أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-














المزيد.....

الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي:
الحاضر امتداد للماضي في رواية"غفرانك قلبي"
بين الحين والآخر، لا بدّ أن تراود الذّات الإنسانيّة مشاعر خوف في حقبات الزّمن التي تعيشه، ذلك الخوف الموروث عبر ذكرى النّاس والكتب، والذي يمتدّ منذ أضعاف وأضعاف سنوات العمر. إنَّ أسوأ ما يصطدم به الفكر هو ظلم يهدم الأحلام والحرّيات والبيوت .
في رواية " غفرانك قلبي " للأديبة المقدسيّة "ديمة السّمان" والتي تقع في 224 صفحة من الحجم المتوسّط والصادرة مؤخّرا عن دار الجندي للنشر والتوزيع .. تكشف الكاتبة الغطاء عن أيدولوجيّة متعفنة عهدناها منذ الأزل، راسخة وممتدّة بين الماضي والحاضر، تُحاكي نمط التّقدم والإزدهار والإرتقاء بالأرض والروح والجسد. تفنّد النذفس البشريذة ذات النّظرة الحضاريّة المتقدّمة، وتلك المرتبطة بالجذور والأصول النابضة بين طيّات التّاريخ، تلك التي عَصَفَ بها الزّمان والمكان وغدر الإنسان !
إرتأتْ الكاتبة بريشتها العريقة أن ترسم لوحة فنّيّة بالألوان القاتمة تعبيرا عن فحوى روايتها، فكانت " شجرة الجمّيزة " هي القلب النّابض والشّريان المغذّي لشخصيّات الرّواية
تلك الشّجرة المباركة حسب اعتقادهم، ارتبط بها الإيمان المطلق، وأنّها مصدر الخير وحفظ السماء لكلّ مَن يستظلّ بظلّها. وقد صوّرتها الأديبة بمثابة الرّوح الطاهرة التي تحمي أهل القبيلة، فمنها اقتصت قطعة اللحاء التي كُتبتْ عليها وثيقة الأرض والعرق وتاريخ الأمم. فكانت أجمل المشاهد حين يُمَرَّغ الخدّ بالتّراب من تحت الجمّيزة؛ ليصبح البدن أكثر صحيّا ومرحا وإقبالا على الحياة.
إنَّ الخلافات التي نسجتها الأديبة بين الشّخصيّات تناولت الصّراع والتّناحر بين الماضي والحاضر .. بين شيوخ القبيلة أصحاب الحِكمة والبلاغة والخبرة، وكذلك نظرتهم الثّاقبة للمستقبل، وبين حماس الشّباب النّابع من رغبتهم في إمتلاك وإستغلال نعيم الحياة، لكنّهم لم يستوعبوا مسألة أنَّ الشَعر الأبيض والخطأ لا يتّفقان؟
هذا التذمرد والتّناحر أدّى إلى قتل الحقّ آنذاك، حين ضُرب عنق القاضي بالسّيف! كيف لا وهذا يُعيدنا إلى زمن هابيل وقابيل وأسلوب القتل لفض المشاكل والسّيطرة.
إنَّ تاريخ الإنسانيّة مزوّر ومبني على أكاذيب.. هذا ما جاء في الرّواية على لسان الجدّ " أبو سعد " عندما قرأ تاريخ عائلة الحاكم حسب الوثيقة التي بحوزته، ومفادها أنَّ عبيدا طعنوا بأسيادهم وقتلوهم غدرا؛ ليُصبح قطّاع الطرق هم مَن يحكمون البلاد.. وقتلوا الجدّ لصراحته وجرأته! إلاّ أنَّ الأديبة أبدعتْ حين فجّرت ثورة غاضبة على الحاكم الظالم وحاشيته في نفس المكان والزّمان وقبل أن يرتد طرفنا إلينا .
أمّا وضع المرأة العربيّة عبر التّاريخ، فقد مرَّ بمراحل من التّمييز ممّا أدّى لخضوعها لقيود على حريّاتها وحقوقها، تعود إلى الثّقافة وتنبع من التّقاليد أكثر من كونها قائمة على الدّين. صوت المرأة في الرّواية عالٍ وحضورها ظاهر، فقد وضعتها بمثابة نواة ارتكاز ومُحرّك فعّال في مجريات الأحداث وإنصياع كبار الشّخصيّات لأوامرها .
إختصر قلم الأديبة مراحل من الرّواية وأطال في قصّة حُبّ "وحيد"و"منى". هذا الشّاب الذي ارتكزت عليه الكاتبة في قراءة الأحداث، ووضعتنا بين مدّ وجزر في شخصيّته، تارة مُتيّم بحب منى وتارة أخرى يعيش بروح أبيه وجدّه، ووعد قطعه على نفسه أن يُعيد المجد لآل سالم. ذلك الهاجس الذي لازمه طول الوقت، وانتصر على الحبّ وأحيا الأصول بقراره .
"غفرانك قلبي " عنوان خرجت به الأديبة من التهاب المشاعر التي قد تسكن قلوبنا إذا ما عشنا مع واقعنا المرير. أمّا الرّواية فامتازت ببلاغة مزيونة والعبارات المسجوعة أحيانا، والتي تضفي على النّصّ رونقا خاصا، وأسلوبها رفع من درجة حرارة عواطفنا.
22-11-2015



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-