أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خطاب عمران الضامن - الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (2).















المزيد.....

الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (2).


خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)


الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 02:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصراع الطائفي في العراق .. الاسباب والنتائج (2).

تطرقنا في المقال الأول من بحثنا في أسباب ونتائج الصراع الطائفي في العراق لدور الأحداث التاريخية، في تكوين وتأجيج هذا الصراع، وتوقفنا عند مرحلة 1968 – 1979، واختتمنا البحث بالإشارة إلى استقالة الرئيس العراقي الأسبق احمد حسن البكر وتولي صدام حسين السلطة.

العراق تحت حكم صدام 1979 – 2003

إن البحث في هذه المرحلة المفصلية من تأريخ العراق، ومحاولة تحليل ما أفرزته من نتائج على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أمرٌ تحفة المخاطر، وخصوصاً لمن يكتب باسمة الصريح، إلا أنني وتحت مؤثرات النزوح والتهجير والحيف الذي تعرضنا له بعد 10/ 6 / 2014، قد عقدت العزم على البحث والكتابة في هذا الموضوع، وسوف لن يوقفني أي رادع طالما كان هدفي إظهار الحقائق وتحليلها بطريقة علمية محايدة، بغية تجنيب أجيالنا القادمة ويلات الاغتصاب والقتل والتهجير والتفجير الذي تعرضنا له كعراقيين كما أشرنا في المقال الأول ضمن هذا الموضوع.
تميزت هذه المرحلة من مراحل التاريخ الحديث والمعاصر للعراق بأحداث ذات تأثير كبير على حاضر العراق آنذاك، وعلى مستقبله الذي عشناه ولا زلنا بعد عام 2003، ومن ابرز أحداث هذه المرحلة هو اكتمال معالم الحكم الديكتاتوري المطلق، والذي تسبب باندلاع الحرب العراقية الإيرانية( يمكن الاطلاع على مقالنا المفصل حول هذه الحرب والمنشور بتاريخ 2/ 12/ 2011):
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285752
وعملية غزو الكويت وما أعقبها من أعمال عسكرية، وأخيراً حرب احتلال العراق عام 2003، ما يهمنا من هذه المرحلة هو جانبها الاجتماعي- السياسي، والذي كان له أثار مهمة في تغذية الصراع الطائفي.

ضباط الجيش العراقي والقوى الأمنية.

ذكرنا في المقال رقم (1) من موضوع الصراع الطائفي في العراق، أن فلسفة صدام حسين الديكتاتورية عملت على تقريب الموالين وإقصاء المعارضين بغض النظر عن تنوعهم القومي والطائفي، الأمر الذي جعل العرب الشيعة ضمن قائمة المعارضين المفترضة، وبالفعل شهدت المدة 1979 – 2003 احتكاراً غير مسبوق في تأريخ العراق في قبول الكليات العسكرية والأمنية لأبناء العرب السنة، يروي لي احد ضباط الجيش العراقي السابق وهو من سكنة إحدى قرى محافظة صلاح الدين، أن عدد المقبولين في الكلية العسكرية عام 1989 من قرية صغيرة تقع شمال محافظة صلاح الدين، فاق عدد المقبولين من محافظات جنوبية مثل الناصرية والعمارة!!.

أما بالنسبة للكليات الأمنية فمسألة القبول تكون اشد تعقيداً، حيث تتم المفاضلة على نطاق عشائري ضمن ألطائفه الواحدة وهي بالطبع طائفة العرب السنه، فيجري تفضيل أبناء قرى من تكريت على أبناء نينوى أو الانبار وهكذا، ما أردت عرضة من خلال التوضيح أعلاه هو أن عشرات الآلاف من أبناء محافظات شمال وغرب العراق وهم من السنة، تم زجهم في صفوف الجيش والقوى الأمنية، وبسبب طبيعة الحكم الديكتاتوري وصرامته في تنفيذ برامجه الأمنية، تورط عدد كبير من هؤلاء الضباط في تنفيذ انتهاكات لحقوق الإنسان، وجرائم ضد الإنسانية ضد أبناء وطنهم في الجنوب والشمال، بل وفي بعض الأحيان ضد أبناء مناطقهم في صلاح الدين والانبار ونينوى، نتيجة لطبيعة عملهم في الأجهزة الأمنية المذكورة إما طوعا أو كرها.

مرحلة ما بعد 2003.

شهدت هذه المرحلة الانهيار الكبير والمأساوي للدولة العراقية الحديثة، وذلك في أعقاب الأعمال العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفائها، وما أعقب تلك العمليات من أعمال نهب وتخريب استهدفت كافة مؤسسات الدولة، كما شهدت هذه المرحلة سيطرة قوات الاحتلال الأميركي على مقاليد الحكم من خلال المكتب السياسي للجيش الأميركي في العراق متمثلا بالحاكم المدني بول بريمر.

قرار حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية.

من هنا بدء العد التنازلي لبداية التدهور الأمني وانتشار أعمال العنف بشتى أشكالها، ليس بسبب المعنى الظاهري لقرار حل الجيش والقوى الأمنية، فالجيش كان منهار ومنحل بالفعل منذ يوم 9 نيسان 2003، وجميع أسلحته الثقيلة ودروعه نقلت أمام أنظار القوات الأميركية إلى اربيل والسليمانية، والأمر نفسه ينطبق على باقي القوى الأمنية، إلا أن بداية انطلاق الخطوات العملية لانهيار الأمن تمثلت في إقصاء الآلاف من ضباط الجيش والأجهزة الأمنية وحرمانهم من الرواتب التقاعدية ومنعهم من إعادة التعيين في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية عن طريق قانون اجتثاث البعث.

قانون الهيئة الوطنية أجتثاث البعث

ينطوي هذا القانون الذي تم تضمينه في الدستور العراقي لعام 2005، على بنود تحضر أعضاء حزب البعث العراقي ومنتسبي القوى الأمنية من العمل في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية، وتحت طائلة هذا القانون حرمت مؤسسات الدولة من الخبرات المدنية والعسكرية التي يحملها المشمولون بهذا القانون، الأمر الذي دفع الكثير منهم للانخراط في التنظيمات المسلحة أو تأييدها على اقل تقدير، أضف إلى ذلك زج العديد من العناصر غير الكفوءة وغير المؤهلة لشغل مناصب مدنية وعسكرية وأمنية، الأمر الذي أسهم في تردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في العراق منذ 2004.

دور المد الإسلامي السلفي

شهد العراق خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي انتشار ظاهرة يمكن تسميتها بالمد السلفي، والتي تمثلت في انتشار الدعاة السنة ممن اعتنقوا الفكر السلفي الجهادي الذي هدف إلى إحداث تغييرات جذرية في الأوضاع الاجتماعية والسياسية من منطلق ديني في المجتمع العراقي، عمل هؤلاء الدعاة وفق إستراتيجية بعيدة المدى، بدأت بحملات ترويج للفكر السلفي الجهادي بطنت بأنشطة سلمية تمثلت بتوزيع المساعدات للفقراء أثناء الحصار الاقتصادي للعراق، وحملة مماثلة لبناء الجوامع والأعمال الخيرية الأخرى، بغية تجنب انتباه القوى الأمنية في العراق آنذاك، إلا أن حكومة البعث سرعان ما لاحظت انتشار مظاهر الحركة السلفية والتي تمثلت بتطويل اللحى وتقصير الملابس وانتشار التشدد الديني وتكفير القوى الأمنية وغيرها، الأمر الذي دفع قوى الأمن إلى شن حملات اعتقالات واسعة في صفوف السلفيين أدت إلى تحجيم أنشطتهم الدعوية والتنظيمية إلى ما بعد الاحتلال عام 2003.

التزاوج البعثي السلفي بعد 2003

بعد سقوط بغداد واحتلال العراق من قبل القوات الأميركية تنفس السلفيون الصعداء لخلاصهم من نير حكم البعث وقبضته الأمنية الصارمة، بينما تشرد البعثيون شر تشريد وعانوا من القتل والتهجير والمطاردة من قبل حكومة الاحتلال الأميركي، الأمر الذي أدى إلى توافق أو اتفاق مرحلي وحد الأهداف والمصالح بين أعضاء حزب البعث والضباط المجتثون والسلفيون الجهاديين وتحديداً في المناطق السنية، وهو ما يمكن تسميته بالتزاوج البعثي السلفي، وبالفعل شهدنا تولي قيادات بعثية لزعامة مجاميع تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية داعش في جميع المناطق السنية، وكان لقيادات حزب البعث أدوار كبيرة في دعم التنظيمات السلفية الجهادية في محاربة قوى الأمن العراقية والذي انتهى بسقوط مناطق شمال وغرب العراق، هذا الموضوع سوف يكون تكملة حوارنا في الجزء الثالث والأخير من بحثنا الموسوم الصراع الطائفي في العراق الأسباب والنتائج، شكرا للقراءة والمتابعه، دمتم بخير أحبتي.



#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)       Khattab_Imran_Al_Thamin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (1).
- مجلس النواب الأميركي وقانون العراق
- ألعرب بين الهوية القومية والهويات الطائفية
- الحرب العراقية الايرانية .. الاسباب والنتائج


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خطاب عمران الضامن - الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (2).