أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - هل الأخبار مجرد آراء؟.. الريموت كونترول تجيب














المزيد.....

هل الأخبار مجرد آراء؟.. الريموت كونترول تجيب


نورالدين هميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 15:11
المحور: الصحافة والاعلام
    


"الحياة لا تأتي مع الريموت كونترول، كلما لم يعجبك ما ترى.. تغيّر القناة".
لوريلي روزانو.

هل مازالت نشرات الأخبار نشرات للأخبار فعلا؟ يعني بصيغة أخرى، هل ما يعرض في النشرات أخبار فعلا أم شيء آخر؟. قد نكون ملزمين بالحذر الشديد قبل تقديم أي إجابة جاهزة للسؤال وإلا فإننا سنقع في مطبّ التفكير الأسطوري. كانت السنوات الأولى لتطوّر الصحافة كعلم وكمهنة ترفع شعارا براقا يقول بأن "التعليق حر وبأن الخبر مقدس"، غير أن القداسة تهاوت في كلّ المجالات، بعد أن ضحت عائقا أمام فهم هذا العالم فهما عقلانيا على رأي ماكس فيبر.
لا زالت وظيفة الإخبار l’information تشكل الهمّ الأساسي لوسائل الإعلام بقديمها وجديدها، وإن نافستها وظيفة التوجيه والتفسير وقولبة الرأي العام إلى حد ما في ظل تعقيدات الحياة المعاصرة وحاجة الناس لفهم ما يحدث، وليس معرفته فقط. ولكن قد يكون ملحّا التساؤل عن طبيعة التحول في وظيفة الإخبار هذه في ظل انفتاح السماء على مختلف قنوات بث الأخبار مرئية، مقروءة أو إلكترونية.
إن هذه التعددية في مصادر الخبر، والتي سحبت معها تعددية أخرى في رواية الخبر، كرست سلوكا في غاية العمق ولا يحظى بأي أهمية، وهذا السلوك هو تغيير القناة zapping الذي لا تتوقف حدوده عند التلفزيون وتلك العادة السيئة في الإمساك بالريموت كونترول والتعريج على كل القنوات دون مشاهدة أي قناة.
يمكن توسيع نطاق هذا المفهوم إلى التداول على مختلف وسائل الإعلام المتاحة للمتلقي وتعريجه على مختلف مضامينها، وهذا السلوك لا يمس التلفزيون فقط، وإنما ينطبق على الصحف كذلك وعلى ما يتدفق من الأنترنت من مضامين إعلامية. من الخطأ تصوّر بأن لكل صحيفة جمهورا مختلفا عن جمهور صحيفة أخرى، الناس تقرأ أكبر عدد ممكن من الصحف كلما توافرت لها فرصة ذلك.
على صعيد الخبر، يقود تغيير القناة zapping إلى صدمة: يكفي أن تغير الوسيلة لتكتشف رواية ثانية ومختلفة للخبر، بل وحتى مناقضة، للرواية التي سبق لك أن اطلعت عليها في وسيلة أخرى. لهذا السبب، لم يعد بإمكان المتلقي أن يستوعب ما يحدث، فإما أن ما يحدث في مكان ما ليس حدثا واحدا، بل كتلة من الوقائع المتناقضة، وإما أن الحدث واحد والصحفيون الذين يكتبون الأخبار لا يملكون نفس المستوى من قوة الرؤية والسمع.
إن تعدد روايات الخبر في وسائل الإعلام حاليا في مواضيع عديدة يضرب مقولة "الخبر المقدس" في صميمها، بل إنه يكشف عن شيء مهم: أن الخبر لا يعدو أن يكون إلا رأيا في حادث لا يمكننا أن نستوعبه إلا إذا كنا طرفا فيه. إن الريموت كونترول ليست وسيلة فقط لتغيير القناة كما في التلفزيون، بل هي وسيلة لتحصل على رواية أخرى للخبر، رواية أقرب لرأي متنكر في شكل خبر يبحث عن قداسته التي لم نسمع بها إلا في الأحاجي الأسطورية للصحافة.



#نورالدين_هميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التابلويد كنظرية tabloidization theory
- استفسارات أولية حول النجوم
- أخلاقيات الإعلام.. خطاب بائس
- الإعلام بما هو مغامرة غير أكيدة
- أزمة في صناعة الشيطان
- السلاح في حدود مجرّد التواصل..
- كل المبررات لكي لا تكون صحفيا
- بين النظرية والموضة.. عن الموضوعية، الذاتية والنرجسية
- حول التنظير في حقل الإعلام ومجازفاته


المزيد.....




- تحليل.. لماذا تباين ترحيب الهند وباكستان بدور أمريكا في وقف ...
- بيسكوف: لا توجد لدى روسيا قنوات حوار مع الرئيس الفرنسي
- وزير الخارجية الصيني: بوتين أعرب لشي عن استعداد روسيا للتفاو ...
- مصر.. القضاء يسدل الستار على جريمة مروعة هزت البلاد
- أغنية خاصة من ماجد المهندس.. ترحيب عراقي مؤثر بضيوف القمة ال ...
- سلامك النفسي يبدأ من الأنف، كيف؟
- تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته ال ...
- الدوري الألماني - هبوط بوخوم وهولشتاين كيل في الجولة قبل الأ ...
- بيسكوف يؤكد عدم وجود رد فعل من قبل كييف على اقتراح بوتين مفا ...
- الداخلية العراقية: منع تنظيم أي تظاهرة في بغداد حتى العشرين ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - هل الأخبار مجرد آراء؟.. الريموت كونترول تجيب