أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عبد الأمير - أطفال العراق يواجهون مستقبلا مجهولا














المزيد.....

أطفال العراق يواجهون مستقبلا مجهولا


أحمد عبد الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطفال العراق يواجهون مستقبلا مجهولا
جولييت توما/ اليونيسيف
ترجمة أحمد عبد الأمير
عملية مغادرة بناية الرحلات المغادرة في مطار بغداد كانت مثل الذي يمشي داخل الفرن، فقد وصلت درجات الحرارة حينها إلى أكثر من 50 درجة مئوية. لم أكن في بغداد منذ ثلاثة أعوام، فعندما غادرتها آخر مرة كنت اعتقد أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.
ولكن الأمور اتخذت منعطفا خطيرا منذ حزيران العام الماضي- وهي في نفس الوقت ليست في الاتجاه الصحيح، فقد شرّد أكثر من ثلاثة ملايين شخص، والكثير منهم هرب خوفا على حياته. تم اختطاف الأطفال، واغتصاب الفتيات، وتعرضت عشرات الآلاف من المنازل للنهب او المصادرة.
لقد كانت ساعة الذروة حين كنا ننطلق باتجاه "المنطقة الدولية"، وهي منطقة محصنة تقع على مساحة 10 كيلومتر مربع حيث توجد مكاتب الأمم المتحدة. وعلى "طريق تشارلي" أو "طريق الموت"، كما كان يعرف خلال حرب العام 2003- اصطفت العشرات من السيارات العراقية عند نقطة التفتيش، حيث تحاول حمولتها البشرية الوصول إلى العمل.
بغداد
في الساعة 7 مساء، التقينا زميلنا علي في بغداد، حيث كان عائدا للتو من مخيمات المهجرين، وكان يتصبب عرقا حين أخبرنا عن البؤس الذي شهد قائلاً "لقد كانت الأيام القليلة الماضية جحيما مطلقا، لقد كان الناس يتوسلون لأجل الحصول على مياه الشرب". كان علي وزملائه يعملون على نقل المياه إلى المنطقة.
لقد كان علي من بين نحو 40 موظفا عراقيا يعملون مع اليونيسيف في بغداد لتقديم المساعدة للاطفال والعوائل المحتاجة. في كل صباح يقوم هؤلاء برحلة محفوفة بالمخاطر إلى مكان عملهم، وفي الأسبوع الماضي وحده، انفجرت قنبلتان في العاصمة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. ووفقا لبعثة الأمم المتحدة في العراق، فقد كان شهر تموز من العام الحالي الأكثر دموية حتى الآن. وقال عمر وزميل آخر "علينا أن نغادر المنزل في الساعة الخامسة صباحا من كل يوم لتجنب الازدحامات المرورية والتفجيرات".
عودة على طريق المطار، فقد علقت لافتة ضخمة كتب عليها: "إرادة الشعب أقوى من الطغاة!" وبعد مرور أيام قليلة، حدثت احتجاجات واسعة في بغداد، حيث كان العراقيون يحتجون على نقص الكهرباء وسط ما نقل على أنها أقسى موجة حر منذ عقود.
أربيل
توجهنا شمالا إلى أربيل، في إقليم كردستان الذي استقبل العام الماضي العدد الأكبر من الأسر الفارّة من العنف في مدينة الموصل ومناطق أخرى، حيث ترك العديد منهم أحبائهم خلفهم.
ويروي رامي البالغ من العمر 12 عاما كيف اختفى جده عندما هاجمت مجاميع مسلحة منزله في الحمدانية خارج الموصل. ويعيش رامي الآن في مخيم البحيركة الذي يأوي 1,500 طفل.
وأثناء المشي داخل المخيم، لم يكن بوسعي سوى أن أفكر: "انتظر للحظة- لقد كنت هنا من قبل"، إلا أنني واقعا لم أكن. أدركت ما الذي يذكرني به هذا المخيم الموجود في العراق، إنه يذكرني بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، فأوجه التشابه موجودة في كل مكان حيث الجو المغبر والحرارة العالية والخيام التي تملأ المكان. ففي بلد مختلف يمر في صراع مختلف لسبب مختلف، تتشابه قصص البؤس الخاصة بالناس، وتبدو كأنها صرخات في فراغ لاتهدأ.
المستقبل
ينفق العراق 35 بالمئة من ميزانيته على الأمن، فيما يتضاءل هذا التمويل في المجال الإنساني. وفي هذه الزيارة، واصلت التفكير في الواجب الضخم الذي يقع على عاتق عمال الإغاثة، وحتى قبل بضعة سنوات من الآن، كان العراق قريبا جدا من تحقيق اهدافه الخاصة بالتنمية الألفية لاسيما حين يتعلق الأمر بالتحاق الأطفال في التعليم، الأمر الذي كان مثار اعجاب نظرا إلى أن العراق مر لأكثر من ثلاثة عقود في صراعات وعقوبات وركود اقتصادي، إلا أنه مثل اليمن وسوريا، يغرق اليوم في أعمال العنف والقتل والأسى، ويقف الأطفال في صميم هذه المعاناة.
هناك بضعة ارقام مخيفة تتواصل في الارتفاع وهي بمثابة تذكير للتحديات التي تقف أمامنا: يوجد 3 ملايين طفل خارج المدرسة في العراق، في حين يموت 35,000 طفل دون سن 5 سنوات في كل عام.
آمل أنه حين أعود مرة أخرى إلى العراق في غضون بضع سنوات، أن أجد كل واحد من هؤلاء الأطفال جالسا خلف رحلة في مدرسة جميلة، وأن جميع المواليد الجدد سينمون ليكونوا أطفالا أصحاء. وهنا اتساءل ما سيكون مصير رامي؟ هل سيستمر في العيش داخل مخيم؟ هل أنه سيخرج ويبني حياته؟ أو أنه ربما، مثل عدة آلاف، ينتهي الأمر به فاراً من العراق بصورة كاملة، ربما على متن قارب متهالك، وهو يفكر، يأمل، بغض النظر عن الرحلة، يجب أن تكون الحياة بالتأكيد أفضل حالاً في مكان آخر؟
جولييت توما هي خبيرة الاتصالات والإعلام في مكتب اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



#أحمد_عبد_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات العراق قد تعرقل سير الحملة العسكرية ضد داعش
- الصراع الشيعي في العراق يهدد إصلاح الحكومة
- الولايات المتحدة على وشك مواجهة اختبار كبير في العراق
- الآفاق تتضاءل أمام الاصدار الأول للسندات الخارجية الخاصة بكر ...
- توسيع دور الولايات المتحدة في العراق يجهد التحالف الحرج مع إ ...
- على رأس الأمور الأخرى كافة.. العراق يتجه نحو أزمة مالية
- البيت الأبيض للأكراد: فقط إبقوا في العراق رجاءً
- ماذا يعني الاتفاق النووي الإيراني بالنسبة للعراق
- هل ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون القوة الجوية للشيعة في ...
- نحن الكرد الترياق المضاد لداعش- لكننا نريد من بريطانيا وبغدا ...
- هناك تدمير منظم في بغداد
- في مقابلة مغادرة المنصب.. رئيس الأركان أوديرنو يقول إن الولا ...
- فقط رجال الدين في العراق يمكنهم الفوز ضد داعش
- المستثمرون أصبحوا حانقين على كردستان العراق
- استراتيجية أوباما الجديدة في العراق: لا تخسر
- -لقد عانينا مثل اليهود: الكرد مستعدون لبناء دولتهم -شاءت الو ...
- إغلاق سجن أبو غريب وفشل الولايات المتحدة في العراق
- العنف في الفلوجة: ثمرة الإحتلال الأمريكي المسمومة؟
- تعريف جديد لتنظيم القاعدة
- الرفض بالنسبة لأمريكا معناه نهر في العراق


المزيد.....




- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عبد الأمير - أطفال العراق يواجهون مستقبلا مجهولا