أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اليسار الثوري في مصر - داعش والعسكر والثورة (قراءة أولية) - كراس















المزيد.....



داعش والعسكر والثورة (قراءة أولية) - كراس


اليسار الثوري في مصر

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 17:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في غضون الأيام الماضية داهمنا حادثان هامين؛ مقتل النائب العام، وهجوم عصابات داعش في سيناء على أكمنة ومواقع عسكرية، وهما أمران يتطلبان تحديد موقف ماركسي واضح منهما، ورغم القاسم المشترك الكامن في أعمال عسكرية مسلحة، إلا أن هناك فارق لا يمكن إغفاله، فارق بين الأعمال الإرهابية الخاصة بالإرهاب الفردي؛ سواء منظم أو تلقائي، وأعمال الإرهاب التي تشبه حرب عصابات رجعية، ومثالها الأوضح تلك المواجهات والهجمات التي تحدث في سيناء، وهو ما يفرض علينا التعرض لكليهما، وتحديد موقفنا منهما.

اغتيال النائب العام والإرهاب الفردي
====================
رغم أنه قد تشير ملابسات اغتيال النائب العام إلى أكثر من جهة يمكن أن تكون قد نفذت الاغتيال، لكن ليس ذلك ما يعنينا هنا في المقام الأول، الذي يعنينا هو قضية الإرهاب الفردي أياً كان القائم به، نحن بلا تردد نرفض – كمبدأ عام – الإرهاب الفردي كوسيلة للنضال السياسي.. وذلك لأنه:

- يمس أشخاص ولا يؤثر في بنية نظام، هؤلاء الأشخاص ليسوا سوى بعض رموز النظام، أدوات يمكن استبدالهم أو إحلال آخرين محلهم، سواء كانوا يحتلون مراكز هامة، أو حتى رؤساء أو ملوك، إذ تستطيع الدولة بسهولة شديدة أن تضع آخرين مكانهم للقيام بذات الوظيفة، ومن ثم فإن الإرهاب الفردي – كأسلوب نضال – يشبه محاولة تفريغ ماء نهر جاري، بواسطة معلقة طعام.

- الزاوية الأخطر هي أن الإرهاب الفردي وعمليات الاغتيال يقدمون مبرراً للنظام أمام الجماهير لتوسيع البطش بالمعارضين، وتعظيم الإجراءات الأمنية بشكل عام، فيظهر استبداده كوسيلة دفاع حكومية مبررة ضد الإرهاب، ومن ثم يتم تضييق دائرة الحريات السياسية ومصادرة الحقوق العامة، وسن المزيد من التشريعات الرجعية، كما أنه يستطيع تمرير تشريعات ما كانت لتمر (بسهولة) لولا حالة – ومبرر – الأعمال الإرهابية، إن أعمال كهذه كثيراً ما يحتاجها النظام عندما يكون مأزوماً.

- يحتقر الإرهاب الفردي الجماهير، لا يعتبرها رقماً في مواجهة النظام، ويحتقر اللجوء إليها ومحاولة تنظيمها، إنه يعتبرها (كم سلبي) لا قيمة له، بل ويدينها لأنها لم تواجه النظام كما يرغب هو، عليها أن تخوض معركته كما يراها وإلا أصبحت خانعة وعبدة وخائنة، لذلك يسعى – من خلف ظهر الجماهير – لخوض معاركه، ولا يهتم أن تتحمل الجماهير نتيجة حماقاته، إنه إما يائس كلياً من الجماهير ومن أساليب النضال الجماهيري والسياسي، أو متهور أحمق لا يجيد فهم خوض المعارك السياسية ولا يقدر أهميتها، لقد قرر أنه لا يحتاج إلى الجماهير ، ولن ينتظرها صحوتها، فهو “بطل” في حد ذاته، والبطل لا يحتاج إلى الجماهير إلا لتصفق له فقط.

إن الإرهاب الفردي ليس سمة مميزة لاتجاه فكري معين، فقد تمارسه تيارات تقدمية أو غيرها، إلا أن خطر الإرهاب الفردي يتعاظم حين تمارسه قوى يمينية (طائفية أو عنصرية). فتلك القوى، في كثير من الأحيان توجه إرهابها إلى الجماهير، فليس عدائها في حدود النظام أو الدولة فقط، وإنما يمتد، طبقاً لتصورها الأيديولوجي، ليشمل – بدون تمييز – آخرين، وذلك لمجرد التباين الديني أو العرقي…الخ. إن كل صور الإرهاب الفردي خطر لا شك، سواء مارسها يمين أو يسار، لكنها أشد خطورة في يد أقصى اليمين الديني أو العرقي.. الخ.

إن اغتيال النائب العام لا يعني شيئاً هاماً بالنسبة لنا، فنحن لا نقيم وزناً للدمى التي يستخدمها النظام، لم نفرح لموته ، إذ لا يشير هذا الاغتيال إلى أي تقدم في حركة الجماهير، ولا يساعد في حدوثه، وبدون نفاق مبتذل نحن لن نحزن على موت أمثاله، فلم يكن مجرد موظف دولة عادياً، بل كان ذراعها في البطش بجميع خصومها، واستحق بحق كراهية كل القوي السياسية على تباينها، ولكن الدولة ببساطة استبدلته فوراً بغيره من خزانة موظفيها وخدمها، وزاد سعارها، وأخذت من موته مبرراً لتوسيع ديكتاتورية النظام وزيادة بطشه.

هكذا خدم هذا الاغتيال – هذا الإرهاب الفردي – النظام الديكتاتوري بأكثر مما خدم معارضيه، لم يخدش جسد الدولة بثمة خدش، لم يضعفها، لكنه تسبب في فرض المزيد من الإجراءات الديكتاتورية للنظام ضد الجماهير وضد تيارات المعارضة.

إن عمليات الإرهاب الفردي الجارية ليست مجرد اندفاعات فردية لعناصر معارضة فاقدة البوصلة ولا تثق بالجماهير. بل هي عمليات جماعات رجعية (منظمة) وطائفية، شديدة الخطورة على الجماهير وعلى مسارات الثورة . ويجب – ليس فقط التبرؤ منها أو إدانتها لفظياً، بل أيضاً مواجهتها والتصدي لها بعيدا عن منهجية النظام الديكتاتوري، بل ويجب مواجهة الديكتاتورية في ذات الوقت للتمكن من المقاومة، إن العصابات المحسوبة على الإخوان، أو الدواعش المصريين، أعداء يهددون الثورة بما هو أخطر من وسائل النظام القائم، وهذا ما يبتز به النظام الجماهير (أنا خطر أقل)، ومن ثم يظل بقاء هذا الخطر الأكبر (جماعات الإرهاب الديني) هاماً لقبول حكمه، إنه لا يسعى فعلاً إلى مواجهة فعلية تهدف إلى استئصاله، إن تعاون النظام مع الأزهر والسلفيين يتناقض مع أي مواجهة متسقة تهدف لخلع تلك الجماعات، علي العكس يحتاج هذا النظام إلى وجود تلك الجماعات وإلى قيامها بعمليات إرهابية من وقت إلى آخر، خاصة في أوقات أزماته وانحسار قاعدته الجماهيرية، فذلك يساعده بقوة علي جذب تعاطف قطاعات من الجماهير التي ترفض استخدام العنف، كما يساعده أيضاً في تمرير سياسات وقوانين عن طريق استغلاله لفزاعة الإرهاب، يقدم فرصة مناسبة لتغطية تواطئه مع مصالح رجال الأعمال في تلك الأجواء، وفرض المزيد من الأعباء على المواطنين ورفع الأسعار… الخ. هذا ما يجب أن نهاجم النظام فيه، أن نكشفه ونفضح أهدافه، دون أن نغفل عن أن لنا أيضاً معركتنا مع الإرهاب الديني وعصاباته، فرغم صراعهم الظاهر، إلا أنهم يتكاملان في تهميش واستبعاد الجماهير، ترهيبها، إبقاء التفكير في المستقبل خارج جدول أعمال الوضع القائم، حراسة حدود النظام الرأسمالي.

عن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والنظام والثورة
============================
مقدمات أساسية
-------------
1. الإرهاب والدين

نحن نختلف مع من يفسرون تنظيم الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة ومثيلاتهما بأن هذا هو ببساطة الفكر الديني وما ينجم عنه، مطابقين بذلك بين الدين والإرهاب، فهؤلاء يعزون المشكلة كلها ليس إلى الواقع الاجتماعي، ولكن إلى الأفكار، ومن ثم يختصرون حل القضية الخاصة بالإرهاب في (التحرر من الأفكار الدينية، علمنة الدولة، حرية الاعتقاد)، وحين نناقشهم – لماذا ليست الدولة معلمنة، لماذا لا توجد حرية اعتقاد، لماذا لم نتحرر حتى الآن من هيمنة الفكر الديني؟ لن نجد جوابا سوى إعادة نفس العبارات وإن بصيغ أخرى، أن الدين عائق، لنجد نفسنا هكذا ندور في حلقة مفرغة، (الفكر رجعي… تلك هي المشكلة، علينا التحرر من الفكر الرجعي… ذلك هو الحل). ونظل محلقين في فضاء الأفكار المجردة دون أن نقترب من أرض الواقع، وكأن صدفة تاريخية جعلت الفكر رجعي، ويقابل ذلك أمنية مجردة هي التحرر من هذا الفكر، وما بينهما، (الفكر والأمنية) يوجد العالم الحقيقي، يوجد التاريخ الخاص بتطور الشرق، ولادة بورجوازيته ولادة مبتسرة في أحضان القوى الاستعمارية، صراع طبقاته، أنماط وسياسات نظمه السياسية.

في تلك الحقول التي لا يتعرضون لها تسكن كل عناصر تفسير القضية، كل أسباب كبح التقدم، أو دفعه، وعلي تلك الأرضية نري ونفهم ولادة الفكر الديني الرجعي، ليس الفكر سوى ناتج لتلك الشروط التاريخية، إنه أيضاً أحد أدوات الصراع التي أنتجها التاريخ في تلك الشروط الخاصة، لذلك يتحرك هذا الفكر مع حركة الواقع نفسه فيه، هذا الفكر لم يكن أبداً في وضع ساكن كما يصوره الحداثيون، فقد مر بأطوار واختلافات عديدة، تقدم وانتكاس، حوره المتصارعون ليناسب معركتهم، وفي خلفية كل ذلك يجري الصراع الاجتماعي والطبقي محركاً ومحولاً، ليس صراعاً مجرد بين ماضٍ ومستقبل، بين تأخر وحداثة، الزمن لا معنى له إن لم ينظر إليه كمسرح لصراع محدد، فهو ليس دقات ساعة في فراغ، وإنما مؤشر لحركة قوى وطبقات صعوداً وهبوطاً، وفي تلك الحركة نعثر على تفسير حركة الفكر نفسه، وعلي أسباب ركوده أو تحور خطابه.

2. الإرهاب بين الفقر والرفاهية

يثير هؤلاء نقاشاً للبرهنة على أن المشكلة هي مشكلة تفكير ذو طابع رجعي لا يرتبط بشروط الواقع.

الإرهاب ظاهرة نجدها في المجتمعات الأوربية كما نجدها في المجتمعات الشرقية المتخلفة. في فرنسا أو ألمانيا كما في ليبيا أو تونس أو مصر، ومن ثم فهو منفصل عن الأوضاع الاجتماعية، لا علاقة له بشروط الواقع أو معطيات الصراع، إنه ظاهرة تعود إلى عقائد فاسدة فحسب، لذلك يمكن أن تجذب إليها معدمين أو مرفهين في ذات الوقت، ليست مرتبطة مثلاً بالفقر أو بالتخلف الاجتماعي.

إن عزونا الأمر للدين مثلاً فبماذا نفسر وجود اتجاهات عقلانية وثورية بين مدارسه، وبماذا نفسر هيمنة الفكر الوطني واليساري في كل العالم تقريباً بعد الحرب العالمية الثانية مع تراجع ملحوظ للفكر الديني أو الرجعي بوجه عام. بماذا نفسر استقطاب النضال التقدمي للحركات الدينية مثلما حدث في أمريكا اللاتينية مع لاهوت التحرير، وبدرجة أقل في إيران وحتى الجزائر ومصر وتونس، حتى منتصف سبعينات القرن العشرين تقريباً.

وبماذا نفسر بعد ذلك وجود إرهاب يساري، أو إرهاب شعبوي، إن لم ننظر لكل واقع وفق شروطه، تطوره التاريخي، حال طبقاته الاجتماعية، ظروف الصراع فيه، لن نفهم شيئاً سوى أن الفكر قبيح أو جيد، لن نفهم حتى لماذا هو قبيح أو جيد، أو ما هي الظروف التي دفعت أشخاص عاديين لتبني فكر قبيح أو جعلت هذا الفكر جذاباً ومهيمناً.

بوجه عام لا يسير الصراع الطبقي في مجتمع ما وفق وتيرة واحدة، أو بإيقاع منسجم، إن قطاعات ما في ظروف الصراع، خاصة عندما يخبو أمل التقدم والثورة، تصاب باليأس، تنسحب أو تنتحر، تكون جماعات غنوصية، تنتظر القيامة، تهرب إلى فكر وجودي / هيبي / عبثي / صوفي. أو إلى صورة أخرى مثل عصابات إرهابية. كلها نتاج – هنا أو في أوروبا- لموجات تراجع تاريخي، صدمات كبرى مثل الحروب أو هزيمة الثورات، ضيق مسام التقدم والثورة.

هذا بوجه عام. أما بخصوص الإرهاب الديني أو حتى العرقي في الدول المتأخرة، فتلك قصة أكثر تعقيداً، إذ يتضافر فيها عنصران الأول هو فقدان الأمل في التغيير، والثاني هو مصالح الدول الامبريالية في المنطقة. إن مثالنا الأكبر والأهم هو تنظيم القاعدة، ودور الإدارة الأمريكية والبورجوازيات الرجعية في تمويله وتسليحه وتدريبه، هذا التنظيم يمثل “النقلة النوعية” في جماعات التطرف الديني. قبل ذلك ظهرت وهزمت عشرات الجماعات دون أثر يذكر. وحتى هذه، في مثال مصر، كانت بالتواطؤ مع نظام السادات (وحلفاؤها الدوليين بالقطع). وعن تنظيم القاعدة تولدت تلك التنظيمات العسكرية الدينية الكبرى، وقد ضمنت مع ولادتها مصادر تمويلها، تسليحها، تدريبها. ليس الأمر بهذه البساطة فهي مدخرة (متروكة احتياطياً ربما بلا اهتمام) حتى تدعو إلى استدعائها في ظروف مناسبة.

لا شك أن هذه الجماعات تنمو وتنتشر بصورة أكبر في مناخ التخلف والفقر والجهل، إلا أن هذا ليس المصدر الوحيد لنموها.

تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والثورة المصرية
-------------------------------------------------
لا يمكن إنكار دور القمع والتهميش الذي تعرضت له سيناء ومدنها، بوجه خاص منذ اتفاقية كامب ديفيد، وأيضاً الفساد الذي تجلى في اتجار قيادات عسكرية وأمنية بالأنفاق، وتكريس الأجواء القبلية والعشائرية، والحرمان من الخدمات والتنمية… الخ.

ولا يمكن أيضا تجاهل وجود الاحتلال الصهيوني على مرمى حجر منها، وتأثير ما يتعرض له الفلسطينيين من وقت لآخر على أهالي وشباب مدن سيناء، والاحتكاك المباشر بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

عدة عقود من الفساد والفقر والتهميش لا يمكن أن تمر بدون أثر فقد نشأت بعض المنظمات الجهادية الصغيرة التي نفذت بعض العمليات – مثل جماعة التوحيد والجهاد – وكانت موجهة بصفة رئيسية للصهاينة وكانت أدواتها بدائية الصنع.

تفكك المفاصل والحواجز الحدودية بفعل أحداث ثورات المنطقة أحدث نقلة نوعية في تكوين وتسليح تلك الجماعات، فمن رحم تجربة التوحيد والجهاد خرجت جماعة (أنصار بيت المقدس) ولنلاحظ دلالة الاسم. ومع انهيار النظام الليبي دخلت مصر مركبات وأسلحة بأعداد مهولة، استخدم المصريين بعضها في تجارة أسلحة غير شرعية، وسقط في حجر أنصار بيت المقدس جزء كبير منها ومع انهيار المؤسسات الأمنية في مصر خرج انصار بيت المقدس إلى العلن فارضين نفوذهم بدرجة كبيرة، عقدوا اتفاقات مع رؤوس وشيوخ القبائل، وجذبوا إليهم أعداداً كبيرة من الشباب، واستعدوا – إبان تولي الإخوان الحكم – لفرض نفوذهم بدرجة أكبر، فخرجوا في استعراضات عسكرية بالعربات والأسلحة يطوفون سيناء حاملين راية الجهاد السوداء.

مع انهيار حكم الإخوان، وبالتزامن مع توسع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أعلن أنصار بيت المقدس تبعيتهم لتنظيم الدولة المعروف اختصاراً بداعش مبايعين أمير تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، خليفة وأميراً أعلى لتنظيمهم، واستعدوا لدخول حرب عصابات مع الدولة المصرية (دولة الردة عن الإسلام) لإسقاط سلطة الانقلاب حسب وصفهم.

قررت السلطة المصرية مواجهة داعش مصر عسكرياً، لكن خريطة الجماعات الجهادية المعروفة قبل يناير 2011 للمخابرات والأجهزة الأمنية كانت قد تغيرت إلى حد كبير، ومن ثم كان هجوم الدولة متخبطاً وعشوائياً، اعتقدت الدولة أنها أمام تنظيم صغير يمكن القضاء عليه في بضعة أيام، لكن الواقع لم يكن كذلك، فقد توسع التنظيم وتنوعت ملاجئه وتطور سلاحه.

على الجانب المقابل ظهر قصور أمني شديد واستهتار بالعدو وعدما اتخاذ إجراءات أمان مناسبة في صفوف القوات العسكرية المصرية في سيناء، فالقيادات العسكرية كانت أكثر انشغالاً بتأمين مقاعدها وتعظيم مكاسبها في ظل حكم السيسي، فتوسعت في مشروعات مقاولات وتجارة وإنتاج استهلاكي، فضلاً عن توظيف كبار العسكريين في المناصب الإدارية والقيادية في الشركات والمرافق العامة والأجهزة الحكومية والمحافظات والأحياء… الخ. كان لذلك أثر واضح في تدني الكفاءة القتالية وحتى التفكير الاستراتيجي العسكري، كانت القيادة منهمكة في المناورات والصراعات السياسية، وأعمال البيزنس، ودفع صغار العسكريون الثمن في سيناء فادحاً.

مثّل هجوم مطلع يوليو مؤشراً خطيراً، وكاشفاً، على الحالة التي وصل إليها أطراف الصراع العسكري في سيناء، الجيش والأنصار الداعشيون، تطورت أساليب داعش وكسبت ثقة ضخمة في قدراتها العسكرية فهاجمت 15 موقعاً عسكرياً في وقتٍ واحد، ودخلت في اشتباك مسلح مع القوات العسكرية استمر وقت أطول كثيراً من المتوقع قبل أن تنسحب، أحدثت خسائر في البشر والمعدات، واستولت على بعضها، استطاعت تلغيم طريق الإمدادات العسكرية وقطعها مؤقتاً وفي لحظات حرجة عن المواقع التي هاجمتها. إنها كارثة عسكرية بكل المقاييس. لم تستطع العناصر الأمنية المعرفة بالهجوم، أو حتى رصد المهاجمين قبل الوصول إلى الأهداف. استغرق العسكريون في تلك الوحدات وقتاً أطول من اللازم لصد الهجوم الداعشي الأمر الذي احتاج تدخل الطيران لإجبار المهاجمين على الانسحاب، ظهر القوات كان مكشوفاً تماماً للمهاجمين والتسليح كان عاجزاً عن الدفاع، فما بالنا بالردع، تلك جريمة بكل المقاييس يجب محاسبة المسئولين عنها في قيادة الجيش وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

جريمة راح ضحيتها جنود وضباط صغار تركوا فريسة سهلة للداعشين، بلا مظلة حماية، ولا معدات رصد، أو تأمين خطوط إمدادات قريبة ( رغم أنهم في خطوط المواجهة الأمامية) أو تسليح مناسب ولو دفاعي. يجب تقديم القادة العسكريين للمحاكمة، وكذلك يجب استبدالهم بآخرين ميدانيين بدلاً من الكروش المترهلة التي تحولت إلى شرطة وإلى تاجر وإلى مقاول وإلى حزب سياسي، وإلى سلطة.

الدواعش المصريين خطر داهم على الحاضر والمستقبل
-----------------------------------------------------
هل كون الدواعش المصريين ولدوا من المعاناة والتهميش يجعلهم قوى ثورية، أو ضحايا يجب التعاطف معهم، هل نقف في جانبهم أم نقف في مواجهتهم؟

يجب أن نضع في اعتبارنا حقيقة أولية، ليس كل ضحايا النظام الرأسمالي ثوريين بالضرورة، أو حتى يمكن كسبهم لصفوف الثورة وأهدافها. لنقدم عدة أمثلة على ذلك:

- نبدأ من البورجوازية الصغيرة في ألمانيا الثلاثينات، فقد حطمت الأزمة الاقتصادية في ثلاثينات القرن العشرين تلك البورجوازية الصغيرة فانتشرت البطالة بقوة، انهارت الأجور وتصاعدت الأسعار، ورغم قوة الحركة العمالية والاشتراكية وقتها، أخرجت البورجوازية الصغيرة وبعض القطاعات الأشد بؤساً في ألمانيا، إلى مسرح الصراع الاجتماعي الدائر، القوى الأكثر قمعية ورجعية وعنصرية في التاريخ الحديث، أخرجت الفاشية التي عملت فوراً على تحطيم قوة العمال، وشق الطبقة العاملة نفسها إلى يهود وألمان، فاشيين (وطنيين) وخونة. الفاشية التي ولدت بين ضحايا الرأسمالية، كانت أداة التدمير الأعنف في يد الرأسمالية ومثلها في إدارة الدولة.

- أشباه البروليتاريا، التجار الصغار، الباعة على الأرصفة، عاطلين وغيرهم من القاع الاجتماعي، من فئات عانت الفقر والعوز، البطالة والعمل المتقطع، الملاحقات الأمنية والإذلال، من بين هؤلاء في مصر شكلت الأجهزة الأمنية جيش البلطجية، هذا الجيش الشعبي (من الفقراء) الذي وضع مباشرة في مواجهة الجماهير، واغتال وقتل وأصاب من بين الثوريين أعداد كبيرة، وساعد الأجهزة الأمنية بالسلاح في أغلب معاركها ضد القوى الثورية. إنهم قادمون من أفقر القطاعات الاجتماعية، شبه معدمين لكنهم، في الممارسة الفعلية، لعبوا في الصراع دور أحقر أدوات السلطة والثورة المضادة في مواجهة الجماهير.

- في منتصف الثمانينات تمكن تنظيم (الجماعة الإسلامية) من فرض نفوذه في مناطق فقيرة، مثل إمبابة وعين شمس، وأصبح لبعض الوقت سلطة فعلية موازية في تلك المناطق، جند قواته من بين فقراء ومهمشي هذه الأماكن، أعطاهم سلاحاً ونفوذاً، وقدم لهم أيضاً زواجاً ميسراً وسكناً مؤقتاً، فماذا فعلوا بهذا النفوذ؟ أحرقوا كنائس واعتدوا على شباب مسيحيين وفرضوا بالقوة أنفسهم على السكان، هاجموا احتفالات شعبية وكل شاب بصحبة فتاة، سرقوا محلات ذهب، فرضوا الرعب على المواطنين.

- في سوريا من بين الفقراء والعاطلين جند النظام جيش الشبيحة كقوة شعبية مسلحة في مواجهة الثورة، كانوا الأشد عنفاً ودموية حتى من القوات الرسمية للنظام.

نقترب الآن من الإجابة، إن المحدد الواقعي والعملي في تحديد موقف من الدواعش وغيرهم، ليس تلك النظرة الإنسانية المجردة، كونهم ضحايا تهميش وفقر، فهكذا “الشبيحة” و”البلطجية” وأيضاً بصورة ما الفاشية نفسها.

المحدد هو الدور الفعلي الذي يلعبونه في مجرى الصراع الدائر، فلا يملك أطراف صراع دائر ترف النظرة الإنسانية المجردة أو تبعاتها المميتة، إنهم الآن وفعلاً مسخ متوحش خرج من أنقاض الانهيار ليهاجم بلا رحمة، ويجب فوراً – مثلما كان واجباً في موقعة الجمل وغيرها، مثلما كان واجباً في ايطاليا وألمانيا وأسبانيا، ومثلما كان واجباً في سوريا – القضاء عليه كخطر أعمى يهدد الحاضر والمستقبل.

ماذا نعني بالحاضر والمستقبل
-----------------------------
رغم هيمنة السلطة العسكرية على الحكم، ورغم الهزيمة المؤقتة للثورة، يظل من الهام بالنسبة لنا، على مستوى الدعاية والتعبئة السياسية، اجتذاب الجماهير من أرضية ليس فقط الليبراليين واليسار الإصلاحي والوطنين أذيال الدولة والمرحلة، بل أيضاً – وبتشديد أكبر – من وجه الحلول الأشد رجعية، التي تشوه ملامح الصراع الطبقي وتجر المجتمع برمته إلى الخلف، وتسعى لفرض حلولها – الأكثر رجعية – بقوة السلاح على الجماهير، إنهم الوجه الأكثر بربرية القادم من القاع الاجتماعي لينقذ النظام الرأسمالي بوسائل أكثر وحشية، ففي مواجهة القانون الاستبدادي البورجوازي يفرضون قانونهم الذي لا مرجعية له إلا إرادة الأمير، ويقيمون محاكمات بلا قواعد، هم فيها القاضي والخصم، تصدر بلا معارضة أو طعن أو حتى دفاع، أشد الأحكام قسوة، يقسمون المجتمع على أساس العقيدة، يكفرون الحريات الشخصية والعامة، دستورهم (القرآن) يفسرونه كما يحلو لهم، ولا يمكن تبديله أو الطعن فيه، يعترضون بالدم ليس فقط مسار التطور، ولكن أيضاً كل مظاهر الاحتجاج أو التنظيم أو المعارضة، هكذا يعترضون طريق الحاضر إلى المستقبل ويغلقون مسام التغيير وطريق الثورة، إنهم ببساطة يجعلونها أصعب وابعد بما لا يقاس مع الديكتاتورية البورجوازية التقليدية.

ومن ثم على من يفكر في المستقبل، في التغيير أو الثورة، أن يسعى لأن يكنس من طريقها عقبة الدواعش الخطيرة أو ما يشابهها وطبعاً من كل التيارات الطائفية والرجعية وفي مقدمتهم الإخوان والسلفيين. عليه أن ينظف طريق المستقبل من روث التاريخ المشوه لتطور بورجوازيات التخلف.

هل نؤجل صراعنا مع العسكر؟
------------------------------
الإجابة مباشرة هي لا، السلطة لا تعمل في فراغ اجتماعي، إنها أيضاً تقهر وتستغل وتعتقل وتقتل أحياناً، كل ذلك بدرجة أو أخرى في مواجهة الجماهير، في مواجهة طريق الثورة، في مواجهة المستقبل، ونحن لا نتواطأ (ولو بالصمت) مع سلطة بورجوازية أياً كان شكلها وأياً كانت سياساتها، فهي في التحليل النهائي ممثل لطبقة من اللصوص وناهبي الشعب. ومن ثم ليس مطروحاً في أي لحظة أن نؤجل صراعنا مع الديكتاتورية البورجوازية العسكرية، ويتوقف هذا الصراع على مجمل الظروف المحيطة به، مدى تماسكها أو ضعفها، درجة استعداد الجماهير وتنظيمها، الميل العام لدى الجماهير في أي اتجاه، هذه المؤشرات تحدد لنا الكيفية التي نخوض بها الصراع ضد السلطة، دون انفصال نخبوي عن حالة الجماهير، وبالقطع ليس بالتطابق مع حالة ومستوى وعي الجماهير، ودون اندفاع مغامر في ظروف لا تتيح تحقيق انتصارات مباشرة، ودون صمت أو إهدار لكل الفرص المتاحة لفضحها وحصارها سياسياً وتعبئة الجماهير في مواجهتها، فبدون الجماهير نحن نخب بائسة مهما أظهرنا من بطولات، علينا أن نكشف محتوى وآثار سياساتها الاقتصادية، انحيازاتها الطبقية، تجاوزاتها القانونية، انتهاكاتها، فسادها، وحتى الأعمال غير القانونية التي ترتكبها ضد خصومنا. علينا أن ننتهز فرصة أزمتها لانتزاع حقوق ومكاسب أكبر، أن نفرض عليها مساحات أكبر للحريات العامة، أن نفكك أواصر علاقتها بمؤسسات وأحزاب مثل الأزهر والسلفيين، أن نصل بالهجوم الديموقراطي إلى أعلى سقف ممكن عن طريق النضال وإشراك الجماهير، دون أن نغفل معاركنا في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، إننا بلا مواربة، نسعى لكنسها أيضاً عن طريق المستقبل والثورة، ولكن بمكانس الحركة الجماهيرية بوجه خاص وحصراً.

نحن نخوض أكثر من معركة في وقت واحد، إنها معطيات الواقع بغض النظر عن رغباتنا، ولكل معركة منهم شروط وأدوات.

في حال احتدام الصراع بين خصومنا، هل نقف على الحياد؟
--------------------------------------------------------
نحن بلا شك قد تم حشرنا بين حجري رحى في هذا الصراع الضاري بين أقسام مختلفة من البورجوازية، فمن جهة الإخوان المسلمون، ومن جهة أخرى هذا المسخ الداعشي، ومن جهة ثالثة سلطة الثورة المضادة ونظامها، وكل ذلك في وقت تراجعت فيه الثورة، وانقسمت فيه الجماهير التي شكلت وقوداً لسنوات الثورة، وتفككت فيه تنظيمات وروابط الثوريين بدرجة كبيرة، وان كنا لا نملك القوة اللازمة لمواجهة هؤلاء الخصوم، إلا أننا لا نملك أيضاً ترف الوقوف على الحياد.

فالمتاح لنا الآن في حدود قوتنا تقدير الخطر النسبي لكل خصم منهم في كل ظرف محدد من ظروف الصراع، تحديد أين نوجه هجومنا السياسي على نحو مكثف في هذا الظرف أو ذاك، الاستفادة من كل ثغرة يمكن أن نمر من خلالها أثناء المعارك، دون أن نغفل باقي خصومنا.

من حيث المبدأ جميعهم أعدائنا، فلا تحالف أو تنسيق أو عمل مشترك مع أي طرف منهم. ولا تفويت لأي فرصة نفضح فيها هذا الطرف أو ذاك.

ومن جهة ثانية يظل خطر الديكتاتورية البورجوازية أقل من خطر عصابات المسخ الداعشي، ومن ثم نحن نؤيد أي مواجهة مع هذه العصابات، وأي ضربات توجه لها دون أن نمنح تأييدنا للنظام أو نغفل عن استغلال ثغراته أو أزمته واستخدامها في الضغط عليه لتحقيق مكاسب أكبر لصالح الحركة الجماهيرية.

علينا أن نرفض ونناضل ضد استغلاله ظروف هذا الصراع لفرض المزيد من الاستبداد أو تمرير قرارات أو قوانين تحد من الحريات أو تعتدي على حقوق الجماهير، علينا أن نطالب بحريات أوسع في الوقت الذي يسعى فيه لتضييق الحريات، علينا أن نطالب بحريات أوسع في الوقت الذي يسعى فيه لتضييق الحريات، أن نطالب بالشفافية التامة وحرية النقد والاحتجاج، أن نراقب أداء أو تجاوزات السلطة في هذا الصراع، أن نميز بين المتهمين في ساحات المحاكم والمقاتلين في ساحات الحرب، أن نربط بين تواطؤ النظام مع جزء من الرجعية الدينية وبين الإرهاب، أن نهاجم سياساته التي تؤدي لتوسع وتغذية المسخ الداعشي، سواء في التوزيع الغير عادل للخدمات والأجور أو التعليم أو عدم تطوير الأحياء العشوائية، أن نفضح سعيه لتحميل الجماهير أي أعباء، وأي امتيازات يسعى لتحقيقها على حسابها.

بإيجاز، لم ولن نؤجل معركتنا ضده، وسنستخدم فيها ما يحدث كمادة دعاية وتشهير ووسيلة ضغط ضده، نريد حريات أكبر، فساد أقل، إشراك أوسع للجماهير، عزل أكبر لمنابع الإرهاب والرجعية الدينية وتحت هذه الشعارات نشن هجومنا.

وما يصدق على داعش يصدق – وإن بدرجة أقل – على الإخوان دون أن نخل بالمبادئ التي أوردناها، ضد التنظيم بجناحيه السياسي والمسلح، مع كنسه على الجبهتين، مع ضرورة أن تتم المعارك تحت رقابة الجماهير، ودون إخلال بحقوقها في النقد والاحتجاج، دون خلط بين المعارك الفعلية وانتهاكات الأجهزة الأمنية، وحتى القضائية، واستغلال كل ثغرة أو تجاوز لفتح مسار لصالحنا لشن الهجوم السياسي من خلاله.

الجيش ومعركة الإرهاب، والثورة
==================
تضع الماركسية تمييزاً هاماً في نظرها لبنية الجيوش البورجوازية، تلك الجيوش تتشكل قاعدتها (الجنود والضباط الصغار) من أبناء العمال والفلاحين الفقراء والحرفيين والباعة الصغار، وقمتها (جنرالات وضباط كبار وقادة وحدات) من أبناء الطبقة الوسطى والرأسمالية الكبيرة، أي أنها انعكاس للبنية الطبقية (الهرمية) في المجتمع، والقاعدة المتبعة في الجيوش من هذا النوع هي الدفع بأبناء الطبقات الفقيرة (الجنود وضباط الصف) في الحروب والتعرض للموت والصدمات العصبية وبتر الأطراف، إن موت الآلاف في المعارك حدث عادي، وموت جنرال واحد حدث جلل.

وعادة ما يساق أبناء الفقراء إلى الحرب قسراً عبر التجنيد الإجباري، وهذا في أغلب الجيوش، مما دفع البلاشفة – في الحرب العالمية الأولى – إلى توجيه نداء للجنود على الجبهتين للتآخي وترك جبهات القتال (تلك حرب تخاض من أجل أطماع الطبقات الحاكمة، لا ناقة لكم فيها ولا جمل، أنتم تدفعون دمائكم، وتقتلون فقراء مثلكم، ولا تحصلون على شيء سوى استمرار بؤسكم، لا تخوضوا حرب هؤلاء اللصوص، تآخوا واتحدوا وخوضوا حربكم أنتم ضدهم).

إلا أن الحرب الدائرة تختلف قليلاً، الدواعش، أو الإخوان، يخوضون حرباً داخلية بلا تمييز ضد الدولة والشعب معاً، حرب دخلوها تطوعاً وليس قسراً تحركهم عقيدة يؤمنون بها ويقاتلون لتنفيذها (شأن العصابات الفاشية قبل استيلاء هتلر على الدولة) إنهم أيضاً يحلمون بأنفسهم وقد صاروا أمراء إسلام يملكون الجواري ويأخذون الجزية ويحكمون.

