرة رأيت غرسة ضئيلة
بمرور الأيام تضخمت
وفرعّت أفنانها
يدي وحنكي أدركوا حلاوة ثمارها
وهي طوال الأيام إنتصبت
على حدود الأيام

وبمرور الأيام رأيتها خالية عارية
لكنها تعلو إلى ما فوق السطوح
وتتشابك بمناظر الغيم
وزرقة السماء ترتسم
بين أفنانها الرمادية

آواه أيتها الزرقة التي لن تتبخر أبداً
شجرة الأيام
المتفرعة في معابر العمر والزمان



#فرج_بصلو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحوم الحمام في سحر اللحظة
- واجب - تضامنا مع إبراهيم اليوسف
- أكتفي بتوقيع التاريخ على إنسانيتنا
- الحصان العاطل عن العمل يكتفي ببعض الحشيش
- الغبار ممتد إلى ليل السماء درباً
- شيء ما يغمز كالعدوى ويسطع تقرير سري عن الشعر الحديث
- !هل شوه أدياني أتباع الأديان ؟
- ابراج متوفقة وحظ ناقص
- السرامين وكرم النجوم
- إزدهار الليمون في النسيم الحالم . أشعة النور والنوروز لقامشل ...
- أتخيل لا موت في مملكتنا فهل أنا م ج ن و ن !
- طلاء الذهب على قدح الشاي
- الواقع : شيء يسخر من حالو...
- رسمات...
- الظمأ هو الحقيقة
- تسونامي: المد البعيد للذاكرة
- للأحلام أكثر من مغزى
- يقصّون الجبل قِطعاً والسَّنط يزدهر
- العتمة في إبداع السجون والمنافي


المزيد.....




- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بصلو - بين سُلَم مزركش وأرجوحة