حُكومات مُتجردة من الحكمة

هيام الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حُكومات مُتجردة من الحكمـــة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوة بين الحاكم والمحكوم لا تنفك تزيد عمقاً وإتساعاً ورقعة هوة غالباً ما تلعب دوراً في إستشراء الفساد . فما يعانيه العالم العربي من إضطرابات سياسية واقتصادية وأمنية وتدهور في الجانب الإنساني ومايشمل الإنسان من كل جوانب الحياة وبالأخص في مجتمعات هي أكثر المجتمعات عراقة في تأريخ البشرية
ومن أخطر ما تعانيه هذه المجتمعات التمزق والشتات في النسيج المجتمعي نتيجة بلورة الهويات الطائفية والمذهبية النازعة لوحدته ومناعته , حالة من التخبط والضياع والوهن يعيشه اليوم العالم العربي مايشجع الخصوم على إزدرائه ويزيد من شهية الطامعين للتلاعب بمصيره فبالرغم من توفر الامكانيات الاقتصادية الذي يتغنى به العالم العربي وبالاخص العراق تبقى مجتمعاتنا العربية من أقل المجتمعات تنمية إقتصادية و يعزى ذلك الى تسلط الأنظمة القائمة المتسمة بغياب مهنية مؤسسات الدولة التي تضمن رفاه و أمن المواطن وتسهل وتحقق ظروف نموّه وتطوّرة ..فلم نجد حاكما يمثل دولة عربية ويمثل طموحات ومصالح شعبه يستند الى شرعية حكمه من ارادة جماهيرية تتجلى من خلال مؤسسات دستورية تتوفر فيها ضمان الحرية والنزاهة
دولة المؤسسات تكمن في كفاءة الكفوء النزيه صاحب المنصب الرفيع المرشح لمنصبه من خلال اقتناع الشعب الواعي به بعد التجربة ,فلا يمكننا ان نخرج بنتيجة ايجابية اذا ما تدخل رجال الدين المصابون بداء السلطة لاستجداء الأصوات للمنخوب الغير كفوء وتدخلت اجندات اخرى خارجية وداخلية لدعم من يروه مناسبا للايفاء بوعوده لهم . وعليه لابد من الرجوع لقيادة حكيمة تشخص ,تحلل, تدقق لاتساوم على حق وهذا مايتجلى في مرجعية الصرخي اذ قدّم النصائح المجانية للساسة والشعب ..لكن لم يكن هناك من مستمع لهذا الناصح !! في لقاء صحافي حصري لوكالة اخبار العرب ، فجّر المرجع الصرخي الحسني مفاجئات بتصريحاته الجريئة وقراءته الواقعية للمشهد القائم في العراق والمنطقة عموماً ، من خلال تحليله العلمي والموضوعي لمجريات الامور والاحداث السياسية وانعكاسها على مستقبل العراق والمنطقة . وعلى ضوء السياسة الخاطئة للانظمة العربية ونتائجها السلبية فقد اشار الصرخي قائلا (...أما العرب وأقصد الأنظمةَ والحكوماتِ فكما هو المعتاد فان تفكيرَهم لا يتجاوزُ الحيِّزَ المكانيَّ الضيّقَ الذي يعيشون فيه ويومَهم الذي هم فيه ، فنظرُهم يكون قاصرا عادة ، ولسوء تدبيرِهم فاِنّي اُرَجِّحُ اَنَّه ستَقَعُ عليهِم أحداثٌ مفاجئةٌ في أماكن واَزمان غير متوقعة ، قريبة او بعيدة حسبَ مجرياتِ الأمورِ وتطوّراتِها…

هيام الكناني

#هيام_الكناني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل