أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صديق عبد الوهاب - دار بوعزة: قلعة للسكن العشوائي ام موقع استراتيجي اجج استقطاب ساكنة مهمة؟















المزيد.....

دار بوعزة: قلعة للسكن العشوائي ام موقع استراتيجي اجج استقطاب ساكنة مهمة؟


صديق عبد الوهاب

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنتمي بلدية "دار بوعزة"، إداريا، إلى إقليم النواصر، الذي تم احداثه سنة 2003، يبعد بحوالي 20 كيلومترا عن مركز الدار البيضاء ،تزايد عدد سكانه خلال الاحصاءات العامة للسكان و السكنى، على النحو التالي : من 45.120 نسمة 1994، إلى 236119 نسمة سنة 2004،ثم 333604 نسمة خلال الاحصاء العام الاخير لسنة .2014 اشتهرت جماعة دار بوعزة بانتشار البناء العشوائي، الى جانب احياء الصفيح، فالسكن العشوائي أضحى،وباءا خطيرا يستشري في جسد هذه الجماعة على جميع الواجهات. و امام هذا الوضع، فان تنامي هذه الاحياء العشوائية،ينتج عنه العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ، في تجاهل و صمت تام من طرف المسؤولين ،و عجز كبير للمواطن عن ايجاد حلول عملية مناسبة للمعضلة، و في المقابل، تظل جماعة دار بوعزة تستقطب المزيد من السكان . سنحاول في هذا المقال، الوقوف عن بعض اسباب انتشار السكن العشوائي، و الخلفيات المتحكمة في انتاج السكن العشوائي بهذا المجال الحوزي؟ ثم الاجابة عن الدوافع التي تستقطب السكان الى هذه الجماعة؟
تتعدد تسميات هذا النوع من السكن،بين السري (Clandestin) وغير القانوني(non réglementaire) و العشوائي(anarchique) …لكنها تلتقي في كونها تدل مجتمعة، عن خروج انتاج السكن عن مقتضيات التخطيط الحضري و الضوابط العمرانية ،اي عن كل "تنميط رسمي و تاطير اداري" كل هذا تزامن مع دخول المغرب عهد التعمير الليبرالي، الذي تميز باللجوء الى خدمات "ميشيل بانسو" خلال عقد الثمانينات، و بالتالي فان كل هذه التسميات هي تسميات " ليست بريئة و لا تخلو من خلفيات على مختلف المستويات". و من جهة اخرى ،ترى الباحثة حاكمي رقية ،ان السكن السري او غير القانوني هو " السكن الثابت المبني بالمواد الصلبة ،الذي ما فتئ يغزو الضاحية و هوامش الحاضرة دون اي تهيئة او ترخيص رسمي". و تجدر الاشارة ،الى ان هذا النوع من السكن ينتشر بالهوامش و الضواحي " باعتباره يشغل اراضي غير مجهزة و غير مرخصة للبناء بها، فانه ينتشر بالخصوص في هوامش المدينة، حيث تتوفر الاراضي الفلاحية و ذلك بتواطؤ السلطات المحلية ايضا. بل يلاحظ التجاور بين فئات اجتماعية متباينة بالضواحي الجنوبية للدار البيضاء اذ انه في " جماعتي دار بوعزة و بوسكورة، تتجاور القصور الفخمة و الشاسعة مع وحدات سكنية قزمية ،و اخرى هشة او قروية، في اطار تجزئات غير قانونية " فالسكن غير القانوني بالدار البيضاء، يقوم بنقل جزء من ساكنته الى الضواحي التي "تزداد اتساعا و تباينا و تفككا ".لكنه رغم كل ذلك يساهم في استقرار و استقطاب، العديد من الاسر الهشة و المحدودة الدخل .
ساهمت التحولات المجالية الواسعة، التي واكبت التوسع العمراني بالمدن المغربية ،في ظهور مجالات منظمة خاضعة لقوانين التعمير، و اخرى تتسم بالعشوائية و عدم احترام ادنى شروط التعمير المنظم. و مدينة الدار البيضاء لا تخرج عن هذا الإطار. فإذا كانت ظاهرة السكن الصفيحي بالدار البيضاء، ترجع الى العقد الثاني من ق 20، فان السكن العشوائي الذي يتسم بانعدام المرافق الاجتماعية، و التجهيزات الاساسية، يرجع الى العقود الاخيرة من ق 20 . اذا ما الاسباب الكامنة وراء استفحال معضلة السكن العشوائي ؟
تميزت ظاهرة التعمير غير المنظم بالمغرب في العقود الأخيرة، بالنمو المتزايد، وهذا مرده الى العديد من العوامل نذكر من ضمنها على الخصوص:
- العامل السوسيو اقتصادي : خلال النصف الثاني من ق 20، لم تستطيع الدولة اوالقطاع الخاص ،تلبية الطلب المتزايد على الوحدات السكنية، خاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود ، سواء تعلق الامر بالفئات المهاجرة من البوادي -التي تعاني من الاقصاء- ، او الفئات الحضرية غير القادرة على الولوج الى السوق العقارية المهيكلة؛ -غياب البعد الاجتماعي في سياسة التعمير؛
- تعدد المتدخلين في ميدان التعمير، وغياب التنسيق و التعاون بينهم في ضبط مخالفات التعمير؛
- تعقد المساطر والترسانات القانونية والإدارية،و عدم تفعيلها في زجر المخالفات؛ - اقصاء الفئات الفقيرة من إمكانية الحصول على البقع الارضية السكنية(ذات الاثمان الصاروخية) وتزايد نشاط المضاربة العقارية .
و مما لاشك فيه، ان انتاج السكن غير اللائق في ضواحي الدار البيضاء، كانت من وراءه مجموعة من الخلفيات،ذلك الامتداد الحضري الذي عرفته مدينة الدار البيضاء، ساهم في توسع الهوامش و الضواحي"التي تزايدت فيها مشاكل التعمير و زادت من تعقد التنظيم المجالي، و العلاقات بين المدينة و ضواحيها"،اذ ان المشاكل و التحديات التي تعاني منها ساكنة بعض احياء الدار البيضاء، هو ناتج عن الاقصاء والأوضاع السوسيواقتصادية المتدهورة لهؤلاء ، و لعل السكن غير اللائق يعتبر احد ابرز مظاهرها، يوازيه استفحال هذا النوع من السكن بالضواحي. تنامت ظاهرة السكن غير اللائق بمدن الدول النامية التي وقعت في" فخ التمدين ". وبخصوص الدار البيضاء فكان ظهورها منذ فترة الحماية، اذ ارتبطت بالعجز الحضري بمركز المدينة ،مما نتج عنه تزايد هذا النوع من السكن في ضواحي المدينة ،و قد اشار اليها "ميشيل ايكوشار" (M.ECOCHARD) عندما تحدث عن المركز القديم للدار البيضاء: " بعد اختناق المدينة العتيقة حيث تجاوز البناء الأسوار، بدا يلاحظ ميلاد احياء الصفيح بالمجالات الفارغة حول المدينة العتيقة، و كذا بمحاذاة المعامل و بمفترق كبريات الطرق، بل و في كل مكان يعرف بداية نشاط صناعي او تجاري"، و اليوم تكاد لا تخلو المجالات الضاحوية من هذا السكن، الذي يشكل مجالات للاحتياط العقاري لتوسيع وامتداد المدينة مستقبلا. واذا كانت ضواحي الدار البيضاء،تعد مجالات لاستقطاب السكن غير اللائق، فهذا يرجع بالأساس الى تضافر عدة عوامل من بينها: - القرب من مركز الدار البيضاء، الشيء الذي يسهل عملية تراقص العمال بين مقرات عملهم بالمركز، و محلات سكناهم المتواجدة بالضاحية؛ - التحولات الوظيفية التي تشهدها ضواحي الدار البيضاء،المتمثلة في تراجع دور الفلاحة لفائدة