نيلسون مانديلا، سطور من تاريخه النضالي.

فادي عيسى جنحو

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 01:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

لطالما ما صور الغرب نيلسون مانديلا على انه كان مناضل سلمي على غرار المهاتما غاندي.

نيلسون مانديلا والكفاح المسلح:

قال نيلسون مانديلا: "إن 50 عام من عدم العنف لم ينتج عنها سوى القوانين الظالمة والإستغلال والإضطهاد للأفارقة، وهكذا بدت السياسة التي تهدف إلى إقامة الدولة غير العنصرية عن طريق السلمية غير مجدية."

ويؤكد على الكفاح المسلح مرة اخرى بقوله: "أن الظالم هو من يحدد طريقة الصراع، والمظلوم غالباً ما يترك دون خيار سوى استخدام الأساليب التي يستخدمها الظالم. عند نقطة معينة لا يمكن المرء إلا محاربة النار بالنار."

يشاع دائماً أن مانديلا كان مناضلاً سلمياً وهذا خطأ شائع؛
في عام 1961 ومن استلهامه حركة 26 يوليو التي قادها فيديل كاسترو في كوبا، قام مانديلا بتأسيس الجناح العسكري لحزب المؤتمر الإفريقي والحزب الشيوعي الجنوب إفريقي تحت مسمى "أومكهنتو وي سيزوي" أو "رمح الأمة" وكان أغلب أعضاء "رمح الأمة" من الشيوعيين البيض وتم تدريبهم وتجهيزهم عسكرياً في الإتحاد السوفيتي (سابقاً) والدول الإشتراكية الاخرى. وقام مانديلا باللجوء إلى تكتيك "حرب العصابات" على طراز ماو زيدونج وتشي جيفارا.

وبعد إنطلاق الكفاح المسلح في جنوب إفريقيا من اكثر من عام، قامت سلطات الأبارتايد بالقبض على نيلسون مانديلا وتم إعتباره بأنه ماركسي متشدد وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد.

في عام 1985، قام رئيس سلطات الأبارتايد بيتر بوتا بزيارة زنزانة مانديلا وعرض عليه الإفراج من السجن بشرط التخلي عن العنف كسلاح سياسي دون قيد.
بالطبع، رفض مانديلا العرض.

نيلسون مانديلا الإنساني وتسامحه مع ذئاب الحركة العنصرية في جنوب إفريقيا:
ما يميز مانديلا عن غيره من زعماء حركات التحرر الوطني انه كان إنساني ومتسامح إلى حد ما مع أعدائه العنصريين، فقام مانديلا بعد توليه السلطات عام 1994 بتشكيل "لجنة الحقيقة والمصالحة" وكانت هذه اللجنة تمنح عفواً مشروطاً للمتورطين في الجرائم ذات الصلة بالعنصرية والنظام العنصري السابق، بحيث يأتي كل مرتكب جريمة يعترف بها علنيًّا ويطلب العفو عنها، وبالفعل تقدم نحو 7 آلاف شخص بطلب الحصول على العفو ولكن لم يمنح إلا لعدد 1500 شخص فقط منهم، والبقية رفض طلبهم لانهم لم يكونوا صادقين في الإعتراف بجرائمهم، أو كانوا متورطين في جرائم جنائية بحتة. قام مانديلا بمعاقبة الأبارتايد والعنصريين بالمحبة والتسامح بدل الحقد والعنف.

#فادي_عيسى_جنحو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات