أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد الجصاني - لماذا غير الوزير الفرنسي فابيوس موقفه من الرئيس السوري بشار الاسد ؟















المزيد.....

لماذا غير الوزير الفرنسي فابيوس موقفه من الرئيس السوري بشار الاسد ؟


اياد الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا غير الوزير الفرنسي فابيوس موقفه من الرئيس السوري بشار الاسد ؟

*بقلم : اياد الجصاني
بعد ان يطلع القارئ على ما جاء في مقالتي المنشورة في بعض الصحف بتاريخ 2 سبتمبر 2012 بعنوان " يا عرب ... هل تسمعون نداء السيدة زينب وهي تصرخ من احياء دمشق .... وامحمداه ؟ " وما جاء فيها عن تصريحات الوزير الفرنسي ذلك الحين ، نجد ان لا غرابة في موقف الوزير فابيوس المفاجئ الجديد المتمثل في الانقلاب الكبير على ما جاء في تصريحاته في مقالتي سابقا . لقد نقلت الصحف الفرنسية الاكسبرس والفيغارو بالاضافة الى ما نشرته الغارديان البريطانية في 5 ديسمبر هذا الشهر تصريحات فابيوس المكيافيلية التي ادلى بها لاحدى الصحف الفرنسية المحلية جاء فيها :" صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه ليس من الضروري رحيل بشار الاسد قبل تحقيق تحول سياسي في سوريا وقال إن الحرب ضد الدولة الاسلامية داعش أمر حتمي الا انها لن تكون جدية إلا اذا اتحدت جميع القوى السورية والاقليمية ضدها . وان الوصول الى سوريا موحدة ياتي عن طريق التحول السياسي المطلوب . وهذا لا يعني بالضرورة ان الاسد يجب ان يرحل قبل تحقيق التحول المطلوب مع وجود ما يضمن ذلك في المستقبل" .
وفي مقالتي المشار اليها اعلاه بتاريخ 2 سبتمبر 2012 كتبت :" يقرأ المتتبع لتصريحات لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا خلال مناقشات جلسة مجلس الامن حول الوضع في سوريا بالامس ، اي في 1 سبتمبر 2012 ، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد ذلك مع نظيره وليم هيغ وزير الخارجية البريطانية قبل استقالته، سيجد الغرابة في مفردات لغة هجومه على النظام السوري وشخص الرئيس بشار الاسد بالذات. فمن تصريحاته المتعددة المتشددة : بان فرنسا ستتدخل بالقوة في سوريا دون الرجوع لمجلس الامن وان بشار سيسقط حتما وسيفتح العالم العربي عيونه على جرائمه الكبرى. وان من يسقط في الحرب الدائرة في سوريا هو بمثابة خسارة وان علينا ان نفكر بالدعم فيما يجب ان نتخذه بعد سقوط بشار.... وبناء على تردي الاوضاع على الساحة السورية قررنا رفع مساعاداتنا المالية بخمسة ملايين يورو في هذا البلد الشجاع الذي اصبح الوضع فيه لا يطاق.... وعلينا طلب انعقاد محكمة العدل الدولية لتقديم المجرمين ومحاكمتهم فالاسد مجرم ومطلوب محاكمته..... واني اقول مع هيغ وزير خارجية بريطانيا للسوريين ان الاسد سيسقط لا محالة.... ولكننا لا نسمح بسقوطكم ولقد اتخذنا موقفا واضحا وصريحا بدعم المعارضة السورية ".
علق الكاتب البريطاني روبرت فسك على كلمات فابيوس هذه في مقالة له بالانديبندنت البريطانية في 2 سبتمبر 2012 قائلا : " عندما استمع وزير الخارجية الفرنسي فابيوس الى قصص معاناة اللاجئين السوريين وما لاقوه من اضطهاد في سوريا اعلن ان بشار الاسد لا يستحق البقاء على وجه هذه الارض . لقد كانت كلماته اشبه بثرثرة الاطفال من ان تكون لغة تهديد ووعيد وفي الحقيقة كانت تبدو سخيفة تماما كما كانت تطلق من بعض الدكتاتوريين العرب " .
لقد ادهشتني في حينه هذه التصريحات من الوزير الاشتراكي الذي لو كان من اليمين الفرنسي لقلت والله ان الامر ممكنا . ولو جاءت من وزير خارجية اسرائيل سنفهمها ايضا . ولو كانت من قطر والسعودية او تركيا فالوضع مقبول ايضا بعد ان اعلنت هذه الدول عن مواقفها الصريحة ضد سوريا . فابيوس المولود عام 1946في باريس من عائلة يهودية انقلبت الى المسيحية الكاثوليكية ونشأ متشبعا بتعاليمها ، يصبح من السهل ان نعرف كيف وصل الى اعلى المناصب في الدولة حيث تقلد رئاسة الوزراء بعد مناصب وزارية عدة في رئاسة متيران عام 1984 واختير لوزارة الخارجية بعد فوز هولاند