أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - كارل كاوتسكى - التناقض بين المثقف والبروليتاري














المزيد.....

التناقض بين المثقف والبروليتاري


كارل كاوتسكى

الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 08:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




… “وفي الوقت الحاضر نهتم من جديد بالغ الاهتمام بمسألة التناحر بين المثقفين والبروليتاريا… إن هذا التناحر تناحر اجتماعي، يتجلى في الطبقات، لا في الأفراد. إن كل رأسمالي على حدة، ككل مثقف على حدة، يستطيع أن يشترك كليا في نضال البروليتاريا الطبقي. فإذا حدث هذا، يتغير أيضا طابع المثقف. وفي بقية عرضي، سأتناول على الأخص، لا مثقفين من هذا النوع ممن لا يزالون اليوم أيضا استثناء في قلب طبقتهم… لن أقصد بالمثقف إلا مثقفا عاديا يقف على صعيد المجتمع البرجوازي، ويكون ممثل موصوفا لطبقة المثقفين. هذه الطبقة تجد نفسها في بعض التناحر إزاء البروليتاريا.
إن هذا التناحر هو من نوع غير نوع التناحر بين العمل والرأسمال. فالمثقف ليس رأسماليا. صحيح أن مستوى حياته هو مستوى حياة البرجوازي، وأنه مضطر إلى الاحتفاظ بهذا المستوى طالما لم يتحول إلى صعلوك، ولكنه مكره في الوقت نفسه إلى بيع نتاج عمله، وحتى قوة عمله أحيانا كثيرة؛ وهو أحيانا كثيرة يستثمره الرأسمالي، ويعاني من بعض الإذلال الاجتماعي. وهكذا فإن المثقف لا يجد نفسه في أي تناحر اقتصادي إزاء البروليتاريا. ولكن وضعه في الحياة، وشروط عمله، ليست وضع وشروط عمل البروليتاريا؛ ومن هنا بعضا لتناحر في المزاج وطريقة التفكير.
إن البروليتاري لا يساوي شيئا طالما بقي فردا منعزلا. فكل قوته، وكل قدرته على التقدم، وكل آماله وأمانيه، إنما يستمدها من التنظيم، من النشاط المشترك والمنهجي مع رفاقه. إنه يشعر بنفسه كبيرا وقويا حين يكون جزءا من هيئة كبيرة وقوية. وهذه الهيئة هي كل شيء بالنسبة له؛ وبالمقارنة معها، ليس الفرد المنعزل سوى شيء قليل جدا. إن البروليتاري يخوض نضاله بأكبر ما يكون من روح التضحية، بوصفه جزءا من الجمهور الغفل، دون أي أمل بالربح الشخصي، والمجد الشخصي، ويؤدي واجبه في كل مركز يعهد به إليه، خاضعا بملء إرادته لنظام الطاعة الذي يفعم كل عواطفه، كل تفكيره.
أما الحال فآخر تماما بالنسبة للمثقف. فهو لا يناضل باستعمال القوة بهذا الشكل أو ذاك، بل بالحجج. فسلاحه، إنما هو معرفته الشخصية، مؤهلاته الشخصية، معتقداته الشخصية. ولا يمكن له أن يضطلع ببعض الدور إلا بخصاله الشخصية. وهكذا فإن الحرية التامة في إبداء شخصيته تبدو له الشرط الأول للعمل الناجع. ولا يخضع لكل واحد، بوصفه عنصرا ثانويا في هذا الكل إلا بصعوبة، إنما يخضع بفعل الضرورة، لا بفعل اندفاعه الخاص. إن ضرورة الطاعة، إنما لا يعترف بها إلا للجمهور، لا لنفوس النخبة. وهو، بالطبع، يصنف نفسه في عداد نفوس النخبة.
… إن فلسفة نيتشه، مع تقديسها للإنسان الخارق، الذي ينحصر كل شيء بنظره في تأمين كامل تطور شخصيته، والذي يبدو له كل إخضاع لشخصه لأي هدف اجتماعي كبير كان، أمرا مبتذلا جديرا بالاحتقار والازدراء، إن هذه الفلسفة هي بالنسبة للمثقف مفهومه الحقيقي عن العالم؛ وهي تجعله غير أهل إطلاقا للاشتراك في نضال البروليتاريا الطبقي”.
وإلى جانب نيتشه، يمكن اعتبار ايبسن ممثلا بارزا لمفهوم المثقفين عن العالم، لهذا المفهوم الذي يستجيب لحالتهم الفكرية. فإن الدكتور شتوكمان- بطل مسرحية “عدو الشعب”- ليس اشتراكيا كما تصوره الكثيرون، بل نموذج المثقف الذي لا بد له بالضرورة أن يدخل في نزاع مع الحركة البروليتارية، شأنها شأن أساس كل حركة ديمقراطية، إنما هو احترام أغلبية الرفاق. إن المثقف على شاكلة شتوكمان يرى “الأغلبية المتراصة” وحشا فظيعا يجب طرحه أرضا”.

المصدر: أورده لينين في كتاب “خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء”.



#كارل_كاوتسكى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - ترجم ...


المزيد.....




- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- العدد 620 من جريدة النهج الديمقراطي
- السيناتور الأميركي يرني ساندرز يصف أفعال إسرائيل في غزة بـ-ا ...
- رسالة مفتوحة إلى نقابيي ونقابيات قطاع الصحة
- بتسلئيل سموتريتش: وزير اليمين المتطرف الذي يرى في غزة -فرصة ...
- السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ...
- بعد اغتيال كيرك.. وقف برنامج شهير وترامب يعلن أنتيفا اليساري ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الشرق


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - كارل كاوتسكى - التناقض بين المثقف والبروليتاري