أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - فلسطين ومخاض النكبة















المزيد.....

فلسطين ومخاض النكبة


ارنست وليم شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 20:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لقد أضاعت الشعارات شعوب وحرقت جذور وجرفت أوطان - وكأنه كتب على العرب الغباء والبكاء بعد فوات كل أوان.

في 29 نوفمبر عام 1947 صدر قرار الأمم المتحدة رقم 181 والذي يدعو لقيام دولتين على أرض فلسطين – دولة لإسرائيل ودولة للفلسطينيين أحدهم عبرية والثانية عربية.
بحيث يضمن لكلا الدولتين نفس المساحة تقريبا مع تقاسم كل الحود الاستراتيجية على البحر الابيض المتوسط – على نهر الأردن – حتى على الحدود المشتركة مع مصر وتبقى منطقة القدس مشتركة – وتكون هناك نقطتان حدوديان مشتركتان تربطان كل دولة بأجزائها المختلفة .
دولة فلسطين على مساحة 11000 كم مربع ، ودولة اسرائيل على مساحة 15000كم مربع – وهي مساحات، رغم الفارق الظاهر، تعتبر متساوية من حيث القيمة لما تحتويه منطقة دولة اسرائيل من صحراء النقب الجرداء – ولكنها ربما تكون مجحفة لأنها لم تجعل لدولة فلسطين منفذا على البحر الأحمر – خليج العقبة – ولكن الفلسطينيون والعرب لم يقدموا اقتراحا بالتعديل بل أكتفوا بالرفض والشجب والتشنج وفنون الصياح وصياغة ابيات من شعر الحماسة والفخر وأنتهى الأمر.

** النكبة الحقيقية . وما فعله العرب في أنفسهم .

جرى التصويت على القرار بالموافقة 33 صوت بما فيهم اسرائيل – رفض القرار 13 دولة ، طبعا كانت في المقدمة الدول الرافضة كل الدول العربية المشاركة وكذلك ايران ، ثم انضمت لهم كل من كوبا واليونان والهند – وأمتنع عن التصويت 10 وعلى رأس الممتنعين كانت إنجلترا ....

وبناء على هذا القرار قامت اسرائيل بإعلان دولتها في 5 مايو 1848م – في حين امتنعت فلسطين على أقامة دولة لها في المقابل ، بل تركت الأمر للعرب دون وعي منها بأن لكل دولة عربية حساباتها ومصالحها الخاصة التي تتلخص غالبا في مصالح الزعامات الناعرة – وخاب من جعل العرب وليا ونصيرا - فهذه الرخاوة والتكاسل كان من بعض الأوجه بيع ثاني لسكان الأرض لوطنهم، بحسب وجهة نظر البعض، وربما كان طبيعيا لما حل بهم من انتكاسة بعد تصدي الانجليز لهم في ثورة فلسطين الكبرى من 1936 – 1939 م . والتي انتهت بتجريد الفلسطينيين من اسلحتهم فأنقلب ميزان القوى لصالح اليهود ونواة دولتهم العبرية الناشئة ولاسيما مع استمرار تدفق أعداد كبيرة من القادمين للاستيطان من اليهود عربا كانوا أم أجانب.

كانت ردة فعل العرب "النبهاء" – ردا على قيام دولة اسرائيل هو إعلان الحرب – فكانت النكبة ، وهي بداية نكباتنا العربية التي لا نحسبها قد انتهت بالنكسة عام 67 ، ما دمنا بكل هذا القدر من الفشل في أدراك الواقع واستمرارنا في التعامل مع هذا الواقع بكل هذا التهور وبلا سلاح غير سلاح الشعارات الجوفاء ، وما نحمله من حقد وضغينة -
من نتائج نكبة 48 استيلاء اسرائيل على أكثر من نصف ما كان مقررا أن يكون لدولة لفلسطين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 181 ، بالإضافة إلى منطقة القدس التي كان يجب أن تكون منطقة محايدة أو مشتركة –
بعد نكسة 67م صارت كل أرض فلسطين مستباحة لإسرائيل .

ومنذ النكبة والفلسطينيون ما بين مهجر وشريد ومقيم في الخيام وفي العراء أو مَن تكرمت البلدان العربية باستضافتهم بعد أن ورطتهم فلم يعتبروا ذلك كرما بل اقل من الواجب بكثير، ومهما فعلت هذه الحكومات لاسترضائهم فهو يبقى أقل مما يُكفر عن جرم هذه الدول في حقهم ، ولهذا لم يكن الفلسطينيون في أغلب الأحيان إلا ناقمين رغم أنهم أحيانا كانوا موضع حسد من أهل البلدان التي حلوا بها .. لما حصل عليه بعضا منهم من رعاية خاصة لم يتلقى أبن البلد العادي مثلها ...
فكم اساءت هذه البلاد العربية التي اختصرت في زعامات غير جديرة بالمسؤولية والتي أوهمت الجماهير بأنها أهل للقيادة – اساءت لأنفسهم وللفلسطينيين الذين صاروا دمل في مؤخرة كل دولة استضافتهم – من صراعات داخل سوريا ثم الأردن ودورهم الكارثة في حرب لبنان، وفي كل قلاقل واغتيال يحدث في كل الواصم العربية هم عنصر رئيسي فيها ...

في عام 1988م أعلنت منظمة التحرير قبولها لقرار التقسيم والاعتراف بدولة اسرائيل وبدأت التفاوض على الحدود التي لا يمكن أن تكون بأكثر مما قام الملك عبد الله الأول ملك الأردن بضمة لدولته في 29 ابريل عام 1950م والذي أتهم وقتها بالخيانة – والذي بسببه قام المتحمسين باغتياله وهو على اعتاب المسجد الاقصى ليصلي في 20 يوليو 1950 م ( بالإضافة إلى قطاع غزة الذي صار أخواني حمساوي بالتنظيم والتنسيق مع دولة اسرائيل) –
هذا وبعد أن أُتهم أيضا الرئيس السادات الذي طلب من ياسر عرفات أن يكون جزء من المفاوضات التي انتهت بمعاهدة السلام في "كامب ديفيد" 1978 م ليحصل على أقصى ما يمكن بلوغه قبل أن يضيع ما بقي من فلسطين، فأستكبر وصال وجال وخون وأغتال كل من يقف في وجهه بجنون أحمق – فما نال ياسر عرفات من استكباره وشعاراته إلا أن يضيع فرصة تاريخية وقلص مجال التفاوض إلى الحد الأدنى الذي يمكن أن يتفاوض عليه ، دون أن يعترف ولو مرة أنه ضيع فرص كثيرة واهرق دماء عزيزة غزيرة لشباب في مقتبل العمر دون أن يكسب بهذا شبرا واحدا من الارض ، بل لو قبل بالسلم والتفاوض مع السادات في "كامب ديفيد" لحصل ربما على ضعف ما فاوض عليه بعد ذلك.

فعشر سنين كانت الفترة الزمنية الكفيلة بأن يغير ياسر عرفات موقفة من تخوين السادات لأعترافه بدولة اسرائيل ولقبوله التفاوض مع اسرائيل – إلى جلوسه هو للتفاوض نفسه بعد ذلك - ولكن كان كل منهم وبمفرده أضعف منهما لو أتحدى في موقف مشترك نحو سلام عادل قدر الإمكان وخلفهم كل الدول العربية مساندة داعمة مؤازرة –
عشر سنين مرت مابين "كامب ديفيد" 1978 م ، و"أسلو" 1988 م ، خلالها أهدرت طاقات العرب في التنابز والاغتيالات السياسية والصراعات الغبية – أهمل فيها الزعماء العرب بناء شعوبهم فازدادوا وهنا على وهن ، فبئس الزعامة كانت ما عليه الزعماء العرب في عمومهم – ولا نستثني منهم إلا الحبيب برقيبة –
فقط سؤال لمنظمة التحرير الفلسطينية : كم اغتيال سياسي لفلسطينيين وعرب اقترفتم ولوثتم أيديكم بدماء مَن غدرتم ، بحجة أنهم قبلوا التفاوض مع اسرائيل واعترفوا بدولة اسرائيل، ومن عارض ياسر عرفات ربكم الأعلى الذي خدم اسرائيل من حيث لم يحتسب وصار على من أحب لعنة سياسية ، وقبل أن تجلسوا أنتم في نهاية المطاف وعلى رأسكم فخر العرب أبو عمار الهمام للتفاوض على أقل مما كان يجب التفاوض عليه قبلا؟!!
ثم في نهاية مسيرة الأحزان والهوان جلست الأردن منفردة أيضا للتفاوض مع اسرائيل عام 1994 م – لعقد معاهدة "وادي عربة" .

كل هذه المعاهدات والمفاوضات جاءت متأخرة عشرات السنين عن توقيتها الصحيح – هذا الوقت دمر الزعماء العرب شعوبهم وازدادت فيه اسرائيل قوة – تمسكنا بالحرب الحنجرية وعند الملمات نصدر الأطفال أو نهرب كالأرانب – فقط أجاد العرب لعبة الاغتيالات وقتل المدنيين شفاء للغليل .
رفضنا السلام ونحن عاجزين عن الحرب .. في الوقت الذي كان فيه السلام واجب وحق ودليل قوة ورجاحة عقل.
قلبنا مائدة المفاوضات دون أن نملك استراتيجية بديلة، لها قيمة على أرض الواقع .
اعتمدنا على عروبتنا – وسيف كل عربي على رقبة اخيه ، والغدر في العروق يسير مع الدم.
اردنا استعطاف الشعوب الحرة – فشكلنا العصابات التي تغتال المدنيين والمفكرين والمعارضين وبدأنا بذوي القربى من الفلسطينيين أنفسهم .
أردتم دولة ذات سيادة ولما حصلتم على نواة دولة انقسمتم وصارت حرب أهلية – فهل تريدون دولة لتصير دولة عربية ؟! – فهل نجحت دولة عربية قبلكم ؟!
ناشدنا في الناس رابطة الدين – فتأسلم مَن تأسلم منا وصرنا منافقين نعقد الصفقات مع الشيطان ومع اسرائيل – ولا نعترف لا بحدود ولا بوطن بل بالشريعة والحدود، فقطع اليد عندكم يسبق زرع الحبوب .

لقد قتلتنا الشعارات الفارغة يا صاحب. فمتى نتعامل بعقل لا بانفعال وضغائن متوارثة لن تقتل من يعادينى بل تدمرنا ذاتيا. فيبدو أن العرب كتبت على جبينها الغباء والبكاء على اللبن المسكوب.



#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر محمد علي - دمياط ومعاملة الأقباط ..ج2 الشهيد سيدهم بشاي ...
- قول مواطن غلبان لرئيس همام.
- عصر محمد علي - دمياط ومعاملة الأقباط... ج1
- نعيب تراثنا والعيب فينا
- قضية مريم ملاك و-انتحار- المجند بهاء.
- فذلكة تاريخية، في أصل وتطور البظرميط - الشيخة هبة قطب، والفق ...
- الأقباط وخالد منتصر.
- عن الزيت المقدس سألوني، فقلت: وماذا عن اللبن المقدس؟!!
- يا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف : شعار المرحلة.
- جمال عبد الناصر: الابن الروحي لحسن البنا .
- بالمختصر المفيد : جمال عبد الناصر..
- مَن قتل الراهب مرقس ؟
- محنة القرآنيون في دولة المرجعية الداعشية ..
- المثلية: بين الدين وحقوق الإنسان.. بين الله وقيصر .
- المثلية الجنسية ، ومجتمعنا الشاذ ...
- حرية التعبير في زمن قوانين ازدراء الأديان ..
- هل اجتمعت أمتي على باطل قبل البابا شنوده ؟؟؟
- هل مات أبو الفقير بطرك النصارى وأمام المسلمين ؟؟ ... البطرك ...
- مناطق الحكم الذاتي داخل الدولة المهترءة .. والتهجير القصري
- الرجل الذي سقط بين الذئاب والكلاب - -رائف بدوي- ومأساة الحكم ...


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - فلسطين ومخاض النكبة