أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - في سيكولوجيا موت أحمد الجلبي !!!














المزيد.....

في سيكولوجيا موت أحمد الجلبي !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 22:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عامر صالح
في يوم الثلاثاء المصادف 2015ـ 11 ـ 3 توفى النائب ورئيس المؤتمر الوطني الدكنور أحمد الجلبي, وقد أنتقل انتقالة هادئة مفاجئة من مادة حية مفعمة ونشطة الى مادة جامدة, وهو تحول تفرضه ديناميات العلاقة المتبادلة بين الحياة والموت مهما أختلفت الاسباب المصاحبة للوفاة وشدة وقعها في نفس من يحب أو يكره الدكنور الفقيد السيد الجلبي, تلك هي آلية الصراع بين غريزتي البقاء والموت او الدمار, وما يصاحبها من مشاعر مختلفة لمن يكون طرفا فيها أو وقودا آنيا لتلك الآلية العصية على الفهم ووقعها الشديد والمؤلم وخاصة لمن تركو لنا برحيلهم مواقف شجاعة وجريئة مهما جرى الاختلاف على فلسفتها ووضعها في أ ي خانة من باب الاجتهاد, "والموت هنا حقا " في إطار تحول المادة من شكل الى آخر !!!.

ولكن ما لا نستطيع فهمه ذلك التوقيت السيئ في وفاته في ظروف الحاجة أليه في عراق يفتقد الى التكنوقراط والمهنية, في عراق تتآكله قوة الردة والافتراس الطائفي والاثني وتتقاسمه كغنائم بدون رحمة, في وقت كان فيه الجلبي نموذج للموازنة الدقيقة بين مختلف القوى المتصارعة من أجل الخلاص من مستنقع الطائفية والاثتية, حيث كان يلعب دور الرجل الهادئ والرزين في فهم مصالح الوطن والخلاص من الطائفية والبعث وقوى الارهاب !!!.

كان الدكتور الجلبي ليست عبقريا بخفايا السياسية الامريكية واثارها على الارض العراقية, بل كان رجلا براغماتيا يفهم السياسة بنتائجها العملية وبقدر فوائدها للحالات الملموسة, ولذلك عمل على الاستفادة القصوى من علاقته بأمريكى في اسقاط النظام الدكتاتوري الفاشي, من خلال فهمه أن السياسة مصالح وأن تقاطع تلك المصالح يفضي الى الخلاص من أعتى نظام مكروه ودموي عرفه العراق لعقود, ولكن ما كان لا يعرفه الجلبي هو أن الاسلام السياسي لا ينظر الى مستقبل البلاد كما كان يتمناه هو, بل ينظر الى أجندته الطائفية ـ السياسية التي تحمل في طياتها شرذمة الوطن وتفتيته وأرتاهنه للقوى الخارجية المطابقة له في الهوية الطائفية السياسية !!!.

كان سقوط نظام صدام حسين حلما من أحلام اليقظة والنوم لدى العراقيين وكان الدكنور الجلبي أحد من أراد تحويل هذا الحلم الى واقع عملي ملموس, فنذر حياته أسوة ببقية المناظلين من شعبنا وقواه المخلصة للخلاص من الدكتاتورية الفاشية, ولكن كما يقال فأن النار تخلف رماد, ولم يبقى من الحلم ألا سرابا يحوله الاسلام السياسي الى فتات من الخراب الشامل والدمار وتهديد السيادة الوطنية !!!.

كان البديل لسقوط نظام صدام حسين كما يفترض ان يكون هو دولة الحق والعدل والسلام, ولكن حقائق الميدان خالفت تطلعات الدكتور الجلبي, فكان البديل " دولة " الطائفية والاثنية الشوفينية, يحتل فيها البعث عبر خلط الاوراق وثقافته العفنة وأندساسه في ثنايا الدولة ومؤسساتها مكانا مفصليا, فهو داعشيا في أرض المعارك, وقائدا أداريا متحايلا في مفاصل الادارة العامة, وهو الحريص على الوطن عبر إعلامه الاصفر والذي يخلط الاوراق بين النظال المطلبي والنفاق المطلبي. كان المرحوم الدكتور أحمد الجلبي محقا أسوة بتطلعات شعبنا في تشدده وعدم تهاونه في إجتثاث البعث !!!.

كان رحيل السيد الجلبي خسارة للعراق في ظروف صعبة جدا تحتاج الى المزيد من المناورة الذكية والى التنازلات المشروعة من أجل الحصول على مكاسب أكثر تفيد العراق وشعبه وسيادته. وكان السيد الجلبي مناور هادئ وذو صبر أستثنائي. له كل الود والذكرى الطيبة ولأهله وذويه الصبر والسلوان, ولازلت أيها الجلبي حيا ترزق بيننا !!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسات التعليم العالي والحراك المدني الإجتماعي !!!
- سيكولوجيا إسقاطية الإعلام العربي وآلية التدخل الروسي !!!
- سيكولوجيا نكبة الربيع العربي ورد الاعتبار لفلسفة الثورة !!!
- نزيف الهجرة وخراب الوطن !!!
- الابتعاد عن خطابات بيان رقم (1 ) ضمانة الحراك المدني لتحقيق ...
- الحراك المدني الشعبي في العراق ومفاهيم الاصلاح !!!
- الحراك الشعبي المدني بين المرجعية الدينية والإنتلجنسيا الوطن ...
- التظاهرات المطلبية المشروعة والانفعالات المطلبية المحظورة !! ...
- العراقيون من التعبئة الحشدية الانفعالية الى العقل المدني الم ...
- الخلفية السوسيولوجية والسيكولوجية لانتفاضة تموز العراقية ومس ...
- نحو تصعيد التظاهرات المطلبية السلمية صوب التأسيس للحلول الجذ ...
- الى مزيدا من التظاهرات المطلبية السلمية لتشديد الخناق على رق ...
- اتفاق ليلة القدر - خير من ألف شهر - النووي بين ايران والسداس ...
- تذكيرا بظلم المرأة التاريخي على خلفية انتشار ظاهرة الزواج غي ...
- تحليل نفسي للسياسة الجنسية في ضوء تسريبات ويكيليكس والخاصة ب ...
- ماهية ويكيليكس ومهمته بين التوثيق والفضح وخلق ردة الفعل !!!
- نتائج الانتخابات التركية بين التفسير السيكولوجي ألإسقاطي ووا ...
- العفة في السلوك بين المفهوم التقليدي والثقافي !!!
- دحر- داعش الارهابية - بين القدرات الذاتية والحفاظ على الوجود ...
- أحداث مدينة الاعظمية/ بغداد بين الاحتقان الطائفي وإفرازات ال ...


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - في سيكولوجيا موت أحمد الجلبي !!!