أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عبد الأمير - الفوضى والعنف في الشرق الأوسط لن ينتهيان بهزيمة داعش















المزيد.....

الفوضى والعنف في الشرق الأوسط لن ينتهيان بهزيمة داعش


أحمد عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفوضى والعنف في الشرق الأوسط لن ينتهيان بهزيمة داعش
ستيفن هيرست/ تامبا بي تايمز
ترجمة أحمد عبد الأمير
ليس من المرجح أن تتبخر الفوضى والعنف اللذان يجتاحان الشرق الأوسط حتى لو نجحت القوات المحتشدة ضد داعش في سحق جيشه الوحشي وسعيه لإقامة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا وخارجها.
لماذا؟
الهياكل الوطنية والحدود التي أنشأتها القوى الاستعمارية الأوروبية بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، تنهار الان أو إنها تحطمت بالفعل. وبسبب ذلك أطلقت قوات طاردة تتمتع بالقوة ذوّبت الغراء الذي كان يمسك السكان ببعضهم، وهم في عداء ديني وعرقي متزايد.
إن مزيج المسلمين- سنة وشيعة وعلويين – المسيحيين، والكرد الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان في شمال كل من سوريا والعراق، يعكس خليطا من استياء قديم وإحباط طائفي وظلم صارخ.
تلك المتفجرات الاجتماعية نسفت بفعل الاضطرابات التي اندلعت بسبب حرب الولايات المتحدة في العراق والحرب الأهلية في سوريا.
وقال واين ميري، المستشار الأقدم في مجلس السياسات الخارجية الأمريكية، ان "مستوى الضرر الذي احدثته الولايات المتحدة في العراق والحرب الأهلية في سوريا، ربما لا يمكن إصلاحه".
في العراق، صدام حسين وطائفته من المسلمين السنة – وهم أقلية في هذا البلد- حكموا بطريقة وحشية الأغلبية من المسلمين الشيعة. وقد أزالت الولايات المتحدة صدام واستأصلت هياكل حزب البعث التابع له، وأشهرها الجيش، ثم أشرفت واشنطن على تشكيل حكومة جديدة يسيطر عليها الشيعة بشكل أساسي، والهيكل الجديد هذا تجاهل في وقت لاحق احتياجات وحقوق أهل السنة.
وفي الوقت الذي ما يزال يسيطر فيه الجيش الأمريكي على البلاد، تجمّع متطرفو السنة، تحت راية تنظيم القاعدة في العراق، في قوة احتشدت ضد القوات الأميركية، والسنة المعتدلين والاغلبية الشيعية. وتشكلت ميليشيات شيعية للهجوم على الطرف الآخر، واندلعت حرب أهلية، لم تنكمش إلا حين بدأت واشنطن خطة زيادة عديد قواتها ودفعت لزعماء العشائر السنية ومقاتليهم لتحويل بنادقهم صوب السنة في تنظيم القاعدة.
ومع رحيل القوات الامريكية في العام 2011، أعاد تنظيم القاعدة تجمعه في المناطق السنية من العراق، وأضحوا جماعة الدولة الاسلامية، المنظمة المتطرفة التي تنتشر كذلك في الفراغ انشئ في سوريا المجاورة بسبب الحرب الأهلية هناك. والآن وفي العام الخامس لهذه الحرب، تشير التقديرات إلى أن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يسيطر على مساحة من الأراضي تصل إلى الثلث في كلا البلدين. والأمر الذي يحمل أهمية خاصة هو سيطرة المنظمة الإرهابية على مدن مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق.
لقد قصفت الولايات المتحدة ولعدة أشهر مواضع داعش مع بعض من النجاح، والآن انضمت فرنسا وروسيا هذا الجهد. وحولت روسيا اهتمامها بداعش بعد القنبلة، التي ادعى التنظيم مسؤوليته عن تفجيرها، والتي أسقطت طائرة روسية فوق مصر. وكان رد فعل الفرنسيين بعد الهجمات التي طالت باريس.
وقال خبراء عسكريون واستخباراتيون، قبل تفجير الطائرة، إن روسيا استهدفت في المقام الأول معارضي الرئيس السوري بشار الأسد من غير المتحالفين مع داعش إلا أنهم ضالعون بشكل عميق في الحرب الأهلية والقتال من أجل الإطاحة بالأسد. وتصر إدارة أوباما على وجوب إزالة الأسد. وتقول روسيا وايران ان الأسد يجب أن تكون جزءا من الحل السياسي، على الأقل بشكل مؤقت. أما القوى الإقليمية، مثل السعودية وتركيا، فتريد رحيل الأسد.
وينظر العديد من المحللين إلى المشاركة الروسية في سوريا بأنها محاولة لإنقاذ نظام الأسد، حيث كانت سوريا تمثل المحطة الأخيرة للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط، التي تضم الميناء الذي يعد الوحيد لروسيا على البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى الزبون الكبير للأسلحة الروسية.
ينبع النداء لداعش في سوريا من نفس الجذر الذي عليه في العراق، وهو الشعور بتهميش السنة، الذي طال أمده في سوريا، على عكس العراق. الأسد هو مسلم من العلويين، وهم أحد فروع التشيع. وحكم ووالده من قبله بنحو وحشي الأغلبية السنية في سوريا، بالقدر الذي قتل فيه صدام وبوحشية الأغلبية الشيعية في العراق.
ولم يجر تعامل ما سبق مع المضاعفات التي اضيفت إلى الفوضى في كلا البلدين من جانب مساعي الكرد لإقامة دولة. ويشكل الكرد نسبة كبيرة من السكان في شمال العراق وسوريا وإيران، وأنهم في حالة حرب مع تركيا بشكل دوري، حيث يعيشون بأعداد كبيرة في جنوب شرق البلاد. وكان الكرد أقوى شركاء أمريكا في مجال مكافحة داعش، ويقاتلون - في كثير من الأحيان بنجاح كبير - كقوة برية متحالفة مع الولايات المتحدة ضد داعش.
كما أنهم انشأوا منطقة مستقلة تقريبا وتتمتع بالحكم الذاتي في العراق ويسيطرون على احتياطيات نفطية عراقية كبيرة. وان دعم الولايات المتحدة للكرد يضعها بخلاف مع كل من تركيا الحليفة لحلف شمال الاطلسي، والذي هو أيضا عدو الأسد في سوريا، والحكومة العراقية في بغداد التي يهيمن عليها الشيعة المدعومين من الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هاغل حول خطاب "حالة الاتحاد" الذي اذاعته محطة سي إن إن الاخبارية يوم الأحد، إن النصر العسكري على داعش لن ينهي الفوضى في الشرق الأوسط ما لم تجتمع الولايات المتحدة وبلدان أخرى في المنطقة وروسيا وأوروبا وإيران معا لإنشاء "منبر للاستقرار السياسي."
ولكن كيف يمكن إنشاء مثل هذا المنبر في منطقة لم تتمكن من التغلب على انقسام في الإسلام عمره 1300 سنة، وعلى مساعي الكرد لإنشاء دولة قومية لم يسبق لهم قط انشاؤها، إلى جانب التغلب على المضاعفات المصاحبة التي اختلطت بسبب وجود عدد كبير من الأقليات الدينية والعرقية. إن هزيمة داعش، اذا ما حدثت، لن تحل تلك الانقسامات العميقة والكامنة.
إن الحل السياسي النهائي من المرجح أن يتطلب إعادة توطين أعداد كبيرة من السكان الذين طردوا من أراضيهم بسبب الحرب في العراق، والصراع الأهلي السوري وتوسع داعش. وسيتطلب ذلك تسويات لم تتم لعدة قرون. إنها لمهمة ضخمة ستستغرق وقتا طويلا لإنجازها- إذا ما كان لها ان تتحقق أبدا.
ملاحظة المحرر- ستيفن هيرست، وهو كاتب في المجال السياسي الدولي لدى وكالة الاسوشيتد برس، وكان يعمل مديرا لمكتب بغداد خلال الاحتلال الأمريكي، وتولى تغطية الشؤون الخارجية لمدة 35 عاما.



#أحمد_عبد_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة ضعف داعش هويته السنية
- النائب الأمريكي إد رويس: الولايات المتحدة لا تسلح الكرد بسبب ...
- من أين يحصل مسلحو داعش في العراق على الأسلحة؟ الجواب أدهشنا
- الولايات المتحدة تقطع النقد عن العراق لمخاوف من إيران وداعش
- تقرير: الكرد يلجأون إلى جماعات الضغط في واشنطن لإقناع إدارة ...
- خيبة أمل العراقيين بالولايات المتحدة تدفع بعضهم للتطلع إلى ر ...
- لماذا يتجاهل العراق مخاوف الولايات المتحدة حول روسيا؟
- استراتيجية الولايات المتحدة في مساءلة بعد الجمود العراقي في ...
- الفوضى واليأس يدفعان بالعراقيين إلى طلب اللجوء في أوروبا
- العلاقات الإيرانية- العراقية في فتور: هل أن إيران على وشك فق ...
- سيطرت إيران على العراق لسنوات.. الآن ربما تكون أبعدت
- أعينهم صوب أوروبا.. العراقيون يصطفون لمغادرة بغداد
- أطفال العراق يواجهون مستقبلا مجهولا
- أزمات العراق قد تعرقل سير الحملة العسكرية ضد داعش
- الصراع الشيعي في العراق يهدد إصلاح الحكومة
- الولايات المتحدة على وشك مواجهة اختبار كبير في العراق
- الآفاق تتضاءل أمام الاصدار الأول للسندات الخارجية الخاصة بكر ...
- توسيع دور الولايات المتحدة في العراق يجهد التحالف الحرج مع إ ...
- على رأس الأمور الأخرى كافة.. العراق يتجه نحو أزمة مالية
- البيت الأبيض للأكراد: فقط إبقوا في العراق رجاءً


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عبد الأمير - الفوضى والعنف في الشرق الأوسط لن ينتهيان بهزيمة داعش