القسية عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 09:09
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لم يجد النوم إلي منفذا هذه الليلة ,وهو الشيء الذي لم أعرف له سببا .فأنا نؤوم الليل و رقمي القياسي في السهر لا يتعدى الثانية صباحا .دعاني صديقي يوسف لحضور اليوم الأخير من موسم (اشراكة),وقال لي في إطار الفكاهة أن سهرك دليل على منادات الولي لك للحضور .و أنا بين الإقبال و الإحجام ,رافقته أخيرا راجيا عيش تجربة روحانية.خاصة و أنا و الولي الذي أقيم الموسم في شرفه (سيدي بوعمر) كلانا ينحدر من نواحي مراكش .شربنا من نفس الماء و غُذينا زيتونا و تينا.و ليس بعيدا أن أكون أحد أحفاده الهائمين في الأرض,ووجدت الطريق إليه أخيرا .المهم بعيدا عن هذه الافتراضات, فعندما برزت خيوط الشمس الأولى ,أطفأ الناس الشموع التي كانوا مرابطين من حولها ,و اصطبغت الأرض بياضا ,ذلك أن أغلب الناس ارتدوا الأبيض فجأة ,وكنت قد أخبرت بقوانين اللعبة من طرف صديقي قبلا .فمن يلبس الأحمر أو الأسود يضرب وتقطع ملابسه ,لهذا جئت لابسا جلبابا أبيض ,ونزعت نعلي لأدخل المكان المقدس.شاهدت مايسمى ب(الحضرة) التي هي عبارة عن طقس من الرقص العجيب ,والأخاذ .حسدت الرجال و النساء على انعتاق أجسادهم ساعتئذ,من القوانين اليومية ,ليدخلوا تحت قانون خاص أقل و طأة بكثير,فيه ينطلق شعر النساء في الهواء جيئة و ذهابا كحوافر الخيل مِكر مفر مقبل مدبر معا .. كما قال امرؤ القيس .مرحة أجسادهن تتمايل بعشوائية فاتنة ,لعل عريسا من الهائمين تجذبه رائحة الحناء و الزيتون ..ولسان الحال يقول زعير بلاد الخير و الناس الملاح ,بلاد الشين و الشين و الشين .الشواء و..
تذكرت في هذه الأمسية, قصة رواها لنا أستاذ لغة فرنسية كان قد درسنا في سلك الثانوي ,تدور أحداثها حول ضريح لولي ما ,تزوره النساء من كل حدب و صوب ,ويحملن إليه الهدي ,و الأماني كي يتوسط لهن فيها .وكان أحد الأطفال بجوار أمه يلهو,وعلى غفلة منها تبول على قبر الولي غير واع بقدسية المكان عند الناس . رأت النساء الماء يخرج من تحت القبر ,فأنبأهم حارس القبر بعد أن غلق فم الأم التي رأت كل شيء ,قال لهم (فاض علينا الولي )إشارة إلى ضرورة التبرك .الشيء الذي تم فعلا .مسحت النساء جميعا على وجوههن بالبركة..
#القسية_عبدالله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