أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مدني عبد المجيد الهيتي - التربية بالموقف افضل من 1000نصيحه














المزيد.....

التربية بالموقف افضل من 1000نصيحه


مدني عبد المجيد الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 12:36
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


استغلال المواقف التي يمر بها الطفل وتوظيفها في توجيهه تربويا يكون أثرها أكثر بـ 1000 نصيحة عابرة ليس لها علاقة بالحالة التي يعيشها الطفل، مثل سائق السيارة الذي يقرأ لوحات تحديد السرعة ولا يستجيب لها فإذا التقطته كاميرا المراقبة وذهب ليدفع الغرامة المالية يكون قد تلقى درسا لا ينساه طول عمره.

إن (مدرسة الدنيا) تعتبر عاملا مساعدا للوالدين والمربين في تقويم سلوك الأبناء، فالدنيا تربي الإنسان بمواقفها وأحداثها وكما قيل (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) لأن المجرب أخذ من خبرة الدنيا، وإني أعرف أُما كانت تهلك نفسها من أجل تدريس ابنها المراهق وهو متمرد عليها وعلى مدرسته، فقلت لها أنت علمته كل شيء فاتركيه حتى تعلمه الدنيا، قالت: ماذا أفعل؟ قلت لها: أنت تفتحين حقيبته المدرسية وتتابعين دروسه وأحيانا تكتبين الواجب عنه فكان ذلك سببا في تمرده عليك، اتركيه يواجه مشاكله بنفسه وإذا عاقبته المدرسة لا تتدخلي، فتركته حتى هددته المدرسة بطرده فكان يأتي يشتكي لأمه وهي تقول له: هذه مشكلتك واجهها بنفسك، وعاقبته المدرسة أكثر من مرة حتى استقام أمره وصار حريصا على دروسه

فالدنيا مدرسة نتعلم منها كل يوم شيئا جديدا، ولهذا كثير من الأمثال خرجت من تجارب الدنيا ومواقفها مثل: (الغريب لو صح أفضل من ألف أخ) و(اللي ما يقنع ما يشبع) و(الحياة تجارب يستفيد منها العاقل) وأمثال كثيرة خرجت من بطن أحداث الدنيا، فلو قلنا لكل قارئ الآن ماذا تعلمت من الدنيا؟ لقال الأول: تعلمت أن فشل التجربة لا يعتبر نهاية الحياة، ويقول الثاني: تعلمت أن تربية الأبناء تحتاج لصبر وروح رياضية، ويقول الثالث: تعلمت أن قراءة مقال قصير ومركز خير من دراسة شهر، ويقول الرابع: تعلمت أن كل يوم يختلف عن الآخر ولكن السعيد من كان راضيا وصابرا، ويقول الخامس: تعلمت أنه لا يوجد فيها سعادة دائمة أو حزن دائم، وهكذا.

ولهذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ينوع بأساليب التربية، فمرة يربي بالقصة ومرة الحوار المقنع ومرة بالهجر ومرة بالنصيحة، ولكن كان أكثرها توظيف مواقف الحياة وأحداثها في التوجيه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته فقال صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه طارحة ولدها في النار» قالوا: لا، قال: «والله لا يلقي حبيبه في النار»، فاستثمار الموقف هنا لتوجيه تربوي بتوصيل معلومة مرتبطة بصورة ذهنية شاهدها الصحابة فلا ينسونها أبدا، لأنهم لم يتلقوا المعلومة مجردة وإنما تلقوها مع رؤيتهم للحدث ومشاهدة مشاعر المرأة وهي تضم ولدها الذي فقدته، فترتبط هذه الصورة بأن الله لا يلقي حبيبه في النار

وموقف آخر عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد (التهاب العين) فعادني النبي صلى الله عليه وسلم، قال فلما برأت خرجت، قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعاً؟» قال: قلت: «لو كانت عيناي لما بهما صبرت واحتسبت»، قال: «لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك» فقد أخر النبي توجيهه التربوي بعد نهاية الحدث ليكون أكثر تأثيرا.

وقد يكون الحدث ظاهرة كونية فيعلق عليها النبي تربويا مثل ما ذكره جرير بن عبدالله -رضي الله عنه- قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ «وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب».

ولهذا نحن ننصح الوالدين والمربين بأن يلبسوا نظارة توظيف الأحداث تربويا بدل نظارة النصيحة المباشرة والمجردة للأبناء، لأن التربية بالموقف أهم من 1000 نصيحة، وحياتنا مليئة بالمواقف كل يوم.



#مدني_عبد_المجيد_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلام لا يعرفه المسلمون
- لودفييغ بولتزمان، عبقري الفيزياء الذي دفع ثمن عبقريته غاليا
- قراءة تاريخية موجزه.. تركيا واستحضار الإسلام السياسي من زمن ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مدني عبد المجيد الهيتي - التربية بالموقف افضل من 1000نصيحه