أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد الجصاني - دور المملكة السعودية في تدمير العراق















المزيد.....



دور المملكة السعودية في تدمير العراق


اياد الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دور المملكة السعودية في تدمير العراق


دراسة في عشر حلقات
اياد الجصاني
مقدمة :
سبق وان اعددت كتابا للنشر تحت عنوان : " العراق بعد الاحتلال الامريكي ما بين والديموقراطية والارهاب " بعد ان نشرت كتابي عام 2008 في بغداد حول " احتلال العراق ومشروع الاصلاح الديموقراطي الامريكي : حقائق واوهام " . ولقد صادف وجودي في بغداد قبل سنتين وقررت ان اعمل على نشر الكتاب الجديد واقف على اخبار بيع كتابي الاول . ولقد وجدت ان العديد من نسخ الكتاب كانت ما تزال معروضة للبيع في احدى المكتبات المعروفة بشارع المتنبي الامر الذي دفعني ان اسأل صاحب المكتبة عن السعر الذي خصصه لبيع النسخة الواحدة من الكتاب واجابني بثلاثة آلاف دينار اي ما يعادل الدولارين ونصف الدولار . وبعد ان اطلعني على صعوبة بيع مثل هذه الكتب لان الناس والمترددين على شارع المتنبي يفضلون شراء الكتب الدينية هذا اليوم مما يسبب في تاخير بيع كتب مثل كتابي ، وجدتها فرصة ان اعرض على صاحب المكتبة ان يشتري ما تبقى من النسخ بالسعر الذي يرغب ، فاجابني ضاحكا ب مائتين وخمسين دينار للنسخة الواحدة اي 20 سنتا من الدولار الامريكي . وفجأة تذكرت صغار العراقيين البؤساء الذين يدورون في اسواق بيع الخضار والفواكه ببغداد والذين يعرضون على المشترين اكياس ملونة " العلاكة " لوضع مشترياتهم فيها وبنفس السعر الذي عرضه علي صاحب المكتبة مما جعلني ان اطلب فورا الحصول على بقية النسخ والخروج من المكتبة لبيعها باي سعر كان على احد اصحاب بيع الكتب على ارض شارع المتنبي . ومنها عدت مقررا عدم زيارة شارع المتنبي نادبا حظي على الجهود الكبيرة التي بذلتها في تاليف الكتاب المذكور وعدم الرغبة مجددا في نشر الكتاب الثاني . ولا حاجة بي ان اعلق اكثر على الموضوع بل اترك الامر للقارئ الكريم ان يتصور مدى الانحطاط الحاصل بمختلف جوانب الحياة في العراق الى جانب مسيرة الثقافة العراقية منذ الاحتلال الامريكي وحتى اليوم. ووجدت ان الفرصة اصبحت سانحة ان اتحدث للقارئ الكريم عن بعض الامور المهمة التي وردت في الكتاب الثاني وهي الامور التي تشير الى علاقتها الوثيقة بالاحداث الواقعة في العراق مؤخرا في هذه الدراسة التي اقدمها للنشر على صفحات هذه الصحيفة الكريمة آملا الموافقة على نشرها مع الاعتذار عن بعض الاخطاء الواردة فيها ان وجدت !
1 – الارهاب السعودي : ولادته ونشأته

في كتاب مثير يرقى الى قصص الخيال اخبرنا الجاسوس البريطاني مستر همفر عن بداية علاقة الانجليز بالوهابية في بداية القرن الثامن عشر في مذكراته المنشورة في كتيب صغير اوجز منه ما جاء فيه : " أوفدني وزير المستعمرات عام 1710 مع تسعة من خيرة الموظفين الى كل من مصر والعراق وطهران والحجاز والاستانة لجمع المعلومات الكافية التي تعزز سبل تمزيقنا للمسلمين ونشر السيطرة على بلاد الاسلام . فابحرت انا ميمما وجهة الاستانة مركز الخلافة الاسلامية . وبعد ستة اشهر وجدت نفسي في البصرة من العراق وهو بلد عشائري واهله مختلطون من السنة والشيعة ومن العرب والفرس وفيهم قلة من المسيحيين . ذهبت الى احد المساجد وقدمت نفسي على انني من اغادير في تركيا لانني كنت اتكلم التركية التي تعلمتها خلال اقامتي في الاستانة . في البصرة تعرفت على شاب كان في زي طلبة العلوم الدينية وكان يسمى ب محمد بن عبد الوهاب وكان شابا طموحا للغاية عصبي المزاج ، ناقما على الحكومة العثمانية . لقد وجدت في محمد ضالتي المنشودة. وقد عقدت بيني وبينه اقوى الصلات والروابط . وكنا نقرأ القرآن وقد اقنعته بان الجهاد ليس واجبا وان متعة النساء جائزة وعدم تحريم الخمرة . وتكلمت معه عن الصوم والصلاة ولقد استجاب لي وهكذا اخذت اسحب رداء الايمان عن عاتق الشيح شيئا فشيئا . وبفضل صفية احدى المجندات المسيحيات من قبل وزارة المستعمرات التي اخذت من محمد كل مأخذ بعد ان دخلت معه في متعات جديدة تمكنا في الاخد بقيادة الشيخ كاملا . ولن انسى الكلمة الذهبية التي قالها لي وزير المستعمرات حين ودعته : اننا استرجعنا اسبانيا من الكفار ويقصد المسلمين بالخمر والبغاء ، فنحاول ان نسترجع سائر بلادنا بهاتين القوتين العظيمتين " .
وفي سنة 1143 هجرية قويت عزيمة محمد وقد جمع انصارا ثم جعل يوسع رقعة الدعوة. ولقد وعدني الشيخ بتنفيذ كل الخطة السداسية المرسومة التي قدمتها لي وزارة المستعمرات ، وهي : 1 – تكفير كل المسلمين واباحة قتلهم وسلب اموالهم وهتك اعراضهم وبيعهم في سوق النجاسة وجعلهم عبيدا ونسائهم جواري. 2- هدم الكعبة باسم انها آثار وثنية ان امكن ومنع الناس عن الحج واغراء القبائل بسلب الحجاج . 3- السعي لخلع طاعة الخليفة والاغراء لمحاربته وتجهيز الجيوش لذلك ، ومن اللازم ايضا محاربة اشراف الحجاز بكل الوسائل الممكنة ، والتقليل من نفوذهم . 4 – هدم القباب والاضرحة والاماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد والاستهانة بشخصية النبي محمد وخلفائه ورجال الاسلام بما يتيسر . 5- نشر الفوضى والارهاب في البلاد حسب ما يمكنه . 6 – نشر قرآن فيه التعديل الذي ثبت في الاحاديث من زيادة ونقصان" . ويضيف همفر قائلا : " وبعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب محمد بن سعود الى جانبنا فارسلوا اليّ رسولا يبين لي ذلك وظهر وجوب التعاون بين المحمدين فمن محمد الوهاب الدين، ومن محمد السعود السلطة ، لاان التاريخ قد اثبت ان الحكومات الدينية اكثر دواما واشد نفوذا وارهب جانبا . وبذلك قوي جانبنا قوة كبيرة وقد اتخذنا الدرعية عاصمة للحكم والدين الجديد وكانت الوزارة تزود الحكومة الجديدة بالمال الكافي كما اشترينا عدة عبيد كانوا من خيرة ضباط الوزارة الذين دربوا على اللغة العربية والحروب الصحراوية فكنت انا واياهم وعددهم احد عشر نتعاون بوضع الخطط اللازمة وكان المحمدان يسيران على ما نضع لهما من هذه الخطط. وقد تزوجنا جميعا من بنات العشائر".
وبالاضافة الى هذا الموجز من مذكرات هذا العميل البريطاني سبق وان تعرفنا من كتب التاريخ على امثلة كثيرة لاعمال ومغامرات العديد من العملاء والمستشرقين والممثلين البريطانيين في المنطقة العربية . وعندما سقطت الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى وتم تقسيم الوطن العربي ووضعه تحت الانتداب وربط شعوبه باتفاقيات استعمارية جائرة ، أصبحت بريطانيا العظمى في الربع الاخير من القرن التاسع عشر تسيطر على التجارة وعلى المراكز الاستراتيجية الواقعة على طريق الهند ، عبر الخليج العربي والبحر الاحمر على حد سواء . وخلال قرنين من الوجود البريطاني في المنطقة ، درس الممثلون السياسيون والعملاء الانجليز جميع جوانب حياة السكان العرب وجاءت احدى الدراسات في مجلد ضخم من خمسة آلاف صفحة اعده الممثل البريطاني في الخليج اج جي لوريمر يحمل اسم " القاموس الجغرافي والتاريخي للخليج الفارسي وعمان واواسط الجزيرة العربية " ، متضمنا اهم الوثائق المتعلقة بشؤون المنطقة . كما لن ينسى احد اسم العميل الانجليزي الشهير توماس ادوارد لورانس الملقب ب" لورانس العرب" الذي قدم مؤلفات شهيرة مثل "اعمدة الحكمة السبعة " و " ثورة الصحراء " تلك الاعمال التي نالت الشهرة العالمية وطلعت علينا في فيلم سينمائي بعنوان " لورانس العرب " عام 1962 هذا العميل الذي لعب الدور الكبير في الثورة العربية الى جانب الشريف حسين بن علي وابنائه وقادته بين 1916-1918 الذين وقعوا في فخ الخيانة البريطانية. وقد لا نشك في صحة ما جاء على لسان العميل همفر اذا ما تتبعنا ما تم تنفيذه من بنود الخطة السداسية التي اشار اليها والتي وضعت قبل اكثر من قرنين من الزمن ، وخصوصا فيما يتعلق بنشر الفوضى والارهاب وتكفير المسلمين وهدم الاضرحة وهجوم القبائل على المدن والحجاج وخلع الخليفة ومحاربة الحكام والغدر بهم مثل ما حصل للشريف حسين في الحجاز ، تلك الاحداث التي وقعت بالفعل قبل قيام المملكة العربية السعودية وبعدها . (مذكرات مستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد الاسلامية او سيطرة الانجليز ودعمهم لمحمد بن عبد الوهاب نقله الى العربية في كتيب صغير يحتوي على 85 صفحة الدكتور ج .خ ) و ( اياد الجصاني : النفط والتطور الاقتصادي والسياسي في الخليج العربي دار المعارف الكويت 1982).
ولا ننسى ايضا كتاب "تاريخ ال سعود" الذي ألفه الكاتب السعودي المعارض ناصر السعيد في عقد السبعينات من القرن الماضي الذي اختطف في بيروت اثناء الحرب الاهلية وعُذب ورُمي من طائرة هليوكوبتر وجمع كتابه واتلف حيث يتحدث السعيد في كتابه هذا عن تاريخ عائلة ال سعود وقيام المملكة باسمهم ويكشف عن بعض اتصالات قادتهم السرية باليهود وقد ناقش ناصر السعيد في كتابه الذي يقع في 1040 صفحة الجوانب المختلفة لجميع اعضاء الاسرة الحاكمة من ال سعود من ناحية الفساد والانحرافات الاخلاقية وحاول الى جانب هذا البحث اثبات يهودية هذه الاسرة . ولربما كان هذا الكتاب هو السبب الذي ادى الى خطفه وقتله ! ومن يقرأ هذا الكتاب سوف يخرج بانطباع كما لو انه كان يجلس في قاعة للسينما ويشاهد فلما عن قصص الخرافات والخيال التي لا يمكن تصديقها في واقع الامر . لقد شرح ناصر السعيد في بعض من فصول كتابه الدعم الذي قدمه اليهود لحركة "محمد بن عبد الوهاب" والذي ادى الى تاسيس "الفكر الوهابي". ومن ثم يوضح المراحل المتعلقة بتسليم القيادة الدينية الى محمد بن عبد الوهاب ونقل القيادة السياسية في السعودية الى اسرة ال سعود الامر الذي صمم ونفذ على يد اليهود. ان القارئ لهذا الكتاب يرى ان تاريخ صعود اسرة آل سعود الى السلطة والملك في الجزيرة العربية بدعم من المخابرات البريطانية هو اشبه ما يكون بقصة اسطورية. ان الجدير بالمثقفين العرب ان يطلعوا على فصول هذه القصة منذ البداية وحتى قيام العرش السعودي في المملكة الجديدة التي سميت باسمهم .

2 - ولادة المملكة السعودية من رحم الارهاب الوهابي

بالاضافة الى كتاب الجاسوس همفر وكتاب المعارض السعودي ناصر السعيد ، ذهب كتاب ومؤرخون اخرون الى ان قيام المملكة كان نتاج ظروف دولية واقليمية لعبت الدور الاساس في قيام المملكة منذ الحرب العالمية الاولى . لنقرأ بايجاز ما كتبه صديقي المؤرخ المحامي جواد الظاهر في كتابه الاخير الذي اهدى لي نسخة منه في بغداد حيث ورد فيه الكثير عن تاريخ نشوء المذهب الوهابي وكيفية قيام الدولة الوهابية وممارسات الوهابيين حتى هذا اليوم قال فيه : " بدأت الحركة الوهابية بالظهور في اواسط القرن الثامن عشر الميلادي . وبعد سنوات قليلة ارسل الوهابيون ثلاثين من علمائهم الى مكة لمناظرة علمائها . وبعد طرح افكارهم تبين ان عقائدهم فاسدة فافتى قاضي الشرع في مكة بتكفير الوهابية فامر شريف مكة ، وهو الشريف مسعود المنحدر من سلالة الاشراف الهاشميين من آل البيت الذين أسسوا نوعا من الامارة في مكة اطلقوا عليها اسم ( شرافة مكة وهي الشرافة التي استمرت حتى عام 1925 عندما قضى عليها ابن سعود)، امر بحبسهم وهرب الباقون . وبعد حروب جرت بين الهاشميين والوهابيين تم الصلح بينهما عام 1798 انتهز الوهابيون هذا الصلح ليقوموا بهجومهم الغادر على العراق وارتكبوا جريمتهم المشهورة باقتحام مدينة كربلاء المقدسة عام 1802 وقتلوا الكثير من سكانها ونهبوا خزائن المرقد الحسيني " . ويذكر لنا المؤرخ الظاهر في كتابه هذا ان حافظ وهبة قال في كتابه ( جزيرة العرب في القرن العشرين ) : "ان البادية لا تعرف غير النهب والسلب وعندها الغنيمة مقدمة على كل شئ وكان الاعراب في عهد الرسول ( ص ) هم البدو الذين ذمهم القرآن والذين وصفهم بانهم اشد كفرا ونفاقا . وقال عندما انتشرت الوهابية في نجد ، فكر ابن سعود الاستفادة من البدو لتجنيدهم والسيطرة عليهم وتوجيههم بالافكار الوهابية ليبني بهم دولته السعودية . فقام ببناء قرى زراعية صغيرة لكي يهاجر اليها البدو باسم ( الهجرة ) احترفوا فيها الزراعة وانصرفوا بتوجيه الوعاظ الوهابيين الى الصلاة في مساجدهم يتلقون منها التعاليم الوهابية. وقد أُطلق على هؤلاء اسم الاخوان الذين اعتقدوا ان من لا يسكن ( الهجرة ) فهم ليسوا من الاسلام وان الحضر وسكان المدن ضالون وان غزو المجاورين واجب ديني واضاف وهبة في كتابه ان الاخوان صاروا يعتقدون بان الاسلام الحقيقي هو في التخلص من كل ما يُشم منه رائحة الجاهلية والتمسك بسنة النبي ( ص ) واصحابه واخذوا يرمون بانفسهم الى الموت وهم واثقون اتهم ذاهبون الى الجنة . واصبحت الام تودع ولدها من الاخوان وتقول له ( جمعنا الله واياك في الجنة ) . وان هؤلاء الاخوان لا تعرف قلوبهم الرحمة على الاعداء فهم رسل الموت اينما رحلوا . ان هذه الروح الفدائية سيطرت على الاخوان الوهابيين وجعلت منهم قوة حربية كبرى في يد ابن سعود التي اسسها وبناها فكانت القوة التي هدد بها الاقطار المجاورة وصار هؤلاء الاخوان عام 1919 يشنون الغارات على الكويت والعراق والاردن والحجاز بالقتل والنهب والسلب . وهكذا انتشر المذهب الجديد في المستعمرات الوهابية التي توسعت المشابهة للكيبوست في المستوطنات الاسرائيلية واصبح كل منها مدينة مزدهرة بالوهابيين يسكنها جيش من البدو المتطوعين بالعقيدة الوهابية المتعصبين في القضاء على المشركين وهي كلمة تشمل تكفير كل المسلمين الذين لم يعتنقوا مذهبهم الوهابي . ولهذا اصبح جيش ابن سعود يضم قوة هائلة من هؤلاء الاخوان اعتمد عليهم في حملاته وزحفه للاستيلاء على الجزيرة العربية . ومن هنا اطلق عبد الله فلبي على الحكم السعودي تسميته " بالدولة الوهابية " التي دخلت في اتفاق مع الانجليز عام 1915 تعهدت فيه بريطانية باستقلال ابن سعود وضمان بلاده ضد أي اعتداء خارجي على ان لا يهاجم ابن سعود المحميات البريطانية في الخليج ( الفارسي ) وقدمت له السلاح وامدته بالذخيرة مع منحة شهرية قدرها خمسة آلاف جنيه استرليني مما شجعه على مواصلة حملاته التي قال عنها فلبي " بعد ذلك مع الاسف كانت اول الرصاصات البريطانية التي انطلقت في الحرب ستؤدي الى سقوط الشريف حسين شريف مكة وضم الحجاز ومدنها المقدسة وكذلك الى قيام الدولة الوهابية بعد ان دمر ابن سعود بعض مراكز ابن الرشيد في حائل عام 1917 بالاشتراك مع الممثل البريطاني شكسبير نفسه في المعركة ، في الوقت الذي كان الشريف حسين يتفاوض مع السير هنري مكماهون للقيام بالثورة العربية في حزيران 1916 والاعتراف به ملكا على العرب . الا ان هزيمة جيش الشريف حسين في معركة الطائف عام 1924 التي احتلها الوهابيون وهتكوا باهلها على طريقتهم الوهابية ادى الى تنازل الشريف حسين بعد ان يأس من مساعدة بريطانية التي وكانها اعطت الضوء الاخضر لابن سعود للتخلص من حكم الملك حسين الذي رحل عن الحجاز متنقلا الى ان استقر به المطاف منفيا في قبرص وهو يردد مع نفسه " مشيناها خطى كُتبت علينا ... ومن كُتبت عليه خطى مشاها " . ولم تكتف بريطانية برسم هذه النهاية الحزينة للشريف حسين بل عمدت الى اذلاه واهانته بعد قطع المعونة المالية عنه ورفض القنصل البريطاني في قبرص طلب الحسين ان يقدم خنجره الذهبي ضمانا لهذه المعونة ، الامر الذي ادى الى وفاته " ( المحامي جواد الظاهر : الموجز في تاريخ العراق السياسي الحديث ص 102-147 الجزء الاول بغداد 2008 ) . .

3- الهجوم السعودي على كربلاء والنجف

ان العبث الوهابي في العراق ذو تاريخ بعيد يكشف عن حقد وعداء السعوديين الوهابيين المتأصل والمستمر حتى اليوم حيث نشاهد احفاد الوهابيين من عصابات الدواعش وممارساتهم الوحشية بعد غزوهم العراق ، الحاقدين على ابنائه الشيعة الموالين لامير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام . لن ينسى العراقيون كيف تعرضت مدينة كربلاء الى الهجوم الوهابي الواسع النطاق بتاريخ 18 ذي الحجة 1216 هـ الموافق في 2 نيسان 1801 وبالتحديد وحسب التاريخ الهجري كانت المناسبة ليلة الغدير ومعظم الأهالي في النجف الأشرف لأداء مراسيم الزيارة . ويقدر عدد الوهابيين المهاجمين بستمائة هجان وأربعمائة فارس بقيادة الوهابي سعود ابن عبد العزيز شقوا طريقهم الى الأضرحة المقدسة وأخذوا يخربونها فأقتلعوا القضبان المعدنية والسياج ثم المرايا الجسيمة ونهبوا النفائس والحاجات الثمينة من هدايا الباشوات وامراء وملوك الفرس وكذلك سلبوا زخارف الجدران وقلعوا ذهب السقوف وأخذوا الشمعدانات والسجاد الفاخر والمعلقات الثمينة المرصعة وهدموا قبر الحسين (ع) وأقتلعوا الشباك الموضوع على القبر الشريف ونهبوا جميع مافي المشهد من الذخائر ولم يرع لرسول الله (ص) ولا لذريته حرمة واعادوا بأعمالهم ذكرى فاجعة كربلاء وأعمال بني أمية والمتوكل العباسي . ويقول أهل العراق أن سعود ابن عبد العزيز قائد الحملة ربط خيله في الصحن الشريف وطبخ القهوة ودقها في الحضرة الشريفة .. وأما الحديث عن الشهداء فأنهم بالالآف كما وصفتهم المصادر دفنوا في مقابر جماعية ، أما البلدة نفسها فقد عاث الغزاة المتوحشون فيها فساداً وتخريباً وقتلوا من دون رحمة جميع من صادفوه ، كما سرقوا كل دار ، ولم يرحموا الشيخ ولا الطفل ولم يحترموا النساء ولا الرجال فلم يسلم الكل من وحشيتهم ولا من أمرهم ولقد قدر بعضهم عدد القتلى بألف نسمة وقدر آخرون خمسة أضعاف . ولقد عاد سعود الى النجف عام 1803 وحاصرها ولكن اهل النجف دافعوا عن مدينتهم مما اجبر ابن سعود على العودة بقواته . ورغم تكرار ابن سعود الهجمات على النجف الا انه لم يدخلها . ولقد استمرت الغزوات الوهابية حيناً من الدهر بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ومن أبرز تلك الغزوات ما وقع في اليوم الحادي عشر من آذار 1922م حيث دخلوا العراق وعبثوا بالأموال والأنفس، وأسفر تحقيق الحكومة العراقية عن أن الوهابية قتلوا في هذا الهجوم 694 عراقي كما نهبوا آلاف الإبل والغنم والممتلكات الأخرى، وأسروا بعض نساء العشائر المغزوّة، وقد تم بحث تلك الحادثة الشنيعة في مجلس الوزراء واستمر الجدال فيها طويلاً مما أضطر بعض الوزراء لإعلان استقالتهم ، وبقيت الحكومة عاجزة عن تدبير أيّ شيء لصد الوهابية ، ولأجل ذلك تداعى علماء ورؤساء العراق من الفريقين الشيعة والسنة على السواء لإقامة مؤتمر في كربلاء لبحث الرد الشعبي على الوهابية ، واتخاذ التدابير اللازمة لوقف التعدي، وتوجهت الأنظار إلى الإمام محمد مهدي الخالصي لرئاسة المؤتمر، فبعث الأخير 250 برقية إلى رؤساء وزعماء البلاد يستحثهم فيها على الحضور وعلى الرغم من معارضة الحكومة للمؤتمر فإن الملك فيصل كان راغباً بحضوره لكن المندوب السامي البريطاني حال دون حضوره مما اضطره إلى إرسال مندوب عنه هو وزير الداخلية توفيق الخالدي، وقد تم عقد أولى جلسات المؤتمر بدار الإمام محمد تقي الشيرازي في كربلاء وذلك يوم 11 شعبان الموافق 9 نيسان 1922م ، ثم صار يوالي عقد الجلسات في أماكن متعددة حتى تقررت المبادئ التالية :- وجوب الدفاع عن البلاد من هجمات الأخوان الوهابية. الثقة بسياسة الملك فيصل. وطلب تعويضات المنهوبات ودّيات القتلى الذين سفكت دماؤهم ظلماً وعدواناً. وتم كذلك رفع برقية إلى الملك فيصل تتضمن أهم الأفكار التي نوقشت في المؤتمر مع قراراته . وقد أحرج الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على العراق آنذاك لهذه النتائج التي أسفر عنها المؤتمر فقام السير برسي كوكس بالاحتجاج على ابن سعود وطالبه بمعاقبة الغزاة ، وردّ ما نهبوه وتعويض القتلى فاستدرك ابن سعود واعتذر موهماً عدم معرفته بذلك ، لكن تكرر الغزوات ولو بشكل أقلّ عنفاً أثار الشك بصحة تنّصل ابن سعود منها ، وأدت الأحداث إلى تأزم الوضع على الحدود العراقية – النجدية ، وتوتر العلاقات بين بريطانيا ونجد خاصة بعد أن قامت الطائرات البريطانية بقصف الوهابيين المرابطين على حدود العراق ، وقد حَفـّزَ هذا العدوان وما نتج عنه من توتر لدى الحكومة البريطانية على عقد مؤتمر في المحمرة بين العراق ونجد تحت إشراف بريطانيا ، لتصفية العلاقات العراقية – النجدية ، ولم تمنع الاتفاقيات الوهابية من الاستمرار في نهجها لمحاربة العراقيين وتكفير الشيعة منهم خاصة . .
4- السعودية وراء قمع ثورة العراقيين ضد صدام حسين

