حول مسرح الخيال العلمي

ميليسا رأفت

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 01:43
المحور: الادب والفن
    

لم يحظ مسرح الخيال العلمي في بلادنا باهتمام كتاب المسرح ومخرجيه في مصر وفي المسرح العربي إلا فيما ندر حتى أنني لم أعثر إلا على عدد قليل لا يحصى من النصوص المسرحية هنا أو هناك كنص يوسف إدريس ( الجنس الثالث) يطلق فيها خياله جامحا بلا حدود فيصور جنسا ثالثا لا هو بشر ولا هو ملاك ولا هو ذكر ولا هو أنثي وإنما يجمع كل تلك الصفات في كائن واحد لم يخلق كما خلقنا وإنما خلق كما جاء على لسان شخصية الكائن من (( سقطة شعاع من نور نجمة الفجر على زهرة فل في لحظة كان بياني فيها كروان ؛. حصل بين التلاوة استبدال وتوائم وراحوا متجانسين على طول فاتخذوا )) والكائن الخيالي هذا لا يحتاج إلى وسائل من أي نوع فهو نفسه وسيلة فهو يطير في الفضاء وليس بحاجة إلى طائرة .

ولنعمان عاشور مسرحية ( لعبة الزمن) المستلهمة من تراث ألف ليلة وليلة وهي تدور حول موضوع السفر إلى المستقبل وإلى الماضي والعودة . ولتوفيق الحكيم مسرحيتين يوظف من خلالهما الخيال العلمي وهما ( تقرير قمري) و (رحلة إلى الغد) فهو يصور رحلة إلى كوكب فضائي تقررها الحكومة على قمر صناعي فيقترح عليها أن ترسل إثنين محكومين بالإعدام فإن ماتا في الفضاء فكأن حكم الإعدام نفذ فيهما وإن عاشا فقد تحقق الغرض بنجاح التجربة العلمية ؛ ولكنهما يعيشان على الكوكب .. ولا يفكر أحدهما إلا في الأرض فيعيشان على تذكر كل تفاصيل حياتهما على الأرض ويرددان أغاني عبد الوهاب وأم كلثوم ويعيشان حياة إغتراب وحنين للأرض .

ومن نصوص مسرح الطفل التي تقوم على الخيال العلمي ثلاث نصوص للدكتور يوسف عز الدين عيسى - أحد علماء كلية العلوم بجامعة الإسكندرية - وقد صدرت في كتاب واحد عن دار المعارف - تحت عنوان ( نريد الحياة ) حيث تدور بين النطف في رحم الغيب كشخصيات قبل أن تولد حيث تتسارع وتتزامن في محاولة كل منها للخروج إلى الحياة الدنيا؛ غير أن بعضها في إنتظار دور ولادته يتساءلىفي حيرتها وقلقها عن كيفية وجودها وأسباب وجودها وماذا بعد ولادتها مالذي ينتظرها ؛ فلما يقال لها على لسان حارس أبواب الخروج إلى الحياة بأن أول من سيستقبلها هو والدتها ووالدها . ومع إلحاحها في الأسئلة عن عمل والدها تكتشف أنه لص أو قاتل أو.. أو يتراجع بعضهم عن الرغبة فب الخروج إلى الحياة الدنيا. وهكذا تلاحظ لي أن هذا النص وغيره من نصوص الدكتور يوسف عز الدين عيسى التي تدور حول موضوعات وأفكار ذات ملامح درامية من الخيال العلمي بهدف التكوين المعرفي للطفل يدخل في صميم المسرح التعليمي.

غير أنت تظهر إشكاليةبحث موضوع الخيال العلمي للطفل وتوظيفه في المسرح وفي مثل تلك النصوص التى تأسست بنيتها الدرامية على فكرة درامية تحلق في سماء الخيال العلمي ؛ حيث يتداخل بعدها الفلسفي مع ضرورة تبسيط أسلوب التعبير وعلى براعة المؤلف في النص وأسلوب التعبير في العرض وفرته على التوفيق بين تلك الفكرة الخيالية والطريقة الممتعة والمقنعة التي تناسب مستويات التحصيل والتكوين المعرفي والتخيلي للطفل.

