أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - علمانيون من اجل الجنوب العربي















المزيد.....

علمانيون من اجل الجنوب العربي


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 12:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ماذا تعني العلمانية، وما هي مشكلتكم مع الدين، والجنوب وحتى الان لم يتحرر ولم يقف على قدميه وأنتم تنادون بشيء لا أحد يهتم به، فالناس في حاجة إلى الكهرباء والماء والأمن والغذاء، والعلمانية لا توفر شيء من هذا، توقفوا عن هذا الأمر فهذا الوقت ليس وقتكم.
ما ذكر في الأعلى هي ما نسمعه بين الحين والآخر، وبعضها يصدر من أناس طيبون، والبعض الآخر يصدر من ذوي النهج السياسي الديني الذين يرون أن الطريق ممهدا لهم ولا يمكن ان يقف أحدا أمامهم إلا ان يبرز فكر علماني حقيقي، فالعلمانية هي وحدها من تؤرقهم والعلمانية وحدها هي من تكشف الغطاء عنهم أمام الناس.
فالعلمانية ليست فكر حديث وطارئ بل هي فكر إنساني تراكمي عميق ناتج عن تجارب علمية وعملية، وهي جاءت نتيجة لأحداث سياسية معظمها كانت دموية حيث كانت السياسة قائمة على أسس غير إنسانية وتعتمد على العرق او الدين او القبيلة في تسيير أمورها وحكم رعيتها، فكان من الطبيعي قيام ثورات تلو الأخرى جراء المظالم المتوقعة ، إلا أن اسوء فترات الحكم السياسي كانت تلك المدعومة كنسيا في القرون الوسطى حيث استشرى الفساد والإقطاع والفقر والجهل، ولم تخرج أوروبا من تلك الأزمان القاتمة إلا بعد أن اعتمدت العلمانية نهجا صريحا في عملها السياسي ونحت الدين جانبا عن الحكم مع إتاحة حرية التعبد والتفكير والتعبير عن الرأي ، فالعلمانية هي فكر محايد جدا مع الأديان، يحترمهم ويسمح لهم بمزاولة طقوسهم والتعبير عن أفكارهم ضمن نطاقهم الاجتماعي دون ان تستخدم تلك الجماعات الدينية أي نوع من أنواع الإرهاب سواء كان إرهابا فكريا او إرهابا جسديا.
العلمانية لا توجد لديها مشكلة مع الدين ابدا ولا تحاربه او تمنعه او حتى تدخل به، العلمانية هي الفكر الوحيد الذي يجد الدين فيه مساحته الواسعة والآمنة، لكن أن يتم استغلال هذا الدين وأدواته التحشيدية في العمل السياسي من اجل الوصول إلى السلطة ومن ثم التحول من حزب سياسي إلى حاكم بأمر الله ومتحدثا باسمه، فهنا العلمانية تقف بصرامة امام هذا التوجه لأسباب عديدة اوجزها بالتالي:
1- عدم استطاعة الجماعات الدينية أثبات أن الدين الإسلامي يمتلك مرجعية نصوصية تدعم توجههم السياسي، فهم يقفون حائرون أمام أسئلة جوهرية خاصة بطريقة إختيار الحاكم ومدة حكمة وكيف يتم اختياره ومن الذي يختاره وكيف يتم تعيين من يطلق عليه بأهل الحل والعقد .... الخ من تلك الأسئلة التي تقع في صميم العمل السياسي للدولة الحديثة، لأنه ومن الطبيعي ومادام انهم ينادون بأسلمة الدولة فعليهم استحضار نصوصا دينية تثبت كل تفاصيل الدولة التي ينادون بها، وهذا لن يحدث لعدم وجودها وكل ما يمتلكونه هي تجارب تاريخية اتسمت كلها بكثير من الحروب والاقتتال والتوارث الجبري للسلطة.
