أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013














المزيد.....

من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 00:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد أحداث محمد محمود الأليمة، وبينما دماء الشهداء لم تجف بعد على أرض ميدان التحرير، تجددت الأحداث من 15 إلى 21 ديسمبر 2011 أمام مجلس الوزراء. وسأقف عند مشهد أصاب جميع المصريين، خاصة البنات والسيدات، بالغضب، وهو سحل فتاة من الثوار، وتعريتها، وضربها ضربا مبرحا، وضرب كل من حاول الدفاع عنها من سيدات أو شباب. مشهد غريب على عادات وطبائع الشعب المصرى. يرتفع عدد شهداء الشعب المصرى إلى 17 شهيد و1917 مصاب خلال أسبوع.
يستقيل عدد من المجلس الاستشارى المصرى، ويعلق بقية الأعضاء اجتماعاتهم لحين استجابة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتوصيات المجلس الاستشارى، من وقف العنف ضد المتظاهرين، وتحقيق فورى وشفاف، واعتذار المجلس الأعلى للقوات المسلحة وصرف مستحقات الشهداء ومصابى الثورة.
ووسط تشييع جنازة الشيخ محمد عفت، ووسط محاولة إنقاذ الكتب من حريق المجمع العلمى، كانت مسيرة نساء مصر عصر الثلاثاء 20 ديسمبر، والتى قيل عنها إنها أول مسيرة نسائية بالآلاف منذ عام 1919، وتعالت الهتافات: "أرفعى راسك إرفعى راسك- إنتى أشرف من اللى داسك" و " مش هانقبل الاعتذار- هتك العرض مش هزار". وقال بعض الرجال المتنطعين من الإخوان، بل وقالت نساء الأخوات: (إيه إللى وداها هناك؟!). لأنهم فى ذلك الوقت كانوا يعدون أنفسهم التحضير لانتخابات البرلمان و للاستيلاء على السلطة.
كانت هذه المسيرة بداية لتكوين حركة نساء مصر من كل نساء المنظمات النسائية الحقوقية والحركات النسائية الشعبية، والجمعيات الأهلية المدافعة عن حقوق النساء، ونساء الأحزاب. من يومها تعمل النساء معا ضد الهجمة الظلامية الرجعية، وضد تهميش النساء وتقزيم دورهم. وبدأت النساء مشوار النضال من أول ألا تقل نسبتهم عن 30% من الجمعية التأسيسية وفى المجالس النيابية المختلفة، والمطالبة بسن قوانين لتجريم العنف ضد المرأة.
وكانت الصدمة الأولى فى عدد النساء اللائى وصلن إلى برلمان 2012: سبعة نساء بالانتخاب، واثنتين بالتعيين. والصدمة الثانية: عدد النساء فى الجمعية التأسيسية 2012 لا يزيد عن خمسة! وتلاها الصدمة الكبرى لدستور 2012، الذى أسقطه الشعب المصرى فى 2013. دستور 2012 الذى ضيع كل ما اكتسبته المرأة من حقوق فى الدساتير السابقة. وكانت المواد 2، 4، 10، 11، 76، 219 سدا منيعا أمام كل آفاق التقدم على طريق نيل المرأة لحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
كان إصرار واضعى دستور 2012 على عدم تحديد سن الطفولة وعدم النص على تجريم الاتجار بالبشر وتجارة الجنس، وتجريم التمييز، وتجريم العنف ضد المرأة مما يمهد لزواج القاصرات والاتجار بالنساء. واقتصر تناول دستور 2012 عند تناول النساء على المادة التى تقول "تكفل الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو أسرتها وعملها العام، وتولى الدولة عناية خاصة للمرأة المعيلة والمطلقة والأرملة".
واستمرت مسيرة النساء، وكان صوتهم عاليا فى الوفود التى ذهبت من كل أنحاء البلاد إلى لجنة الاستماع بالجمعية التأسيسية لوضع دستور 2013. وجاءت مطالب النساء لنيل حقوقهن وحقوق الأسرة وحقوق الطفل وحقوق المجتمع المصرى كله فى الصحة والتعليم والسكن والإصرار على التزام الدولة بالمواثيق الدولية التى وقعت عليها فيما يخص تلك الحقوق. وكان صوت النساء عاليا عند المطالبة بحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين. ومن أجل المواطنة وإعلاء دولة القانون.
وتمنت النساء أن يكون فى الدستور مادة مثل كل دساتير العالم تنص على ألا تقل نسبة المرأة فى المجالس النيابية عن 35%. وجاء دستور 2013 ملبيا للكثير من مطالبنا، بما يمكننا من النضال لنيل المزيد من الحقوق للإنسان المصرى، رجلا وامرأة. والحقيقة أننا عندما نتناول ما يخص المرأة فى الدستور فإننا لا نقتصر على المادة 11 الخاصة بالمرأة، لأن الدستور يحتوى على مبادئ عامة تستفيد منها المرأة بدءا من الديباجة.
تحتوى الديباجة على عدد من الفقرات منها: "نكتب دستورا يفتح أمامنا طريق المستقبل، ويتسق مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان" "نكتب دستورا يصون حرياتنا، ويحمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية" "نكتب دستورا يحقق المساواة بيننا فى الحقوق والواجبات دون تمييز".
وإذا نظرنا نظرة متعمقة إلى مادة المرأة رقم 11 فى فقرتها الأولى: "تكفل الدولة المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وفقا لأحكام الدستور". كما تنص المادة ولأول مرة: "تعمل الدولة على اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلا مناسبا فى المجالس النيابية....تكفل الدولة للمرأة حقها فى تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا والتعيين فى الجهات والهيئات القضائية دون تمييز ضدها". واحتوت المادة على: "تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف، وتلتزم بتوفير الرعاية والحماية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة والمسنة والنساء الأشد احتياجا".
وإذا نظرنا إلى بقية المواد التى لها صلة مباشرة بحقوق المرأة: المادة 53 تنص على "المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء السياسى أو الجغرافى أو لأى سبب آخر. التمييز والحض على الكراهية جريمة يعاقب عليها القانون، وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التميييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض". كما أن المادة 80 التى تحدد سن الطفل حتى 18 سنة تحمى النساء من زواج القاصرات والاستغلال الجنسى. هذا غير مواد الصحة والتعليم والسكن والغذاء والضمان الاجتماعى، والتى بالطبع تفيد كل من الرجل والمرأة.
دكتورة كريمة الحفناوى
الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الشعب ثورة وطن


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013