أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أكرم السياب - ثورة الكهرباء.. المجتمع المدني بمواجهة السلطة














المزيد.....

ثورة الكهرباء.. المجتمع المدني بمواجهة السلطة


أكرم السياب

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 03:18
المحور: المجتمع المدني
    


لعل الصبر قد نفذ، وبدأت جموع المتظاهرين، تزيح عن عيونها وقلبها الكمية المتبقية من الحلم والرزانة والصبر. مسلسل التظاهرات، الذي ضرب محافظات العراق، بادرة جيدة وخطيرة تنذر له لبداية مرحلة جديدة، من الإصرار والقوة لتحديد القرارات ورسم المواجهة الحقيقة بين الجموع والطبقة الحاكمة. واضعف الإيمان في هذا، هو إثبات الوجود وعدم الرضوخ القاتل، حول ما يجري في البلاد. اثنا عشرة عاماً، من الضياع والتراجع الى المربع الأول.



الكهرباء وسوف نطلق عليها اسم " ثورة الكهرباء"، ان صح التعبير. فما يجري من هيجان شعبي وتظاهر منظم، لا يعني هذا عمل ارتجالي قط، بل مدروس ومنظم بصورة أن كانت بسيطة. رغم التصاق ملف الكهرباء بالصورة، الا ان لم تكن هذه الخدمة فقط، هي المقصودة. بل هي الشرارة، الذي ينطلق منه المتظاهرون. هذه الثورة هي انقلاب على الواقع ومحاولة لتغيير النتائج. كثيرة هي الأسباب، الفساد، والتدهور الأمني، والمحاصصة، وارتفاع نسبة الأثرياء على حساب الجماهير المستضعفة، اي نستطيع ان نرسم أيدلوجيتها بأنها، ثورة برجوازية على الرأسمالية والإقطاع!.

المجتمع المدني هو نواة هذه الحراك، وهذا التحول الخطير الذي نقصد به. المجتمع المدني وجد ليكون قيادة وسطية، ومساندة للنشاط السياسي، وملئ الفراغ الحاصل بينهما، وهذا ما عملت عليه قوى الناشطون، منذ ولادة المجتمع المدني في العراق. حيث المبادرات المدنية والنشطات كانت هي شريان الحياة النابض للمواطن، بعيدا عن البرنامج الحكومي طيلة السنوات الماضية.

اليوم وفي بادرة غير مسبوقة، رأت القوى المدنية. مبدأ المساندة لم تنفع شيئا، بل حان الآن تبادل الأدوار بين المدنيون والسياسيون، لما تمتلكه هذه القوى من كفاءات ورجالات مستعدة لتقديم الأفضل. مثقفون وفنانون وأدباء وأكاديميون نزلوا الشارع بحالة أشبه بالهستريا, دون سابق إنذار، بل سبقها الضغط ومرارة العيش وتأخر عجلة الحياة.



السؤال هنا، هل سيتمر المجتمع المدني بتحريك نفسه وقيادته، الى النتيجة المقصودة؟ ام يصطدم به الانتماء السياسي؟ الايدولوجيا التي يمضي بها المجتمع المدني، وخصوصا في العراق، هي "مسيسه". وان كان مستقلا، لكن صعود المنظمة المدنية، دون دعم السياسي لها شي من ضروب الخيال. لذا سوف ينتج انقسام نوعي وفكري، بين المطالبين والمتظاهرين. ونقصد هنا بين " الناشطون ذو النزعة السياسية" والناشطون الخيريين" الذي يعملون بالمدنية، لإنتاج حكومة أكثر تطوراً ملائمة لطموحاتهم. ناشطون يرون الحزب الفلاني هو الأفضل، وآخرون يرون غير ذلك. وهنا تكمن صعوبة انتصار الرأي, بين تفريق الرؤى والحلول.



المخاوف تكمن في النتائج. إذا تحول المجتمع المدني إلى مجتمع سياسي، وترك المدنية وتحولها الى السياسة، ستكون فجوة كبيرة في المستقبل حول مصير الاثنين. فلم ينجح تبادل الأدوار بقدر تحديد الأدوار. المدنيون والناشطون، لابد من بقاءهم بالدور الرقابي على النشاط السياسي، وذلك من خلال خلق قيادات ناضجة وواعية، تعي مبدأ الحقوق والمراقبة. أما إذا تدنى النشاط المدني وتحول الى سياسي فسيسقط في فخ " السلطوية". وسيرى نفسه قد أسمك بالراية المقطعة والمكسورة " الحكم" ولم يستطيع النهوض الا بعد سنوات.

ما نحتاجه الآن، هو تكوين جيل سياسي قادم، يمكنه من إدارة الملفات بصورة متزنة وبمهنيه عاليه. فالقائمين في الساحة السياسية نضب نتاجهم، والتعويل باقِ على رجالات المستقبل القريب



#أكرم_السياب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحييّنا الشعائر .. ولم نُحيّ أمرهم!


المزيد.....




- تقرير عبري: مقترح إسرائيلي لوقف حرب غزة 60 يوما مقابل إطلاق ...
- الضفة تحت النار.. اعتقالات واقتحامات وهدم منازل
- مصابون واعتقالات باقتحامات للجيش الإسرائيلي بالضفة
- غزة.. الاحتلال يحوّل الأسير المحرر وائل الجاغوب للاعتقال الإ ...
- إدارة الفتنة.. لماذا تسعى إسرائيل لتلغيم خريطة الأقليات العر ...
- الأونروا: إسرائيل قتلت أكثر من 300 من موظفينا في غزة
- ليبيا.. بعثة الأمم المتحدة للدعم والمجلس الرئاسي يُشكلان لجن ...
- رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي لحماية المدنيين بالساحل الأ ...
- غزة تحت مقصلة المجاعة القاتلة
- الاحتلال يقترح هدنة بغزة 60 يوما مقابل نصف الأسرى الأحياء


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أكرم السياب - ثورة الكهرباء.. المجتمع المدني بمواجهة السلطة