أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان عابد أحنوش - داعش نحن؟














المزيد.....

داعش نحن؟


إيمان عابد أحنوش

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"داعش" أو الدولة الاسلامية في العراق و الشام، التي تعود بنا 14 قرنا الى الوراء دون اللجوء الى قراءة التاريخ، التنظيم الذي فاجئ الكثيرين أو ربما صدمهم، هل بالفعل نحن هكذا! هل بالفعل الدين الإسلامي هو ما نراه اليوم في العراق و سوريا و ليبيا..! هل حقا هكذا كان المسلمون في عصر الراشدين و الامويين و العباسيين لحوقا بالعثمانيين؟!.
داعش" الدولة التي رفضها الصغار قبل الكبار، و استنكر أفعالها العلمانيون قبل الاسلاميين، و كلهم اتفقوا أنها ليست جوهر الدين و لا تمثله أبدا، و كان حريا للبعض أن يغوص في التاريخ البشع قبل المناداة بالحقيقة التي تدافع عن الدين.
من المزري أن نندد أفعال التنظيم الآن و قد أججنا كراهية الآخر مند أكثر من 13 قرنا، و غزونا الأراضي و سبينا النساء و اتخذناهن جواري، و قتلنا الرجال و اتخذنا الاطفال غلمانا، و أحرقنا الأراضي و حرمنا الحب و الفن و الموسيقى و كنا دائما و مع كل الضرر الذي ألحقناه بالآخرين نفتخر بكوننا خير أمة أخرجت للناس!! و هل يرضى الله بنا أناسا لكي يقبل بأن نكون أخيارا!!؟ هل عند الله قتل امرء مسيحي أفضل من مصاحبته و رفقته!؟ أيكون الله قاتلا! هل يفضل الله بيع النساء في سوق النخاسة! و جعلهن جواري!؟ أ يستحل الله العبيد و الجواري؟! هل الله يقبل بهدم المعابد و الكنائس لتقام المساجد وحدها؟! أ يكون الله طائفيا! يقبل الاسلام دون المسيحية و المسيحية دون اليهودية!! أ يكون الله سفاحا!؟ كيف نعيب على داعش أفعالها و تاريخنا مقيت، كيف لأمة تاريخها يتكرر أمامها و ماتزال تختلف عن حرمة النمص و الوشم و تحليل خروج المراة دون محرم! انها بلا شك أمة ميتة. كيف لأمة تستباح سياسيا و دينيا وعسكريا و ماتزال تلطم مصيبة الحسين! إنها بلا شك أمة مغيبة. كيف لأمة تنادي بالخلافة الإسلامية و لا تعلم من التاريخ سوى عمر بن عبد العزيز و الخلفاء الأربع، إنها بلا شك أمة جاهلة غبية. ولو علم المسلمون تاريخهم ما بجلوه و ماقدسوه و مانادوا بإعادة الخلافة الاسلامية التي ماكانت إسلامية يوما.
ماقتل المسلمين سوى المسلمون، وما استباحهم احد سواهم، وما سباهم أحد غيرهم..لا الصهيونية فعلت و لا اوروبا ولا أميركا.. نحن من قتلنا و سبينا و استبحنا دماء و شرف بعضنا البعض.
داعش لا تمثل الإسلام، أتفق مع هذا الرأي تماما، لكنها حتما تمثل المسلمين، الذين لا يفقهون في الدين سوى قطع يد السارق و رجم الزاني و حرمة زواج المسلمة من الكتابي، قتل المرتد وامتلاك الجواري و السبايا و العبيد تحت غطاء "وما ملكت أيمانكم".. هذا هو الاسلام الذي يفقهه 99% من المسلمين... هي داعش إذن تقوم بكل ذلك فلماذا نحن ضدها! لماذا لم يجهر الفقهاء و العلماء الأجلاء العظماء بتكفيرهم كما يفعلون مع بسطاء الرأي؟! لماذا لم يستحلوا دماءهم كما فعلوا تجاه أناس جريمتهم الوحيدة أنهم فكروا بصوت عال و عميق!؟ وحده الغموض لصالح الفقهاء، وحده السواد لصالح الأئمة، لو تمت إدانة التنظيم لعدنا 14 قرنا إلى الوراء و لاعدنا التاريخ من جديد و لتغيرت قراءة سطوره و لأصبح الحلاج مؤمنا زاهدا و هو في الأصل كذلك، و بجلنا أبا ذر أكثر من معاوية و لقدسنا عصاه و بكينا منفاه و صحراه أكثر من بكاءنا مقتل عثمان، و لأنصفنا عليا أكثر مما نفعل الآن..
لماذا نحن ضد التنظيم إذن؟!، لماذا لا ننفك نكرر اسطوانة الاسلام السمح المعتدل و هي في تاريخنا نادرة!، لماذا لم نفصل الاسلام عن المسلمين تاريخا و حاضرا لكي يسهل الحكم و يسهل التحليل و يسهل الفهم؟! كل ما تقوم به "داعش" سبق و حصل في الماضي و هو موثق في كتب التاريخ التي نتغنى بها و نفتخر بها، فلماذا نحن أمة منفصمة الإعتقاد؟! لماذا قبلنا تلك الممارسات في الماضي و نتغنى بها في الحاضر و عندما رأيناها تطبق ملء أعيننا استنكرناها و كفرنا كل من يعود للماضي؟! لماذا نحن أمة خانعة؟!!!.
يفيدنا الصمت، و لهذا نحن أمة نائمة بلا تاريخ وبلا مستقبل، تاريخنا ليس إسلاما بقدر ماهو تاريخ سياسي، صراع سلطة وجاه و نفوذ و توسع، نخاف أن ننبش تفاصيله، لا نملك مانواجه به الباحثين و العقلاء سوى بتكفيرهم ان هم أثاروا قضية او وصفهم متآمرين على الإسلام ان كانوا ملحدين او ذوو ديانة أخرى..
لست أصطاد في الماء العكر، و لست أرغب سوى ان يقوم كل شخص بقراءة تاريخه بكل موضوعية و بتجرد عن مذهبه و عرقه و طائفته، و يحكم على الأمور من زاوية انسانوية بحتة و أن الله للجميع و ليس لأحد و أن لا يكفروني على مناداتي و اعتقادي بجمالية الله و سماحته و حبه للإنسان كيفما كان مذهبه طالما كان جوهره جميلا.



#إيمان_عابد_أحنوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش نحن؟


المزيد.....




- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...
- “متعة جنونية” تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي ...
- ماما جابت بيبي..حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل ...
- الأوقاف الفلسطينية: نبش الاحتلال المقابر في خان يونس انتهاك ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي بجودة رائعة وإ ...
- عندما تتشنج الروح.. صرخة صامتة في وجه الحياة
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على ...
- غضب في ريف حمص: العنف الطائفي يتمدّد
- رواية -الهرّاب-.. أزمة الهوية والتعايش والوجود اليهودي في ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان عابد أحنوش - داعش نحن؟