أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز باكوش - السينما الإيرانية بين الفجور والايديولوجيا















المزيد.....

السينما الإيرانية بين الفجور والايديولوجيا


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 22:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الإشكالي كيف يكون مجوسيا فيلم يحكي عن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم من هم المجوس ؟ وماذا لو أنتجت أمريكا أو بلدا آخر غير إيران فيلما مماثلا ؟ ولماذا يفرق الإنتاج الديني سينمائيا بدل أن يوحد بين المذاهب في العالم الإسلامي ؟ ولماذا هذا العداء للإنتاج الإيراني رغم أنه يحترم تماما أهم شرط هو الابتعاد عن التجسيد الشخصي للنبي صلى الله عليه وسلم ؟

في أقوى تحد لطهران قرّرت إيران ترشيح فيلم “محمد رسول لله” الذي يحكي قصة مولد وطفولة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم ، لتمثيلها عن فئة الأفلام الأجنبية في مسابقة الأوسكار للعام 2016.
وفي رد للرياض بالعربية السعودية هاجم مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ فيلم “محمد رسول الله” الايراني الذي عرض في إيران شتنبر الماضي قائلا إنه “تشويه للإسلام”. وأضاف المفتي في تصريح تدوول على نطاق واسع الأسبوع الماضي إنه “فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام”، مضيفا أن عرضه “لا يجوز شرعا”.
بداية ، من هم المجوس؟ المجوس حسب الوكالات كلمة فارسية تطلق على أتباع الديانة المجوسية، والديانة المجوسية ديانة وثنية ثنوية تقول بإلهين اثنين، أحدهما إله للخير والآخر إله للشر، وبينهما صراع دائم إلى قيام الساعة، التي تقوم حسب زعمهم نتيجة لانتصار إله الخير على إله الشر. وقد اختلف العلماء في سبب تسميتها إلى أقوال عديدة، منها أنها نسبة إلى رجل اسمه مجوس، أو أنه وصف لرجل انتسبت إليه المجوسية، أو أنها نسبت لقبيلة من قبائل الفرس، أو أنها وصف لعبادة النار، ويذهب بعض الباحثين إلى أن المجوسية هي الزرادشتية
ويرجح الدكتور ناصر عبد الكريم العقل كون المجوس ليسوا بأهل كتاب قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّأبِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (الحج:17) وفي الآية الأخرى:إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّأبِئِينَ مَنْ آمَنَ بالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة:62) وكذلك في سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّأبِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (المائدة:69) فهذا دليل على أنهم ليسوا أهل كتاب، لأنه تعالى حين ذكر الذين يجزون على إيمانهم وعملهم الصالح من هذه الأمم لم يذكر المجوس منهم. وبناء عليه هل إيران ليست بلدا مسلما ؟
ويذهب ابن خلدون إلى أن المجوسية هي الكيرمرثية نسبة إلى كيرمرث أحد أبناء آدم عليه السلام، وقيل إنه آدم عليه الصلاة والسلام، وقيل إنه أحد أبناء نوح عليه الصلاة والسلام، وقيل غير ذلك. كما اختلف أهل العلم في المجوس هل هم أهل كتاب ولهم رسول ولكنهم بدلوا وحرفوا أم لا؟ والسؤال أين الإساءة للرسول الكريم من خلال إنتاج سيرته ونشرها عالميا ؟
ويذكر الشهرستاني في الملل والنحل أنهم أي المجوس ” أصحاب شبهة كتاب، كما يذكر أن مسائل المجوس كلها تدور على قاعدتين اثنتين: بيان امتزاج النور بالظلمة. الثانية: بيان سحب خلاص النور من الظلمة وجعلوا الامتزاج مبدأ والخلاص معاداً. ونتيجة لقرب بعض القبائل العربية من الدولة الساسانية الفارسية المجوسية، والتي ظلت قائمة في بلاد فارس حتى الفتح الإسلامي، أو نتيجة للاحتكاك المباشر من بعض هذه القبائل بالدولة الساسانية، فقد تعرفت على المجوسية وتأثرت بها، وبخاصة ما كان منها في البحرين واليمن وعمان، كما ظلت المجوسية منتشرة وبيوت النار قائمة في كرمان وسجستان وخراسان وجبال أذربيجان وأرمينية حتى الخلافة العباسية، مما كان له أثره البالغ في ظهور الحركات الباطنية وانطلاقها من هذه المناطق بالذات، حيث اعتنق عدد من موالي الفرس الإسلام متسترين برداء التشيع وحب آل البيت، رغبة منهم في الكيد للإسلام، والسؤال اليست حرب اليمن والقضاء على الحوثيين من مؤشرات هي الأقرب لتفسير الظاهرة ؟
يقول فون كريمر: وبتعدد مذاهب المجوس (الزرادشتية والمانوية والمزدكية) تعددت آثارهم السيئة على الأمة الإسلامية وسيرتها الحضارية ، فقد تشبعت السبئية بأفكارهم، وحاولت الخرمية البابكية تجديدها، كما ظهرت في آراء كافة الحركات الباطنية حتى البابية والبهائية منها. ويلخص الدكتور يحيى هاشم في كتاب “عوامل وأهداف نشأة علم الكلام” الآثار السيئة للمجوس بقوله: كان تأثير المجوسية في غلاة الشيعة، بصفة خاصة في عقائد الرجعة والتناسخ، والتنبؤ بالمستقبل وادعاء النبوة، وادعاء الألوهية -ما يعرف بعقيدة التجسد أو الحلول الإلهي في الجسد الإنساني كما عند الدروز، وقديماً عند السبئية.ا.هـ ص:193 من الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، وراجع الفتوى رقم: 37204والفتوى رقم: 34830والفتوى رقم: 21848 “
وبعيدا عن كل هذا وذاك ، فإن الحدث يشكل حلقة من حلقات الخلاف المذهبي بين السنة و الشيعة هو خلاف تاريخي بين أكبر طائفتين إسلاميتين، أهل السنة والجماعة والطائفة الشيعية بإجماع المصادر . وهو الخلاف الديني بين الطائفتين والذي يتركز في عدة محاور؛ منها ما هو متعلق بالعقيدة، ومنها ما هو متعلق بالمسائل الفقهية. وقد يأخذ طابعا حداثيا أيضا لكنه يتعمق حين يتعلق الأمر بالمجال الفني والسينمائي على وجه الخصوص
ويذهب بعض المتتبعين والمهتمين بالفن السابع أن الفيلم الإيراني من بين الأفلام الأجنبية الأوفر حظًا لنيل الجائزة السينمائية، بالنظر إلى الجدل الذي أثاره حتى في أوساط المسلمين، وكذا الميزانية المرصودة له. من ناحية ، كما يعتبر من قبل المهتمين بالفن السابع علامةً فارقةً خالفت العرف من خلال تجسيد شخصية النبي محمد، بعد عقودٌ من إنتاج الأفلام التاريخية الدينية في الشرق الأوسط تجنبت إظهار كبار الصحابة.من ناحية أخرى .
إلى ذلك يفجر الفيلم بين الفينة والأخرى ردود أفعال سلبية ، كما يثير حساسيات مذهبية سيما في أوساط المسلمين السنة، ورغم تأكيد المخرج الإيراني أن الفيلم لم يتضمن مشاهد تظهر الرسول، وأن بعض الأحكام الجاهزة بخلفية عدائية أطلقت عليه مسبقاً، وكان الأزهر قد أبدى اعتراضه على تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية؛ وذلك “لمكانتهم التي لا ينبغي أن تمس بأي صورة في الوجدان الديني”.
مفتي السعودية ذهب في نفس الاتجاه معتبرا أن النبي محمد “منزه عن ذلك، والرسول له صفاته المعينة وخلقية معروفة، وقال عن مخرجي الفيلم ” أنهم يصورون شيئا غير الواقع، فيه استهزاء بالرسول وحط من قدره (…) واصفا المنجز الفني الإيراني ب” العمل الفاجر، الذي لا دين له، وإنما تشويه الإسلام وإظهار الاسلام بهذا السوء” كما أصدرت “الهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد” في السعودية بياناً تناولت فيه الفيلم، اعتبرته “عملاً منكراً وشنيعاً وفيه انتقاصٌ لمكانة النبي”.
لكن الفيلم الإيراني موضوع هذا الصراع الديني والمذهبي حقق نجاها فاق التصور وهو يعرض حاليًا في أكثر من 320 دار عرض في إيران وحدها، جنى عائدات بقيمة 2 مليون دولار. وموّلت الحكومة الإيرانية جزءاً من ميزانية الفيلم الأعلى كلفةً في تاريخ السينما المحلية، بميزانية قاربت ال 50 مليون دولار، وأخرجه مجيد مجيدي، بينما وضع موسيقاه التصويرية الفنان الهندي الشهير أ.ر رحمن صاحب الموسيقى التصويرية لفيلم Slum Dog Millionaire الحاصل على جائزة أوسكار أفضل موسيقى تصويرية للعام 2008.
ويحكي الفيلم الطويل الذي أخرجه مجيد مجيدي، أحد أكبر السينمائيين الإيرانيين، قصة طفولة النبي منذ ولادته وحتى سن 13 عاما. وبلغت ميزانية الفيلم، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، أربعين مليون دولار وقد مولته إيران جزئيا ليكون بذلك أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما الايرانية.
وهي ميزانية ضخمة ساعدت في بناء أحياء في جنوب طهران مشابهة لتلك التي كانت في مكة قبل 1400 عام.
ويأمل المخرج الإيراني مجيد مجيدي بتغيير “الصورة العنيفة” للإسلام التي يظهر فيها الدين الاسلامي. وقال أيضا إنه يعتبر أن فيلمه يجب أن “يوحد” وألا يفرق المسلمين السنة والشيعة الذين يتواجهون في عدة دول في المنطقة، من سوريا إلى اليمن مرورا بالعراق. وفي مطلع العام الحالي، جدد شيخ الأزهر أحمد الطيب معارضته لتجسيد النبي محمد، قائلا أن ذلك من شأنه أن “ينزل من مكانة الانبياء من صفة الكمال الأخلاقي”. ويؤكد المخرج ان ملامح النبي محمد لا تظهر في الفيلم، بل ان العمل يتناول العالم المحيط بالنبي، وبفضل تأثيرات خاصة لا تظهر ملامح وجه النبي أبدا “بل يمكن رؤية ظل جسمه”



