|
هل يرضخ السيسي لضغوط المصالحة مع الاخوان ؟
مختارعبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 12:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مقال سابق تناولنا تباين الموقف السعودي من الاخوان في كل من مصر وسوريا ، ووجه نظر السعودية ورؤيتها للخطر الشيعي في منطقة الشرق الاوسط ، وهنا نستكمل الموقف المصري من هذا التباين وكيفية ادارة العلاقة المصرية مع دول الخليج الداعم الاقتصادي الاول للنظام المصري . بدا من الواضح تماما اختلاف النظرة المصرية لادارة الصراع في منطقة الشرق الاوسط ، وذلك عن النظرة السعودية التي تري مصلحتها في التحالف مع جماعة الاخوان المسلمين ، وذلك لصد الزحف الشيعي المرتقب والقادم من اليمن ، وفي ظل الاتفاق الايراني الدولي حول ملف ايران النووي ، وتنامي الدور الايراني الفاعل في المنطقة ، واثار الاتفاق الايراني النووي الذي سيتيح اموال ضخمة لايران كانت مجمده ، وهذه الاموال تفوق 150 مليار دولار يمكن لايران ان تستخدمها في زعزعة امن واستقرار الشرق الاوسط لتنال دورا فاعلا، هو دور الشرطي الامريكي في المنطقة ، مع اسرائيل وتركيا ، وهو تخوف له مبرراته القوية ، الا ان النظرة المصرية للامر تختلف كثيرا ، فالادارة المصرية تري ان خطر الاخوان الحالي والمستقبلي لا يقل خطورة عن المد الشيعي ، بل علي العكس فالخطر الشيعي من الممكن احتوائه بعكس الخطر الاخواني ، فالاخوان من الصعب السيطرة عليهم او احتوائهم وتقليل مخاطرهم ، ويسعي النظام المصري الي اقتلاع جذور الاخوان من المنطقة ، وبدأت فعليا في استئصال وجودهم في مصر ، الي الحد الذي اعتبرت فيه جماعةالاخوان المسلمين جماعة ارهابية ، خرج من عبائتها كل التنظيمات الارهابية كالقاعده وانصار بيت المقدس وداعش ، تلك التنظيمات التي اصابت العالم بالذعر والهلع وبخاصة في عالمنا العربي ، وبرغم ان تلك المنظمات الارهابية هي صنيعة غربية ولامريكا اليد الطولي في صناعتها ، فمصر استطاعت ان تخلق رأي عام داخلي كاره لتنظيم الاخوان ، وبعض من الرأي العام الخارجي علي نفس النسق ، الامر الذي يشجع القياده في مصر علي المضي قدما في تطهير مصر منهم ، وعلي الرغم من بعض الدعوات التي تظهر علي استحياء بين الحين والاخر للمصالحة بين الادارة المصرية وتنظيم الاخوان ، الا ان هذه الدعوات لا تلقي قبولا عاما ، حيث ان الدولة مازالت مسيطرة بصورة شبه كاملة وباحتراف اعلامي ، ومن الصعب الانتقال الي الجانب الاخر وقبول المصالحة ، وتنشغل الادارة المصرية بصورة اكبر في تثبيت اركانها ، بالعمل علي تنفيذ المشاريع الاقتصادية الكبري مثل مشروع قناة السويس الجديدة ، وفي مجال الخدمات الصحية مثل القضاء علي مرض فيرس "سي" و استزراع المليون فدان ، بالاضافة الي مشروعات اخري كالاسكان ، وتوفير الوظائف من خلال مشاريع عملاقة اخري كمترو الانفاق والقطار الكهربائي ، مستفيده من الشعبية الطاغية للرئيس السيسي بين الشعب المصري ، لذلك تكون توجهات الادارة المصرية علي الموائمة بين المصالح الوطنية ، وبين تخوفات دول الخليج وبخاصة السعودية ، لذا لم تشارك القوات المصرية البرية في تحالف عاصفة الحزم في اليمن ، وتسعي للحفاظ علي العلاقة المصرية الخليجية ولو في ادني حد ، وذلك بعدم اعلانها دعم بقاء الاسد في سوريا بما يتعارض والرؤية السعودية ، وتعمل مصر علي ان يكون بشار الاسد جزء من حل المشكلة السورية ولو لمرحلة مؤقتة ، ضمانا لعدم وصول جماعة الاخوان للحكم في سوريا ، وانتقال هادئ للسلطة في سوريا الي حكم مدني من تكتلات المعارضة ، لتقليص النفوذ الايراني في المنطقة ، وسوف تسعي مصر الي احتواء ايران بمد جسور التفاهم معها وتوثيق الروابط المصرية الايرانية ، لتوصيل رسالة هامة لدول الخليج مفادها ان ايران الدولة من الممكن التعامل والتفاوض معها كدولة ، بعكس الاخوان الذين يسعون جاهدين الي زعزعة امن المنطقة العربية بشعار دولة الخلافة الاسلامية ، ولن يرضخ السيسي لضغوط المصالحة مع الاخوان لقناعات شخصية وشعبية باتت واضحة ، لذلك نري ان تمر العلاقات المصرية الخليجية بفترة فتور لا ترقي الي الخصومة ، ويبقي التحالف قائما ولو بصورة غير فاعلة ، وفي الوقت ذاته تتوجه مصر بكل ثقلها وقوتها الناعمة الي السعي للمساعده في تشكيل عالم متعدد القطبية ، وذلك بتدعيم التعاون مع الدب الروسي واذكاء المارد الصيني لتولي دور في عالم جديد متعدد القطبية ، ولعل ذلك قراءة صحيحة للواقع العربي ، لذلك اغلب الظن يشير الي عدم المصالحة بين النظام المصري والاخوان ، وبخاصة اذا افلتت زمام الامور في دولة مثل السعودية ، وبحسب اسوأ التوقعات ان يكون الملك سلمان اخر ملوك ال سعود اذا ان الصراع بين الاسرة الحاكمة غير خافي وان كان غير معلن ، الامر الذي ربما يؤدي الي تقسيم السعودية الي دويلات وهذا مالا يرضي مصر علي الاطلاق ، ولكنه تحسبا لكل السيناريوهات المحتملة ..
#مختارعبد_السلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع
...
-
هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
-
كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
-
مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق
...
-
بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا
...
-
الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
-
-وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم
...
-
بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا
...
-
عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر
...
-
خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|