أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم أبطاي - عِيد الأَضحَى : نِعمةٌ أَم نِقمةٌ














المزيد.....

عِيد الأَضحَى : نِعمةٌ أَم نِقمةٌ


عبدالرحيم أبطاي

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 22:17
المحور: الادب والفن
    


يقترب عيد الأضحى ومعه تقترب القلوب من الحناجر، والحبال من الاعناق والأرصدة من الصفر .بعد التعب وطول العناء ،بعد الملل والشقاء بعد فقدان معنى الفرح والغناء ،أتى العيد ليكسي الناس بملابس الفرح أتى العيد متوهجا ليضيف للناس هما سعيدا ويذهب عنهم تعبا مريرا ويستنشق معهم هواء جديدا ،أتى العيد ليرسم على شفايف الناس الابتسامة ليرسم على شفتاهم الفرح والسعادة محملا أفراح جديدة ومعه أشواق عديدة مستبشرا بحياة جميلة .
في إحدى الحركات الاحتجاجية العفوية التي قامت بها مجموعة من سكان حي هامشي في مدينة مهمشة، صاح أحد المحتجين غاضبا ضد جور الزمان والإنسان " واش نخلصو الماء والضو ولا نعيدو ولا كيفاش؟؟" جملة نطقها هذا المواطن معربا عن آهات وأحزان وهو يعلم علم اليقين أنها ستتحول ولا ضير إلى نفخة في رماد، أو صيحة في واد... يعلم أن لا أحد يسمعها بعدما تجلدت الأحاسيس، لا سميع ولا رحيم ..تحول الزمان والإنسان إلى رهينة في خدمة أهل الجاه والمال والسلطان. اللهم رحمتك يا رحمان ؟؟
بين الاضحية وهدايا الاطفال، تكاد تختفي معاني ورموز العيد الحقيقية، فأضحية العيد بكل رمزيتها الروحية والدينية تقابلها اليوم معاناة وضنك وحسرة في القدرة على شرائها في زمن تحول به كل شيء للاستغلال التجاري البشع والمجحف ،«العيد الكبير « قاب أسبوع وأقل من موعد حلوله، فالفرحة بالاضحية التي قد تنحر فداء لشخص و أكثر، يحرم منها كثيرون لارتفاع أسعارها، الاهالي يكتفون برسم فرحة في قلوب أطفالهم بشراء ثياب جديدة، ولو حتى كانت من أسواق «جوطيه « الا أنها تبقى في نظر الاطفال موسومة ببهجة العيد.
الفقراء أصبح العيد، عندهم، نقمة كما هو نعمة عند المحظوظين من أبناء الوطن الواحد، والدين الواحد، والمذهب الواحد،وكل شيء هو واحد... إلا أن يحس المواطن بالشعور الواحد، فلكل شعوره وإحساسه، ومع ذلك نعيش في تعايش مشترك : تعايش النعمة مع النقمة، الوصل مع الفصل، السعادة مع الفاقة... هذا يضع يده على كرشه ويشكو من التخمة، وذاك يضع يده على بطنه ويشكو من الجوع !! وحال هؤلاء البؤساء يقول :
رأيت فقيراً يبكي فقلت ما الخبر ؟؟
قال العيد أقبل والراتب ليس له أثر
وكل شئٍ زاد سعره إلا البشر !!
الألبان والأجبان والفواكه والخُضر
والأغنام والجِمال والدجاج والبقر
وابن آدم لايزال ذليلاً ومحتقر !!
وازداد الفقر بين العوائل والأسر
والدنيا تسير من جرفٍ لمنحدر !!!
كالعادة أنا لا أريد حملة لأن الحملات تموت بعدوقت ...لكن أريد رسالة أحفرها في القلوب ...فتتذكرها مع كل نبضة ... ويوم يتوقف قلبك عن النبض تنير لك ظلمة قبرك من تراهم في الشارع من الفقراء هم جزء ضئيل جداً،
لأن هناك الملايين من الفقراء يعيشون في بيوت من العزة و الكرامة ولا يتَسََوّلون.
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ .. لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ .. يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ .. تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ .. لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً .. وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }.
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء آَجَلُهَا .. وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الفن والعفن والعهر والقيم
- كل شيء زاد سعره إلا البشر


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحيم أبطاي - عِيد الأَضحَى : نِعمةٌ أَم نِقمةٌ