أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خطاب عمران الضامن - الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (1).















المزيد.....

الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (1).


خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)


الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عانى العراق دولةً وشعب، مزيداً من الويلات والدمار بسبب الصراع الطائفي الذي شهده هذا البلد بعد عام 2003، وفي إطار المسئولية الأخلاقية والوطنية التي نتحملها جميعا كعراقيين وبدرجات مختلفة، وجدت من الضرورة علينا وبطرق مختلفة البحث في أسباب هذا الصراع، ومحاولة تشخيص المسببات، والبحث عن الوسائل الممكنة للحد منه والعمل على إنهاءه، لتجنيب الأجيال القادمة الكوارث والمآسي التي تذوقنا طعمها، ولهذه الدوافع شرعت في كتابة بحث محايد ومتواضع في موضوع الطائفية في العراق.
بداية يتوجب علينا تحديد تعريف دقيق ومحايد لمفهوم الطائفية، ويمكن تعريف الطائفية بأنها حالة اجتماعية تتلخص بالتخلي عن الانتماء القومي أو الوطني لصالح الانتماء للطائفة أو للمذهب الديني، وفي حالة العراق ومعظم الدول العربية التي تشهد صراعات طائفية بدرجات مختلفة، فأن الطائفية تظهر بوضوح عندما تتبنى شرائح عريضة من المجتمع هوية طائفية إسلامية سنيةً كانت أم شيعية.

التأصيل التاريخي لطائفتي الشيعة والسنة.

تعود بدايات انقسام الديانة الإسلامية لفرقتين سنية وشيعية إلى فترة بداية ظهور الإسلام وانتشاره منذ أكثر منذ 1400 عام، وتحديداً مع بداية نشوء الخلاف بين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وما أعقبها من أحداث ذات تأثير كبير في تاريخ المنطقة العربية والإسلامية، كان أبرزها مقتل عثمان عام (35 هجري / 656 ميلادي)، والذي أدى إلى اندلاع الصراع الدامي بين أنصار كل من علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وانتهى بمقتل علي عام (40 هجري / 659 ميلادي)، وتسلم معاوية مقاليد الحكم عام (41 هجري/ 661 ميلادي)، يضاف إلى ذلك حادثة مقتل الحسين بن علي عام (626 هجري / 680 ميلادي) وما أفرزته من تباعد فكري وسياسي بين الفريقين.
يتضح مما تقدم أن الصراع على السلطة وما ترتب علية من اقتتال أسهم مساهمة كبيرة وحاسمة في انشقاق الديانة الإسلامية إلى فرقتين رئيسيتين هما الشيعة والسنة.

المذهب الشيعي.

يقوم الفكر الإسلامي الشيعي على مجموعة من الأسس العقائدية التي تميزه عن الفكر السني، يأتي في مقدمتها الأيمان بعصمة أئمة أل البيت الاثنا عشر ( علي بن أبي طالب وأحدى عشر أمام من أولادة وأحفاده )، من جميع الأخطاء البشرية، وحقهم المطلق في تولي أمر المسلمين وحكمهم، ويستند الفكر الشيعي في هذا المعتقد إلى مجموعة من النصوص القرآنية والأحاديث المنسوبة للنبي محمد، إضافة إلى أحاديث رويت عن علي بن أبي طالب وذريته، كما ويختلف المذهب الشيعي عن المذهب السني بمجموعة من المحضورات والمسموحات.

المذهب السني.

تستند فلسفة المذهب السني على مبدأ يقوم على تقديس جميع صحابة النبي محمد على حد سواء، استناداً إلى كم كبير من الأحاديث المنسوبة للنبي في كتب منها صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها، تحتوي هذه الكتب على أحاديث تقدس جميع صحابة الرسول بغض النضر عن صلة القربى بالنبي، يرفض الفكر السني عصمة أئمة ال البيت وحقوقهم السياسية، وبالتالي فالمذهب السني لا يؤمن بعصمة أل البيت ولا بضرورة وأحقية توليهم لأمر المسلمين، مما يجعل علي بن أبي طالب مساوياً لمعاوية بن أبي سفيان كونهم صحابه، حيث هم يتفاوتان بالدرجة أو ألمرتبه فقط، وكذلك الحسين بن علي بالنسبة ليزيد بن معاوية، ومن هنا بدأ الخلاف والصراع الفكري كما ذكرنا.

شيعة وسنة العراق منذ بداية الإسلام حتى عام 1917.

الغالبية العظمى من شيعة وسنة العراق هم من العرب، وجزء يسير منهم هم من التركمان والشبك، أما كورد العراق، فلا يمكن اعتبارهم جزءً من المعادلة الطائفية، حيث أن هويتهم يغلب عليها الطابع القومي الكوردي، ولم يسجل لكورد العراق أي دور يذكر في الصراع الطائفي محل البحث، باستثناء الأدوار التي لعبتها الأحزاب الكوردستانية للتأثير على مجريات هذا الصراع، من منطلقات قومية تهدف إلى أنجاز هدف استراتيجي هو الانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكوردية.
يشترك عرب العراق بثقافة وتقاليد موحدة، وتأريخ ومصير مشترك، لذلك نرى معظم القبائل العربية تنقسم إلى جزأين أحدهما سني والأخر شيعي، وقد تعايش أبناء الطائفتين من العرب جنباً إلى جنب منذ ظهور الإسلام وحتى تأريخ قريب جداً، بظروف اجتماعية يمكن وصفها بالمنسجمة والآمنة، ولم تظهر بوادر الصراع الطائفي ألا في مراحل محدودة جداً من تأريخهم، لأسباب معظمها كانت سياسية ارتبطت بفلسفة السلطة الحاكمة، أو أمنية نتجت عن ضعف أداء الحكومات من نواحي الأمن والعدالة، وفي هذا المجال يتوجب علينا ذكر دور الحكومات الطائفية التي حكمت العراق للفترة 1258- 1917، وكان أبرزها الحكم ألصفوي، والحكم العثماني، اللذان اتسم حكمهما للعراق بالطابع الطائفي، وعمل كل منهما إلى محاربة وطمس المذهب الأخر من جهة، وترسيخ المذهب الذي يتبناه من جهة أخرى، لأسباب سياسية تتعلق بالحفاظ على الحكم. كان لهذه السياسات نتائج أبرزها تصاعد الشحن الطائفي وإنماء الزعامات السياسية الدينية الطائفية المتشددة، غير أن الاقتتال الطائفي لم يحدث، والصراع الطائفي لم يظهر على السطح، واستمر الفريقين بالتعايش السلمي حتى عام 2003.

مرحلة 1917 – 1968.

شهدت هذه المرحلة قيام الدولة العراقية الحديثة، وذلك بزوال الحكم العثماني وتأسيس مملكة العراق الحديثة، ومن ابرز الأحداث التي يتوجب علينا ذكرها في هذه المرحلة، هو عزوف شيعة العراق عن المشاركة في حكومة المملكة التي شكلت عام 1921، وذلك بسبب الفتوى الشهيرة التي أعلنها الأمام الشيرازي (المرجع الأعلى للشيعة في العراق آنذاك) والتي أعلنت الجهاد ضد الاحتلال البريطاني ألذي أنهى الحكم العثماني، صدرت هذه الفتوى من منطلقات إسلامية تعتبر الدولة العثمانية دولة إسلامية، وبالتالي لا يجوز محاربتها والتعاون مع المحتل الكافر في تشكيل الحكومة الجديدة، وبالفعل خلت الحكومة الملكية الأولى من أي وزير شيعي، بل وحتى الوظائف المرموقة كانت خالية من الشيعة وبالتالي كان الملك وجميع أعضاء الحكومة من السنة.

مرحلة 1968 –1979.

شهدت هذه المرحلة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر صعود حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة، تميز حزب البعث بفلسفته العلمانية الاشتراكية، إضافة إلى احتكاره للسلطة عن طريق حضر جميع الأحزاب السياسية وبصرامة غير معهودة في المنطقة، تميزت هذه المرحلة بتحسن كبير في ألأوضاع المعيشية في عموم البلاد، نتيجة لمضاعفة أسعار تصدير النفط الخام العراقي، متأثرة بحرب تشرين / أكتوبر عام 1973. عملت حكومات البعث على تقوية الجيش عن طريق التدريب والتسليح والتجهيز بالأسلحة والمعدات الحربية الحديثة، قام حزب البعث بزج عشرات الآلاف من الشباب كضباط في الجيش والأجهزة الأمنية الحديثة ومنها جهاز المخابرات والأمن العام ومديرية الاستخبارات العسكرية، معظم هؤلاء الشباب كانوا من محافظات شمال وغرب العراق ( صلاح الدين، نينوى، الانبار وديالى)، كما شهدت هذه الفترة حظراً غير مسبوق للأحزاب السياسية والدينية، وجرت تصفيات جسدية للآلاف من عناصر هذه الأحزاب بل وحتى لذويهم وأقربائهم، كل هذه الممارسات الحكومية جعلت العراق بلد يحكم بسياسة ديكتاتورية محكمة تمارس البطش بحق كل معارض أياً كان توجهه لفكري وانتمائه الطائفي والقومي.

مرحلة 1979 – 2003.

اعتلى منصب رئيس جمهورية العراق خلال هذه الفترة صدام حسين، بعد إعلان استقالة الرئيس الأسبق احمد حسن البكر، عمل صدام منذ الأيام الأولى لتولية السلطة على التخلص من الخصوم ضمن الحكومة العراقية وحزب البعث الحاكم، فشهد عام 1979 والأعوام التالية إعدام العشرات من القيادات العليا في حزب البعث، بوسائل متعددة وتحت ذرائع كثيرة. وبعد سيطرت هذا الحزب على كافة مفاصل الحكم في العراق، أعتمد صدام منهج الطائفية السياسية الديكتاتورية، فكل أثبت الولاء لشخصه أعتبر وطنياً، وكل من أظهر أو أخفى غير ذلك عد خائناً ومتآمرا، الأمر الذي جعل شيعة العراق وكورده الذين لم يكن لهم دور في الحكومة وحزب البعث ضمن قائمة المتآمرين والخونة، وبالتالي تم إقصائهم والبطش بمن ثبت عدم ولاءه منهم، وعلى العكس من ذلك، تم احتواء أبناء العرب السنة من المحافظات الشمالية والغربية ضمن مؤسسات الحكم وضمن المنظومة الأمنية، وبذلك أصبح حكم صدام حكماً ديكتاتوريا طائفيا يعتمد الولاء المطلق أساساً للشراكة في الحكم.



#خطاب_عمران_الضامن (هاشتاغ)       Khattab_Imran_Al_Thamin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب الأميركي وقانون العراق
- ألعرب بين الهوية القومية والهويات الطائفية
- الحرب العراقية الايرانية .. الاسباب والنتائج


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خطاب عمران الضامن - الصراع الطائفي في العراق .... الأسباب والنتائج (1).