برئاسة الجمهورية الفرنسية. ولا ادري كيف وصلت بالوزير الفرنسي الشجاعة ان يتهم رئيس دولة بالاجرام ويطالب تقديمه الى محكمة العدل الدولية ؟! وليس غريبا فقد سبقه الرئيس الامريكي بوش الابن ما قاله عن صدام حسين قبل غزو العراق عام 2003 . لقد سبق وان اشرت الى ما كتبه الصحفي روبرت فسك منتقدا هؤلاء السياسين ، وبالاخص مندوبة الولايات المتحدة الامريكية متهما اياهم بالنفاق والكذب واللامصداقية حول مواقفهم المتحيزة ضد النظام السوري. بتاريخ 29 يوليو2012كتب فسك مقالة اخرى تحت عنوان : الحرب في سوريا .. حرب الاكاذيب والنفاق .. ذكر فيها : " ان هدف الغرب الحقيقي هو ليس نظام الاسد وانما حليفته ايران واسلحتها النووية . وقال فيها ...هل شهدت منطقة الشرق الاوسط حربا بمثل هذا النفاق ؟ حربا بمثل هذا الجبن والاخلاق الدنيئة وبمثل ذلك الاعلام الكاذب والاذلال المقيت . انني لا اريد الحديث عن الضحايا في الماساة السورية وانما اقصد الحديث هنا عن اكاذيب سادتنا وعن الراي العام الغربي والشرقي".
ولعلنا ندرك الان سر هذا الانقلاب في تصريحات الوزير الفرنسي بعد ان إسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية الأسبوع الماضي مما ادى إلى توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة. اضف الى كل ذلك دخول روسيا الحرب بقوة وشجاعة ضد تنظيم الدولة داعش وكذلك بدء سلاح الجو الفرنسي بشن غارات جوية ضد داعش في سوريا في أعقاب الهجمات الارهابية الدموية التي تبنتها داعش والتي قعت في باريس الشهر الماضي **. ومن جهة اخرى صوت مجلس العموم البريطاني بالموافقة على قيام سلاح الجو الملكي البريطاني بشن هجمات جوية على تنظيم الدولة داعش في كل من سوريا والعراق. ولا يفوتني ان اذكر دخول المانيا على الخط لتقديم ما يمكن تقديمه لحلفائها . ومن هنا نفهم الموقف المتازم المستمر على المسرحين السوري والعراقي منذ تصريحات الوزير الاولى قبل اربع سنوات وحتى اليوم والاسباب الواضحة التي دفعته ان يغير موقفة الفاشل في تحقيق المستحيل الذي صرح به سابقا ضد الرئيس بشار الاسد . . واليوم تتكشف لنا خيوط المؤامرة *** على احتلال الموصل ومؤخرا غزو القوات التركية الاراضي العراقية ، واصبح النفط والطائفية العاملان المحركان لكل الاطراف المشاركة فيها ، كل هذا يؤكد لنا ان تركيا مع دول الخليج قطر والسعودية الى جانب مسعود البرازاني والعملاء العراقيين الاخرين وحليفتهم اسرائيل بالذات جميعهم يسعون الى وقف تدخل ايران وقطع مساعداتها عن العراق وسوريا في الحرب الدائرة على داعش ، بينما هم جميعا يدعمون الارهاب ويساهمون في مخطط تقسيم العراق وعزل الموصل ومدهم داعش بالمساعدات الى جانب دعمهم قوات المعارضة السورية وداعش التي تقاتل ضد سوريا. وبدون شك ان الازمة ستشتد لان دخول كل من فرنسا وبريطانيا وحتى المانيا الى جانب الولايات المتحدة الامريكية الحرب على اراضي دول اعضاء في المنظمة الدولية دون موافقة مجلس الامن من جانب ودخول روسيا من جانب اخر امر يكاد ان لا يصدق لان هذه الدول الكبرى بكل امكانياتها وقوتها لا تستطيع القضاء على عصابات تنتشر في اماكن معينة ومعروفة على الاراضي العراقية والسورية طوال تلك السنين. فهل ان داعش عصابات ام دولة عظمى ؟ ان عقد المؤتمرات هنا في العاصمة فيينا وغيرها لبحث الازمة السورية او العراقية سوف لن يجدي نفعا لان المعادلة صعبة والحرب ستطول والعراق وسوريا اصبحتا بلا "حل وربط " والماساة مستمرة . المطلوب ان تعقد جميع تلك الاطراف مؤتمرا دوليا بطلب من مجلس الامن لوضع الحلول المناسبة والسريعة من اجل وقف المآساة التي امتدت ابعادها حتى الى المجتمعات الاوربية وتحقيق السلام الشامل في المنطقة . ولربما يحق لنا ان نقارن المشهد الحالي على مسرح الاحداث في المنطقة ان يكون اشبه بمسرحية غوار الطوشي التي سماها " حارة كل من ايدو الو ". ويجب ان ناخذ في الحسبان وان لا ننسى ما قاله الكاتب فسك ان مواقف الدول الغربية مع امريكا هي مواقف اتهمها " بالنفاق والكذب واللامصداقية". .

.
*عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا- النمسا
** ارجو العودة الى مقالتي بعنوان " بغداد تعزي باريس وتشاركها المصاب والالم " المنشورة بتاريخ 15 نوفمبر الشهر الماضي في عدة صحف ومنها الحوار المتمدن مشكورة
*** ارجو العودة الى مقالتي بعنوان لماذا تخلف العراق عن ركب الحضارة.. اسباب ونتائج المنشورة بتاريخ 1 ديسمبر هذا الشهر في عدة صحف ومنها الحوار المتمدن مشكورة



#اياد_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلف العراق عن ركب الحضارة ؟ اسباب ونتائج
- بغداد تُعزي باريس وتشاركها المصاب الأليم
- مواطن امريكي في مواجهة عنيفة مع عضو الكونغرس الامريكي جون ما ...
- مسئوول كويتي يجيب على : لماذا لم تستقبل دول الخليج اللاجئيين ...
- النمسا تتذكر مستشارها برونو كرايسكي بعد 25 عاما من وفاته
- كيف ذكرني جيرمي كوربين مرشح حزب العمال البريطاني بالزعيم الر ...
- الارهاب التحدي الاكثر خطورة في حتمية انهيار دولة الرفاه في ا ...
- ويكيليكس تكشف : المملكة السعودية تنشر وتدعم الارهاب ومخاطر ا ...
- ماذا هناك بعد الكشف عن الفصول الاخرى في الاتفاق النفطي بين أ ...
- الاتفاق النفطي ما بين أربيل وبغداد مسرحية لم تكتمل فصولها بع ...
- ما بين ملك السويد ومستشار النمسا كرايسكي والدولة الفلسطينية
- هل سيمجد العراقيون حيدر العبادي كما مجد النمساويون برونو كرا ...
- لم يصدق السيد اياد جمال الدين القول بان امريكا تبني العراق ا ...
- دور المملكة السعودية في تدمير العراق
- صحفيو الخليج والسعودية والاعلام المعلّب لدعم الحرب على سوريا
- لماذا بغداد تنهمك في صناعة الموت . واين حكومة نوري المالكي م ...
- يا عرب ... هل تسمعون نداء السيدة زينب وهي تصرخ من احياء دمشق ...
- هل سيحقق سيناريو سقوط الاسد اقامة الدولة الاموية في سوريا وا ...
- دور الدول العربية الهجينة في عودة الكولونيالية الجديدة


المزيد.....




- ما أوجه التشابه بين احتجاجات الجامعات الأمريكية والمسيرات ال ...
- تغطية مستمرة| إسرائيل تواصل قصف القطاع ونسف المباني ونتنياهو ...
- عقب توقف المفاوضات ومغادرة الوفود.. مصر توجه رسالة إلى -حماس ...
- أنطونوف: بوتين بعث إشارة واضحة للغرب حول استعداد روسيا للحوا ...
- مصادر تكشف لـ-سي إن إن- عن مطلب لحركة حماس قبل توقف المفاوضا ...
- بوتين يرشح ميشوستين لرئاسة الوزراء
- مرة أخرى.. تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر الفضائية المأهولة
- نصائح مهمة للحفاظ على صحة قلبك
- كيف يتأثر صوتك بالشيخوخة؟
- جاستن بيبر وزوجته عارضة الأزياء هيلي في انتظار مولودهما الأو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد الجصاني - لماذا غير الوزير الفرنسي فابيوس موقفه من الرئيس السوري بشار الاسد ؟