لا يمكن دعوة هؤلاء للتآخي والعمل المشترك مع الجنود ضد الطبقات المالكة، هذا درب من الوهم الخالص. نداء البلاشفة غير ملائم مع هذا المسخ الداعشي، ولا حتى مع الإخوان.

ليس لنا سوى الوقوف خلف الجنود والضباط الصغار في تلك المعركة، ولكن علينا النضال من أجل شروط أفضل للجنود، امتيازات تقارب امتيازات القادة، تعويضات تساوي تعويضات الجنرالات في الإصابة والموت، مؤن وأسرة تساوي أو تزيد عما يحصل عليه القادة، دخل يقارب دخول القادة، تزويدهم بأسلحة ومعدات تسمح لهم بالتفوق والردع دون نظر إلى شروط الاتفاق مع المستعمرين الصهاينة، خدمات طبية متقدمة لهم ولأسرهم، توفير عمل مناسب لمن تنتهي خدمته منهم سليماً أو مصاباً.

نحن في ظهر الجنود وصغار الضباط ضد الدواعش وضد فساد وامتيازات القادة العسكريين. ونحن أيضاً مع محاسبة ومحاكمة القادة العسكريين (سواء ارتكبوا جرائم حرب ضد مدنين عُزل أو قتل أسرى أو قصروا في أداء واجباتهم تجاه الجنود سواء عدم التسليح الملائم، أو تركهم بدون خطة عسكرية مناسبة، أو بدون تأمين خطوط إمداد قريبة، خاصة إن نجم عن ذلك خسائر أو ضحايا).

هكذا يمكن ويجب أن نخاطب الجنود، يمكن أن نكسبهم إلى جبهتنا بدرجة أو بأخرى، نحن أكثر اهتماما بهم من القادة المتخمين بالامتيازات.

إن ثورة لا تتمكن من جذب هؤلاء إلى جانبها هي ثورة لا يمكن أن تنتصر. تلك فرصة ملائمة للبدء في كسب تعاطفهم، في بيان أننا نمثل مصالحهم أكثر من قيادتهم البورجوازية، وأننا نخوض معهم حربهم على أكثر من جبهة.

أيضاً أن نكشف الآثار الكارثية على المستوى العسكري الناتجة عن تحول المؤسسة العسكرية إلى شركة تجارية ومقاولين، خصوصاً في أوقات الحرب.

ونكشف أيضاً هذا التواطؤ بين السلطة ورأس المال، حيث يعفى رأس المال من أي تكلفة، وتتحمل الطبقات الفقيرة أعباء المعركة، زيادة في الضرائب وأسعار الخدمات، يحرم الفقراء الذين يضحون بأرواحهم لصالح رجال الأعمال الذين لا يضحون بشيء، هذا الفساد يجب أن نحاربه نحن، وباسم نفس المعركة التي يتذرع بها النظام (الحرب على الإرهاب)، يجب أن نوجه سلاح الفساد إلى صدره ونفضح قصوره وتواطئه وانحيازه الطبقي، نحن مع معركة حقيقية على الإرهاب في كل الجبهات؛ التفاوت الاجتماعي، التعليم، التهميش، امتيازات رجال الأعمال والدولة والفساد والدخول المتدنية والحريات العامة، فبخطاب دعائي مناسب نقلب السحر على الساحر ونعمق المعركة ضد الإرهاب حتى لا تقف فقط عند الحدود مع الدواعش ولكن أيضا ًتتسع لتشمل شروط النظام القائم التي تسمح بنمو وازدهار ألف مسخ داعشي، أو إخواني جديد.



#اليسار_الثوري_في_مصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقطاع والثورة في إيران - بيمان جافاري - مقال مترجم
- ما بين 30 يونيو و3 يوليو والتحليلات السياسية المأزومة - مقال
- الدائرة الجهنمية - مقال
- الأقباط بين المواطنة والوطنية البورجوازية - مقال
- البورصة مرتع المضاربين
- القضية ليست مجرد حجاب - مقال
- حول شعار “يسقط كل من خان … عسكر فلول إخوان” .. ثلاثة ملاحظات ...
- أوقفوا قطار الديكتاتورية، احموا أجسادكم وحقوقكم - بيان
- تحرر النساء بين المفهومين الليبرالي والماركسي
- ماذا بعد المؤتمر الاقتصادي؟
- هذا هو قضاء الطبقة وهذه هي عدالتها - مقال
- في ذكرى معلمنا الأعظم.. كارل ماركس
- هجوم دولة السيسي على الفلاحين الفقراء .. استكمال خطوات دولة ...
- من أرض الحق البرجوازي إلي ارض الصراع الطبقي – 2 – قانون الاس ...
- لا فرق بين زيد وعبيد ... حول الحرب في اليمن - مقال
- لا للتحالف العدواني العربي على اليمن .. لا لمعسكر الثورة الم ...
- أقنعة الإخوان البديلة وتضليل قوى الثورة - مقال
- من أرض الحق البورجوازي لأرض الصراع الطبقي … تحصين الخصخصة سل ...
- المفهومان الليبرالي والماركسي عن الصراع الطبقي - لينين
- اليونان وسيريزا .. هل الأمل في الطريق؟؟ - مقال


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اليسار الثوري في مصر - داعش والعسكر والثورة (قراءة أولية) - كراس