كان دعم المملكة السعودية وامراء وشيوخ الخليج المقدم لطاغية العراق صدام حسين علنا في حربه الطويلة على ايران عام 1980 خوفا من انتشار الثورة الاسلامية العارمة فيها عام 1979 التي اسقطت نظام الشاه بعد ان كانت السعودية الحليفة المؤيدة له قبل سقوطه. وبعد انتهاء الحرب التي استمرت طويلا حتى عام 1988 واقدام صدام حسين على غزو الكويت المفاجئ عام 1990 ، شنت امريكا وحلفاؤها الحرب على العراق وفي فبراير 1991 تم انزال قوات التحالف لطرد صدام من الكويت وبعد اندحار وتدمير القوات العراقية وخروج الجيش العراقي ذليلا من الكويت ومواصلة القائد شوارزكوف بقواته الزحف على بغداد اعلن مجلس الامن وقف اطلاق النار الذي قبل شروطه صدام حسين في 28 مارس 1991 . وفي حينها اندلعت في عموم المحافظات العراقية الانتفاضة الشعبانية للاطاحة بصدام حسين وحكمه في الوقت الذي كان فيه القادة العراقيون والامريكيون يجتمعون في خيمة الذل في صفوان للتوقيع على شروط الاستسلام . ولقد اكد القائد الامريكي شوارزكوف الذي كان يزحف بجيشه على بغداد التي اصبح على مسافة قريبة منها اكد في مذكراته وكذلك الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل ان ملك السعودية والرئيس المصري اتصلا بشكل مباشر بالرئيس بوش الاب لوقف الانتفاضة الشعبانية من قبل الشعب العراقي التي هبت في جميع مدن جنوب العراق انطلاقا من الناصرية والبصرة اولا وبالاخص في بغداد وانتشرت في الشمال متعللين بان الشيعة العراقيين المسنودين من ايران سيسطرون على العراق وسيهددون امننا وامن الخليج . ولقد حصل صدام حسين في خيمة الذل في صفوان على تفويض باستعمال السمتيات في الطيران لقمع الانتفاضة وقد صرح وزير الدفاع السعودي علنا في حينه ان اتفاق خيمة صفوان يبيح لصدام قمع الانتفاضة . وهكذا اثبتت الاحداث ان لعبة المصالح التي تدخلت فيها السعودية كانت السبب في ابادة الآف العراقيين من قبل نظام صدام حسين وان لعبة المصالح اهم من مصائر الشعوب وان دعوات الحرية ما هي الا بالونات فارغة (العميد نجيب الصالحي في صحيفة القوة الثالثة : هكذا انتفضنا عام 1991، وهكذا باعوا المعارضة، وهكذا ظلموا المعارضين) .
وصف المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد تلك الاحداث بدقة متناهية عندما شنت امريكا حربها على العراق عام 1991 بعد غزو صدام حسين الكويت عام 1990 وطرد قواته منها كما لو انه كان يتحدث عن احداث الحرب الامريكية على العراق عام 2003 او عند احتلاله اليوم من قبل اراهبيي داعش وليس قبل ذلك . ولكنه رحل عن الوجود للاسف نفس العام قبل هذا الحدث بقليل . واود ان اختصر التالي من كتابه حول حرب الخليج عام 1991 والنفط والارهاب وصدام حسين وملوك وشيوخ الخليج ودورهم في دعم الامبريالية الامريكية في حروبها في المنطقة وبالاخص دور السعودية بالذات في قمع انتفاضة الشعب العراقي ونشر الارهاب . فلنقرأ بعضا مما كتبه سعيد : " ليس ثمة من ديموقراطية باي معنى حقيقي للكلمة في أي بقعة من بقاع الشرق الاوسط . وما الجموع الفقيرة من البشر فانها مسحوقة تحت كلاكل الاستبداد او حكومات مكروهة متصلبة لا تلين ولا تستجيب . وعلى مدى جيلين كاملين من الزمن وقفت الولايات المتحدة في الشرق الاوسط الى جانب الظلم والطغيان ولم تساعد الولايات المتحدة رسميا ايا من الصراعات من اجل الديموقراطية او حقوق المرأة او العلمانية او حقوق الاقليات. وبدلا من ذلك فقد قامت ادارة امريكية بعد اخرى بتدعيم الاتباع المذعنين الممقوتين، واشاحت بوجهها بعيدا عن جهود الشعوب الصغيرة لتحرير نفسها من الاحتلال العسكري ، مقدمة في الوقت نفسه التمويل لاعدائها . وقد شجعت الولايات المتحدة النزعة العسكرية غير المحدودة وانخرطت في مبيعات هائلة للاسلحة في كل بقعة من بقاع المنطقة . وعلى مدى عقود عديدة ، ما تزال تُشن في امريكا حرب ثقافية ضد الاسلام والعرب وتوحي الشخوصات الساخرة " الكاريكاتورية " العنصرية المروعة للعرب والمسلمين بانهم جميعا اما ارهابيون او شيوخ نفط وان المنطقة خراب قاحل شاسع لا يصلح لشئ الا لجني الارباح او الحرب . عام 1991 بدا للامريكان ان صداما تحول الى هتلر . وان سفاح بغداد ينبغي ان يقذف الى الحضيض لان العرب لا يفقهون سوى لغة القوة ، وان الفضاعة والعنف جزء من الحضارة العربية ، والاسلام دين لا متسامح ، متعصب ، فظ لا يرحم ومعاد للمراة . وان العرب كما يمثلهم صدام ، اما بقية الحكام منهم فهم عشائر واسر وشلل ودوائر مغلقة من زعماء الطغم الطاعنين في السن .. واما تعساء الحظ الذين قاموا بالعصيان المسلح من شيعة واكراد، والذين كانت الولايات المتحدة من شجعهم على الانتفاض ضد صدام حسين ، ثم تخلت عنهم فريسة لانتقامه الذي لا يرحم، فانهم نادرا ما يخطرون ببال ، دع عنك ان يرد لهم ذكر . (ادوارد سعيد الذي عمل استاذا للادب المقارن بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الامريكية في كتابه الاخير قبل احتلال العراق عام 2003 بعنوان " كيف تتحكم اجهزة الاعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم) و(ادوارد سعيد : الثقافة والامبريالية ، الفصل الرابع "التحرر من السيطرة في المستقبل ص 339-392 نيويورك 1993 ) . .

5– السعودية تنشر الارهاب

ان من الغريب ان نقرأ عن تلك المعلومات التفصيلية التي نُشرت عن :" ان ملفا عثر عليه الجيش الأميركي يحوي على استمارات شخصية لأكثر من 600 ارهابي سعودي وهابي وعرب اخرين تم تهريبهم الى العراق من دولهم في السعودية، واليمن، وتونس، والجزائر، والمغرب، ومصر، ولبنان، والكويت، وسورية، والأردن، وفرنسا، وايرلندا، والسويد واسبانيا عبر الحدود السورية الى العراق للانضمام الى مايسمى بـ " دولة العراق الإسلامية " المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي وتتضمن الاستمارات التي صادرها الجيش الاميركي منذ مدة في غارات عسكرية على مواقع ارهابيي "دولة العراق الإسلامية" في منطقة الأنبار. وتكشف تلك الاستمارات ان غالبية الارهابيين تم تجنيدهم في بلادهم كالسعودية وغيرها من قبل اشخاص تعرفوا عليهم في المساجد او الجامعات او أماكن العمل . وان معظم الذين يأتون من المغرب العربي يمرون عبر مصر ومن ثم سورية. أما الذين يأتون من الجزيرة العربية فيسافرون جواً الى دمشق او براً عبر الأردن. فيا ترى كم من الارهابيين دخلوا العراق منذ ذلك الوقت . وهل نستغرب كيف سقطت الموصل وتم احتلالهم اجزاء واسعة من العرق هذا اليوم وبمثل هذه السرعة المفاجئة ؟.
ولن ينسى العرقيون كيف قامت السعودية بفتح قاعدة عسكرية سرية في عرعر، للقوات الأمريكية الخاصة دلتا فورس وتسهيل مهامها للقيام بعمليات داخل العراق . وكانت السلطات السعودية قد أغلقت المنطقة في وجه المسافرين تحت ذريعة منع تدفق اللاجئين العراقيين لأراضيها . وعند دخول قوات الاحتلال العراق فإننا ندرك كيف صدرت بعد ذلك عشرات الفتاوى من مشايخ الوهابية في السعودية تحرض الشباب على التطوع لقتل العراقيين بحجة مقاتلة المحتل وذلك خلال إسقاط النظام الفاشي في العراق . ومن المفارقات أن الأمريكان لهم قواعد عسكرية في السعودية ومن دون أن يطلق هؤلاء المشايخ مثل هذه الدعوات لمقاتلة الأمريكان في بلدانهم ، لأن هذا يعني الخروج على ولي الأمر طبقاً للفكر التكفيري . واستمر أئمة الوهابية في السعودية إصدار هذه الفتاوى التحريضية لتجنيد الشباب للذهاب إلى العراق وتدميره وتحت هذه الذريعة . فكيف يعقل أن تصدر هذه الفتاوى دون موافقة الحكومة السعودية ومن أعلى المستويات . ومما يؤكد هذا العمل هو الأعداد الكبيرة من السعوديين الذين يقومون بتفجير أنفسهم في العراق وأن أغلب زعماء القتل والجريمة في العراق والمتمثل بالفكر التكفيري للقاعدة هم سعوديون ومنذ عدة سنوات على احتلال العراق عرفنا كيف أستُبيحت الحدود العراقية وكيف عبر الى العراق من المملكة العربية السعودية آلاف الارهابيين التكفيريين الجهاديين الذين جعلوا من العراق وخاصة العاصمة بغداد مسرحا لنشاطهم الدموي بعد ان تسببوا في سقوط المئات من الشهداء الابرياء في حمامات الدم كل يوم . الغريب في الامر ان هذه المذابح لم توجه الى محاربة الاعداء المحتلين الكفرة كما يقولون، ولكنها توجه بالذات الى قتل ابناء الشعب العراقي الفقراء في الاسواق ومواقف السيارات والمخابز ومحطات الوقود وغيرها من الاماكن الشعبية التي يقطنها ويعمل فيها العراقيون الشيعة على وجه الخصوص ودون ان يسمع العراقيون اية ادانة تذكر من صوت المنظمات الدينية في العالم العربي والاسلامي عن هذه الاعمال الوحشية ضد اخوتهم من ابناء الشعب العراقي . لقد اثبتت الوثائق التي وقعت في ايدي قوات الاحتلال ان اغلب هؤلاء الانتحاريين هم من الرعايا السعوديين . وما تزال السلطات العراقية تسلم من يلقى القبض عليهم الى السلطات السعودية. ففي إطار زيارة مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي، سلم الى السلطات السعودية 6 ممن كانوا محتجزين لدى القوات المتعددة الجنسيات الى المملكة السعودية في نهاية مارس 2008 .
وحتى اليوم وفي اخر خبر على دعم السعودية لنشر الارهاب عثرت صحيفة المسلة على موقع رسمي لوزارة الشؤون الإسلامية السعودية يدعو إلى الجهاد وحض الشباب على قتال الكفار والخروج للقتال في أماكن الحرب و دعم المقاتلين بالمال لشراء الأسلحة ، اذ ان هذه الدولة التي يسودها الفكر الوهابي المتطرف، مازالت غير قادرة على لجم فتاوى التكفير والجمعيات "الدينية" و"الخيرية" التي تتبرع للإرهابيين في العراق وسوريا تحت شعارات مساعدة "الجهاديين". لاسيما وان هناك بديهية يعرفها العالم ان هذه الدولة هي مصدر الفكر التكفيري في العالم، فمن بين التسعة عشر ممن شاركوا في احداث الحادي عشر من سبتمبر في 2001، كان خمسة عشر شخصاً من السعوديين. كما ان المدرسة الدينية الوهابية خرّجت زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.وتبدو المخاوف جدية في ان هذه الدول تسعى الى استغلال الحرب على الارهاب في العراق، لتبرئة ساحتها منه ظاهريا، وغسل سكاكين ارهابييها التي ذبحت المئات من الرقاب . وفي حين تشير تحيلات الى ان "البيئة الفكرية السعودية هي مهد للتطرف تخرج سنويا المئات من المتطرفين سنويا"، الا ان لهذه البيئة قدرة عجيبة على جعلهم يقاتلون في خارجها، وهو ارهاب "خارجي" لا "داخلي" على رغم ان معظم هؤلاء الارهابيين يعتبرون العائلة المالكية السعودية "فاسدة"، ولا تحكم بالشريعة".وليس ذلك مصادفة، ذلك ان التحالف بين العائلة المالكة من آل سعود، والزعامة الوهابية الدينية، قائم على منفعة متبادلة تضمن السلطة للأول، وشؤون الدين والحياة لرجال الدين، الذين عرفوا بتطرفهم تجاه الاديان والمذاهب الاسلامية الاخرى. ولا يتوقع ان تؤدي الحرب على "داعش" التي اعلنها اوباما ووضع برنامجها مؤتمر باريس ان تنجح في القضاء على الارهاب بصورة نهائية، طالما ان هذه الحرب لا تقطع جذور الارهاب في حواضنه المعروفة.ويقول لوري بلوتكين بوغارت من معهد واشنطن الامريكي، ان من الحماقة التفكير بان السعودية ستساهم في توطيد الاستقرار السياسي في العراق، لانها تعتبر أي نظام ديمقراطي مجاور، خطر كبير عليها. لكن السعودية مضطرة هذه المرة وتحت ضغوط الدول الغربية والولايات المتحدة، الى التحالف مع العراق ضد "داعش"، لانها شعرت بالخطر الداهم لهذه التنظيمات الارهابية (الحكومة تسلم 6 ارهابيين سعوديين الى السعودية شبكة الاخبار العراقية 26 مارس 2008 )و (منشد مطلق المنشداوي : مثلث يبحث عن زاويته القائمة السعودية وايران وسورية 11 مايو2008 ) و (صحيفة البينة العراقية : معلونات تفصيلية عن 600 ارهابي سعودي وعربي 24 يناير 2008 ) و (موقع لوزارة سعودية يدعو الى "الجهاد" والتبرّع بالمال للجماعات الارهابية صحيفة المسلة 11 اكتوبر 2014 ) . .

6 - السعودية تدعم المذهب الوهابي وترعى الارهاب

في ورقة عمل قدمها يوهانس مولر الخبير في الشئوون الاندنوسية في محاضرته التي القاها في المؤتمر الذي عُقد حول موضوع : "الثقافات والاديان والنزاعات في لبنان " في شهر سبتمبر ايلول عام 2002 تحت رعاية وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة آنذاك ، كتبت زميلتنا الاستاذة النمساوية كارين كنايسل ، المحاضرة في الاكاديمية الدبلوماسية في فيينا : "ان وصول الحركات الاسلامية الاصولية الى اندونيسيا جاء عبر الانشطة المكثفة التي مارستها المؤسسات السعودية العاملة على نشر عقيدتها الوهابية المتطرفة في جنوب شرق آسيا منذ عدة عقود ، مستغلة من جهة الموافقة الضمنية الصامتة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ، ومستخدمة من جهة اخرى اموالا طائلة متوفرة لديها . وان من المؤسف ان الوهابيين السعوديين يسهمون ايضا في نشر مفهومهم للاسلام في السنغال عبر المدارس القرآنية الجديدة ومشاريع التنمية التي يمولونها " ( كارين كنايسل : عن كتابها باللغة العربية بعنون " ثقافات واديان ونزاعات " "اوراق من بيبلوس" ص 61 اشارة الى المدينة التي انعقد فيها المؤتمر آنف الذكر في قرية مزار بجبل لبنان وبمشاركة المفوضية الاوربية والمركز الدولي لحقوق الانسان في بيبلوس التابع لليونسكو 2003 ) .
نشر الكاتب بريان ايادز مقالة في مجلة الريدرزدايجست عدد فبراير 2003 أي بعد احداث 11 سبتمبر 2001 وقبل شن الحرب على العراق بشهر واحد قال فيها :" المعروف ان حلفا قائما بين اصحاب المذهب الوهابي وعائلة آل سعود يعود تاريخه الى 200 عام . بعد ان اجتمع محمد بن عبد الوهاب رجل الدين الاصولي المتطرف ومحمد بن آل سعود الذي دعاه الى العمل من اجل اعادة الاسلام الى صفائه ومعتقداته الصحيحة . وفي هذا اللقاء قبل بن سعود الاتفاق ووعد ان يشنّ الحرب من اجل نشر هذه الدعوة . وكان الثمن الذي حصل عليه بن سعود هو الاعتراف به وبعائلته من بعده حكاما على الجزيرة العربية . وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932 بعد صراع وحروب ، قامت المملكة على اساس المذهب الوهابي وقدمت الاموال للوهابيين مع تفويض تام لنشر مذهبهم وقوتهم مما سهل على العائلة الحاكمة البقاء في الحكم مدعومة بمباركة الوهابيين المتواصلة حسب الاتفاق القديم حتى يومنا هذا " . ومن اجل خدمة المذهب الوهابي ونشره قامت حكومة المملكة بفتح المدراس القرآنية في الخارج وخصصت لها الملايين من دولارات النفط في الباكستان وافريقيا واسيا الوسطى واسيا . ولم يتعلم الشباب المسلم التعاليم الدينية فقط ، بل ويحصوا على التدريب العسكري ايضا . ومنذ عدة سنوات على احتلال العراق عرفنا كيف أستُبيحت الحدود العراقية وكيف عبر الى العراق من المملكة العربية السعودية آلاف الارهابيين التكفيريين الجهاديين الذين جعلوا من العراق وخاصة العاصمة بغداد مسرحا لنشاطهم الدموي بعد ان تسببوا في سقوط المئات من الشهداء الابرياء في حمامات الدم كل يوم . ولقد وُجد ان من بين العديد من الخلايا الارهابية المنتمية لمنظمة القاعدة من هؤلاء التكفيريين هم من خريجي تلك المدارس والجوامع والمراكز الاسلامية التي ذكرها لنا بريان ايادز! . ويقع 30 من بين 300 جامع في بلجيكا تحت قيادة الاصوليين الوهابيين المعروفين بالمجاهدين الذين يرتبطون بالقاعدة ويحصلون على مساعدة المملكة السعودية . ويتم تعيين العاملين في المنظمات المقدمة للمساعدات في الخارج من قبل حكومة المملكة السعودية التي تشرف على كل الاموال المخصصة لهذه المنظمات التي تمثل جزءا من مؤسسة ضخمة تبشر بالدين الاسلامي . وعن طريق هذه المنظمات تقدم المملكة المليارات من دولارات النفط لتمويل اكثر من1350 جامعا و210 مراكز اسلامية ومئات المدارس في اوربا وامريكا واسيا وافريقيا التي من خلالها ايضا يتم نشر المذهب الوهابي والدعوة للجهاد والحرب المقدسة والقيام بالتدريبات العسكرية ضد جميع الكفرة عن طريق الكتب التي تطبعها المملكة بملايين الاعداد وتوزعها بالمجان على الشباب والاطفال لتحريضهم على مواصلة هذه الرسالة " .
ويضيف ايادز قائلا :" ويؤكد المحللون الغربيون ان تصدير المعلمين المتطرفين العاملين في هذه المراكز الاسلامية هم ممن يشاركون في الصراعات الدموية من شمال افريقيا الى كشمير . والغريب في الامر ان الغرب يغض الطرف عن هذا الدور المزدوج الذي تلعبه المملكة السعودية التي ترى في الغرب اكبر عدو لها . الا ان هذا الواقع لن يغير شيئا من الامر فالولايات المتحدة الامريكية تعلن دائما بان المملكة السعودية تبقى الحليف في الحرب على الارهاب لانه يعرف كيف ان المملكة ارسلت الآف المتطوعين السعوديين المتدربين للقتال الى جانب اخوتهم المسلمين في افغانستان ضد الاتحاد السوفييتي عندما قدمت لهم تذاكر السفر بالطائرات . وكان اسامة بن لادن يعمل آنذاك مع المخابرات السعودية من اجل المساعدة على جمع الاموال والرجال لهذه الحرب المقدسة . وعندما احتل صدام حسين الكويت عام 1990 ، عرض بن لادن تقديم المساعدة لارسال جيش من المجاهدين العرب والافغان الى الكويت الا ان المملكة السعودية رفضت العرض واستعاضت عنه بفتح اراضيها للقوات الغربية ، الامر الذي دفع بن لادن ان يعلن عصيانه وثورته ضد حكومة المملكة السعودية التي وصفها بالفاسدة مما اضطره الى ترك البلاد والتنقل في الخارج حتى استقر به المقام اخيرا لاجئا لدى الطالبان في افغانستان "(بريان ايادز في مقالته بعنوان:" دولارات النفط المقدمة الى الارهابين " ( مجلة الريدرزدايجست باللغة الالمانية عدد فبراير 2003 ص 104) . .

7 – السعودية تمول الارهاب

في تصريح لموفق الربيعي بصحيفة الجوار بتاريخ 13 سبتمبر 2013 الذي شغل منصب مستشار الامن القومي في العراق من 2004 والى 2011 قال فيه :" ان المملكة العربية السعودية تعد الممول الاكبر من دول الجوار للجماعات الجهادية الارهابية في العراق " . وارى ان اهم خبر يتعلق في هذا الموضوع ارغب ان افتتح به الكلام عن ما تذكره صحيفة كتابات في الميزان وصحف اخرى عن تداول بعض العراقيين على صفحة الفيس بوك كلاما نقل عن النائب المنشق عن القائمة العراقية حسن العلوي ذكر فيه ان احد الاسباب التي دفعته للأنسحاب من القائمة العراقية هو ما جرى من كلام تفوه به الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائه طارق الهاشمي .ويقول العلوي في الحوار المنقول عنه بعد دعوة طارق الهاشمي للسعودية ذهبت معه برفقة اعضاء اخرين في القائمة العراقية وعند استقبالنا تقدم الملك السعودي نحو الهاشمي مباشرة فسلم عليه وهو يقول له :مليارين ونص اعطيتك ومازال الشيعة في الحكم وكذلك خلال مدة سيصلك مبلغ آخر مليارين ونص..!! ثم اعاد الملك هذه العبارة مرة اخرى ويضيف العلوي : ابتسم طارق الهاشمي حينها وقال للملك السعودي : ان من الاخوة حاليا الجماعة هم شيعة موجودين «لا يزعلون» في اشارة منه إلي ..!!..
وتذكر الصحيفة ايضا ما يؤيد استمرار مساعي ملوك السعودية من فهد الذي تدخل في وقف زحف القائد شوازكوف على بغداد والغاء عملية اسقاط نظام صدام حسين والترخيص له في خيمة الذل في صفوان باستخدام السمتيات لقمع انتفاضة الشعب العراقي الذي ثار ضده كما مر بنا في هذه الدراسة والى مساعي الملك عبدالله لاحقا وتقول الصحيفة :" وفي سياق متصل قال تاجر سعودي من عائلة السديري ، نقلا عن وزير في الحكومة السعودية ، ان الملك عبد الله قرر التصدي بنفسه شخصيا للشأن العراقي ، وانه طلب من الامير بندر بن سلطان باعتباره امين عام مجلس الامن الوطني السعودي ومن وزير الخارجية سعود الفيصل بذل كل طاقات المملكة لمواجهة ايران في المنطقة ، واعطاء اولوية خاصة لكل من لبنان والعراق . وحسب هذا التاجر المتنفذ من عائلة السديري الذي كان في زيارة خاصة للعاصمة البريطانية فان الملك عبد الله قال في تصريح خاص وسري في اجتماع حكومي في الرياض قبل شهر تقريبا ان المملكة صرفت مبلغ عشرين مليار دولار لتأييد صدام في الحرب العراقية الايرانية ، ولولا الاموال السعودية ، لكان الشيعة في العراق قد إستلموا الحكم في العراق منذ ربيع عام 1982 في معركة خرمشهر اثناء تلك الحرب. واضاف الملك عبد الله في حديثه السري والخاص في مجلس الوزراء السعودي اننا بذلنا اكثر من اربعين مليار دولار لتحرير الكويت وانهاء غزو صدام لها والان امام تنامي الخطر الشيعي في العراق وسقوط نظام صدام ، فانني اعلن لكم بان المملكة مستعدة لان تضع مئتين وخمسين مليار دولار للتصدي لهذا الخطر ومنع الشيعة في العراق من ان يشكلوا خطرا على المملكة العربية السعودية !!وحسب قول هذا التاجر السعودي الذي كان يتحدث لشريك من كبار التجار العرب في لندن : فان السعودية سوف تنجح قريبا في استعادة المبادرة في القضية العراقية ، وسوف تعمل على استقطاب مختلف القوى السياسية وستقوم بتسليح قوى اخرى لتحقيق انجازات سياسية بقوة السلاح ، وسوف تقوم المملكة حتى باستمالة اطراف شيعية مضطهدة من قبل القوى الشيعية الحاكمة ، كما ستقوم المملكة باحتواء الاكراد في شمال العراق ، وتمويل تدريب عناصر كردية مناهضة لايران وتقديم دعم استراتيجي لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية ، وتمويل منظمات سنية انفصالية واصولية في مناطق ايران المختلفة وفي مقدمتها بلوشستان الايرانية .
واذا ما وصل الامر بالملك عبد الله ان يضع هذه الميزانية الضخمة تحت تصرف رجال المخابرات السعودية والمسؤولين السعوديين فهذا يعني للعراق نذر خطر شديد ، يدعو الى التكهن بمرحلة قاتمة من تدهور الوضع السياسي والامني في العراق ،لان هذه المليارات ستذهب لشراء الذمم والموالات والعمالة وتشكيل قوى سياسية مدعومة بالمال الوفير الذي يمكنها من تشكيل ميليشيات لها تستخدمها لفرض اراداتها السياسية ، والسعودية لها باع طويل في هذا المجال خاصة وانها استطاعت ان تكرس اكثر من مرة معادلة سياسية في الشرق الاوسط بفعل المال والاغراء واساليب شراء الذمم واستمالة قوى دولية ووتسخير معادالاتها السياسية والامنية لمصلحة المشاريع السعودية ولعلها كانت البارزة في انهاء ظاهرة عبد الناصر في المنطقة العربية وورطته في اليمن لتلحق به هزيمة كبيرة كما انها وراء كثيرا من التغييرات السياسية في العالم العربي بفعل الاموال المبذولة لهذا الغرض ! والسؤال هو : هل ستبقى الحكومة العراقية تمارس البساطة والسذاجة ، كما هو الحاصل الان في التعامل مع السعودية ، ام انها لاتجرؤ على فتح ملف العلاقات مع السعودية على حقائقه والمعلومات الزاخرة فيه عن تدخل السعودية في الشأن العراقي ؟ .
واليوم وبعد تشكيل حكومة العبادي الجديدة هل نصدق ان مشارَكة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفريّ ّ في مُؤتمَر جدّة في سبتمبر الماضي لبحث سُبُل مكافحة الإرهاب؛ تلبية لدعوة وزير الخارجيّة السعوديِّ الأمير سعود الفيصل وما جاء في كلمته بعد اختتام المؤتمر انها ستلقى الاستجابة الحقيقية من السعودية والدول الاخرى الراعية للارهاب في المنطقة ؟ لقد تحدث الجعفري في كلمته بالمؤتمر عن الارهاب قائلا :" بانه لا دين له، ولا مذهب له، ولا وطن له. ومما خرجنا به، هو: إنه يجب أن يخرج هذا الاجتماع بموقف مُوحَّد من داعش، وأنه خطر ليس في العراق فقط، نعم.. هو أوغل في خطورته بالعراق، لكنه خطر على المنطقة كلها " . لقد ذهب الجعفري الى جدة ليعلم الحاضرين والدولة المضيفة الاكتشاف الجديد عن الارهاب كما لو انهم لا علاقة لهم به ! وهو يحلم بتسجيل النصر المؤزر في عمله الجديد حول موافقة السعودية على فتح سفارة لها ببغداد ؟ ولكننا عرفنا سابقا ان العلاقات بين البلدين لن تعود الى طبيعتها مالم تقدم بغداد تنازلاً كبيرا لصالح الرياض التي تشترط اطلاق سراح جميع المعتقلين الارهابيين السعوديين في السجون العراقية مقابل فتح السفارة وعودة السفير وبحث قضية الديون التي لها على العراق والتي تشكك بغداد بارقامها الهائلة. وقد سبق وان ابُلغ هذا الشرط الى مستشار الامن القومي موفق الربيعي اثناء زيارته للسعودية عندما زار السعودية وسلمها ستة من الارهابين جاء بهم من العراق كما مر بنا في هذا البحث. ولكن ماذا عن الملفات مع السعودية والتاريخ الطويل في مشاركة الارهابيين السعوديين في تدمير العراق واللعب في مصير العراقيين ؟ وهل ستبقى الحكومة العراقية كما جاء في الصحيفة في اعلاه تمارس البساطة والسذاجة كما هو الحاصل الان ، ام انها لاتجرؤ على فتح ملف العلاقات معها على حقائقه والمعلومات الزاخرة فيه عن تدخل السعودية في الشأن العراقي ، ام ذلك كونه يقع في نطاق الخطوط الحمراء التي ينبغي على الحكومة العراقية عدم تجاوزها ؟ وهل ستبقى الحكومة الجديدة تمارس نفس السذاجة السابقة في تعاملها مع السعودية ودول الخليج وتركيا ؟؟ ام ان الجعفري ستكون له عصا موسى السحرية في تحسن العلاقات مع السعودية؟ (راجع كوغلة حول الموضوع في صحيفة كتابات في الميزان ) و(السعودية تريد مقايضة ارهابيها بفتح سفارة في بغداد العراق الغد 13 و 16 يوليو2008) .

8- امريكا تعترف بتمويل ودعم الارهاب

سبق وان كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون التي كانت المسؤولة عن ملف الشرق الأوسط من ان المتبرعين من السعودية هم المصدر الاول والاقوى لتمويل الجماعات الارهابية في انحاء العالم والعراق. وعلى اثر هذه التصريحات جاء ويكيليكس ليؤكد بأن الوثيقة السرية التي بحوزة الموقع تثبت تمويل جماعات إرهابية في جميع انحاء العالم كما انتقدت الوثيقة السرية الجهود المبذولة لكل من الامارات وقطر والكويت لمحاربة المسلحين المتمردين وكانت كلنتون قد كتبت سابقاً مذكرة عام 2009 دعت الدبلوماسيين الامريكيين مضاعفة جهودهم لوقف تدفق الاموال الى الجماعات المسلحة. واشارت ان السعودية تأخذ على محمل الجد تهديدات الإرهاب داخل اراضيها ويبقى التحدي قائماً في إقناع السعوديين بالتعامل مع التمويل الصادر من السعودية على انه أولوية استراتيجية فيما يعتقد دبلوماسيون امريكيون ان مبالغ مالية كبيرة يتم جمعها في السعودية لصالح الجماعات المسلحة خلال موسم الحج. من جهة اخرى نقلت صحيفة الوطن السعودية عن مسؤولي استخبارات قولهم إن المقاتلين الأجانب بدأوا يتسللون مجددا إلى العراق بأعداد كبيرة، وربما يكون هؤلاء هم من يقفون وراء الهجمات الأكثر دمارا التي وقعت العام الجاري . . ولا يفوتنا ان نذكر كذلك اعتراف كلنتون علنا في تصريح لها مؤخرا امام الكونغرس بان امريكا هي من نشرت الارهاب ومولته في سبيل مصالحها في المنطقة ايضا وذلك بعد ان تعاونت مع السعودية على ارسال مقاتليها الى افغلنستان في حربها ضد السوفييت وبعد انتهاء الحرب وتقهقر السوفييت تركت امريكا هؤلاء الارهابيين لينتشروا في الدول المجاورة. لقد اعترفت كلنتون في فيديو مسجل على كوغلة قائلة بالحرف الواحد ": نحن الذين خلقنا هؤلاء الناس ومولناهم لاننا كنا في حاجة لهم للقتال عند تورطنا بالحرب ضد السوفييت وخوفا من سيطرت السوفييت على وسط اسيا بعد غزوهم افغانستان قرر الكونغرس والديموقراطيون برئاسة ريغن بان نجلب الوهابيين السعوديين ونفرغ السعودية منهم ونسلحهم ونمولهم للقتال في افغانستان . ولقد نجحنا في المهمة بعد ان بنينا جيشا من الارهابيين الجهاديين في باكستان لهذا الغرض . وبعد الانتصار على السوفييت تركنا هؤلاء المتطرفين الذين جئنا بهم لقتال السوفييت وقلنا لهم مع السلامة وهم مسلحين ومدربين على احسن حال واليوم هؤلاء هم الذين نحن نقاتلهم في بلدان اخرى.
سبق وان نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية تحقيقا مثيرا عن الكتاب الصادر بعنوان : "بابيلون السعودية" ، للمؤلف مارك هولنغزورث الذي قال فيه :" ان منظمة القاعدة التي صعّدت من اعمالها الارهابية منذ عام 1990 دفعت حكومة المملكة السعودية الى ان تتوصل الى اتفاق معها رأت فيه امكانية الوصول الى الحل الوحيد مع هؤلاء الاسلاميين المتشددين الا وهو ان تدفع لهم ملايين الدولارات من عائدات النفط ، تلك العائدات التي وصلت الى 50 بليون دولار سنويا . وان تفسح المجال امامهم في الكثير من الامور لفرض آرائهم الاسلامية داخل المملكة على شرط ان يتعهدوا بعدم التعرض للحكم فيها . الا ان الامر المقلق يظل في تلك العلاقة للنظام السعودي مع المنظمات الارهابية في حسابات البنوك " . ويقول المؤلف ايضا :" ان تقريرا صدر عن مجلس الامن كشف ان ما بين الاعوام 1993 و2003 قدم السعوديين مساعدات تقدر ب 500 مليون دولار مباشرة الى منظمة القاعدة. وفي عام 2003 اعلن موظف من وزارة الخزانة الامريكية المسئوول عن التعقيب في مصادر تمويل الارهابيين من ان العربية السعودية كانت المصدر المباشر لوصول الاموال الى امبراطورية اسامة بن لادن. وان تقريرا من المخابرات المركزية الامريكية كشف عن الدليل الذي لا يقبل الجدل بوجود من يدعم هؤلاء الارهابيين داخل حكومة المملكة السعودية. وانه في الوقت الذي وجدنا ان الادارة الامريكية كانت سعيدة بالانتقام من صدام حسين في العراق ، فاننا نرى انها تنظر بالعين العمياء الى سيل هذه الاموال المتواصلة تماما مثلما نظرت الى الحقيقة التي وجدت فيها ان من بين 19 مختطفا للطائرات التي شنت الهجوم في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 ، كان 15 منهم من المواطنين السعوديين . لكن ثقل الاموال السعودية في البنوك الامريكية والتي تصل الى 500 بليون دولار نقدا والى 450 بليون دولار اخرى مستثمرة في اسواق البورصات الامريكية، يجعل من الادارة الامريكية ان تحسب حسابها فيما لوان السعوديين سحبوا هذه الاموال , الامر الذي سيؤدي بالاقتصاد الامريكي الى الكارثة " ( البينة العراقية : وشهد شاهدٌ من أهلها...كلنتون السعوديون هم ممولو الارهاب من قبل امريكا عام 2003 بعد احداث 11 سبتمبر ايلول عام 2001 مباشرة ) و( راجع الفيديو الخاص تحت عنوان كلنتون تعترف بتمويل وتدريب الوهابيين للقتال في افغانستان) و( صحيفة الديلي الديلي ميل البريطانية 26 ابريل 2005 ) . . ومما مر بنا من اعترافات للوزيرة كلنتون يؤكد على ازدواجية المعايير في السياسة الامريكية ونفاقها وانتهازيتها ويدلل على ذلك المفكر الامريكي المعروف البروفسور نعوم خومسكي اليهودي الليبرالي المشهور بعدائه للصهيونية ولاسرائيل وللغطرسة الامريكية في كتاب له صدر مؤخرا بعنوان : " الدولة الفاشلة" كتب عنه صلاح الدين حافظ في صحيفة الاهرام الدولي يصف الفوضى في الشرق الاوسط ويحمل امريكا تبعاتها ويقول :" ان نعوم خومسكي لم يجد بالطبع نموذجا للدولة الفاشلة افضل من الولايات المتحدة الامريكية ، لانها تطبق المعايير المزدوجة، وتتحدث بلسانين ، اولهما اخلاقي عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، وثانيهما انتهازي برغماتي يمارس العنف المفرط ، ويشن الحروب الدامية غير المبررة اخلاقيا، ويرتكب الجرائم والفضائع والمذابح باسم الدفاع عن قيم الحرية والديموقراطية وتستفز الاخرين لمقابلة عنفها بعنف مضاد . انه باسم العدالة والقيم الاخلاقية ومبادئ الحرية ، شنت امريكا وتشن اسوء الحروب ضد الاخرين، وتنتهك حقوق الانسان، مثلما تنتهك سيادة الدول واستقلال الشعوب، وتمارس العنف والارهاب علانية باسم الشرعية الدولية . ان السياسات العدوانية والممارسات الخاطئة التي تمارسها الادارة الامريكية ، وخصوصا سياسة شن الحروب في العالم وتحديدا ما قامت به في افغانستان والعراق ، فضلا عما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين ، قد ادى الى زيادة العنف وصعود التيارات الدينية الراديكالية والى تحويل الارهاب الى هدف يُرتجى لكي يقاوم الارهاب الامريكي . اما عن حكاية الاصلاحات الديموقراطية فلا مجال لها في عرف الدولة الفاشلة "(صلاح الدين حافظ في الاهرام الدولي حول كتاب نعوم خومسكي عن الديموقراطية المراوغة والدولة الفاشلة 31 يناير 2007 ) .