2- مأزق الجماعات الدينية عدم وجود تجربة سياسية ثابت يستندون إليها، فالفترة الوحيدة التي كان بها الحكم غير ملكيا هي فترة حكم الخلفاء الراشدين، واتسمت تلك الفترة بتعدد التجارب وعدم ثباتها وارتجالها في اللحظات الأخيرة من حياة الخليفة.
3- احتكار المساجد واستخدام اللغة الدينية المبنية على الترغيب والترهيب في العمل السياسي يفقد تلك الجماعات الجدية في بناء الدولة من خلال طرح مشاريع تنموية حقيقية.
4- استغلال المنابر الدينية في العمل السياسي هو عمل احتكاري يقتصر عليها حيث لا يسمح لباقي الأحزاب السياسية اعتلاء تلك المنابر والدعوة لبرامجها الانتخابية، وبالتالي تقسيم تلك الأحزاب ما بين أحزاب إسلامية وأحزاب غير إسلامية، مما يعني بالضرورة إرغام المواطنين الذين يذهبون إلى المسجد في اليوم الواحد خمسة مرات إلى انتخابهم من منطلق ديني مقدس يجنون الأجر والمثوبة نظير هذا العمل من الله سبحانه وتعالي، وبالتالي فتلك الأحزاب معفية من التزاماتها أمام الناخبين كون ما قاموا به هو عمل ديني صرف.
5- الأحزاب الدينية ترفع شعار الإسلام، بينما الشيطان يكمن في التفاصيل، فكل حزب ديني يختلف عن الحزب الديني الآخر، بل وربما ينظر إليه كفصيل ديني منحرف عن النهج الإسلامي القويم، مما يعني بأنه وأن حكم سيطبق نظريته الدينية في الحكم غير مستندا على قوانين أو أنظمة مدنية، تلك النظرية الدينية المذهبية الضيقة التي تصنف الناس ما بين مؤمن وغير مؤمن، وكل من لا يتبع فكرهم هو بالتالي يتبع الطرف الآخر الناقص إيمانه.
6- حين يتولى الحزب الديني الحكم عن طريق الانتخابات، فهو لن يقبل بالتنازل عن الكرسي بأية حال، لأن هذا يعني أنه تنازل عن الإسلام لفصيل علماني الذي هو في نظرها غير مسلم، وهذا يضرب عقيدتها التي قد تفعل المستحيل حتى تحول دونه.
7- تفتقر الأحزاب الدينية إلى مشاريع دنيوية حقيقية، وتهرب من هذا الأمر كونها تعرف بأن مثل تلك المشاريع تلزمها بالتعاون مع البنوك الداخلية والخارجية والالتزام بالمستحقات المالية وفوائدها الربوية، لذا هي توجه خطابها دائما بشكل وعظي ديني بحت تحت شعارات فضفاضة.
8- كل الدول الدينية المعاصرة كانت كارثة حقيقية على الحضارة البشرية، وكانت سلبياتها فضيحة لا يمكن إخفائها، فالسودان تعيش تحت حكم ديكتاتور يرفع الإسلام شعارا وتعيش بلده في حالة من البؤس الاقتصادي، اما إيران فخطابها ونهجها الديني أدخلها في خصومة مع معظم دول العالم، ناهيك عن تجربة طالبان وأخيرا تجربة الدولة الإسلامية ( داعش ).
9- الحكم الديني يتسم بالعنف تجاه مخالفيه ويدخلهم في دوامة التكفير لأنه يعتبر معارضيه هم بالضرورة معارضين للدين.
10- مبدأ الولاء والبراء هو مبدأ جوهري في العقيدة الدينية، وبالتالي هي تعني قيام عداوات مبنية على خلفيات عقدية منحية بذلك المصالح الوطنية وإدخال البلاد في حالة من النزاعات السياسية الخارجية التي لا تتوقف ابدا.

