أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل كامل - 9 قصص قصيرة جدا ً














المزيد.....

9 قصص قصيرة جدا ً


عادل كامل

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


[1] جرح
كان العاشق الشاب بانتظار حبيبته، في الحديقة، عندما امتدت يده وقطفت وردة بيضاء.. فخاطبت الوردة الشاب:
ـ لِم َ فعلت هذا...؟
رد بلا تردد:
ـ كي اهديها إلى من أحب!
فقالت بأسى عميق، وهي تحتضر:
ـ ولكنك تركت حبيبي وحيدا ً...، بين الورود، ثم ما معنى أن تهدي حبيبتك وردة قتلها قلبك، قبل أن تجهز عليها بأصابعك..؟


[2] ديمومة

قالت البقرة للثور:
ـ دعنا نتوقف عن الإنجاب...، فمدير هذه المزرعة لم يبق عجلا ً إلا وأرسله إلى المسلخ...، فانا لم اعد احتمل أن أرى ذرتي تسمن، كي تذبح!
فسألها الثور:
ـ ماذا نفعل...، وليس لدينا ما نفعله، غير الإنجاب، أو أن يرسلونا إلى الموت؟
ـ لنهرب من هذه المزرعة، ونعود إلى الغابة، أو نجد ملاذا ً في البرية!
ضحك الثور:
ـ هناك السباع، التماسيح، النمور، الفهود، وهناك الذئاب والكلاب ...، فإن لم ننج من البشر فمن ينقذنا من أنياب تلك المفترسات...؟
هزت رأسها، وتمتمت بأسى عميق:
ـ الغريب إن مصائر البشر لا تقل بشاعة عن مصائرنا....؛ فها هم يقتلون بعضهم البعض الآخر، وها هي أشلاء أجسادهم صارت طعاما ً للضواري والطيور...
فقال لها بفزع:
ـ الحق أقول لك: لا هم افلحوا بعقد سلام دائم، ما بينهم، ولا نحن توقفنا عن إنجاب الضحايا، طعاما ً لهم! ثم من ذا ـ أخيرا ً ـ سيضع حلا ً للمعضلة ـ ما بينهم وبيننا ـ وكأن نهايتها وضعت قبل أن تكون لها هذه المقدمات!


[3] فضاء
وجدت السمكة جسدها الصغير يرتفع قليلا ً في الهواء، بعد أن فلتت من فكي السمكة الكبيرة التي أجهزت على رفيقاتها في السرب. لم يدم فرحها إلا برهة وهي تجد نورسا ً بمنقاره يلتقط جسدها، ويرتفع به عاليا ً في الفضاء، آنذاك أدركت إنها إذا كانت نجت من السمكة الكبيرة، في المرة الأولى، فإنها، في المرة الثانية، لن تعود إلى الماء.

[4] حزن
ـ اعرف انك، أيها الغراب، لم تشترك في الجريمة، وانك لم تكن محرضا ً عليها...، ولكن اخبرني من علمك مهنة الدفن؟
ـ لو لم افعلها، فان القاتل لن يحتمل رؤية ضحيته أمامه إلى الأبد!
ـ إذا ً.....، ها أنت تجعلني اشك....؟
ـ بماذا..؟
ـ انك غير بري ء من الهمسات، والإشاعات...، وان لك علاقة ما بما حدث..؟
ـ أنا علمته أن يتستر على فعلته...، وهذا كل ما حصل.
ـ وصارت لديك مهنة؟
ـ أجل...، لأنه ـ هو ـ الذي أرغمني أن أتعلمها، وإلا لماذا لم استبدل لوني بلون آخر؟

[5] لافتة
قرأت الحمامة كلمات دوّنت فوق لافتة علقت توا ً، فراحت تنشد بصوت حزين جذب انتباه الصقر الذي كان يراقب، فقال لها:
ـ لماذا تولولين، وتنوحين....؟
ـ الم ْ تقرأ...ما دوّن في هذه اللافتة..؟
ضحك الصقر:
ـ ومن سمح للصمت أن يبلغ ذروته...؟!
فقالت الحمامة بحزن اشد:
ـ فأنا لن افتح فمي بعد اليوم!
ـ ولكن هل استطيع أنا أن أغلق فمي إلى الأبد؟


[6] النملة والفيل
خاطبت النملة الفيل، وهو يوشك أن يسحقها:
ـ كن حذرا ً... فهل أنت أعمى...؟
ـ آ .....، لو كانت العدالة تساوي بين النملة والفيل.... لكانت الحياة اقل قسوة، واقل جورا ً!
ـ لكني لم افهم قصدك؟
فقال الفيل ضاحكا ً:
ـ لو كنت أتمتع بعقلك، وحكمتك، لما تم اسري، ووضعي في هذه الحديقة، وجعلوني ارقص فوق الحبال!

[7] الحرب
اقترب الحمل من والدته وسألها:
ـ يقولون إن الحرب ستقع قريبا ً، وستخرب حديقتنا...؟
فقالت له بلامبالاة:
ـ لا تكترث، يا ولدي، فأنت لن تراها إن وقعت أو لم تقع!

[8] الحمامة والغراب
سألت الحمامة الغراب:
ـ لماذا صوتك حزين، ولماذا ترتدي السواد...؟
ـ يقولون إنني كنت شاهدت الجريمة...، واني علمت القاتل كيف يتستر عليها...؟
ـ آ ....، يتركون الجاني، ويلاحقون الشاهد؟
فقال الغراب للحمامة التي كفت عن الهديل:
ـ اقسم لك إن الحكاية ناقصة....، لأنني شاهدت الضحية ينهض، وينتقم، وان الحكاية لم تنته...؛ فلا القاتل اكتفى بالنصر...، ولا ضحيته رضت بالهزيمة!
ـ آ ...، الآن عرفت لِم َ أنت حزين، ولِم َ رداءك بلون الليل!

[9] لون
قال العجل الذي ولد أعمى يسأل أمه:
ـ ما ـ هو ـ لون النهار.
لم تجب. فسألها:
ـ وهل لظلام الليل لون مختلف...؟
لم تجب أيضا ً. فسألها بلا مبالاة:
ـ تقصدين...، إنني لن أنجو من الذبح، إن كنت مبصرا ً أو كنت ولدت أعمى، فاحدهما قصير المدى، سريع الزوال، والآخر سيمتد بعيدا ً، إلى ما لا نهاية!
22/10/2019



#عادل_كامل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من النبات الى حداقئنا المعاصرة: نكوص ام ارتقاء..؟
- قصص قصيرة جدا ً/ مستعمرة الديناصورات/ القسم الرابع والاخير
- في التشكيل العراقي المعار/ عبلة العزاوي رحلة مع رائدة الخزف ...
- قصص قصيرة جدا ً/ مستعمرة الديناصورات القسم الثالث
- قصص قصيرة جدا ً/ مستعمرة الديناصورات / القسم الثاني
- قصص قصيرة جدا ً/ مستعمرة الديناصورات
- قصة قصيرة/ ممرات
- في التشكيل العراقي/ غالب المسعودي
- قصة/ شجرة من غبار
- قصة قصيرة/ اعترافات كبش
- قراءة في رواية وجع المدينة لعماد العبدلي
- قصة قصيرة/ تتمات
- في النحت العراقي الحديث/ منعم فرات
- قصة قصيرة / لا احد سوى الجميع
- قصة قصيرة/ في الطريق الى المنصة
- قصة قصيرة/ كآبة بيضاء
- قصة قصيرة/ غبار وكلمات
- قصة قصيرة/ الوباء
- قصة قصيرة/ المستنقع
- قصة قصيرة/ الغائب معنا


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل كامل - 9 قصص قصيرة جدا ً