مسوخ .. وخسوف ..وماهي الأقوام بين الحقيقة والبرهان .؟

خالد كروم

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 13:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

قــــــال الله تعـــــــــالي
‏
{ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَ مَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } .. صــــدق الله العـــلي العظيـــم ..

هذا التشابه بين هذة الأية .. وأية أخري .. قال اللَّهُ تَعَالَى : { وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ } ـ الْآيَةَ ـ

يوصلنا الى نتيجة حتمية وهــــي وجود (( مسوخ .. وخسوف ..و ماهي الأقوام )) ..؟؟!!

ولـــــكن في كتب أخوننا السنة نجد شيء غريب وعجيب العلوم الإلهيه ..لم يكن قصدها ، التتبع التاريخي للأحداث مع الأنبياء (ع) ..

ولاشك أن أمثال هذة التضارب بين الرويات تكون عرضة للتفسيرات المتعددة والخاطئة ،غير أن هذة الرويات الغريبة تدل أول ما تدل على أهمية تتبع الأحداث التاريخية للأنبياء من منظور علمي وعقلي ..

وربما الكثيرون من العلماء والمفكرون .. وبعض رجال الدين قد عرجوا الى بعض هذة النقاط دون التركيز عليها ..وبالطبع فإن هذه الأطروحات لم تأخذ شكلا" جديا" من أغلب هؤلاء ..

فلا يمكن أن تعطي للقاريء والباحث تصورا" صحيحا" عن توقيت مسخ هذة الأشياء ..؟؟

المَسْخُ في اللغة هو تحويل خَلقٍ عن صورته الأصلية إلى صورة قبيحة ، أو تحويل صورته القبيحة إِلى صورة أَقبح منها ، أو تحويل خَلْق إِلى صورة أُخرى ، أو تشويه صورته ، ( أنظر كتاب العين : 4 / 206 ، و لسان العرب : 3 / 55 ) .

فنجد فى كتاب (( قصص الأنبياء )) تفسيرا" بأن الخنزير .. خلق على سفينة سيدنا ( نـــــوح ) عليه السلام ..

ثم نـجد لدى مراجعة الأحاديث الشريفة يتبيَّن للباحث أن المسخ قد حصل في أمم كثيرة جداً ، منها بنو إسرائيل ( اليهود ) ، و جماعة من النصارى .

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الذي يدرك الأساس الذي يقوم عليه مثل هذة الرواية يعتبرها فاشلة ومكذوبة ..؟؟ لعدة أسباب سوف نشرح هنا الان .. وسوف نستعمل العقل ...

1_ عندما كان سيدنا نوح على السفينة جمع من كل شيء (( زوجـــــــين أثـــــنين )) اليس كذلك ..؟؟!!

فنجد أنه عندما أسقطت الخزنير على السفينة ليأكل (( قذورات الحيونات الأخري )) مثل ما يعتقد أخوننا أهل السنة .... فنجد كلمة (( خنزير )) أي ذكر ؟؟ فأين زوجته .. وهذا يتعارض مع الإية الكريمة التى يقول الله تعالي فيها (( قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين )) صدق الله العلي العظيم ..

أن مصدر قوة آل البيت (ع) هو الأعتماد على معرفتهم بالحق ..فهم آل بيت النبوه ، ومعدن الرسالة .. هم أبناء الدليل .. فنجد أن الدليل القرآني أولا" معهم .. ثم الدليل العلمي معهم ...

ثم النظر بعد ذلك إلي رويات أهل السنة نجدها تناقض المخالفين لهذا الدليل بعقولهم ، وبيان تناقضهم؛ سواء من جهة تناقض الحدث ؟؟ أو من جهة تناقض التاريخ الزمني ، مع بعضها من جهة أخري ، ولذا فأن الصراع حول ما يقوله أخوننا السنة وما يؤيده ، وما يخبرنا به الأئمة (ع) وما يؤيدهم فى هذا الشآن أعلم وأشمل من أن يكون خلق (( الخنزير .. والهرة )) على سطح السفينة الرحى فيه ، بل هو أئمة ىل البيت (ع) سبقتهم قبل أن (( يخمــــــن )) السنة فى سطر هذة الواقعة فى كتب (( قصص الأنبياء )) ..

فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : " ... أَمَّا الْقِرَدَةُ فَالْيَهُودُ اعْتَدَوْا فِي السَّبْتِ ، وَ أَمَّا الْخَنَازِيرُ فَالنَّصَارَى حِينَ سَأَلُوا الْمَائِدَةَ فَكَانُوا بَعْدَ نُزُولِهَا أَشَدَّ مَا كَانُوا تَكْذِيباً ... " ، ( وسائل الشيعة : 24 / 110 ) .

أن البحث الصغير هذا الذي أقدمه ، وحيادتة فى العرض والتحليل ،لن يخلي من سؤ الفهم لدي السنة ، لبعض كلمات لآل البيت (ع) .. والوقوع في إطلاقات عامة لا يمكن قبولها الإ مع الأطلاع على كتب تحاكي لـــــ (( قصص الأنبياء )) وتفسرها .. والأطلاع على مصادرها الأصلية ..

وليس من مصادر وسيطة، خاصة لو كانت تلك المصادر،من أناس قد يفسرون القرآن بعد (210) بعد أستشهاد الرسول الأعظم محمـــــــــــــدا" صلى الله عليه وآله وسلم ..

أن هذا النقد لهذة الحادثة التى تحدثت عنها أنفا" ، لم يكن أريد من هذا النقد الإ الدفاع عن العقيدة الإسلامية .. وكشف زيف بعض الأحاديث المكذوبة على الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ..

وسد الثغرات التى ينفث منها المغرضون حول الدين الإسلامي العظيم ..

الخـــــــــلا صـــــــة ..

اذا عرف الإنسان حقيقة الأشياء ، وتعرف على ما هيتها ، وحاول الخوض فى بعض تفاصليها ، أدرك أن المسميات ذات الطابع الجريء والمضاد ليست بالصورة المخيفة التى كانت تتراءي له فى خيالاته ، وأن الامر مجرد حقيقة لا بد من التعامل معها بجدية وحزم ، وشفافية متناهية ..

إن الناقد اللبيب مَن يحرص على المنقود، كحِرص البخيل على النقود، ومن يسعى لتقويمه وبنائه، لا لهدمه وإثنائه.

إنتهي ..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل