أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 19 – 31 )















المزيد.....

علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 19 – 31 )


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 17:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 19 – 31 )


كور متيوك
[email protected]
إن صدق القول بان الولايات المتحدة طامعة وتريد استعمار البلاد ، فهل هذا يعني أن موقف الحكومة السودانية والمؤتمر الوطني كانت صحيحة ، بينما مارست الحركة الشعبية والحكومة وقتها الخداع والتدليس على الشعب دون إخبار الشعب بالنوايا الحقيقة لأمريكا . الم يكن على قادة الحركة الشعبية أن يخرجوا ويتحدثوا بصوت عالي ليؤكدوا صدق مواقف الحكومة السودانية تجاه امريكا . حتى يخرج الشعب الجنوبي وقتها اسوة بالإسلاميين المتشددين لحرق الاعلام الامريكية و الاسرائيلية ، الم يكن على الحركة الشعبية وحكومة الجنوب تعبئة الشعب وتوعيتها بالنوايا الامبريالية الامريكية و البوشية حتى يخرج الشعب الجنوبي لتمزيق صورة الرئيس جورج بوش الثاني ، لماذا صمتوا عندما كان ينبغي لهم التحدث ، الم يكن الاحرى بالشعب الجنوبي وقتها الخروج وحمل لافتات كتبت عليها ( الموت لأمريكا ) كما يحدث في ايران .
طالما الولايات المتحدة سعت لإقامة علاقة مع الصين رغم أنها لم تكن في حالة ضعف بل كانت في قمة مجدها ، فالأولى على الحكومة أن تسعى لإقامة علاقة جيدة و استراتيجية مع الولايات المتحدة ، فهذا يعود بالنفع للوطن والشعب ، فطالما فشلت مشروع الحركة الشعبية والسودان الجديد ، فقادة الحركة الشعبية يجب أن لا يخدعوا الشعب مجدداً ، بالحديث عن امبريالية الولايات المتحدة ، والقول إن الصين وروسيا هم الافضل و الاقرب الينا ايدلوجياً . فلقد شبع الشعب من شعارات وأيدلوجيات و ما يريده الآن هي التنمية واللحاق بركب العالم اقتصادياً وسياسياً .
وهنالك العديد من تجارب الحكم على مستوى القارة الافريقية شبيهة للوضع في البلاد ولم يؤثر ذلك في العلاقة معها وامريكا ، فسوء العلاقة مع واشنطن ليس لانها سعت لتغيير النظام ، لكنها فشل ادارة الدبلوماسية ونتيجة لسياسة توظيف الاقارب و ابناء الوزراء و المسئولين في الخارجية و ارسالهم للخارج كدبلوماسيين بينما هم فقراء معرفياً ودبلوماسياً ، ومعرفتهم بالعلاقات الدبلوماسية والدولية لا يمكن معالجتها ، و لا يوجد معهد للدراسات الدبلوماسية او جامعة في العالم للعلوم السياسية يمكن إن يعالج هذا الخلل المعرفي ، لكنهم يصلحون دبلوماسيين في قرأهم .
الافضل انتهاج سياسة خارجية متوازنة لا يضر و لا يسئ لاي دولة من الدول دون تفضيل دولة على اخرى ، وعلى راسمي التفاعلات الخارجية أن يعلموا بان الولايات المتحدة تعاملت مع دول دكتاتورية وديمقراطية وغيرها من الانظمة السياسية والعسكرية على مستوى القارة الافريقية ، وهي تتغاضى عن ذلك في سبيل مصلحتها غالباً مع ذلك ، هي تسعى لترسيخ النظم السياسية على نمطها ، وهذا لا يتعارض مع اتجاهات البلاد لو كانت النوايا صادقة في ترسيخ نظام للحكم ديمقراطي . ولو كانت الحكومة تسعى اقامة نظام ديكتاتوري وقمعي فالصين غير من يمكن صناعة الديكتاتوريات في افريقيا .
أمريكا تتعامل مع دول الخليج والتي تقوم على النظم الوراثية الملكية وحكم الاقلية على الاغلبية ، وكذلك عن الفساد وهذا ما حدث في غينيا الاستوائية ، وهي مضمنة في اللائحة الامريكية لمنتهكي حقوق الانسان لكنها تمتلك احتياطي نفطي تقدر بمليار برميل . الأفراد وليس الدولة هم من يختاروا اي دولة يفترض الدخول معها في مواجهة سواء كانت دبلوماسية خلف الكواليس وفي اروقتها او في وسائل الاعلام ، مثل العلاقات الجنوبية الصينية الذي كاد بعض المسئولين المس بها دون ادراك منهم بذلك ، بسبب هفوات لا يعطى اي اهمية في العلاقات الدولية باعتبار أن العلاقات بين الدول يحتاج بناءها الكثير لذلك الدول تتردد كثيراً قبل إن تتخذ اي موقف قد يراها الدولة الاخرى سالبة او خادشة .
وفي الآونة الأخيرة طغى بصورة كبيرة الشخصيات والمسئولين على مجمل التفاعلات الخارجية للدولة و اصبحت بموجب مواقفهم وتصريحاتهم ، يمكن للمراقب والمحلل أن يحدد ماذا يبتغي اليها الحكومة وكذلك الحكومة ، وفي حال اردنا تشخيص الازمة حتى يمكن معالجتها في المستقبل ، فلابد من التطرق الى قضية دور الفرد في السياسة الخارجية والتي وجدت حظها من الدراسة والنقاش . وتتفاوت اراء المحللين حول تقويم دور المتغيرات الشخصية ، كالاستعدادات النفسية و الانساق العقدية الفردية في التأثير على السياسة الخارجية للدولة وتعامله مع الوحدات الدولية ، وذلك حسب ما جاء في كتاب تفسير السياسة الخارجية للدكتور لويد جنسن ، فوفقاً لشابيرو وبونهام يريان أن " معتقدات صانعي القرار في السياسة الخارجية هي اساس تحليل نتائج القرار " اما كلمان فانه يقول : " من وجهة نظري الخاصة فان الخصائص الشخصية ذات اهمية محدودة نسبياً في التاثير على نتائج قرارات السياسة الخارجية " .