لذلك تكمن أهمية البحث في موضوع شائك كهذا خاصة في كل مراحل الطفولة في احتياج الطفل إلى تعديل السلوك لتوجيهه إلى تلمس مواطن بعض القيم السلبية ومساعدته في الكشف عنها وحضه على التخلص منها ؛ ولفت إنتباهه إلى قيم أرفع وأنفع له في حاضره ومستقبله. وهي مهمة تعلميية – من التعلم أي تعديل السلوك - ومهمة فنية أيضا شديدة الأهمية كمرحلة من مراحل التكوين المعرفي للطفل؛ لتنمية طاقة التخيل وطاقة التأمل والتفكير عنده وطاقة المناقشة . وليس أصلح من الفنون وسيلة تحقق المتعة والتسلية من ناحية وتسهم في بناء المعلومة المعرفية وتفجر الخيال لكونها تدور حول العلاقة بين الخيال في العلم والفن . وتتهرض الخلفية العلمية والمعرفية لمؤلفي مسرح الخيال العلمي . كذلك توجد صعوبة أمام التصور الإخراجي في استلهام صور الخيال العلمي في العرض المسرحي . وتوظيف تقنيات إخراج النص التعلمي من نصوص مسرح الخيال العلمي دون الوقوع في المباشرة وأساليب الإيضاح التي تبتعد عن الاستلهام الخيالي .
ومع أن المصادر المسرحية ( النصوص) التي توظف الخيال العلمي قليلة ، إلا أننا لانعدم عددا منها بقرائح كتابنا الكبار مثل
١-;-- توفيق الحكيم ، رحلة إلى الغد، القاهرة مطبعة درب الحمامية ومكتبتها .
٢-;-- تقرير قمري، القاهرة ،. مطبعة درب الجماميز ومكتبتها.
٣-;-- نعمان عاشور ، لعبة الزمن - فانتازيا درامية - القاهرة ، المركز العربي للبحث والنشر - راباك - ١-;-٩-;-٨-;-٠-;-
٤-;-- د. يوسف عز الدين عيسى ، نريد الحياة ومسرحيات أخرى ، القاهرة ، دار المعارف ١-;-٩-;-٨-;-٥-;-
٥-;-- د. إبراهيم حمادة ، معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية ، القاهرة ، دار الشعب ١-;-٩-;-٧-;-٣-;-
٦-;-- أرسطو ، فن الشعر، ترجمة: د. إبراهيم حمادة ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو ، ١-;-٩-;-٨-;-٧-;-
٧-;-- برتولد بريخت ، نظرية المسرح الملحمي، ترجمة : د . جميل نصيف ، بيروت ، دار المعرفة ١-;-٩-;-٧-;-٣-;-
０-;-- سعد أردش، عرض مسرحية : الجنس الثالث ، بطولة : عبد الرحمن أبو زهرة، إنتاج فرقة المسرح القومي ١-;-٩-;-٦-;-٩-;-



ولا تعدم كتابات نقدية تعرضت لمثل تلك النصوص المستلهمة للخيال العلمي ، مثل:
1- د. مجدي وهبه، معجم مصطلحات الأدب ، لبنان، بيروت ، مكتبة لبنان ١-;-٩-;-٧-;-٣-;-
2- د. محمد مندور ،. المسرح المصري، القاهرة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر
3- د. عبد القادر القط، فنون الأدب- المسرحية - القاهرة،
4- د. سامي منير عامر، المسرح المصري بعد الحربين العالميتين ، في جزئين - القاهرة ، الهيئة العامة للكتا ١-;-٩-;-٦-;-٨-;-
5- فاروق عبد القادر، صعود وهبوط المسرح المصري ، القاهرة. دار الفكر، ١-;-٩-;-٦-;-٨-;-
٦-;-- د. أبو الحسن سلام؛ الإيقاع في فنون التمثيل والإخراج ، الإسكندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;-
٧-;-- د. أبو الحسن سلام ، الرقص المسرحي والرؤى الإخراجية في أعمال وليد عوني ، الإسكندرية ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ٢-;-٠-;-٠-;-٨-;-
٨-;-- د. هاني أبو الحسن، جماليات الإخراج بين المسرح والسينما، الإسكندرية ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ٢-;-٠-;-٠-;-٧-;-
٩-;-- د. راندا حلمي ، العناصر غير الكلامية في العرض المسرحي - مخطوطة رسالة دكتوراة - مكتبة قسم المسرح كلية الأداب بجامعة الإسكندرية ٢-;-٠-;-٠-;-٧-;-
١-;-٠-;-- د. عزة الملط، نظرية العرض المسرحي ، مخطوطة رسالة دكتوراه - قسم المسرح بجامعة الإسكندرية.
١-;-١-;-- د. محمد خير الرفاعي ، المسرح الأردني بين المادة والشكل والتعبير - مخطوطة رسالة دكتوراه- قسم المسرح بجامعة الإسكندرية ٢-;-٠-;-٠-;-٥-;-

#ميليسا_رأفت (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات