أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطفي عزام - هل نفعلها؟














المزيد.....

هل نفعلها؟


لطفي عزام

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


في أحد القصور الجميلة بمدينة مراكش ، كنت مع مجموعة تقوم بتصوير مسلسل تاريخي جرت بعض أحداثه في المغرب العربي- كما يقول التاريخ – وكانت (الكروبات) السياحية تتدفق على هذا القصر بكثافة لافتة، رغم أن الموسم السياحي لم يكن في ذروته كما قال لنا المغاربة)
وكثيرا ما أعاق عدد السياح وصخبهم مهمة التصوير الذي فتوقف أحيانا إلى أن ينتهي السياح من جولتهم برفقة دليل سياحي يشرح لهم كل شيء بحماس واندفاع يحسد عليهما.
وفي أحيان أخرى يتوقف السائحون لإنجاز تصوير مشهد ، ويتابعون ما يجري بفضول وإعجاب كان يسرني، إذ عرفت بأن لدينا ما يسر"الإفرنج" ويثير فضولهم، ولو كان مجرد زي جميل في مسلسل ، لا أعرف مدى مطابقته لواقعه التاريخي.
وذات مرة كنا ننتشر في ساحة القصر الداخلية والمدهشة اتقانا وزخرفة وجمالا مضمخاً بعبق التاريخ، ونتمتع براحة قصيرة يسمونها في عالم الإنتاج الفني (بريك)
.. ونتناول وجبة غداء أحضروها لنا من مطعم أمريكي شهير حرص أن يضع اسمه على كافة (العلب) التي تحتوي على الوجبات الجاهزة ، وعلى الأوراق التي تغلفها .. إضافة إلى الكولا بمختلف فصائلها، والسياح يعبرون ساحة القصر بحرية ومرح ويختلطون بالفنانين والفنانات ويلتقطون الصور التذكارية معهم .. عندما شق سائح فرنسي الصفوف بوجه متجهم ، واقترب منا ورشقنا بنظرات نارية ، وبدأ يصرخ في وجوهنا بعصبية لافتة ، وملامح غاضبة ، وبما أنني لا أعرف من اللغة الفرنسية أكثر مما تعرفون من اللغة المسمارية، لم أفهم ما قاله الرجل .. ولماذا قاله !! ولماذا يصب جام غضبه على رؤوسنا ، ونحن لم ندس له على طرف .. ولا حاول أحدنا أن يتحرش بعجائزه الواقفات إلى جواره بغضب أيضاً !!
أثار صراخ الرجل السبعيني فضولنا، وتبادلنا نظرات حائرة ومتسائلة ولسان حالنا يقول ما الذي يجري؟!
وتطوع فنان واسع الثقافة , مرهف الحس ، وحاور الرجل بلغته محاولاً التخفيف من غضبه - فيما بدا لي – ولكن دون جدوى ..
فصراخ الرجل لم يهدأ .. وغادرنا بما هو عليه من غضب وعصبية .
وعاد الفنان وعلى وجهه طيف حيرة وحرج .. وصمت ، ولكن نظراتنا النهمة لمعرفة ما جرى حاصرته ، ودفعته لإخبارنا بما قاله السائح الغاضب :
قال يجب أن تخجلوا من أنفسكم!! تتناولون الطعام الأمريكي وانتم ضحايا أمريكا !!
نحن في فرنسا قاطعنا البضائع الأمريكية وليس بيننا وبينهم طعن ولا ضرب .
ولتحسين صورتنا في عين هذا الرجل الغاضب قال له الفنان ان فرع المطعم في المغرب يملكه رجل مغربي ، أي عربي ، وما نأكله ليس أمريكياً .
فاتهمنا السائح بالكذب ...
تصوروا !! لقد اتهمنا بالكذب .
(ولحسن حظه) أننا علمنا ذلك بعد رحيله ، ولو علمنا ما علمنا قبل رحيله لغلت النخوة في رؤوسنا وغضبنا غضبة مضرية لا تبقي ولا تذر..
أتذكر هذا الرجل الغاضب- دون غضب– كلما رفعت أميركا السوط في وجوهنا (لتعاقبنا).
وبقليل من التأمل اكتشفت أن الكولا ليست ماء الحياة ..
والوجبات السريعة والبطيئة من المطاعم الأمريكية لا علاقة لها بفحولتنا الشرقية التي نعتز بها ..
ولا السجائر الأمريكية تعيد الشباب الضائع والمضيع ..
ولا السوبرمان صاحب العينين الزرقاوين من بقايا أهلنا ...
فمتى نرمي بضائع هذا (الكاوبوي) المنفلت من عقاله في وجهه أو إلى قارعة الطريق علنا نشعره بأننا عصاة على الترويض لأننا تجاوزنا مرحلة الجياد ؟!
اذا تم ذلك .. سأرسل رسالة لهذا السائح الفرنسي السبعيني الغاضب ، وأقول له وباللغة العربية الفصحى : حذار .. حذار أن تتهمنا بالكذب بعد الآن .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صحيح اننا قوم لا نقرأ
- اترك قمرنا يا حوت


المزيد.....




- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطفي عزام - هل نفعلها؟