أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة الحفناوى - عودة -روح- المسرح المصرى














المزيد.....

عودة -روح- المسرح المصرى


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 15:06
المحور: الادب والفن
    



بدعوة كريمة من صديقتى الفنانة القديرة لبنى ونس ذهبت إلى مسرح الطليعة مع الأصدقاء والصديقات لمشاهدة إحدى المسرحيات التى يقدمها مسرح الطليعة. وفى طريقى إلى المسرح مر بى شريط الذكريات: لبنى ونس الصديقة الفنانة الرائعة. وقفنا معا على مسرح الثقافة الجماهيرية عام 1986 لنتشارك بطولة مسرحية الدخان لميخائيل رومان، ومن إخراج المخرج القدير عباس أحمد. وعلى مدى سنة كاملة نلف بالعرض على مسارح الثقافة الجماهيرية فى معظم أقاليم مصر. إنها أيام وليال مسرحية رائعة، أنار فيها مسرح الثقافة الجماهيرية أضواء المسرح المصرى.
كنا نؤمن جميعا بأهمية رسالة الفن والكلمة والإبداع، وعلى رأسها أبو الفنون: المسرح. تمضى بنا الأيام، ويتعرض المسرح المصرى فى البيت الفنى للمسرح، وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية والغنائية، والثقافة الجماهيرية. يتعرض المسرح إلى نجاحات وانتكاسات عبر سنوات الصعود والهبوط والانفتاح وتسليع كافة الخدمات وانسحاب دور الدولة من دعم أو إنتاج الفن الحقيقى.
وتمر فترة عصيبة شملت أواخر الثمانينات وكل التسعينات، تظلم فيها قاعات المسرح، ويتم الإلغاء الفعلى للنشاطات الإبداعية من مسرح وموسيقى فى المدارس، وتغلق فيها بعض مسارح الثقافة الجماهيرية أبوابها. ويغلق المسرح القومى أيضا أبوابه، ويستمر جنود كتيبة الإبداع حاملين رسالة الفن بداخلهم، مدافعين عنها. ويستمر الشباب يحملون الأمل بداخلهم فى أن يجدوا يوما ما وسط هذه الظروف موقع قدم ليقدموا إبداعاتهم.
وها هى ثورة يناير 2011 تطلق إبداعات المصريين التى أبهرت العالم فى الموسيقى والغناء والفن التشكيلى والرسم على الحيطان، والفن ميدان. وها هى الدولة تدرك أخيرا أن غياب المسرح فى المدرسة والمراكز الثقافية والشبابية فى المدن والأقاليم، وغياب الموسيقى والغناء، والثقافة بشكل عام، فتح الباب لانتشار الأفكار المتطرفة الظلامية. إن غياب الثقافة كان أحد العوامل الأساسية فى انتشار التطرف والعنف والإرهاب.
وها هى الدولة تنتبه أخيرا إلى أن مواجهة الإرهاب لا تكون بالأمن فقط، ولكن مواجهة الفكر الظلامى بالفكر التنويرى أيضا. ورغم الظروفف الصعبة يستمر شباب المبدعين حاملين شعلة الفنون، مؤمنين بأن الفن رسالة تحمل متعة فنية وفكرية، وسلاح يلعب دورا هاما فى التنوير.
وتعود الليالى المسرحية بكل قوة فى هذه السنة. ويقترب عدد المسرحيات من عشرين مسرحية، ويعود المهرجان القومى للمسرح المصرى ليعيد الروح إلى المسرح. وتحصد مسرحية "روح"، والتى يقدمها مسرح الطليعة فى قاعة صلاح عبد الصبور، معظم الجوائز. إنها المسرحية التى ذهبت إلى مشاهدتها.
عندما دخلنا إلى القاعة وجلسنا، قالت صديقتى الدكتورة سلوى العنترى إننا كجمهور جزء من هذا العرض، نجلس فى القاعة ونشارك مع أبطال العرض. وأحسسنا جميعا أننا نجلس "فى هذا البار" الذى تدور فيه أحداث المسرحية. وبالطبع هذه شهادة فى صالح فريق العمل، الذى يمتلك أدواته الفنية العالية والرائعة فى الإضاءة والديكور والرؤية الموسيقية والإخراجية.
عن نص "الوردة والتاج" للمؤلف ج. ب. بريستلى يقوم الدراماتورج ياسر أبو العينين بكل براعة، ومع المحافظة على روح النص الأجنبى، بتقديم نص يقترب من الجمهور المصرى، محلقا عبر الزمان والمكان، واصلا إلى روح الإنسان. وتحس من خلال العرض أنه يتكلم عن كل فرد منا من خلال الشخصيات التى قدمها العمل. لقد رأى كل فرد من الجالسين فى قاعة المسرح نفسه فى الفنانين المبدعين على خشبة المسرح.
إنها روح وصدق فريق العمل التى انتقلت إلينا، فصدقناهم وعشنا معهم وفكرنا وبكينا وضحكنا وعشنا معهم تلك اللحظة الفارقة من حياة الإنسان، لحظة الموت التى نقف أمامها متشبثين بالحياة رغم كل قسوتها ومعاناتها. وتذكرت وأنا وأشاهد المسرحية العديد من الأشكال الفنية التى تناولت تلك اللحظة التى تتعرى أمامها الذات البشرية، ومنها: (سكة السلامة)، وأيضا الفيلم الرائع (بين السماء والأرض) للعمالقة فى زمن الفن الجميل. ووجدتنى أهمس فى صوت عال: مصر ولاّدة، مصر بخير، لن يستطيع أحد أن يطفئ شعاع إبداعاتها. فها هم مبدعو ومبدعات مسرحية "روح" يصلون الأمس باليوم والغد، ويسعدوننا. ها هم يحركون أفكارنا ومشاعرنا.
لبنى ونس فى دور السيدة العجوز، تخطو على المسرح بخطوات واثقة وخبرات السنين الرائعة، ومعها الممثل الرائع القدير ياسر عزت بحضوره الطاغى، حتى وهو صامت، والمتألقة الرائعة غناءً وتمثيلاً فاطمة محمد على، والأداء المتمكن لكل فريق العمل: حسن نوح وسماح سليم وعمر عبد الحليم، وأحمد الرافعى، والشاب الصاعد نجمه فى المسرح والدراما التلفزيونية محمد عادل، الذى يملأ المسرح بحضوره واداءه التلقائى الصادق العميق.
كل التحية والتقدير لكل الفنيين والقائمين على هذا العمل الرائع من ديكور وملابس محمد جابر، وإضاءة أبو بكر، وأشعار محمد زناتى، ورؤية موسيقية حاتم عزت. كل التحية والتقدير للمايسترو المخرج الشاب باسم قناوى الذى قاد فريق عمل روح بروح صادقة، فالتقت أرواح الفريق بأرواحنا جميعا فى لحظة صدق.
قبل أن أنهى كلماتى أناشد وزير الثقافة الدكتور حلمى النمنم، ورئيس البيت الفنى للمسرح، ومدير مسرح الطليعة، أن تمتد عروض المسرحية أطول فترة ممكنة، وأن تتحرك إلى خشبة مسارح بعض المراكز الثقافية والشبابية ومسارح الثقافة الجماهيرية الملائمة لطبيعة العرض.
حينما تهل أشعة شمس الإبداع نستطيع أن نهزم الأفكار الظلامية الرجعية.



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر
- السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية
- على الانتخابات رايحين نازلين بالملايين
- الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية
- عبد المجيد الخولى نبض الفلاحين
- إرادة الشعب التى لن يقهرها أحد
- فبراير والعدالة البطيئة والغائبة
- آن الأوان يامصرى للمشاركة
- من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل
- الشباب وتخوفات مشروعة
- 25 يناير 2011-2014 ثلاث سنوات والثورة مستمرة
- من شعب مصر إلى الرئيس القادم
- كيف ولماذا تصدرت النساء المشهد
- الدستور والحق فى الصحة والتعليم
- فلنستعد جميعا لتحسين أحوال الشعب والقضاء على الإرهاب 2-2
- من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013
- ثورة الشعب ثورة وطن


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة الحفناوى - عودة -روح- المسرح المصرى