أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وائل بنجدو - التّدخّل الرّوسي: جولة الضّرورة قبل تسوية الضّرورة














المزيد.....

التّدخّل الرّوسي: جولة الضّرورة قبل تسوية الضّرورة


وائل بنجدو

الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ مفهوم الإمبريالية هو مفهوم إقتصادي بالأساس يحدّده تملّك الدولة المعنية للإحتكارات ، فليس تدخّل روسيا العسكري في سوريا هو ما سيثبت طابعها الإمبريالي أو ينفيه . كثيرة هي الدول التي تدخلت عسكريا في بلدان أخرى و شنّت عمليّات عسكريّة خارج مجال حدودها الجغرافي بينما هي مَحْكُومة مِن أنظمة تابعة أو إشتراكية أو وطنية مثل مصر في عهد عبد الناصر أو الإتحاد السوفياتي أو السعودية...
فهل تتحول هذه الدول لدول إمبريالية بمجرّد تدخلها عسكريا في بلد آخر ؟!
خمسة إحتكارات كبرى تتسَيَّد بها الإمبريالية الأمريكية و حلفاؤها (أوروبا و اليابان) العالم ، و تمسك من خلالها بأَعِنَّةَ الإقتصاد العالمي و هي :السيطرة على الثروات الطبيعية ، أسلحة الدمار الشامل ، الإعلام و البروبغندا ، وسائل الإتّصال و التكنولوجيا ، و النظام النقدي العالمي عبر بعض المؤسسات الماليه اهمها صندوق النقد الدولي و البنك العالمي. كذلك هناك عوامل أخرى تجعل للولايات المتحدة قدرة شاملة على السيطرة وهي هيمنتها عل البحار و المحيطات و غزو القطبين و الاكتشافات السريعة للفضاء التي لا نعرف ماذا تُخبِّئ للولايات المتّحدة الأمريكيّة و للإنسانيّة.
إن الصين و روسيا و هما قوّتان "فوق إقليمية و ما دون كونية" وهما دولتان صاعدتان (والصّعود هو مفهوم إقتصادي) و خاصّة الصين. و لا ينطبق عليهما وصف الدول الإمبريالية لأنّهما لا تساهمان في تلك الإحتكارات الخمسة الكبرى ، بل تسعيان حثيثًا للتّحرر منهم و فكّ الإرتباط معهم.
إنّ الموقف من التدخل الروسي لا يَجب أن ينطلق من توصيف غير دقيق لطبيعة الدّولة الرّوسية و إقتصادها ، بل يجب أن ينطلق من المعطيات الميدانية و تحديد الأولويات التي تتمثل حاليا في: القضاء على الإرهاب و وقف الحرب مع الحفاظ على وحدة سوريا .فالإجابة عن سؤال كيف نريد شكل سوريا بعد الحرب و الإمكانيّات المُتاحة لذلك هي المحدّد الرئيس للموقف من التدخل . لقد باَتَت كلّ الأطراف المتصارعة في سوريا مُتّفقة على ضرورة إنهاء الحرب ( و إن لم يصرِّح الجميع بذلك ) لسببين رئيسيّيْن الأوّل هو صعوبة حسمها بالقوّة العسكريّة و الثّاني خطر الإرهاب الذي أضحى يهدّد الجميع حتّى من ساهم في صناعته مثل تركيا و السّعوديّة.لكنّ الأطراف الإقليمية و الدّوليّة التي تتقدّم باتجاه "تسوية الضّرورة" ليست متّفقة على أولويات الحلّ السياسي التي ذكرناها في بداية المقال وعلى طبيعة المرحلة الإنتقالية التي تُعتبر عِماد الشكل الذي ستكون عليه سوريا ما بعد الحرب .هذا الحل السياسي ستُرسم ملامحه في الميدان و وِفْق تطوّرات الأوضاع الميدانية و تغيير موازين القُوى . و سَيُحاول كلّ محور من المحاور الرّئيسة الثّلاثة في المنطقة : قطر تركيا ــ السّعودية الإمارات الأردن ـــ سوريا إيران ( تمثّل الولايات المتّحدة مرجعا للمحورين الأوّلين و ضابط إيقاع للتّنافس بينهما ، و تمثّل روسيا الحليف الأهم لسوريا و إيران ) تحقيق إنتصارات عسكريّة و تقدّم ميداني قبل جلوسه على طاولة المفاوضات التي يبدو أنّه لا مفرّ منها بالنّسبة للجميع . فَفِي هذه الوضعية شديدة السّيولة ـــ التي يزداد فيها إحتمال أن تأتي النتائج بعكس المُتوقّع لكل القوى الإقليمية المأثرة في المنطقة(تركيا ، إسرائيل ، السّعوديّة ، إيران ) و من ورائها القوى الدولية سواء كانت الإمبرياليه الأمريكية أو البلدان الصاعدة التي تضع الهيمنة الأمريكية موضع تساؤل(روسيا،الصين) ـــ سيرفع الجميع شعار التسويات و التّفاوض . لكن قبل ذلك لابدّ من جولة الرّبع ساعة الأخير التي يلعب فيها كلّ طرف أوراقه الأخيرة و بكلّ قوّة ليتمكّن من فرض تصوّره على مائدة المفاوضات المُقبلة ، لذلك من المرجّح أن تتصاعد وتيرة العمليات العسكريّة في الفترة القصيرة المقبلة ، فالإتّفاقات السّياسية الحاسمة و طبيعة الهدنة تصنعها قبل و بعد كلّ شيء الصراعات العسكرية و نتائجها في ساحة الحرب.
روسيا تُدرك ذلك جيّدا لذلك إختارت بعناية توقيت البدء في عمليّتها العسكريّة لتُقلِّص من نفوذ الإرهابيين والمعارضة المسلحة التي تدربها الولايات المتحدة . و هي تتبنَّى تصَوُّرًا يحافظ على وحدة سوريا و يُحَاصِر الإسلاميّين الإرهابيِّين الذين تنظر لهم روسيا دائما بعين الرّيبة و الحذر لاعتبارات تاريخيّة تعود لصراع الإتحاد السّوفياتي معهم في أفغانستان ، و لاعتبارات تتعلّق بما يمثّلونه من تهديد لا يتوقّف على روسيا الإتحادية في منطقة القوقاز . هذا التّصور يقف حتما في مواجهة الرّؤية الأمريكية و الغربيّة عموما التي طالما راهنت على الإسلام السّياسي كإحدى القوى الرّاعية لمصالحهم في عدّة مناطق من العالم ، و ذلك منذ نشأة تنظيم الإخوان المسلمين، سنة 1928 بدعم من السّفارة البريطانيّة في مصر ، الذي خرجت من رحمه أغلب التّنظيمات الإرهابيّة في المنطقة. يقوم التّصور الأمريكي للحل ، أو لِلّاحَل ، في سوريا على إعادة تجربة الإنتقال في العراق التي قادها "بول بريمر" بعد إحتلال عام 2003 . و هي العمليّة التي أنتجت العراق الذي نعرفه و لا نعرفه . و بما أنّ التدخّل العسكري الرّوسي سَيُضعف الأدوات العمليّة و الميدانيَّة للإمبرياليّة الأمريكيّة من مختلف التنظيمات الإرهابيّة ، التي تساعد في فرض هذا الواقع حين يجلس الجميع على مائدة المفاوضات ، ، فإنّ هذا التّدخّل سيكون له فائدة سياسيّة في مرحلة ما بعد الحرب التي تُصوَّبُ كلّ الأبصار إليها حاليًّا .إنها جولة الضرورة قبل تسوية الضرورة.



