أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلوة زحايكة - سوالف حريم - موسم القطاف














المزيد.....

سوالف حريم - موسم القطاف


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 14:35
المحور: الادب والفن
    


حلوة زحايكة
سوالف حريم
موسم القطاف
جلست على شرفة منزلي ارتشف فنجان قهوة الصباح في هذا الهدوء الذي يخيم على الشارع الذي اسكن فيه بعد ان كان يعج بالضوضاء فهو شارع رئيسي، لكن بسبب الاحداث الأخيرة تم اغلاق المداخل جميعها، وقد شلت الحياة كاملة هنا.
اجلس في مكان مرتفع اكشف معظم المنطقة المجاورة لي، بينما اتجول بنظري في المكان وقع بصري على احدى نساء عائلة عبدة التي جاءت تقطف ثمار الزيتون، حدقت بها جيدا نعم انها هي التي التقيت بها الأمس، كانت تسأل اذا كان هناك جنود في المنطقة تحت الأشجار، فنفيت لها الأمر، وسألتها عن بقية أفراد العائلة؟ فقالت لم استطع ان احضر أحدا فالوضع غير آمن خاصة في هذه المنطقة وحالات الاعتقال والاعدام بدون أي ذنب.
اخذت رشفة من فنجان القهوة ورحت ابحث في ذاكرتي عن تلك الأيام الجميلة التي كانت في مثل هذا الوقت، كانت عائلة عبدة هي العائلة الوحيدة في جبل المكبر التي تهتم بالزراعة البعلية بكل أنواعها، ولديهم العديد من الحقول في جميع انحاء البلدة، ومن ضمنها الأرض التي تقع بجوار ارضنا، في كل موسم من مواسم الزيتون كانت العائلة تكون متجمعة كلها هنا النساء والرجال والأطفال، كانت تعم الحياة في حينا بصوتهم وهو يتعالى بين ضحك وصراخ وغناء ومزح وهرج ومرج، كان الحاج علي حسين عبدة يأتي راكبا بغله البني يتفقد كل يوم ارضه ومزروعاته، بينما ابنه احمد الذي كان قد فقد احدى ساقيه بانفجار لغم في المنطقة الحرام بعد حرب حزيران 1967 مباشرة، يأتي راكبا حمارة الأبيض القبرصي الوحيد في تلك المنطقة فهو كبير الحجم اقرب الى حجم البغل، كان يربطه في طرف الأرض يرعى، والنساء والأطفال جميعهم يتحلقون حول شجرة زيتون ويفترشون الأرض بمشمع لتسقط حبات الزيتون عليه، ومنهم من يتسلق السلالم او اغصان الشجرة الى ان يؤتوا عليها، ثم يقومون بتعبئته في أكياس الخيش، كانت والدتي تعد ابريق شاي وننزل عندهم نساعدهم ونتحدث اليهم بفرح غامر، فهم يسكنون في الجهة المقابلة لنا من البلدة، وهذه الفرصة الوحيدة للقاء النساء وتداول الاخبار.
كانت عائلة عبده تزرع باقي أيام السنة الحمص والكرسنة واللوبياء والكوسا والفقوس، ويقومون ببيعها على أهالي البلدة، ما الذ حب الحمص عندما تقوم بشويهه على الحطب ويتحول الى بليلة طعمها لذيذ جدا!، وفي فصل الربيع يقومون بقطف الخوخ المعطر والاصفر، الذي رائحته تملأ المكان،وكان يضرب المثل في لذة طعمه ورائحته، لم يبق احد من سكان البلدة الا وتذوقه ولن ينسى طعمه ولذته، كانوا يضعون الفزعات داخل حقول اللوبياء لأخافة العصافير حتى لا تقضي على المزروعات، لقد ذهبت تلك الأيام ولم يبقى منها الا ما حفر في الذاكرة، وقد أصبحت هذه الأرض التي تعم بالخيرات اليوم خالية لا يوجد فيها غير شجر الزيتون الشاهد على هذا المكان.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف حريم - بستان الحاج علي
- سوالف حريم - الدوام المدرسي مقدّس
- سوالف حريم -بخاطري صلاة في الأقصى
- سوالف حريم - العيد ليس لنا
- سوالف حريم -صراع القطط
- قائد أسير من بلدتي - حسام زهدي داود علي شاهين زحايكة
- سوالف حريم - قطتي زمرّدة
- سوالف حريم - الثوب الفلسطيني
- كاتب من بلدتي - محمود عطية طافش الشقيرات
- سوالف حريم - كريمة المهندس وحرم الدّكتور
- كاتب من بلدتي - حليمة جوهر
- كاتب من بلدتي - محمد عليان
- فنان من بلدتي - محمود شاهين
- كاتب من بلدتي - د. محمد سالم شحادة
- سوالف حريم - في ضيافتي حيّة
- سوالف حريم - زغردي يا أمّ الجدايل
- كاتب من بلدتي - ابراهيم حسين مسلم جوهر
- سوالف حريم - فضل ذوي الفضل
- كاتب من بلدتي - جميل حسين ابراهيم السلحوت
- كاتب من بلدتي - محمود شقير


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حلوة زحايكة - سوالف حريم - موسم القطاف