أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - استفسارات أولية حول النجوم














المزيد.....

استفسارات أولية حول النجوم


نورالدين هميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 17:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


"عرفت بأنني نجم يوم رأيت الكثير من المجانين يتهافتون على شراء أحذيتي القديمة".
جورج كلوني- ممثل أمريكي

سنوات طويلة وعمل ماكسويل ماكومبس ودونالد شاو حول نظرية الأجندة أو ترتيب الأولويات صامد لا تزعزعه التحولات في ممارسات الاتصال بفعل الإعلام الجديد. تقول نظرية الأجندة بأن الجماهير لا تضع أجندة لاهتماماتها خارج نطاق دائرة ما تعرضه عليها وسائل الإعلام، إذ أن اهتمامات الناس المشتركة حول الشؤون العامة تفتقد لأي تفسير إمبريقي في غياب الدور الواضح الذي قد يقوم به التلفزيون أو الصحف أو غيرها. يقول ماكومبس وشاو في هذا الشأن: "لا تنجح الصحافة كثيرا في توجيه قرائها إلى كيفية التفكير تجاه مواضيع معينة، ولكنها تنجح إلى أبعد حد في توجيههم إلى ما يجب أن يفكروا فيه".
حظي مقترب ترتيب الأولويات باهتمام علمي كبير بعد أن أثبت فعاليته في تفسير طبيعة السلوك الانتخابي، ويجب أن ننتبه دوما إلى محورية احتلال الفضاء العمومي لحظات الحملات الانتخابية لأن هناك قناعة لدى الساسة بأن الإعلام يبقى فاعلا سياسيا على درجة بالغة من الأهمية.
وبسحب هذا القول إلى الساحة الاجتماعية، فإن الإعلام يعتبر فاعلا اجتماعيا مهما كذلك لأنه يقوم بدور مماثل من حيث أنه يقود الأفراد إلى تقييمات معينة للأشياء وللأشخاص بناء على الذاكرة الأكثر تأثيرا على الشؤون العامة، وهي ذاكرة تصنع من قبل وسائل الإعلام بوصفها النموذج الأكثر بروزا لمقولة الحس المشترك في الشكل الحالي للتجمّع الإنساني والمسؤول الأول عما يسميه شانتو إينغر ودونالد كيندر بـ"التصفية" le priming، حيث لا يجد الأفراد من أجل تقييم قضية أو شخصية عمومية من مرجعية سوى تلك الذاكرة التي تترسب نتيجة استهلاك مواد إعلامية معينة.
تقييمات الأشخاص تمثل نقطة مفصلية تحتاج إلى شيء من التمعن لأن اهتمام المجتمع بفئة معينة من الأشخاص على حساب فئة أخرى يستدعي شيئا من التأمل. الفئة محل الاهتمام هي ما ندرجه عادة في خانة نجوم المجتمع، أو بتعبير يراعي المقاييس النظرية للإعلام سنسميهم "قادة الرأي"، فيما يتعذر تصنيف البقية خارج خانة "الجماهير" بما ظل يحمله هذا المفهوم من إحالة إلى الخمول وفقدان التأثير.
في ضوء مقترب ترتيب الأولويات، يمكن افتراض أن كل الأفراد يحظون بنفس الأهمية، غير أن الإعلام يفرض علينا أجندة معينة للأشخاص، وترتيبا ما للنجومية قد لا يحكمه سوى عامل واحد هو سعة الرؤية la visibilité، أي مدى بروز الشخص في وسائل الإعلام ومدى معرفة الناس بشخصه، طبعا بعيدا عن أي تقييمات نقدية مثل تلك التي تجريها بعض الاستبيانات حول أحب الشخصيات للمجتمع أو أبغضها إليه أيضا، ففي أمريكا مثلا تجرى عمليات سبر رأي متواصلة لأسوأ شخصيات السنة وأكثرها كرها من قبل الأمريكيين، ولكن رغم ذلك تحظى هذه الشخصيات بنصيب وافر من النجومية.
ينبهنا إدغار موران إلى جانب مهم يتعلق بفكرة النجومية، ففي كتابه حول "نجوم السينما"، يشير إلى أن الكثير من نجوم السينما ظلوا لسنوات يحظون بتعلق كبير من قبل مجتمعاتهم بسبب أدوار معينة لعبوها في أفلام أو مسلسلات، وأضحت نجوميتهم بحاجة إلى تفسير لأن عشاقهم يجهلون حتى الأسماء الحقيقية للنجوم ويحتفظون بتسميات شخصياتهم، لذا كان إدغار موران يقول بأن الكثير من الممثلين الكبار خرجوا من قبعة شخصيات وهمية. قد تطرح مقولة موران هاته سؤالا حرجا جدا حول الأسس التي تصنع النجوم.
إذا انطلقنا من كون النجومية هي مدى معرفة الشخص في الفضاءات العامة، فيجب أن نتجاوز إشكالية الأحاسيس التي يكنها الناس له من حب أو بغض أو تقدير أو انبهار... ولهذا فإن تفعيل دور النجوم في ترجيح بعض التقييمات التي يطلقها الناس حيال مختلف العمومية قد يأخذ أحد الشكلين: فإما أن تتم الاستعانة بنجومية بعض الأشخاص كقادة للرأي لدعم موقف وتقييم معين كما هو حال الإشهار أو دعم الحملات الانتخابية لمترشح ما، أو بمنطق العكس من خلال توظيف نجوم ذوي سمعة سيئة ويحظون باحتقار المجتمع من أجل تحويل المواقف والتقييمات عن قضية ما يقوم النجم بدعمها.
هذه منطلقات أولية فقط للتساؤل حول ظاهرة النجومية وأسباب التفاوت في تقييم المجتمع للأفراد ومنحهم القدرة على التأثير في الأحداث والقضايا العامة. يجب أن نحاول التأكد لأكثر من طبيعة الدور الذي يلعبه الإعلام في خلق هذا التراتب، ويجب ان نتساءل دوما لماذا يستمر عجز الأفراد عن ابتكار نجومهم خارج دائرة الإعلام، وبين إصدار هذا الحكم والتأسف عليه يجب أن ننتبه لما يحدث عبر شبكات التواصل الاجتماعي.




#نورالدين_هميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات الإعلام.. خطاب بائس
- الإعلام بما هو مغامرة غير أكيدة
- أزمة في صناعة الشيطان
- السلاح في حدود مجرّد التواصل..
- كل المبررات لكي لا تكون صحفيا
- بين النظرية والموضة.. عن الموضوعية، الذاتية والنرجسية
- حول التنظير في حقل الإعلام ومجازفاته


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نورالدين هميسي - استفسارات أولية حول النجوم