ووجهة نظر كلمان يقلل من تاثير الفرد في السياسة الخارجية وهذا يمكن ان يكون صحيحاً في ظل حكومة ذات مؤسسات راسخة ، و الافراد فيها ينفذون السياسة التي تتخذها الجهات ذات الاختصاص فقط ، و لا يمكن القول أن هذا يحدث في جنوب السودان ، وهذا ما يبرره التنازع الكبير بين وزارة الخارجية ومؤسسات عديدة في الدولة وداخل وزارة الخارجية نفسها ، ربما لمكانة وزارة الخارجية البارزة ودورها في التأثير على القرار الداخلي .
فدول مثل الولايات المتحدة التي تكونت لديها ارث من التقليد التاريخي في التعامل مع دول العالم بدءاً من فرنسا قبل اكثر من ثلاثمائة عام ، حيث اوضحت المعاهدة التي كتبها جون ادامز كورقة تفاوضية بينها والحكومة الفرنسية والتي اصبحت تمثل فيما بعد اساس السياسة الخارجية الامريكية ، حيث حدد المقترح الأسس الذي يفترض أن تقوم عليه العلاقة بين الدولتين في المستقبل ، وكان شرط أن لا يظل الولايات المتحدة أسيرة فرنسا وحروبها في المستقبل شرطاً اساسياً باعتبار أن الولايات المتحدة لم تكن تريد أن تكون شريك و اسير السياسة الخارجية الفرنسية .
ونصت الاتفاقية على تدخل الدولتين لمساعدة البعض في حالات الضرورة القصوى ، وقد اثر مؤسسو الامة الامريكية تأثيرا بارزاً في بلورة بعض المفاهيم التي اصبحت بمثابة مسلمات في السياسة الخارجية ، ولعل ابرز جذور السياسة الخارجية الامريكية هو فكرة العزلة التي نشأت نتيجة عوامل عديدة منها الانفصال الجغرافي والانفصال الروحي والفلسفي والخصائص السياسية و الايديولوجية الاساسية المميزة للأمة الامريكية والاكتفاء الذاتي الاقتصادي و الامن العسكري النسبي لنصف الكرة الغربي .
وكذلك النسق العقدي الايراني الذي تؤثر عليها النزعة القومية والدين ففي فترة حكم محمد رضا بهلوي ، الذي نال لقب شاه ايران بعد تنازل والده عن العرش 1941م حيث ركز على الرموز الوطنية الفارسية والتراثية العريقة لحكام فارس ، ودعت ارتباط سلالة بهلوي بالملكيات الفارسية القديمة التي نشأت منذ ما يقرب من 2500 عام ، وكان الشاه يشير دوماً في خطبه الى مؤسس الامبراطورية الفارسية سايروس الثاني . الذي استطاع اقامة حكم فارسي في منطقة شاسعة خلال جيل واحد . كما حصل الشاه على الالقاب القديمة مثل شاهنشاه ( ملك الملوك ) وظل الله ونائب الله ومركز الكون ، حتى ان الحرس الشخصي سمي العشرة الاف خالد تيمنا بحرس سايروس الثاني ؛ فلقد صيغت محاولات الشاه لتحديث ايران واعادة بناء ( حضارة عظمى ) على غرار التجارب السابقة في التاريخ الفارسي .
النسق العقدية تمثل محدد ومرجع لراسم السياسة الخارجية ومتخذ القرار يجعله يتعامل مع احداث دولية بعينه ويرفض التجاوب مع الاخرى ، ويضع قيوداً وخطوط لا يمكن تجاوزها ، وتقدم الانساق العقدية الوطنية اداة لتبرير خيارات السياسة الخارجية ، فهذه الخيارات تبنى عادة على تفسير الامن الوطني ، ولكنها تقدم للجماهير على اساس انها تمثل مجموعة من القيم المشتركة ، ولذلك يؤكد صانعو القرار السوفيتيون على ان اي خيار في السياسة الخارجية السوفيتية لابد وان يسترشد بالمبادئ الماركسية ، كما تميل الولايات المتحدة الى تبرير خياراتها على اساس حماية العالم الحر وجعل العالم امناً من اجل الديمقراطية او ضمان اقامة حكومة نيابية . ( انظر تفسير السياسة الخارجية ، م.س ، صــ 84 – 86 ، 95 ، 111 )

نواصل



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان الارهابيين والسذاجة المفرطة
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 18 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 17 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 16 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 15 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 14 – 31 )
- تحليل السياسة الخارجية على ضوء الإستراتيجية الأمريكية في أفر ...
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 12 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 11 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 10 – 31 )
- تحليل السياسة الخارجية على ضوء الإستراتيجية الأمريكية في أفر ...
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 8 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 7 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 6 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 5 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 4 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 1 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 3 – 31 )
- علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 2 – 31 )
- العدوان السعودي على اليمن و الاسرائيلي لغزة !


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - علاقات جنوب السودان و امريكا في عهدي بوش و اوباما ( 19 – 31 )