#وائل_بنجدو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: المواجهة الكاذبة للإرهاب
- تونس في قبضة اليمين
- مات عبد الله بن عبد العزيز وبقي آل سعود
- القنيطرة: عَيْنٌ على سوريا وعلى فلسطين
- قراءة في نتائج الإنتخابات التشريعية و الرئاسية التونسية
- الانتخابات الرئاسية التونسية بعيون حركة «النهضة»
- حركة «النهضة» خطر في الحكم وفي المعارضة
- فوضى الإعلام التونسي
- تونس : الإنتخابات ليست حلاًّ
- عن مواجهة الإرهاب
- رؤوس أقلام
- لحظة الإنحياز
- حملة إنتخابية
- الإمبريالية و الإنتفاضات العربية
- الإسلاميون و تخريب الحركة الطلابية
- أهداف العدوان الإمبريالي ضد سوريا
- الوقوف أمام محكمة الشعب
- شرعية - يقين-
- سحر السفارة
- لنلتفت إلى الأرياف!


المزيد.....




- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات
- الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
- كيف تعرف أن بياناتك الشخصية في أمان؟
- في رسالة لمجلس الأمن.. أميركا -تبرر- قصفها لمواقع في إيران
- عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وائل بنجدو - التّدخّل الرّوسي: جولة الضّرورة قبل تسوية الضّرورة