الصناعة و الخدمات؛- النمو الحضري في جهة الدار البيضاء حيث تسجل اعلى معدلات النمو السنوي للسكان، اذ بلغ بين 1960 و 1994 ما يعادل %3 ,1، كما ان نسبة السكان الحضريين في الجهة تبلغ %95,4 ، لان المدينة تغري بارتفاع الأجور مقارنة مع الوسط القروي؛- فضلا عن العجز السكني بالدار البيضاء، الناتج عن اختلال علاقة العرض بالطلب. و نتيجة لعاملين رئيسين الاول مرتبط بالمضاربات العقارية التي تؤدي الى ندرة مفتعلة، و الثاني يتعلق باستنزاف الرصيد العقاري للدولة، ترتفع تكلفة التجزئات العمومية، مقابل محدودية الادخار الفردي للفئات المعنية بالسكن غير اللائق.
و تبعا لكل ما سبق، يتراكم العجز السكني بالدار البيضاء منذ الاستقلال، و خاصة السكن "الاجتماعي". كما ان الفئات الاجتماعية المقصاة من سوق العقار القانوني، ترى انه بامتلاكها سكنا عشوائيا، تحقق الارتقاء الاجتماعي، هذا النوع من السكن الذي يجسد نمط حياة جماعية ،ينبني على "التعاون الجماعي للحصول على بعض الخدمات في اطار العلاقات الاجتماعية و الثقافية التقليدية".كما يتم الرهان على تجمعات السكن غير اللائق الضخمة انتخابيا ، لذا فان المجالس البلدية تسهر على حمايتها من اجل الحفاظ على مواقعها السياسية.
و اخيرا، نخلص الى ان عوامل انتاج السكن غير اللائق في ضواحي الدار البيضاء ،متعددة نظرا لتعقد و تنوع العلاقات السوسيومجالية بين المركز و الضاحية، اذ تتحكم فيها محددات مجالية و سوسيواقتصادية و سياسية.
المراجع المعتمدة :
- حاكمي رقية ، السكن غير اللائق بالدارالبيضاء، مقاربة كمية ،منشورات الاتحاد الجغرافي المغربي، فرع الدارالبيضاء، عين الشق، 2004.
-شويكي المصطفى، السكن غير اللائق، المفاهيم و الدلالات ، منشورات الاتحاد الجغرافي المغربي، فرع الدارالبيضاء، عين الشق،2004 .
- مفكرهند سناء ،انتاج السكن غير اللائق في ضواحي الدار البيضاء، منشورات الاتحاد الجغرافي المغربي، فرع الدارالبيضاء، عين الشق،2004.
- اشرف بلحاج ،السكن العشوائي والمراقبةالاجتماعية ،الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 /20 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=424818
- صديق عبد الوهاب، الحوار المتمدن ،عنوان الموقع http://www.ahewar.org/m.asp?i=8512

- Monographie de la région du grand Casablanca , Haut commissariat au plan, -dir-ection régionale du grand Casablanca, 2010.



#صديق_عبد_الوهاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة المغرب في مجال توفير السكن بالمدن امام التحدي الديموغر ...
- الدار البيضاء : برنامج اعادة الاسكان بين المقاربة الكمية و ا ...
- النظريات المفسرة للمدينة و ضواحيها
- مدينةالرحمة :بين ضعف التجهيزات و صعوبة تحقيق الاندماج الاجتم ...
- المدينة المغربية: أي تخطيط حضري؟
- السكن الصفيحي بالدار البيضاء(المغرب):من تعدد المفاهيم الى ال ...
- الكيتوهات و المساكن المنخفضة الايجار والسكن الصفيحي :أية علا ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صديق عبد الوهاب - دار بوعزة: قلعة للسكن العشوائي ام موقع استراتيجي اجج استقطاب ساكنة مهمة؟