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة ذاتية تقتل
- الدارجة المغربية من دبلجة الدارما العربية والعالمية إلى رسوم ...
- أنا لا ابحث عن الجمال في الصورة ؟
- فيلم L’horizon blanc - الأفق الأبيض - لمخرجه علي الحضري استر ...
- هل تساهم الدبلجة إلى العاميات في تمزيق الفصحى وهيمنة الضياع ...
- لماذا تنعدم تماثيل ومجسمات عظماء العرب من الساحات العمومية ؟
- فاس والكل في فاس 325
- المخرج المغربي بوشتى المشروح يقتفي آثار البدايات الأولى للسي ...
- فاس والكل في فاس 324
- فاس والكل في فاس 323
- ستراتيجية المنتدى المغربي للمبادرات البيئية لترصين مجهوداته ...
- ميلود لمسعدي في مؤلف موسوم ب- الأساليب التعلمية مسالك التفكي ...
- فاس والكل في فاس 322
- صحافة الشباب حول البيئة تتألق في أحواز مولاي يعقوب فاس المغر ...
- محمد رامي رئيس القسم الاجتماعي بجريدة الاتحاد الاشتراكي يحرم ...
- فاس والكل في فاس 321
- خزعبلات باسم الإسلام
- على مواقع التواصل الاجتماعي : العرب وصناعة الأحزان
- فاس والكل في فاس 320
- فاس والكل في فاس 319


المزيد.....




- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: لا م ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي: -الاسرائيليون- يتصور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز باكوش - السينما الإيرانية بين الفجور والايديولوجيا