والأهم من كل ما ذكر بالأعلى هو أن أستخدام الدين في السياسة هو تدليس لها، فالسياسة هي فن الممكن والدبلوماسية والمرونة ، بينما للدين أسس ثابته وصريحة سيضطر رجل الدين ان يلينها ويلوى معانيها حتى يساير السياسة، وهذا يمس جوهر الدين، او ان يعمل رجل الدين المسيس بأسس الدين الثابتة في السياسة مما يعني خلق حالة من التصادم الدائم والمستمر مع المجتمع والأقليم ومن ثم مع العالم كله.
يعلم الجميع بأن الجنوب العربي هي دولة لم تظهر وحتى الان بوادر تشكلها، وكل ما لدينا هي فصائل مسلحة تنادي باستعادة الجنوب دون أن تطرح مشروعا واضحا لماهية الدولة القادمة، و يبدوا انه هنالك حالة من المواربة الشديدة تغطي نواياها، إلا ان أبرز ما يظهر على السطح هي وجود مستنقعات دينية متطرفة تقود العمل السياسي وتصرح علانية بنواياها بخلاف باقي الفصائل السياسية الأخرى، الأمر الذي يتطلب حضور مدني علماني صريح يوازي ذلك الخطاب الديني ويضع النقاط على الحروف، وبما أن العمل الميداني في ظل هذه الظروف الغير آمنه صعب للغاية، فالبداية ستكون على ما هو متاح وهي بالتأكيد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت نخبة من مفكري الجنوب العربي بإنشاء مجموعة فكرية تحت مسمى ( علمانيون من اجل الجنوب ) وهي مجموعة فكرية ثقافية تتيح مساحة لا متناهية من الحرية الفكرية وطرح الأرآء والتأكيد في نفس الوقت بان أهمية العلمانية في الوقت الحالي لا تقل عن أهمية التأسيس الأولى للدولة من أمن وصحة وتعليم، لأن العلمانية هي طريقة حياة ونواة صلبة للدولة المدنية، وبدونها لا يمكن ان نطلق مسمى دولة على أي كيان سياسي، فالكيانات الدينية والقبلية والعسكرية ليست دول بقدر ما هي بقاع للهيمنة والإثراء والطغيان.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الأحزاب في الجنوب العربي خطوة لها ولا عليها
- ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب العربي
- لماذا العلمانية ضرورية للجنوب العربي
- علمانية الجنوب العربي خط أحمر
- لماذا خانت قبائل حضرموت
- ما بعد العاصفة يكون الجنوب او لا يكون
- مالا يفهمه بعض الجنوبيون
- عاصفة الحزم، هي طوق النجاة الأخير
- حتى الموت نرفضه ......فقط سننتصر
- يا هادي تحدث حتى اراك
- قضية الجنوب العربي ...قضية يرثى لحالها
- رحلة في عقل عبد الملك الحوثي
- هكذ فشل الحراك السلمي الجنوبي وهكذا سيبقى فاشلا
- الأرهابي علي عبدالله صالح
- حاجات مبتذلة
- لماذا مبادرة الحوثي تجاه الجنوب مرفوضة
- خمسة وعشرون فصيلا جنوبيا يتحد .....هنا الفضيحة
- أنفصال الجنوب اليمني الان وليس غدا.
- المغول في صنعاء
- اطلاق رصاصة الرحمة على البيض


المزيد.....




- ??مباشر-غزة: إسرائيل تواصل قصف القطاع رغم أمر محكمة العدل ال ...
- أبو عبيدة يثير تفاعلا بادعاء -أسر- جنود في غزة.. والجيش الإس ...
- القائم بأعمال رئيس إيران يدعو محمد بن سلمان لزيارة الدولة -ا ...
- الطرق الحديثة لإزالة حصى الكلى
- أودت بالعشرات.. اتهام رجل إطفاء ومسؤول بإشعال حرائق غابات
- ترامب يجدد وعوده بوقف النزاع في أوكرانيا
- كولومبيا ترفض إغلاق غابة دارين أمام طالبي الهجرة
- ترامب: قد لا يبقى من الولايات المتحدة شيئا إن أعيد انتخاب با ...
- Spectator: ماكرون يتوجه إلى المستعمرات كالإمبراطور بينما فرن ...
- الدفاعات الروسية تسقط 7 مسيرات أوكرانية في مقاطعة كورسك


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - علمانيون من اجل الجنوب العربي