أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بصلو - السرامين وكرم النجوم














المزيد.....

السرامين وكرم النجوم


فرج بصلو

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


1
كالرحلة في قطار غريب إلى ليل عتيم
في النافذة تتحرك أفنان برقصة هادئة. والطبيعة
كأنها تجمدت ساكنة. دوماً يعود البشر الى الدار
للأحلام القديمة. والأرض تلم قطرات الندى
الى أحضانها راجعة كالأطفال.
لوحدها القطارات في الليالي.
يشق ضوءها
قوافلاً ثقيلة للظلام. ووجوه بعيدة تلوح
للدنيا العابرة رويداً في سبيلها أنحاء الجبال

٢
والأيام البعيدة كانت مثقلة كسلة الهدايا
وفي العتمة كنا نبحث عن الوجه الساحر لليل
والريح رافقت خطانا بدمدمتها الهادئة
وكانت السرامين تحوم وحيدة الى جداول
لم نلاحظها
وأنا كنتُ أجمع من أبصاركِ حباحب الآسى
وأنتِ كنتِ فاتنة الليل وللنور من الذوات الأوائل

۳
وفي الربيع كانت تهوى الشقاوات
بنواظر الأطفال
بربيع مراهقتهم
وهم لم يغدون أطفالاً بعد
والربيع لم يزدهر بفتنة ألوانه
والشيب خلسة يتآتى بزرقة السماء
كأنما الله أراد الإعلان عن نهاية اللعبات
فهوت الشقاوة الأولى في ربيع المراهقات
وهم لم يغدون أطفالاً بعد

٤
نَمَوْتُ وحيداً
غامضاً في الخفاء
فما العجب إذ كل الشقاء
له وجه زهاء
وجهي

٥
مثلما الشجرة العجوزة في الجادة
تستوعب بهدوء بصمات الأيام
وفي الخريف تسقط منها الأوراق
أنا أجوف كالسقوط
وكما غدير مهجور
تتصلب في جلدي قروح الزمان
وباطناً مازلت يانعاً كالعادة
ألم أقول لكم لي وجه آخر
واسم غريب

٦
سألت البشر الأشقياء في الشارع
إن سألتِ عليّ يا منى
فصمتوا ولم أفاجأ
إذا لا أحداً سأل عليَّ
عصوراً طويلة. ولهواً
أخبروني عبر المذياع
لا من توقعات في تقلبات الطقس
غداً ككافة البارحات سيكون صحواً
غداً سيكون...؟؟

٧
أنا في الأيام المقبلة سأتعلم النسيان
سأسير في نفس الطرقات
التي لم تتعرف عليكِ
ولن تكون هناك أثار قدميكِ
والأيام لن تكون بحيرات
إضافية للوجع
بل إبهاماً يوم أحد. يوم ثانٍ
والليالي لن تطول إلى ما خلف الأفق
في الأيام المقبلة أنا سأتعلم مجددأ محبة الهدوء
وسأترك لكِ قبلات قانية على شقائق النعمان

٨
فضيلته عندما خلقني
حشاني بكل الأسئلة
ولم يهبني جواباً عليها
فقط لاحظ الإنتكاس في مسيرتي
وأدرك بأنني لم أتعلم شيئاً
وعندما بحثت عنه
اختفى في كرم النجوم
على أساطيح قامشلو
وأنا ما زلت منتصباً على عتبته
فزعاً من الظلام

إنه خلق دنياه كروية
دونما زوايا
حتى ولا واحدة
صغيرة
لأجلنا
حتى ولا واحدة
بنت-حلم
لي أنا

لذا أردت لنفسي دنيا
دونما مغيب حزين
وصبايا تبحرن على بحيرة
لها لون الحب
وأردت تأليف منجد
يفتقد كلمة ألم
وخلْقَ بشر يحبون سالفاً
ولا يحتاجون الحب

أثناء ولادتهم
توقد قناديل الأحلام
على مدى جادتهم الطويلة
المنتظرة لهم في سبيلهم
على الطريق
وفي دربهم
تحتضر الأحلام
وقنديل تلو القنديل ينطفيء
ومع الأحلام تضيع سذاجتهم
وحين احتضار آخر قنديل
يأتون إلى ربهم
نجوم تحمل على أكفها شرارة الأيام
ونجوم تحمل في خباياها وهج الأحلام



#فرج_بصلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزدهار الليمون في النسيم الحالم . أشعة النور والنوروز لقامشل ...
- أتخيل لا موت في مملكتنا فهل أنا م ج ن و ن !
- طلاء الذهب على قدح الشاي
- الواقع : شيء يسخر من حالو...
- رسمات...
- الظمأ هو الحقيقة
- تسونامي: المد البعيد للذاكرة
- للأحلام أكثر من مغزى
- يقصّون الجبل قِطعاً والسَّنط يزدهر
- العتمة في إبداع السجون والمنافي


المزيد.....




- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرج بصلو - السرامين وكرم النجوم