أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يسري - خريف غرناطة...رباعية الأندلس التي لم تكتمل















المزيد.....

خريف غرناطة...رباعية الأندلس التي لم تكتمل


محمد يسري

الحوار المتمدن-العدد: 4959 - 2015 / 10 / 18 - 23:21
المحور: الادب والفن
    


كانت معرفتي الأولى بالدراما التاريخية السورية في عام 2000 م، وقتها أتيح
لي للمرة الأولى ان اشاهد واتابع المسلسل السوري (الزير سالم) من تأليف وكتابة ممدوح عدوان ومن إخراج حاتم علي.
كانت تجربة متابعتي لهذا العمل تجربة غريبة ومثيرة في الوقت ذاته ، فللمرة الأولى اشاهد مسلسل تاريخي غير مصري ، أتذكر أني وجدت صعوبة كبيرة حينذاك في فهم اللكنة السورية كما أني لم اكن مستعداً في ذلك الوقت لتغيير الشكل النمطي الذي تعودت عليه في تلقي العمل الدرامي التاريخي العربي ، ذلك الشكل الذي أستقر في ذهني ومخيلتي من جراء متابعتي السابقة للأعمال الدرامية التاريخية المصرية التي كانت منتشرة في القنوات التلفزيونية المصرية مثل مسلسل الفرسان ومسلسل الأبطال ، ناهيك عن الأعمال التراثية مثل السيرة الهلالية والأعمال الدينية التاريخية مثل مسلسل الإمام الطبري والإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان .
ولكن بعد متابعة عدد من حلقات الزير سالم، وجدت نفسي وقد انجذبت بشكل تلقائي للعمل وأصبحت حريصاً على متابعته ومشاهدته خصوصاً بعدما اعتادت أذني على وقع اللغة العربية الفصحى ذات اللكنة الشامية التي يخاطب بها أبطال المسلسل بعضهم بعض.
ولم ينتهي شهر رمضان في ذلك العام إلا وقد عرفت أنى أصبحت أسيراً لذلك النوع من الدراما التاريخية، وتأكدت أن مسلسل الزير سالم قد اضحى بمثابة بوابة عبور لي لمعرفة الوجه الأخر من الإبداع الفني التاريخي السوري.
وفي عام 2001م تابعت مسلسل صلاح الدين الأيوبي، ذلك العمل الضخم الذي قام بتأليفه د/وليد سيف وأخرجه حاتم علي، حينها تأكدت أن شغفي بالزير سالم لم يكن محض صدفة وان إعجابي بالدراما التاريخية السورية – الذي تحول إلى هوس فيما بعد – لم يكن إعجاب مؤقت.
في مسلسل صلاح الدين تأثرت جداً بالنص والسيناريو والحوار، فلم يكن د/وليد سيف في هذا المسلسل يكتب سيرة بطل إسلامي كبير وحسب بل كان يؤرخ لفترة من أصعب وأكثر اللحظات الحرجة في تاريخ الأمة الإسلامية، كما ان تجربة حاتم علي الإخراجية في هذا المسلسل كانت تزداد صقلاً وجودة وامتياز.
ومع إبداع الكلمة وكفاءة الإخراج، كانت باقي عناصر العمل الفني تزيدني انبهار فوق انبهار...فالتصوير والإضاءة والمكياج كانوا يزيدون العمل قوة ويقربونه جداً من تقمص روح العصر الذي جرت فيه أحداث المسلسل ...كما أن الموسيقى التصويرية للمبدع طاهر ماميللي قد أضفت على المسلسل أصالة وروحاً خلاقة إلى أبعد حد.
وفي نفس العام، أعلنت شركة (سوريا الدولية للإنتاج الفني والتوزيع) عن نيتها لإنتاج رباعية درامية تاريخية أندلسية تحكي فيها المحطات الرئيسية لتاريخ الأندلس من الفتح إلى السقوط.
وكم كانت فرحتي كبيرة عندما عرفت أن الشركة المنتجة قد أسندت تأليف تلك الرباعية للمبدع وليد سيف كما أسندت مهمة الإخراج لحاتم علي.
في رمضان عام 2002 م، بدأت أذاعة أولى أجزاء تلك الرباعية بعرض مسلسل (صقر قريش)، والذي تناول سيرة عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الذي أشتهر في التاريخ ب (عبد الرحمن الداخل)
تناول المسلسل تلك الرحلة الملحمية للداخل وكيف أستطاع الهروب من تعقب العباسيين الذين وصلوا للسلطة عام 132 هـ ...وكيف أستطاع أن يدخل الأندلس فيخضعها لسلطانه ويقيم بها دولة أموية جديدة وأن يعيد إحياء دولة أبائه الغابرة في المغرب بعد أن سقطت وانتهت في المشرق.
أما في عام 2003 م، فكانت الحلقة الثانية من الرباعية حينما تم عرض مسلسل (ربيع قرطبة) الذي تناول قصة محمد بن أبي عامر المنصور...ذلك الفتى الذي أستطاع أن يستخدم طموحه ومواهبه وكفاءته النادرة في أن يصل إلى أعلى مراتب السلطة في الدولة الأموية ...إلى الحد الذي جعل المؤرخين يطلقوا على حقبته أسم (الدولة العامرية) بالرغم من استمرار وجود الدولة الأموية.
وفي عام 2005 م كانت الحلقة الثالثة من الرباعية حينما تم عرض مسلسل (ملوك الطوائف) الذي تناول قصة تشرذم المسلمين في الأندلس وتحول الدولة الواحدة إلى دويلات منفصلة ومتناحرة مما أعطى الفرصة لصعود نجم وقوة ممالك الشمال النصرانية الإسبانية المتحفزة.
لم تكن تلك الأعمال الثلاث أعمالاً عادية، ولم تكن مجرد مسلسلات قد تم إنتاجها بغرض الترفيه وإعطاء الدروس والمواعظ والحكم بل انه يمكن أن نعتبر أن كل عمل من تلك الأعمال كان عملاً سياسياً فكرياً بامتياز، فكم من سؤال صعب قد تم طرحه فيها وكم من قضية فكرية قد تم مناقشتها.
فإذا ما أردنا أن نناقش تلك الأعمال من وجهة نظر سياسية نقدية وجدنا أن د/وليد سيف قد طرح عدد من الأسئلة (المسكوت عنها) في تلك الفترة والتي لم يكن من الممكن أو المتاح أن يتم طرحها بشكل مباشر وصريح في ذلك الوقت.
كان وليد سيف يسقط الماضي على الحاضر ويسقط الحاضر على الماضي بشكل فريد ومتميز بحيث أن المتتبع الجاد لتلك الأعمال يجد أن الماضي وقد أصبح متجسداً في حاضره.
عن علاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة الحاكم بالسلطة ...عن الاختلاف بين المثال والتطبيق وكيف يتحول الثائر الحالم المطالب بالديموقراطية والمساواة إلى ديكتاتور مستبد إذا ما وصل إلى السلطة
هل الحق والحقيقة شيء واحد؟ وهل هما وجهان لعملة واحدة؟
هل ما يحدث في قصر الحاكم هو ما يطلبه رجل الشارع؟
هل هناك طريق واحد للوصول للسلطة؟ فاذا ما كان هناك طريق واحد ...فهل هو طريق صقر قريش الذي أعتمد في الأساس على أسمه ونسبه أم أن الطريق هو طريق المنصور بن أبي عامر الذي وصل إلى ما وصل إليه بعدما كان مجرد فتى بسيط من حصن (طرش) خامل الذكر معدوم النسب؟
هل الحق الإلهي هو الطريق أم العصبية القبلية والفتوة والمقدرة الفردية؟
وما السبب في ضعف الدولة وانهيارها وتراجعها أمام أعدائها...هل السبب يكمن في ديكتاتورية السلطة؟ فلماذا اذن كانت الدولة الإسلامية في الأندلس قوية في عهود الداخل والناصر والمنصور ولماذا ضعفت في عهود المعتضد والمعتمد، رغم ان جميع تلك الشخصيات التاريخية كانت شخصيات ذات نزعة سلطوية ديكتاتورية لا أثر للشورى والديموقراطية فيها.
وأمام كل تلك الأسئلة تجد نفسك أمام تاريخ الأندلس الغابر تشاهد أوقات العظمة والقوة والسلطان ثم بعدها تطالع أزمان الضعف والتردي والخذلان، فما تملك إلا أن تنظر إلى حاضرنا وواقعنا المؤلم الذي يشبه كثيراً أوقات أفول نجم المسلمين في الأندلس.
وما زلت حتى الأن أنتظر خبراً أو معلومة تفيد بإنتاج الجزء الرابع المتمم للرباعية ...ذلك الجزء الذي يحكي قصة السقوط الأليم لغرناطة حاضرة المسلمين الأخيرة في الأندلس...ذلك الجزء المعنون بــــ (خريف غرناطة).



#محمد_يسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة المختار الثقفي
- حركة التوابين
- نبذة عن تاريخ السلاجقة الأوائل
- الحشاشون...قراءة تاريخية مختلفة
- ملاحظات حول الدراما التاريخية التركية
- ما هكذا تورد الإبل يا جنبلاط


المزيد.....




- الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل ...
- مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا ...
- المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
- مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
- معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
- Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر ...
- اللغة الأكادية في العراق القديم تكشف ارتباط السعادة -بالكبد- ...
- مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف ...
- المصور الأميركي روجر بالين: النوع البشري مُدمَّر!
- شعبية كبيرة لعرض -كسارة البندق- في دور السينما الروسية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يسري - خريف غرناطة...رباعية الأندلس التي لم تكتمل