9 – عقدة السعودية في علاقاتها مع العراق

لقد مر بنا في هذه الدراسة حسب مذكرات الجاسوس همفر وكتاب السعيد وجواد الظاهر كيف استثمر آل سعود والوهابيون تحالفهم مع بريطانيا وكيف شنوا هجماتهم على المدن العراقية ونهبوا المدن المقدسة وكيف حاولوا اسقاط الحكم الملكي فيه ، وكيف تحالف النظام السعودي اثناء الحرب العراقية الايرانية مع صدام حسين لاسقاط الثورة الاسلامية في ايران مدفوعين ومدعومين من قبل امريكا والغرب ، وكيف انتهى هذا التحالف بالكارثة بعد غزو صدام حسين الكويت وكيف كان هذا النظام وراء مأساة قمع ثورة الشعب العراقي ضد صدام حسين واستمرار تهديد السعودية التي راحت تلعب الادوار الكبيرة في اسقاط صدام حسين حتى وقوع الاحتلال الامريكي عام 2003 . وللاهمية اوجز ما ترصده لنا الكاتبة مواضي الرشيد الخبيرة والمختصة في الشأن السعودي على نحو بالغ الاهمية في تطور العلاقات السعودية بالعراق والتقلبات التي وقعت في مسيرة التاريخ القريب منذ بداية القرن الماضي عندما تقول :" منذ بداية القرن العشرين وحتى الانتخابات العراقية الاخيرة ظلت السعودية تحت هاجس الخوف والريبة من العراق بوابة العرب الشرقية واصبح هذا الخوف المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية تجاه دولة الجوار. وان لم تتخلص السعودية من هذه العقدة لن تستطيع ان تتعامل مع العراق كما تتعامل مع الدول الاخرى وعلى اساس الاحترام المتبادل او المصالح المشتركة . لقد بدأ الحذر السعودي من العراق اول ما بدأ في عهد الحكم الهاشمي الملكي حيث ظلت السعودية تنظر للعراق ومطامح قيادته حينها كمصدر للخطر اذ رأت في قيادته منافسة حادة وشرعية تنافسها على زعامة العالم العربي، وتحت المظلة البريطانية بقي الخوف دفينا حتى مرحلة تغير الحكم الملكي واستبداله في اواخر الخمسينات بعد الثورة بأخرى بعثية وجدت السعودية نفسها مضطرة لأن تتعامل مع العراق كحارس للبوابة الشرقية العربية وسخرت اموال النفط لتمويل البوابة في حرب بالوكالة ضد المد الثوري الايراني في الثمانينات، وبعدها تحول العراق من ترسانة العرب الى دولة ضعيفة انهكتها الحروب والعقوبات الدولية والتي اوصلتها للاحتلال ومن ثم تحولت الى ساحة مفتوحة تعبث بها الاطراف الدولية والاقليمية حتى هذه اللحظة . يختلف العراق بامكانياته وتركيبته الاجتماعية وموارده النفطية عن اي دولة عربية تتعامل معها السعودية بما فيها مصر وسورية، اذ ان العراق قوي بالاضافة الى موارده النفطية يملك العراق طاقة بشرية هائلة وكوادر علمية متطورة ان سنحت لها الفرصة تستطيع ان تبني كيانا جديدا يعيد للعراق مكانته في محيطه العربي. ومن هنا يبدو ان العراق القوي بنفطه وقدرته البشرية سيكون مثيرا للتوجس السعودي. اما في الحالة الثانية وهي العراق الضعيف المتشتت حيث يستقطب تيارات خارجية او محلية عربية تنهك المجتمع العراقي والدولة في قضايا الأمن والمتفجرات فهذا ايضا مصدر خطر كبير على الجارة السعودية ذات الحدود المشتركة مع العراق " . وتقول الكاتبة ايضا :" هذه القناعة لن تصل اليها السعودية الا اذا تخلصت من عقدة العراق وخوفها من تطوره ونموه. هذا الخوف صاحب الجذور التاريخية العميقة والمتأصلة في الشخصية السياسية السعودية يجعل السياسة الخارجية مشلولة وغير قادرة على التعاطي مع التغيرات الحاصلة على الساحة العراقية الا عن طريق تمويل انتخابات وتوزيع الاموال على شخصيات تعتقد السعودية انها ضمنت ولاءها . ورغم أن عقدة العراق هي أشبه ما تكون فوبيا سعودية الا ان التخلص منها ليس بالأمر المستحيل . هذا التعالي الذي ولدته القوة الشرائية للنظام السعودي قد تصطدم بمعطيات الساحة العراقية المحلية وتشعب انتماءاتها وتحول هذه الانتماءات بسرعة فائقة حسب التغيرات السياسية المتحركة في بلد لم يصل حتى هذه اللحظة الى منظومة مستقرة لا بد للسعودية ان تقتنع ان الخطر الذي يشكله العراق الضعيف هو اكبر بكثير من العراق القوي الذي يجد موقعه الذي يستحقه في العالم العربي، اما العراق المنبوذ المنسلخ عن محيطه العربي فهو عراق يهدد أمن المنطقة بأكملها ويتحول الى بوابة من أبواب جهنم بدل ان يكون البوابة الشرقية التي تضمن توازناً حضارياً وعسكرياً واقتصادياً في المنطقة العربية " .
وتستمر الكاتبة تقول ." ومن هنا اثبت الدور السعودي مدى تذبذبه في العراق منذ ان قرعت طبول الاحتلال عام 2003 وبعد ذلك بدأت تذرف الدموع على التغيرات التي حصلت في العراق والتي قوت مركزية دولة الجوار الايرانية وخلال المعارك الطائفية التي دارت بعد الاحتلال لم تستطع السعودية لعب اي دور يذكر يقود الى التهدئة بل انها وقفت موقف المراقب لحروب طائفية استطاعت الآلة الاعلامية والدينية السعودية ان تؤججها بدل ان تخمد نيرانها. ورغم مؤتمرات مكة والرحلات المكوكية الى الرياض فشلت المبادرات السعودية في التعاطي مع الشأن العراقي الا من باب الحفاظ على امنها الداخلي وربما تصدير الفائض البشري المحتقن في الداخل السعودي الى العراق وتوقيع اتفاقيات تعزل الحدود السعودية وتضمن عدم تسرب مشاكل دول الجوار الى الداخل السعودي الا ان التسرب من السعودية الى خارجها ظل مفتوحا رغم كل التعهدات التي قطعها النظام على نفسه وقدمها للولايات المتحدة كضمان للامن العراقي تحت المظلة الامريكية " ( مواضي الرشيد: السعودية تترفع عن لعب الادوار في المنطقة والسعودية وعقدة العراق في صحيفة القدس العربي 26 ابريل و31 مايو 2010 ) .
وعلى ضوء هذه الحقائق والمعطيات ، يجوز لنا ان نقول لقد حان الوقت ان نناشد القادة في السعودية قبل غيرها من دول المنطقة ، لما للمملكة من مصالح حيوية مع الغرب وبالاخص مع الولايات المتحدة الوقوف بكل شجاعة لدعوة جميع الاطراف ذات العلاقة بالأزمة العراقية الى الدخول في حوار جدي للوصول الى حل مبرمج ومقبول للجميع ، بدلا من الاصطفاف خلف التحالف السني ضد التحالف الشيعي دعما للتوجه الامريكي في تشكيل جبهة من قبل السعودية والاردن ومصر ودول الخليج للوقوف بوجه ايران او السماح لرجال الدين السعوديين الاستمرار باطلاق فتاويهم بتكفير المسلمين الاخرين او ترديد شعارات الادانة والتحذير من نشر المذهب الشيعي في العالم العربي السني. وما من شك ان القضية العراقية اصبحت تحظى باهتمام من قبل القادة في المملكة الذين اصبح من مهماتهم بالاضافة الى التاكيد الصادر من مجلس الوزراء السعودي على حرص المملكة على وحدة العراق وسيادته او دراسة مكافحة الارهاب في مؤتمر جدة الاخير الذي شارك فيه الوزير االجعفري ، المشاركة الحقيقية في صناعة السلام والخروج الى ميدان العمل التاريخي المشرف للمطالبة بعقد مؤتمر على ارض المملكة نفسها او في احدى دول الخليج او في الاردن او في فيينا او جنيف مثلا تحضره جميع الاطراف الرئيسية ذات العلاقة بالقضية العراقية شرقا وغربا من اجل العمل على تحقيق الامن والاستقرار والرخاء لشعوب المنطقة بعد الوصول الى نتيجة مشرفة تجنب المنطقة بكاملها ويلات الحرب فيما لو شنت امريكا او اسرائيل هجوما على ايران . وعندما تقع الكارثة الكبيرة في الخليج ، فانها سوف تحرق وتدمر الجميع وبالاخص الدول ذات المصالح النفطية وعلى رأسها السعودية نفسها قبل غيرها ويتحقق صدام الحضارات وهو ما تنبأ به هنتينغتون وذهبت اليه مخاوف اخرين بعد ان يُغلق مضيق هرمز وينقطع النفط عن العالم . كما اصبح من المهم ان تنتهج السعودية سياسة واقعية في وقف الارهاب وتصديره الى العراق وان تراعي المملكة قضايا حقوق الانسان فيها وتنظر بعين العدل نحو معارضيها من رجال الدين والمثقفين القابعين في السجون لا ان يمثل بهم كما حدث للكتاب المعارض ناصر السعيد كما مر بنا . ولا غرابة في قصة اختطاف هذا المعارض وتصفيته فقد اطلعنا قبل ايام على الحكم الجائر الصادر بحق المعارض السعودي الشيخ نمر باقر النمر الشخصية الدينية والسياسية السعودية المعروفة بحراكها السلمي الجريء في الدفاع عن المظلومين والمحرومين، الذي دفع ثمن معارضته وانتقاده للنظام السعودي. ويبرر الحكم الصادر ضده كما تقول الاخبار ثبوت اعلانه عدم السمع والطاعة لولي الامر في المملكة وعدم مبايعته له ودعوته وتحريض العامة على ذلك ومطالبته بإسقاط الدولة عبر خطب الجمعة والكلمات العامة والتحريض على الإخلال بالوحدة الوطنية وعدم الولاء للوطن. وقد أعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري عن أن الحكومة العراقية بدأت بإقناع السعودية بالعدول عن قرار الاعدام . لكن الامر لم ينته بعد حيث انتشرت موجة من التهديدات من داخل ايران والعراق تشير الى قرب وقوع عمليات انتقامية ستستهدف أفراد العائلة الحاكمة والمصالح السعودية وستؤدي الى اسقاط النظام السعودي فيما لو نفذ الحكم على الشيخ المذكور . من المؤسف والغريب ان النظام السعودي ما زال يسمح لرجال الدين في المملكة باصدار فتاويهم المعلنة عن عداء السعودية ضد دول في المنطقة كسوريا والعراق وايران وكذلك تصدير الارهاب من التكفيريين السعوديين اليها دون رقابة واحكام تردع هؤلاء المحرضين على الفتن والارهاب الامر الذي سيزيد الاحتقان الطائفي في المنطقة ويؤجج العداء بين شعوبها ويسرع في اندلاع شرارة الحرب القادمة فيها .

10- العراق الى اين ؟

واخيرا وليس آخرا واذا ما استعرضنا الاحداث ومنجزات حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي وصفتها بالفاشلة في احدى مقالاتي بعد ان ظل العراق يشهد اثناء فترتي حكومته لهذا المنصب وما زال يشهد في مطلع حكومة الحيدري الجديدة مختلف الاحداث التي تزعزع استقراره وتعرض شعبه للكوارث والمخاطر والتهديد بالحروب الطائفية واستمرار خلق الازمات بالاضافة الى احتلاله مجددا من قبل العصابات الوهابية الارهابية من داعش وحلفائهم البعثيين المسيطرين على عدة محافظات والمهددين على اطراف بغداد خاصة اذا ما عرفنا مساعي اسرائيل ودخول الموساد الساحة العراقية مع قوات الاحتلال الامريكية في تخطيط مستمر لشراء الاراضي في الموصل واقامة البنوك والشركات المتعددة في كردستان العراق والعمل على تدريب الاكراد عسكريا ولقد سبق وان تحدثت عن ذلك في مقالة لي بالتفصيل عن اهداف اسرائيل التي لا تريد ان ترى دولة اقوى منها في المنطقة منذ ان قامت بتدمير مواقع الدفاع العسكرية التي اقامها الرئيس جمال عبد الناصر بالتعاون مع الالمان وشن الحروب المتعددة على مصر وسوريا وتدمير المفاعل النووي العراقي وشن الحرب على العراق بعد ان صرح وزير الامن الاسرائيلي الأسبق آفي ديختر حول الدور الإسرائيلي في العراق ان : " ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة بل وأكثر مما خططنا وأعددنا له فى هذا الخصوص..." ، بالاضافة الى تدمير المصانع السورية وتدمير المصانع العسكرية في السودان مرتين بالاضافة الى اغتيال العديد من العلماء الايرانيين والعراقيين والمصريين وغيرهم الى جانب المئات من اصحاب الكفاءات بعد ان ثبت نشاط الموساد الاسرائيلي المحموم في عمليات الاغتيالات والتجسس المستمرة هذه منذ احتلال العراق وآخرها الاستعداد لشن الحرب على ايران لوقف العمل في برامجها النووية . ايران هي ليست الدولة الوحيدة المعنية بالحرب القادمة في المنطقة بل ان الدمار سيشمل العراق ودول الخليج وسيعيد المنطقة الى ما قبل الحرب العالمية الثانية او حتى الاولى . فالخراب سيكون شاملا ومرعبا وسيشمل مناطق النفط في الخليج والسعودية باجمعها بعد اغلاق مضيق هرمز ولربما ستختفي الدول النفطية الصغيرة في الخليج من بعده وستهتز اوربا وتقطع امدادات النفط وتحل الفوضى ويعم الرعب في العالم ويا لها من كارثة كبرى ! .

( راجع مقالتي بعنوان : كتاب وشخصية يذكراني باسرائيل وحربها القادمة لا محالة مع ايران 29 اكتوبر 2012 في صوت العراق ومركز النور وعلى كوغلة ) .
و( راجع الفيديو على كوغلة : امريكا والصهيونية :
http://www.youtube.com/watch?v=Z2Znc159x1M1

ومن هنا يظهر لنا الدليل على ان الديموقراطية التي فرضها الاحتلال الامريكي ما هي الا خداع لا فائدة منه غير وصول اشخاص كانوا منسيين في العراق او في خارجه الى تحقيق مصالحهم قبل كل شيئ في الوصول الى اعلى المراكز في سلم الدولة الجديدة وهم عاطلون عن العمل . ولقد اكد صراحة على ذلك ما جاء في كتاب خومسكي كما مر بنا وفي تصريح الكاتب الامريكي المعروف سيمون جينكينز الذي قال عن هذه الديموقراطية حتى قبل اجراء الانتخابات في العراق عام 2005 : " ان هذه الديموقراطية هي احد اكبر اساليب الخداع مكرا. واذا قلنا ان العراق بعد اكثر من 30 عاما من حكم الطاغية صدام حسين والحصار الطويل والاحتلال العسكري الامريكي والفوضى العارمة التي حلت به، انه سيتعافى ويزدهر ويمارس حياة ديموقراطية على النسق الغربي بعد الانتخابات التي ستجري في 30 يناير 2005، ما هو الا خداع وضرب من الخيال. كما ان قيام دولة اتحادية فيه تمارس الحريات الدينية والمدنية كما لو كانت جنة عدن هو الاخر ضرب من الخيال. انه من المستحيل ان يفرض المحتل مبدأ في الحكم او ايديولوجية في اي مجتمع آخر. على الساسة في العراق ان يكونوا على درجة كبيرة من الحذر والاستعداد لكل ذلك وان عليهم ان يواجهوا هذا النوع من الخداع الذي سوف لن يؤدي بهم الى قيام الديموقراطية وتحقيق الامن والرخاء ( سيمون جينكينز في التايمز البريطانية 3 مارس 2004 ) صدق هذا الكاتب بالقول ان العراق لم يعرف العافية وبقي معلولا للاسف الشديد منذ الاحتلال وقبله وحتى اليوم كما ان ساسة العراق لم يواجهوا هذا الخداع على درجة من الوعي المطلوب وانما ضاعوا في دروب الطائفية والمحاصصة والامتيازات والسرقات ونسوا العراق والعراقيين الذين ضلوا ضحية للتفجيرات اليومية التي تسفك دماءهم والتشريد ليزداد حزنهم وتكبر مأساتهم ! وبعد هذه المقدمة المختصرة نخرج الى الواقع السياسي الذي وصل اليه العراق اليوم . وبتتبعنا لهذا الواقع منذ سقوط النظام الدكتاتوري في العراق ، نشاهد ان مجموعة القيم المطلوبة من اجل التغيير المنشود غير متوفرة وان ما يسمى بالثقافة السياسية او ثقافة المواطنة لم تبنى في تصرف اكثر رجال الساسة العراقيين حتى اليوم . والدليل على ذلك ان المسار السياسي في العراق يسير عكس المطلوب في مفهوم تعريف السياسة التي نريد منها الابداع والمهارة الانسانية ورفع شأن المواطنة وتطبيق ذلك عمليا . ان المتتبع للاحداث في العراق وما يكشف عنها من ازمات مثل قضية تورط نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في عمليات الارهاب والحكم عليه بالاعدام وهو هارب خارج العراق وما زال يتلقى الدعم المالي السعودي ، كما مر بنا ، ويؤلب العراقيين على العصيان ويثير الفتنة والثورة ضد الحكم وتآمره على العراق مع السعودية والى اشهر ازمات الفساد والنهب المتواصل من قبل العديد من الوزراء والكثير من موظفي الدولة وعدم تقديمهم للعدالة والى اثارة ازمة هروب السجناء المتكررة والى ازمة البنك المركزي واعتقال العديد من موظفيه وصدور امر القاء القبض على محافظ البنك سنان الشبيبي وهو الرجل المنحدر من اعرق العائلات في العراق وفي القاء القبض على اعضاء حماية وزير المالية وزجهم في الاعتقال على قيد التحقيق متهمين في قضايا ارهابية ، الازمة الاكثر اثارة على مسرح الاحداث التي تركت الفرصة لبعض ابناء الطائفة السنية الموتورين ان يستغلوا بعض قادتهم للاسف بتاجيج مشاعر الجماهير للثورة والعصيان ضد حكومة المالكي سابقا مطالبين باستقالتها ومعلنين الاضراب في اجهزة محافظة الانبار حاملين السلاح مهددين بقطع طرق المواصلات ما بين العراق وسوريا والاردن وكانما هذا العمل هو انجاز كبير لهؤلاء الذين لا رجال ساسة تقودهم ولا قيم حسب المفاهيم الواردة عن السياسة في هذه المقالة بل رجال عشائر وحتى بعض النواب ممن انتخوا لوزيرهم وابن محافظتهم وثاروا عشائريا مدفوعين طائفيا . وكان هناك منهم من يتربص ويستغل الفرص لصب الزيت على النار لاشعال الفتنة بين العراقيين مثل النائب السابق الارعن احمد العلواني عن القائمة العراقية الذي وصف الشيعة بالعملاء لايران وهم خنازير ابناء خنازير ولا نستغرب ذلك فقد سبق وان صرح الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بان ولاء العراقيين لايران وليس للعراق .
وبالقاء نظرة على المشهد العراقي الاخير وتكرار وقوع المآسي المتعددة مثل مجزرة سبايكر والصقلاوية وسنجر وسجن بادوش وغيرها مع فضائح احتلال عصابات داعش للكثير من المدن والقرى العراقية مثلما حصل في الموصل التي ما زالت تحت الاحتلال وقتل وتهجير سكانها ، سنفهم جيدا ما قاله الكتاب في اعلاه عن مصير العراق والعراقيين المحزن للاسف الشديد ! ونشاهد اليوم بعد احتلال العراق من جديد في جهود الرئيس اوباما في تشكيل الحلف الخمسيني ودفع الناتو للمشاركة في الضربات الجوية المتلاحقة على قوات داعش التي احتلت اراضي واسعة من العراق وسوريا هؤلاء الارهابيون احفاد الوهابيين السعوديين ، خريجوا نفس مدرستهم اصحاب الايديولوجيات المتطرفة الذين يقاتلون في سبيل انهاء النفوذ الغربي في العالم الاسلامي وقلب الانظمة الديموقراطية الوليدة التي يسموها بالمرتدة . لقد حفلت التقارير العربية و الغربية طوال الأشهر الأخيرة بتحليلات تحذيرية قرعت جرس الإنذار حول تحوّل الصراع في المنطقة إلى صراع سني- شيعي يُنبئ بويلات جديدة، لا سيّما في ظلّ ما شهدته الخريطة السياسية العراقية من توجهات سنية ملغومة يجد الشيعة انفسهم وهم الاكثرية من السكان مهدّدين ومستهدفين بينهم .
وفي الختام وبعد كل هذه المعطيات ، استطيع القول لقد انكشفت كل العورات في التخطيط والتنفيذ ليصبح العراق وجارته سوريا في قارب واحد تهزه امواج المؤامرة الكبيرة في الحرب الدائرة على البلدين. لقد كان الاستعداد على عجل من اجل اشعال نار الحرب على حكومة المالكي في العراق واسقاطها وما زال على نفس الوتيرة بل واشد بعد تولي العبادي وزارته . ولنا دليل على ذلك التفجيرات الكبيرة التي تزداد كل يوم في انحاء متعددة من العراق وخاصة في بغداد وسقوط العديد من الشهداء الابرياء . اذن المخطط رهيب وما على العراقيين حكومة وشعبا ومنظمات وغيره الا العمل الجاد للوقوف في وجه المؤامرة . ومن خلال هذه المعطيات نجد انفسنا مدفوعين بقوة للدخول في مرحلة جديدة من التاريخ الاقتصادي والسياسي في المنطقة العربية تلعب فيها الدول الخليجية الهجينة والطفيلية الاخرى الدور المباشر في العمل على اعادة الكولونيالية الجديدة الى المنطقة العربية الغنية بالنفط والغاز والمراكز الاستراتيجية والثروة ، العوامل التي ستظل امريكا والغرب الاوروبي تعتمد عليها في ازماتها الاقتصادية والمالية الكبيرة التي تمر بها في الوقت الحاضر والى عقود طويلة قادمة . ولنا الامل في عراق مستقر بعد ان يحقق ابناؤه الغيارى من قادة قوات الجيش الابطال وابنائه البررة وفصائل القوات الشعبية والمنظمات الاهلية وشيوخ وابناء العشائر وكذلك اعضاء وزارته الجديدة وغيرهم من المقاتلين الشرفاء في جميع الجبهات القضاء على فلول الارهابيين الوهابيين من عصابات مرتزقة السعودية الدواعش وحلافائهم البعثيين وغيرهم من العملاء ووجوب توجه الحكومة الجديدة بالكشف عن مخططات عملاء الموساد في اربيل كردستان الذين سفكوا دماء العراقيين الابرياء في كل بقاع الوطن الجريح والكشف عن جميع العملاء التابعين لهم من كل الاطراف . لقد ورد في الاخبار ، ان صح الخبر ، ان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي قد جاء في اول تصريح له بعد انتخابه لمنصبه الجديد مطالبا حكومة كردستان تسليم جميع المتهمين الهاربين لانهم يهددون امن الاقليم وبقية محافظات العراق ، علما ان العراق سبق وان طالب حكومة كردستان تسليم قيادات بارزة في الجيش الاسلامي الارهابي وزعماء عشائر موجودين في الاقليم . فهل يا ترى سينجح العبيدي في مسعاه الصعب المنال عند زعماء الاقليم ام ان ازمة جديدة سننتظرها ؟ شخصيا اشك في صحة هذا الخبر رغم اننا تعودنا على ان الاقليم كان دائما بالمرصاد لحكومة المركز وتوتر العلاقات بينهما مع العلم ان الوزير ينتمي الى ابناء السنة وهو عضو في حزب اسامة النجيفي ويعود بالاصل الى مدينة الموصل المحتلة من قبل داعش التي تسيطر حتى على منزله هناك وكان الاولى وقبل كل شئ ان نسمع شيئا جديدا عن مخططه لتحرير مدينته الحدباء قبل تصريحه آنف الذكر ! ( راجع صحيفة عروس الاهوار 20 اكتوبر 2014 وصحيفة دنيا الوطن بتاريخ 19 اكتوبر 2014 بشأن التصريح على كوغلة في الرابط ادناه
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/10/19/605864.html#ixzz3GggoAHU0
كما ارجو مراجعة الفيديو الخطير عن دور حكام كردستان وتحالفهم مع الموساد الاسرائيلي على الرابط ادناه
https://www.facebook.com/video.php?v=1703153616577492&set=vb.1689460581280129&type=2&theater


اللهم تغمد برحمتك جميع الشهداء. وان غدا لناظره لقريب!

*عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا-النمسا



#اياد_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحفيو الخليج والسعودية والاعلام المعلّب لدعم الحرب على سوريا
- لماذا بغداد تنهمك في صناعة الموت . واين حكومة نوري المالكي م ...
- يا عرب ... هل تسمعون نداء السيدة زينب وهي تصرخ من احياء دمشق ...
- هل سيحقق سيناريو سقوط الاسد اقامة الدولة الاموية في سوريا وا ...
- دور الدول العربية الهجينة في عودة الكولونيالية الجديدة


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اياد الجصاني - دور المملكة السعودية في تدمير العراق