أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - صوت الشعب على العدالة والتنمية ففازت الاصالة والمعاصرة: الاستثناء المغربي














المزيد.....

صوت الشعب على العدالة والتنمية ففازت الاصالة والمعاصرة: الاستثناء المغربي


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 4925 - 2015 / 9 / 14 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صوت الشعب على العدالة والتنمية ففازت الاصالة والمعاصرة: الاستثناء المغربي
بعيدا عن الانجرار الى لغة التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية بالمغرب ، وقريبا من تحليل العملية السياسية بالمغرب تحليلا موضوعيا ومحايدا ، تشكل انتخابات 4 شتنبر 2015 درسا سياسيا مهما لكل المهتمين بالحياة السياسية المغربية ، هذا الدرس مفاده ان الشعب المغربي لم يقرر بعد مصيره السياسي بالالية الانتخابية لانها الية عاجزة عن عكس طموحات الشعب المغربي في انتقال ديموقراطي حقيقي يصنع انطلاقا من صنادق الاقتراع .
الشعب المديني بالمغرب صوت لصالح حزب العدالة والتنمية اذ اكتسح الحزب كل المدن المغربية واربك كل الحسابات السياسية داخل وخارج التحالف الحكومي ، وحصل الحزب الاسلامي على اكثر من مليون صوت واستمال اصوات الطبقة المتوسطة في المدن وتعاطف معه كل المقصيين بفعل الفساد والاستبداد لعقود طويلة . ولكن انتخابات الجهات اعطيت على طبق من ذهب لحزب الاصالة والمعاصرة ، هذا الحزب السياسي الذي كان من الممكن ان يصبح قاطرة الحداثيين بالمغرب وبديلهم الحقيقي الا انه اخترق من طرف اللوبيات والفاسدين وابعد منه الشرفاء والمثقفون واليساريون الحقيقيون ، واصبح حزبا بدون طعم سياسي ولا رائحة ايديولوجية له ، حزب يريد ان يستقوي بالمؤسسات بل للدقة يريد ان يستقوي عليها .
ماوقع في انتخابات الجهات هو نوع من الانقلاب المخدوم على ديموقراطية صناديق الاقتراع ، فانتم تصوتون على ما تشاءون ونحن نعين من نشاء ليحكمكم هذه هي القاعدة الذهبية المعمول بها اليوم في السياسة المغربية . هذه الوضعية الانقلابية السبب الرئيسي فيها هو انفراط التحالف الحكومي الهجين الذي يجمع احزابا مختلفة لا يجمع بينها سوى المجلس الحكومي والوزاري اما ارتباطاتها الخارجية اي خارج الحكومة اقصد فهي متناقضة واغلبها احزاب غير مستقلة في قرارها السياسي عن حزب الاصالة والمعاصرة فتتحالف احيانا قليلة وتتصارع في اغلب الحالات .
ازاء التحولات الكبيرة والمتسارعة التي يعيشها المغرب اليوم ديموغرافيا وسياسيا وتكنولوجيا واعلاميا ، لم يعد من الممكن للنظام السياسي ان يكبح جماع الطموحات الشعبية المشروعة في محاربة الفساد واقرار تنمية حقيقية ، فما يعتمل داخل الساحة السياسية من احتقان اجتماعي وعوز مدقع وانحلال للقيم وانتشار للثقافة الاستهلاكية ووعي سياسي متزايد ، يجعل من الصعوبة بمكان السيطرة السياسية والاعلامية على الطبقات الشعبية المكتوية بنار الازمات الاقتصادية والاجتماعية المزمنة واصبحت المدن الكبرى المغربية خزان استراتيجي للمعارضين للسياسات القائمة.
.المراهنة على معاقبة اصوات الاسلاميين والاصوات المعارضة في المدن من التيارات السياسية الاخرى العلنية المشاركة في اللعبة او المتواجدة خارج السرب لا يزيد الاحتقان السياسي الا توهجا واشتدادا وستحرق ناره كل البلد ، كما ان التخطيط لاغتيال حزب العدالة والتنمية سياسيا كما اغتيل الاتحاد الاشتراكي سابقا لن يجديا نفعا بل سيفاقم الازمات ويحول النضال السلمي للقوى السياسية المغربية الى عنف وفوضى ، صحيح ان ممارسات حزب العدالة والتنمية ليست كلها شفافة ونزيهة وواضحة فتحالفاتهم و مواقفهم في بعض القضايا مواقف لا تسر احدا ، ولكن حزب العدالة والتنمية على الاقل حزب انبثق من الشعب وتدرج في الممارسة السياسية واحترم الحد الادنى من الديموقراطية الداخلية ، عكس احزاب مغربية اخرى تذبح الديموقراطية الداخلية كل يوم من الوريد الى الوريد وتبيع المراكز المتقدمة في لوائحها بالمال العميم . المغرب اليوم امام قطبين رئيسيين ، قطب اسلامي واضح وله شرعية نضالية في الشارع بينتها صناديق الاقتراع رغم حيف التقطيع الانتخابي ورغم امور كثيرة معرقلة للتقاطبات السياسية بالمغرب ، وقطب "حداثي" لم يتبلور بعد بقيادة الاصالة والمعاصرة ولكن هذا القطب الذي كنا نتمنى ان يشكل بديلا حقيقيا ننخرط فيه بكل التزام ونضالية لم يجعل من نشر الحداثة والديموقراطية هدفه المباشر وانما اقصاء الاسلاميين وتشويههم والنيل من شرعيتهم الشعبية بكل الوسائل وابعادهم عن دوائر القرار الفعلي .
من يريد خيرا للمغرب ولمؤسساته الدستورية عليه ان يسعى الى كسب ثقة المواطن بالعمل الدؤوب نحو تحقيق الديموقراطية والرفاه الاجتماعي وليس اصطناع اعداء وهميين لتبرير الفشل السياسي وعليه ان يقوي الديموقراطية الداخلية ولا يستقطب المفسدين والمنبوذين الى صفوفه ، حزب الاصالة والمعاصرة سيلعب دورا رئيسيا اذا ما تم اصلاح منظومته السياسية داخليا واعلن انفصاله عن الاقطاع السياسي وعن الممارسات السياسية المافيوزية التي تحقر عقل ووجدان المواطنيين . اكتساح العدالة والتنمية للمدن المغربية تعبير عن تغير قوي في السلوك السياسي لساكنة المدن التي تزداد يوما عن يوم امام تقلص البوادي وانحسار بل انحصار الاقطاع السياسي الذي كان يتغدى سابقا وحاليا من اصوات البوادي الذي كانت ولا تزال خزان استراتيجي لمعادلة العصيان المديني، على حكومة بنكيران اليوم ان تفكر في مكوناتها وفي القوانين الانتخابية المجحفة والتقطيع الانتخابي المصنوع على المقاس وان تعرف بان الانتخابات التشريعية المقبلة ستكون مصيرية للانتقال الديموقراطي المغربي .

انغير بوبكر
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
[email protected]



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قول في الزمن السياسي المغربي الرديء
- الارهاب العربي الاسلامي كوباء عالمي متى سينتهي ؟
- قريبا الداعشية الفكرية بالمغرب
- رسائل زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للجزائر
- الحريات الفنية أساس المجتمع الديموقراطي الحداثي
- رسالة الى رئيس جمهورية الجزائر الشقيقة السيد الرئيس عبد العز ...
- جميعا من اجل التنديد بالهولوكوست المصري ضد الاسلاميين
- حكومة عبد الاله بنكيران تؤدي ثمن خيانتها لحركة 20 فبراير الم ...
- استغلال الدين لتبرير أخطاء السياسيين : الفقيه الريسوني نموذج ...
- الدكتور حسن اوريد : المثقف العضوي الذي يناضل من اجل حداثة وت ...
- من اجل حداثة انسانية ، ضد الارهاب القادم من الشرق
- البوليساريو والجزائر وخرافة الحديث عن حقوق الانسان
- الوزير عزيز اخنوش: ابن المقاوم السوسي الذي خدم المغرب والاما ...
- من ينصف الاسرى المغاربة في سجون الجزائر والبوليساريو؟
- دموع بنكيران بمنطق الاخلاق السياسية لا بميزان الايديولوجيا.
- غياب الحكامة الترابية او عندما تتحول السياسة الى وسيلة للاثر ...
- الفقيد عبدالله باها :عنوان الصدق ورمز الاخلاق السياسية الرفي ...
- بداية نهاية اسطورة البوليساريو
- استجواب جريدة الوطن الآن المغربية مع الاستاذ انغير بوبكر نشر ...
- استجواب مع الاستاذ بوجمعة الوادي محامي بهيئة اكادير وفاعل حق ...


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - صوت الشعب على العدالة والتنمية ففازت الاصالة والمعاصرة: الاستثناء المغربي