أيسر الجرجفجي
الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 18:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( مثل مصري : لا تعايرني و لا أعايرَك ، الهمّ طايلني و طايلك ) !
فوجئت حين إطّلعت على بعض صفحات التواصل الأجتماعي لبعض الأصدقاء أنهم يستغلون المظاهرات و نقمة الجماهير على الفساد الحكومي و السياسي لصالح نوايا خفية في مديح صدام حسين و لسان حالهم يقول : ( لم تَرضَوا بصدام فذوقوا مما صنعت أيديكم ) ! على اساس المثل القائل : اللي يشوف الموت يرضى بالصخونة ..
فلو عدنا بالذاكرة لأيام ( الصخونة ) فسنرى كيف كان صدام حسين و أهله و حاشيته يعيشون حياة الترف و الرفاهية و القصور الفارهة و المليارات و التسلط و فساد أبنائه الأخلاقي و الأقتصادي ، و الشعب في فقر و حرمان و حصار كان هو المتضرر الوحيد منه ، و الخزينة الخاوية التي كانت تُملأ بأوراق رخيصة نقدية مطبوعة دون غطاء ، و سجون الأمن و التعذيب و القتل و الحروب العبثية التي راح ضحيتها أكثر من مليون شهيد و التي أثقلت كاهل الأقتصاد العراقي ، و حملات الكيمياوي و مجازر المقابر الجماعية و الأنفال و حلبچة ، و الخوف من التعبير و تكميم الأفواه حيث كان أمننا يقتصر فقط في عدم الأعتراض و في ولائنا المطلق للقائد الضرورة ملحقين إسمه عند لفظه بحفظه الله ! دون أن ننسى أيضا أن ( القائد الضرورة ) سمح للمفتشين الدوليين أن يفتشوا حتى غرف نومه !!!
اليوم الفاسدون أيضا كثر و الخزينة خاوية ، و سياسيو الصدفة سرقوا المال العام و أفسدوا و شرخوا النسيج المجتمعي العراقي و عززوا للطائفية و المذهبية و العرقية .. اليوم العراقييون ينتفضون ضد هؤلاء السياسيين و لو أنها متأخرة و لكنها أن تأتي خير من أن لا تأتي أبدا ، و تبقى كلمة حق يجب أن تقال و هي لو كان الحاكم اليوم هو صدام حسين لدفن المتظاهرين أحياء في ساحة التحرير و لاحق حتى عوائلهم …
لذا لا تقارنوا و لا تصادروا إنتفاضة العراقيين لتمجّدوا ما كان في زمن ولّى ، أي بمعنى ( لا تعايرني و لا أعايرَك ، الهمّ طايلني و طايلك ) …
#أيسر_الجرجفجي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