أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم السهلي - قراءة في مصير الثورات العربية














المزيد.....

قراءة في مصير الثورات العربية


ابراهيم السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 22:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن السؤال الذي فرض نفسه على بال المتتبعين لشأن السياسي بالوطن العربي إبان ما عرف بالثورات العربية أو ما اصطلح عليه بالربيع العربي تمحور حول مصير هذه الثورات ، سواء بالمشتغل بحقل السياسة من داخل الوطن العربي أو المتتبع من بعيد وهنا الكلام عن الغرب بترسانته المخاباراتية وأجهزته التي تعمل في خفاء لربح ود الشعوب التي رغبت في التحرر من العبودية التي فرضته أنظمة استبدادية مارست كل أشكال القمع و الإرهاب النفسي و البدني واستغلت لردح طويل من الزمن ثروات شعوبها ، وكان لذلك وقع كبير على بنية المجتمعات العربية ، فمع استفحال التناقض في بنيته الاقتصادية باعتبارها هي المؤشر الأول لثبات البنية الاجتماعية و السياسية أو هي سبب زعزعة نمط الإنتاج و المساهمة في تهديم بنية وتشيد أخرى على أنقاضها البنية القديمة .
إن الثورات العربية رغم ما قيل عنها على أنها ليست إلا صناعة مخابراتية للغرب لتغيير الخريطة الجيوـسياسية للعالم العربي و الشرق الأوسط وتكريس سياسة التقسيم إلى أقليات [ دويلات وإمارات صغير ة ] لترسيخ التبعية للغرب وفي نفس الوقت إعطاء الشرعية للكيان الصهيوني كأقلية تضمن وجودها وتبرر شرعية تواجدها في الشرق الأوسط على غرار باقي الأقليات الأخرى ، ووسيلة للتخلص من عملاء الغرب من حكام عمروا طويلا على كراسي الرئاسة لتلميع شعار الديمقراطية الذي يتبناه الغرب كرائد الديمقراطية العالمية ، ورغم ما يقدم من قراءات و تفسيرات للمعاهد الغربية فإن الثورات العربية جاءت كاستجابة لحاجة الشعوب للإنعتاق من قيود العبودية و الاستغلال و التدنيس الذي مورس عليهم و لعهود طويلة ، فاستغلال الغرب لخيرات هذه الدول بوضع رموزه تحتكر اقتصاد هذه الدول واستفادة الغرب من خيرات هذه البلدان وتهميش و إقصاء الشعوب في الاستفادة من خيرات بلدانهم أدى إلى ظهور ظواهر اجتماعية انتشرت بكثرة بل استفحلت حدتها وهنا الحديث عن ارتفاع معدلات الفقر و البطالة و تدني المستوى المعيشي التشرد ... مع تشكل وعي لدى الغالبية بأن بلدانهم لها من الخيرات ما يجعلهم في وضع أحسن مما هم عليه .
إن نمو الوعي بالمصلحة لديهم مقابل غياب رؤية تشاركية في تدبير خيرات البلد ، ولد لديهم و عي بضرورة التغيير مادام الحاكم المستبد ليده كل السلط للبقاء في الحكم وخدمة الغرب وتقديم الفتات لأبناء الشعب مع العلم بأن القوة هي قوة الشعب ، أضف إلى ذلك القوة المعلوماتية التي أصبحت توحد أبناء الكداح ، فاستثمر شباب الوطن العربي شبكات التواصل الاجتماعي لمناقشه همومهم توحيد صفوفهم وهم ما تأتى لهم مع أول شرارة للثورات العربية تجسدت في ثورة الفل و الياسمين في تونس تلاها حراك اجتماعي في معظم البلدان العربية .
إذا كان الغرب راقب عن كثب الأنظمة العربية تسقط تباعا و الشعوب نجحت في التحرر و الإنعتاق من طغاتها فإن أول من يطرح سؤال ما مصير هذه الثورات العربية فهم الغربيون الذين سيحاولون استثمار المرحلة التاريخية سواء بتدخلاتهم المباشرة كما هو الحال في ليبيا و سوريا أو بشكل غير مباشر لكن الثورات العربية أبت إلا تسجل موقفها التاريخي في ظل تكالب القوى الإمبريالية كما هي طبيعتها التاريخية ، وهو ما تجسد في رغبت الشارع العربي في رجل سياسة بمبادئ منافية لما يعرفه الغرب فتمثلت في رجوع التيار الإسلامي للواجهة السياسية وهو الشيء الذي لم ينتظره الغرب [ ولو بعض المتتبعين اعتبروه نتيجة تاريخية كانت منتظرة ] وهو ما تجسد في نموذج تونس تلته مصر، لكن السؤال المطروح هل سيزكي الغرب تجربة الإسلاميين في السلطة ؟ إن الطبيعة الإمبريالية للأنظمة الغربية التي تؤمن بشعار دعه يعمل دعه يمر فهمها الوحيد هو الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وذلك لن يتأتى إلا بوجود حاكم يطيعها فتبارك له سدة الحكم و هو الشيء الذي عكسته أحداث مصر بعدما حكمت الجماهير بتمثيلية التيار الإسلامي الشيء الذي لم يستسغه الغرب إلى جانب أنظمة عربية عارضت تواجد تيار الإسلاميين في مصر لكل منهما سببه الخاص .
لا يمكن أن نجادل اليقين بأن بعض ثورات الربيع العربي تعثرت و بعضها غرق في الدماء كما هو الحال مع سوريا حاليا ولا يمكن أن نسيء القول ونقر بفشل بعض الثورات العربية ونكون قد جانبنا الصواب فجدير بالذكر رغم تعثر بعضها البعض إلا أنها حملت معها رياح التغيير إنها فجرت الثورة الديمقراطية أطاحت بأنظمة استبدادية وفسحت المجال لحركة إسلامية أقلقت الغرب رغم أنها قامت على انتصارات انتخابية واسعة النطاق وهو ما يعني أنها كانت مطلب اجتماعي قوي ، رغم أنها لقيت معرضة قوية من طرف الغرب الذي يبحث عن ضامن وراعي أمين لمصالحه في هذه البلدان وهو ما فرض على الغرب التدخل إما بشكل مباشر أو غير مباشر لتنصيب عملاء لخدمة مصالحه وتغيير الخريطة الجيو سياسية للعالم العربي وتكرسي سياسة التقسيم لشرعنة وجود الكيان الصهيوني وإعطاءه الشرعية ، وتفجير صراعات إثنية وعرقية وجعل المنقطة العربية فضاء واسعا للصراع الدولي فيما بين القوى الاقتصادية ومرتعا حصبا لتصريف الأزمات الداخلية ....



#ابراهيم_السهلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مصير الثورات العربية


المزيد.....




- مالذي كشفه تسريب عن لقاء بين صحافيين فرنسيين ومسؤولين من الح ...
- اتهام صحافيين بالتواطؤ مع الحزب الاشتراكي في فرنسا بعد تسريب ...
- الشرطة البريطانية تعتقل متظاهرين احتجوا على حظر -فلسطين أكشن ...
- شرطة لندن تعتقل متظاهرين احتجوا على حظر «فلسطين أكشن» ببريطا ...
- حفيد مانديلا يعلن الانضمام إلى -أسطول الصمود العالمي- المتجه ...
- رسالة جديدة من المعتقل السياسي المناضل محمد جلول
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة الجنوب
- الحزب الشيوعي السوداني يجدد عهده بالعمل على وقف الحرب وإسترد ...
- هل سيستعمل النظام معتقلي الريف كما استعمل سابقيهم في هيئة ال ...
- تونس.. حفيد نيلسون مانديلا يدين صمت المنظمات الدولية حيال ال ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم السهلي - قراءة في مصير الثورات العربية