هل ينفرط عقد التحالف الخليجي المصري ؟

مختارعبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في سبتمبر 2013 كتبت مُنبِها عن المأزق القادم في العلاقات المصرية الخليجية ، والذي يتمثل في تباين الموقف السعودي من الاخوان المسلمين http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=375965، واوضحت صورة هذا التباين الذي تجلي بوضوح بعد ثورة 30 يونيو ، حيث كانت السعودية داعمة بشكل كامل للاخوان في سوريا ، وذلك تخوفا من تيار شيعي تراه يتمدد من لبنان الي سوريا مرورا بالعراق ، وعلي العكس من ذلك تماما فهي داعمة وبقوة لثورة 30 يونيو التي قامت للاطاحة بحكم الاخوان في مصر ، فالامر اذن لا علاقة له بالاخوان المسلمين كتيار متطرف يستخدم عباءة الدين للوصول الي الحكم ، وبرغم هدف الاخوان المسلمين المعلن عن حلم دولة الخلافة الاسلامية ، وبالتالي الاطاحة بالجمهوريات والممالك ليذوب الجميع في بوتقة دولة الخلافة ، ومن هذا المنظور فهم في خصومة مع كل دولة عربية ذات سياده ، ومع ذلك تضع السعودية في اولوياتها خطر المد الشيعي ، وهذا حقها ان تتحسب لمخاطر تهدد النظام السعودي من الجنوب تتمثل في الحوثيين الشيعة ، كما ان هناك وجود ليس بالقليل للشيعة في السعودية ، ولعل الاخطر هو تمركز الشيعة في مناطق تمركز انتاج البترول السعودي ، فالامر من وجهة نظر السعودية يختلف من حيث الاولويات ، فخصومتها مع الاخوان اقل خطرا من عداوتها للشيعة وايران ، الامر الذي يستدعي منح الاولوية للاخطار والاطماع الايرانية والشيعية ، فتسعي ايران للسيطرة علي دول المنطقة اما بتقسيمها او بتشييعها
في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله - كان الدعم السعودي لمصر بلا حدود تقريبا ، ولا ننسي الرد السعودي الشهير علي لسان عميد وزراء الخارجية العرب المرحوم الامير سعود الفيصل ، وذلك علي تهديدات امريكا بقطع المعونة والمساعدات لمصر ، وليس بخاف تأثير المملكة علي دول الخليج وحثها علي دعم مصر ، ومع ذلك لم تخفي المملكة موقفها ومن وجود خلاف في الرؤي ، وهذا ايضا اوضحه وزير الخارجية السعودي المرحوم الامير سعود بن فيصل ، وذلك في اثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ واعتراضه علي كلمة الرئيس الروسي بوتين ، ولكن كانت الامور تسير بهدوء وبلا صخب ولم يسعي نظام الملك عبد الله الي الضغط علي مصر للمصالحة مع الاخوان ، الامر الذي تبدل في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ، وبدأ يتشكل منذ توليه الحكم خلفا للملك عبد الله ، وبدا ذلك واضحا في تعديلات جذرية في اركان وثوابت الحكم السعودي ، والذي تكلل باقاله الامير سعود بن فيصل عميد الخارجية السعودية بل ومؤسسها
واندلعت في تسارع احداث اليمن وتغيرت الموازين والمواقع ، فصديق الامس الذي تم انقاذ رقبته بحكمة سعودية لم يصون المعروف ، وتحالف مع الحوثيين في اليمن اعداء الامس في رسالة موجهة للسعودية ، اتخذت السعودية قرارها بشن الحرب علي حوثيين اليمن ، وتحت غطاء دعم شرعية الرئيس منصور هادي ، وتشكل تحالف ضم مصر التي سرعان ما لبت النداء تأكيدا وتنفيذا لعبارة السيسي الشهيرة .. مسافة السكة ... ولم تستمر الحرب كثيرا وبدا تحت الرماد نار خلاف مصري سعودي لم يعلن عنه ، الا ان فتح قنوات اتصال سعودية باتجاه تركيا اردوغان وغزة مشعل وقطر تميم ...!!
ثم زيارات معلنة اوضحت ما كان خافيا من خلاف ، فالسعودية تري ان الحل في سوريا يكمن في اختفاء بشار الاسد من الحكم ، ومصر تري انه لا حل في سوريا بعيدا عن الاسد كمرحلة انتقالية ، وحتي لا يصل الاخوان الي الحكم في سوريا وهذا ما لا تقبله مصر
السعودية تسعي لحشد سني حتي ولو كان من الاخوان ، ليكون حائط صد ضد المد الشيعي والحلم الايراني ، ومصر تسعي الي ازاحة الاخوان من الصورة تماما وتري ان الخطر الاخواني ربما اشد من خطر المد الشيعي ، لانك في حالة الاخوان تتعامل مع مجموعات ذات نزعة ارهابية وليسوا دولة ونظام ، وفي حالة ايران فانت تتعامل مع نظام ودولة في اطار من البروتوكول والقانون الدولي

#مختارعبد_السلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات