أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - استغلال الدين لتبرير أخطاء السياسيين : الفقيه الريسوني نموذجا.















المزيد.....

استغلال الدين لتبرير أخطاء السياسيين : الفقيه الريسوني نموذجا.


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغلال الدين لتبرير أخطاء السياسيين : الفقيه الريسوني نموذجا.
ان من اعظم الامراض السياسية والاخلاقية التي ابتليت بها الامة الاسلامية ماضيا وحاضرا وربما مستقبلا ، اذا جاز استعمال مفهوم الامة طبعا ، هو استغلال الدين الاسلامي بطريقة بشعة وبانتقائية عجيبة لتبرير اخطاء ومساوئ الحكام في كل العصور وفي مختلف الازمنة.
باسم الدين الاسلامي تم تبرير الاستبداد والطغيان ، وتبييض جرائم المجرمين في حق البلاد والعباد، فنكل بالعلماء والمخالفين الإيديولوجيين والفكريين اعظم تنكيل، ووجد السلاطين دائما من يبرر لهم فعلتهم ، ويمكن في هذا الاطار العودة الى محن كل من ابن رشد وابن حنبل وابن عربي وابو العلاء المعري وغيرهم كثير، الذين عانوا المحن والشدائد بسبب افكارهم المختلفة عن افكار العامة والعوام وقمعوا وشردوا واجبروا على الاغتراب.هؤلاء سماهم الراحل الكبير والمفكر النبيه علي الوردي وعاظ السلاطين . اثناء تسلط الانظمة الانقلابية على المنطقة الاسلامية ، قمعت الحريات وفتحت السجون والمعتقلات امام النخب الفكرية والسياسية المعارضة باسم الدفاع عن فلسطين وعدم زعزعة الانظمة الممانعة والمعادية لاسرائيل ، باسم مناهضة ومقاومة اسرائيل قتل الباحثون والعلماء والمفكرون في سوريا والعراق ولبنان والسودان...، فكلما ازدادت اسرائيل قوة وعلما ازداد انكسارنا وأصبحنا حطاما بلغة المفكر السوري المرموق الطيب التيزيني ، فلا شعوبنا تحررت ولااسرائيل زالت من الخريطة بل ازدادت توسعا وتموقعا على الرقعة الدولية. العجيب الغريب ان من الفقهاء الانداد من يبرر اليوم تبريرا دينيا وقحا التدخل الاجرامي لحزب الله في سوريا تحت حجة الدفاع عن المقدسات الشيعية ، حيث اخيرا وعلى امواج الفضائية السورية اعترف زعيم حزب الله اللبناني نفسه، بانه متورط في سفك دماء السوريين بمبررات دينية وسياسية واهية ، هدفها الاول والاخير ابقاء النظام السوري الحالي ، النظام الدموي لبشار الاسد جاثما على صدور السوريين الاحرار، لانه عميل من عملاء ايران لا اقل ولا اكثر ، حزب الله الذي بهر العالم "بانتصاراته" "الالهية" في جنوب لبنان تنكشف خدعته بعد طول انتظار واول امتحان ، ليتبين للعالم اجمع بانه عصابة ايرانية تشرعن قتل الاطفال الابرياء ببراميل متفجرة ، لانهم ابناء ليسوا من ابناء الطائفة الشيعية ليس الا. هدف حزب الله الذي خدع العالم بتقيته السياسية وبمقاومته المزعومة التي تخفي حقدا دفينا على الانسانية ، خدمة اهداف ملالي ايران وتقوية وضعهم التفاوضي على حساب الالام و دماء الشعب السوري .الان فقط تبين لمن لا يزال لديه شك ان الاسلام السياسي بتلاوينه الشيعية والسنية وبينهما فروقات شكلية ليس الا ، حيث لكل منهم اساطيره المؤسسة ، فالشيعي ينتظر المهدي المنتظر الذي سيملأ الدنيا عدلا بعد ان ملئت جورا ، والسني يمجد من يسميهم مؤرخو السنة بالصحابة ومنهم معاوية وهلم جرا، وهم اول من تقاتل من اجل السلطة والدنيا كما ان السنة يعتقدون بان الله سيرسل راس كل مءة سنة مصلحا يصلح امور الناس الخ من الاساطير التي لا سند علمي لها بتاتا . الاسلام السياسي يرد تخلفنا الى الغرب والاخر الذي يريدنا ان نعاديه ابد الدهر ، لكن الحقيقة هي ، ان تخلفنا نحن مسؤولون عنه وليس الاخر، كما يقول المفكر السوري هاشم صالح في مقال له بمجلة الوحدة سنة 1991 عدد 81 ص 11"الاكراهات الخارجية ليست الا تجليات سطحية لاكراهات داخلية عميقة هي المسؤولة عن الشلل العقلي بالدرجة الاولى .اقصد بذلك الرقابة المستبطنة داخليا او الجبن المستبطن داخليا والذي يحول بين الانسان وبين استخدام عقله الخاص " منذ اضطهاد المعتزلة الى تكفير المفكرين المعاصرين من نصر حامد ابوزيد و صادق جلال العظم و عزيز العظمة واللائحة طويلة جدا ،طول الليلة الظلماء التي يفتقد بدرها ، توالت نكسات المسلمين واستفحلت هزيمتهم ، وتغلغل الفقر والجهل والامية في صفوفهم . وبدل ان يسعى فقهائنا الاشاوس الى انتشالنا من وحل الاستبداد والتأخر ، وينحازون للحقائق العلمية وللفكر التقدمي وللاخلاق الانسانية ، استمر فقهائنا في نشر الفكر التبريري للتخلف والتضليل في غياب الحس التاريخي وحاجة مجتمعاتنا الى الاصلاح والتقدم.
تابع المجتمع المغربي برمته قضية زواج الوزيرين في حكومة عبدالإله بنكيران ، وتابع الراي العام باستغراب شديد التبرير الاعوج والمضلل لمفتينا الفقيه الريسوني ، الذي اعتبران زواج الوزيرين تم على سنة الله ورسوله . ما يهمني في هذا التبرير ليس قضية الزواج في حد ذاتها، لانها تدخل في القضايا الشخصية التي نحترمها ولا نريد الخوض فيها ، رغم ان تعدد الزوجات امر غير مقبول لوزيرين في حكومة تدعي بالليل والنهار بانها تسعى الى الارتقاء بالمرأة وبالمجتمع للالتحاق بالدول الديموقراطية ، فكيف سنقنع الغرب الديموقراطي الحداثي بتعدد زوجات مسؤولينا ؟؟ الذي يهم في هذا الموضوع اساسا هو التبرير الديني لهذه القضية ، فالدكتور الريسوني كان عليه ان لا يقول بان الزواج تم على سنة الله ورسوله .لماذا ؟ لان لا برهان لدينا على ان هذا الزواج كان من سنة الله ونال رضى الله ؟ وهل لله سنة ؟ هل هذا الزواج كان لوجه الله او لوجه متاع الدنيا ؟ . فمن هو الناطق الرسمي لله ليخبرنا باقتران هذا الزواج برضا الله وقبوله ؟ اليس القران الكريم هو الذي يقول : وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ؟ لماذا لم ينصح الفقيه الريسوني الوزيرين بعدم الانجرار وراء متاع الغرور ؟ اينصب الفقيه الريسوني نفسه وصيا او وكيلا لله ولرسوله في القرن الواحد والعشرين ؟ كنا ننتظر من الفقيه الريسوني ان ينصح اصدقائه في حكومة عبداله بنكيران ان يستقيلوا ،بعدما فشلوا في تحقيق برامجهم الانتخابية في محاربة الفساد والاستبداد ، وان يدلهم ويذكرهم على ما ينتظرهم في الحياة الاخرة من مسائلة وحساب على تفريطهم في حياة ابرياء يموتون يوميا على الطرقات احتراقا وبدون مساءلة . كان للفقيه الريسوني ان يستفسر اصدقائه عن سبب اصرارهم على الكراسي الوثيرة للوزارة رغم الفضائح الكثيرة .كان للريسوني ان يقول اشياء لم يقلها في السياسة المغربية من باب الدين النصيحة ، وليس ان ينصب نفسها في مرتبة العدول لانجاز عقد الزواج بين وزيرين في حكومة ينتظر منها المغاربة اكثر من حفلات الزواج وبناء الحمامات في الغرف المظلمة.
اننا نحمد الله ونشكره ان لدينا في المغرب مؤسسة امارة المؤمنين ، التي تضطلع بمهمة الافتاء في الامور الدينية فلولاها، لما توانى بعض فقهائنا من ارجاعنا قرونا مديدة الى الوراء ، لذلك اذا كان من ايجابيات لمؤسسة امارة المؤمنين، فهي وضع حد لاستغلال الدين لمآرب سياسية والحيلولة دون تبرير اخطاء السياسيين والاحتماء بالنصوص الدينية الراكدة التي لا تحقق حقا ولا تزيل باطلا. في انتظار ان نتحول الى دولة مدنية حديثة ولنقطع مع الافكار البائدة التي تريد ارجاعنا الى عصور الظلام وصكوك الغفران . حاجتنا الى عقلنة الحياة الدينية للمغرب تبدو اكثر في عصرنا الحالي حيث استفحل الارهاب ، وتفشت الامية السياسية واستعصاء النظر العقلي في مجتمعاتنا ، والدليل هو ما قاله احد الدكاترة المغاربة الذي يدرس التاريخ الاسلامي الوسيط بكلية الاداب جامعة المولى اسماعيل بالمغرب ، في موضوع تحت عنوان تأملات في سورة المائدة ، والموضوع منشور بمجلة البيان عدد 334 مارس- ابريل 2015 :"ولنا قدوة حسنة في نبينا صلى الله وعليه وسلم وخلفائه الراشدين وسلفنا الصالح الذين تمسكوا بعقيدة الاسلام وطبقوا شريعته في كل مناحي الحياة ، واعلنوا براءتهم من اليهود والنصارى ،وثبتوا في مخالفة الكفار ، وكانوا لا يخشون احدا الا الله تعالى" ، حقيقة الدكتور محمد امحزون صاحب المقال ، يعرف المسلم الحقيقي ب البراءة من اليهود والنصارى والثبات على مخالفة الكفار. ممتاز هل يستطيع صديقنا الجامعي ان يقنع طلبته للتخلي عن حواسبهم و هواتفهم النقالة، لانها مسايرة "للكفار" في الياتهم التدريسية والتعليمية ؟ هل يستطيع صاحبنا ان يعدد برؤوس الاصابع اختراعات وابتكارات المسلمين اليوم ، والتي تمكننا من الانعتاق من التبعية التكنولوجية والمادية للغرب" الكافر"؟ الم يسمع استاذنا الجليل قول الله تعالى في سورة البقرة ،الذي يجعل المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين على درجة واحدة من الايمان والله اعلم بمصيرهم يوم القيامة : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(62)
مادام في جامعاتنا هذا الصنف من التفكير والتحليل والعنصرية، اتجاه الاخرين وتكفير الجميع ، فلن يتقدم تعليمنا ، ولن نستطيع ان نحلم بمجتمع المعرفة وحقوق الانسان والمساواة والديموقراطية، التي اعتبرها أستاذنا الجامعي من "صنع اليهود والنصارى وفلسفتها مناقضة لعقيدة الاسلام في اصول عدة" ان الخلط الكبير المتعمد بين السياسة والدين ، وارغام مجتمعاتنا على الرزح تحت نير التخلف والاستبداد الفكري والسياسي تحتم علينا كمثقفين متنورين، ان نعمل على دعم الخطوات الملكية المستنيرة في تأهيل الحقل الديني ، وارساء فصل حقيقي بين الدين والسياسة ، من اجل ان ينعم ابنائنا بثمار الانجازات الانسانية والحضارية الكبرى.
انغير بوبكر
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
باحث في العلاقات الدولية
[email protected]



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور حسن اوريد : المثقف العضوي الذي يناضل من اجل حداثة وت ...
- من اجل حداثة انسانية ، ضد الارهاب القادم من الشرق
- البوليساريو والجزائر وخرافة الحديث عن حقوق الانسان
- الوزير عزيز اخنوش: ابن المقاوم السوسي الذي خدم المغرب والاما ...
- من ينصف الاسرى المغاربة في سجون الجزائر والبوليساريو؟
- دموع بنكيران بمنطق الاخلاق السياسية لا بميزان الايديولوجيا.
- غياب الحكامة الترابية او عندما تتحول السياسة الى وسيلة للاثر ...
- الفقيد عبدالله باها :عنوان الصدق ورمز الاخلاق السياسية الرفي ...
- بداية نهاية اسطورة البوليساريو
- استجواب جريدة الوطن الآن المغربية مع الاستاذ انغير بوبكر نشر ...
- استجواب مع الاستاذ بوجمعة الوادي محامي بهيئة اكادير وفاعل حق ...
- هل تكون تونس شجرة خضراء مثمرة استثناءا، في غابة الاستبداد ال ...
- الشعب السوري بين مطرقة النظام الارهابي وسندان الجماعات الاره ...
- عندما يتحول حسن نصر الله الى يزيد بن معاوية عصره ؟
- الامازيغ والثروة بالمغرب
- هل الغرب جاد في محاربة الارهاب ؟
- الداعشية: فكر وتنظيم
- الصراع المغربي الجزائري على ازواد
- الانتخابات الاسرائيلية والانتخابات العربية ايهما افضل ؟
- حكومة بنكيران: الشعب المغدور والاصلاح المهدور


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - استغلال الدين لتبرير أخطاء السياسيين : الفقيه الريسوني نموذجا.