أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - الطيف الذي كان














المزيد.....

الطيف الذي كان


السيد عبد الله سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 13:07
المحور: الادب والفن
    


هَاجرتْ جُدرانُ قلبي نبضَها من ضوءِ بحرٍ
قادمٍ خلف المُحيطِ
راجزًا دفقًا بهيَّا
من ضلوعِ العودِ في قهرِ اليتيمِ
أَنَّ في رحلي شتاءً
طيفُ محبوبي، وغنَّى
من جذوع النَّخلِ لحنًا ساطعًا فينا شجيَّا
ثمَّ غطَّى هودجَ الأُنثى سرابًا بربريَّا
والغيومُ الأمسَ فاضتْ فوق صحراءِ الرحيلِ
ثمَّ مالتْ من يمينٍ للشمالِ
تَعكسُ اللَّونَ الحبيبَ
قوسَ ظلٍّ فاتنٍ هزَّ المدى هزًّا عَفيَّا
فارتمَينا بين أطيافِ الطيورِ
طيفُ ضيفٍ قد أتانا
من سماءٍ بين خضراءِ المُحيَّا
أو سماءٍ كانشقاقِ البحرِ طودًا كانَ ريَّا
وانتشينا من دُعاءِ الكونِ فينا
هَدْهِدُوا صبحَ الحضورِ
وانقروا طيفَ الغيابِ
هاهُنا حلَّ الشِّتاءُ
هاهُنا حلَّ المصيفُ

"لَيْلُنا بحرٌ جديدُ
صُبحُنا صبحٌ سعيدُ
غارُنا درعُ النِّداءِ
حلمنا وطءُ اللِّقاءِ
حين نامتْ في عيوني
همهماتٌ للشّجونِ".

جاءني طيفُ الحضورِ
بين صدقٍ والمنامِ
والعصافيرُ الحيارى فوق أرضي
قد غزلنَ الجمرَ فيَّ
مهرجانًا من خيوطِ الهمسِ سحرا
أو براحًا من ضياءِ الوجدِ نَهرا
والسَّماءُ
في غطاءٍ من بهاءِ الصَّحوِ كانتْ
تَمنحُ الأمرَ الرَّجاءَ
كُنْ أَيا طيفَ الحضورِ
صوتَ حقٍّ أو نداءً مخمليَّا
وامنحْ القلبَ الصَّفاءَ
من حضورٍ للغيابِ
من غيابٍ للحضورِ
هاهُنا الأضواءُ باءتْ بالرَّحيقِ
والنُّجومُ
شقَّها رفقُ الرَّفيقِ
والرَّحيمُ
شدَّ أغصانَ الحياةِ
فاسْتحالتْ بهجةً بين الرِّياضِ
والأماني قدْ كستْ وجهَ الرياحِ
والغريبُ
عن عيوني لا يغيبُ
شقَّ كوني في ضلوعي
كي أفيقَ
في دلالاتي نجيَّا
ضمَّني ضمًّا نديَّا
فارتويتُ
شهدَ أذكارَ الوجودِ
وانتشيتُ
إِذ كأنِّي صرتُ طيرًا بين أسرارِ الحياةِ
أذكرُ الموجودَ نيَّا
حين طابَ
أَرصدُ الموعودَ طيَّا
إِذْ كأَنِّي كالنَّسيمِ
حين فرَّ
من قيودٍ مُثقلاتٍ
نحو وادٍ للصلاةِ
حين جلَّ.

"دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي
رَجْفةُ ضمَّتْ يَقِيْنِي
ضمَّنِي روحُ الأمينِ
واصْطَفَانِي لِليمِيْنِ
دعوةٌ تَزْهُو بِدِيْنِي
دَثِّرِيْنِي، دَثِّرِيْنِي".

مرَّ طيفٌ من عيوني
حاصدًا قبحَ الظُّنونِ
ناظرًا شعرى غديْرًا من جنونِ
باسطًا كفَّ الخروجِ
للحياءِ
من شجوني
واصلاً روحي ضياءً بالرَّحيمِ
هاهُنا الأسماءُ تَترى
هاهُنا الأرجاءُ كُبرى
هاهُنا لحنُ الخلودِ
قد سقاني ربُّ قلبي
جرعةً خمرَ النَّقاءِ
فاصطَفيتُ اللهَ دربًا للصعودِ
وانحنيتُ
ساجدًا للهِ شُكْرًا.

"زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي
وِتْرُنَا حبلُ الوَتِيْنِ
واليَقيْنُ الحيُّ دِيْنِي
والنَّوَاهِيْ في يَمِيني
والنَّوَاصي منْ جَبِيْنِي
فاتْرُكِيْنِي ، وَاتْرُكِيْنِي
راكبًا بَرْقَ الحَنِيْنِ
زَمِّلِيْنِي، زَمِّلِيْنِي".

أَيُّها المبعوثُ نورًا للعبادِ
قد أَضأتَ الغفلَ قلبي بالجهادِ
فارتَضيتُ العمرَ أمضي من سُهادٍ لِلسُّهادِ
طائعَ الأحلامِ أسري من ودادٍ للودادِ
لا يُواتِيني خداعٌ من قدمي أو جديدي
باسطًا كفَّ الخضوعِ
كَاسرًا وهمَ الرِّجوعِ
آمِنًا عندَ الخشوعِ.



#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاتحة أول الغيث الكريم
- لقصيدتنا وطن وشعور
- حينها كنا
- مرجان البحر
- خصيان القصر
- عصفور تحت الكاب
- الخطوط السوداء تبتكر طريقًا في عتمة النهر
- شرق التفريعة
- الفصل الأخير من رحيق التوت
- لأن الشعر
- ها أنت تعود
- وجه القناع
- رحيل المماليك
- مالقومي
- ويهل جديدك
- يصنع الوطن
- زرعت النفس بالأرض
- العالم السفلي
- ولي سنابل السماء والمدى
- إقرأ


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري الشاب أمير جادو
- -فنان العرب- يظهر في عيد ميلاده.. -روتانا- تحتفل به وآمال م ...
- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - الطيف الذي كان